إنجيل عشية الأحد الاول من شهر توت

17 سبتمبر 2022
Large image

إنجيل العشية ( مت ۱۱ : ۱۱ - ۱۹ ) شهادة المخلص عن يوحنا المعمدان
مكانة يوحنا : الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان . ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه بدأ رب المجد يشير إلى عظمة يوحنا بقوله « إنه لم يقم بين المولودين من النساء أعظم منه. . ومرد هذه العظمة هو إلى أن والده كان كاهنا باراً وأن الملاك بشر بولادته قبل الحبل به ، وأنه امتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ، وأنه وضع يده على رأس السيد وعمده ، ورأى الروح القدس نازلا عليه على شكل حمامة . هذا إلى أنه تقدم أمام المخلص بصفته ملاكا يدعو له ويعد له النفوس ، فضلا عن أنه عاش في البرية عيشة النسك والطهارة والقداسة . ثم استدرك المخلص قائلا « ولكن الأصغره في ملكوت السموات أعظم منه » وقد بينا الحكمة في ذلك في إنجيل القداس لهذا اليوم .
أثره:-
ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون مختطفونه . لأن الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا . وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى . من له أذنان للسمع فليسمع . "مت 12:11-15" واستطرد السيد يشير إلى ما أحدثته دعوة يوحنا فقال « ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب » ، ومعنى ذلك أن اليهود تزاحموا عليه وعلى يسوع لسماع تعاليمهما ، وكانوا جادين في غيرتهم فاعتمد منهم كثيرون وغيروا سيرتهم وطرحوا العالم ، ونبذوا اللذات جانبا ، وقاسوا الشدائد ، وصبروا على المكاره ، ومشوا قدما في طريق السماء برغبة حارة ، فكأنهم بانتصارهم على شهواتهم وأهوائهم ، وإقلاعهم عن الشرور ، وتوبتهم الصادقة قد اغتصبوا الملكوت اغتصابا واختطفوه اختطافا ، وهذا عين قول المخلص في مناسبة أخرى « كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا . ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه إليه » ( لو 16 : 16 ) . فهذا الملكوت ينال بقوة النعمة الفائقة ، لا بقوة التناسل من إبراهيم کماکان يزعم اليهود . وسر الأمر فيما تقدم أن أنبياء العهد القديم كما قال يسوع اتصلت نبواتهم بالتتابع إلى يوحنا ، كما أن كل طقوس الناموس ، وهي ظل الخيرات العتيدة » ( عب١:١٠ ) ، كانت بالمثل ترمز إلى المسيح . ولكي يحرض يسوع سامعيه على تلبية داعى الملكوت لفت أنظارهم إلى وجه الشبه بين يوحنا وإيليا بقوله « فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى » . وبيان ذلك أن يوحنا جاء في أعقاب الشريعة القديمة ، وتقدم أمام المخلص منذرا بمجيئه ، وإيليا سيأتى عند انقضاء العالم ، ويتقدم أمام السيد منذرا بمجيئه الثاني ، هذا إلى أنهما كانا يوبخان الخطاة لا فرق لديهما بين شريفهم ووضيعهم ، كما يتضح ذلك من موقف إيليا من آخاب وإيزابل ، وموقف يوحنا من هيرودس وهيروديا . وفيما يلي بعض الآيات التي تشير بوضوح إلى وجه الشبه بين الاثنين ، فالوحى يقول على لسان ملاخي النبي « هأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجئ يوم الرب العظيم والمخوف فيرد قلب الآباء على الأبناء . وقلب الأبناء على آبائهم قبلما آتی وأضرب الأرض بلعن ، ( ملا 5 : 4 ) . ويقول المخلص عنه « ولكني أقول لكم إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا . كذلك ابن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم . حينئذ فهموا أنه قال عن يوحنا المعمدان » ( مت ۱۷ : ۱۳-۱۲ ) . وفى مناسبة أخرى يقول الملاك عنه لزكريا ، ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ . للرب شعبا مستعدا ، ( لو ۱۷ : ۱ ) . وبعد ما بين يسوع خطورة الدعوة إلى الملكوت نبه الحاضرين إلى ضرورة فتح آذان قلوبهم وفهم أقواله والعمل بها ، وذلك بقوله « من له أذنان للسمع فليسمع .
تقلب اليهود : و بمن أشبه هذا الجيل . يشبه أولادا جالسين في الأسواق ينادون إلى أصحابهم . ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا . نحنا لكم فلم تلطموا . لأنه جاء يوحنا لايأكل ولايشرب . فيقولون فيه شيطان . جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب . فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة . والحكمة تبررت من بنيها ، .
الأرشيذياكون المتنيح بانوب عبده
عن كتاب كنوز النعمة لمعونة خدام الكلمة الجزء الأول

عدد الزيارات 243

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل