إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر طوبة

28 يناير 2023
Large image

تتضمن تبكيت المجرمين والظالمين والذين يتعهدون الأوامر الالهية مرتبة على فصل إنجيل ابراء المخلع عند بركة الضأن التي يقال لها بيت حسدا . ( يو 5 : ۱-۱۷ ) لقد سمعنا الآن أن الذين كانت بهم الامراض والاوصاب والعاهات الجسيمة المختلفة . كانوا يتغربون عن بلادهم ويهجرون أوطانهم . وينفقون الكثير من أموالـهم ويكابدون المصاعب العديدة . كل ذلك طلباً للشفاء من الامراض البدنيـة . الصـائرة إلى التراب وشيكاً . حتى آل الاجتهاد بهذا المخلع إلى المقام بجانب تلك البركة سـنين هذا عددها فكيف يجوز لك ياهذا أن تتغافل عن العناية بأمر نفسك العاقلة العديمـة الفساد ؟ . ولعلها تكون في حالة مخلعة . مشتملة على أنواع المأثم الردية . وأنت مـع ذلك لا تنظر إلى قبحها وشناعتها . وكيف تكون مؤمناً بالمسيح ومولوداً من الـروح ومعترفاً بقيامة الأموات ومؤملا سعادة الملكوت ومتقلداً بسلاح النصرانيـة . وأنـت على هذه الكيفية ؟ وإذا كان ربنا له المجد قد اشترط على الذين يطلبـون الملكـوت أن يزيـد برهم على الكتبة والفريسيين . مع ما كانوا عليه بالأمور الدينية كالصوم والصلـوات ودفع العشور والابكار والنذور وتقديم القرابين عن الخطايا وغـير ذلـك . فكيـف يوجد فيكم اليوم المهملون لذواتهم ، السائرون بـهوى قلوبـهم . الذيـن يرتسمون بالنصرانية رسماً خارجياً فقط وهم ليسوا غير عاملين بالوصايا والتعاليم المسيحية فقط ، بل يزنون ويسرقون ويكذبون ويحلفون ويرابـون ويمـاحكون ، ويصنعـون شروراً أخرى كثيرة . وإذا كان سبحانه وتعالى قد عاقب القساة والغليظي الرقاب والغلف القلـوب من بني اسرائيل على تعدى الشريعة الموسوية بالعقاب الشديد . فبماذا يعاقب الخطاة من المؤمنين بالمسيح ؟ اسمعوا قوله تعالى لبنی اسرائیل على لسان هوشع النبي مبكتا لـهم حيـث يقول : " اسمعوا قول الرب يا بني اسرائيل . أن للرب محاكمة على سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا احسان ولا معرفة الله في الأرض . لعن وكـــذب وقتـل وسـرقة وفسق . يعتنقون ودماء تلحق دماء . لذلك تنوح الأرض ويذبل كل من يسكن فيها مـع حيوان البرية وطيور السماء وأسماك البحر أيضاً تنتزع . ولكن لا يحـاكم أحـد ولا يعاتب أحد . وشعبك كمن يخاصم كاهناً . فتتعثر في النهار ويتعثر أيضاً النبي معـك في الليل وأنا أخرب أمك.قد هلك شعبي من عدم المعرفة . لانك أنت أيضاً رفضـت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي . ولانك نسيت شريعة ألهك أنسى أنـا ايضـاً بنيك على حسبما كثروا هكذا أخطأوا إلى فابدل كرامتهم بـهوان . يـاكلون خطيـة شعبي وإلى إثمهم يحملون نفوسهم . فيكون كما الشعب هكذا الكاهن . وأعاقبهم علـى طرقهم وأرد أعمالهم عليهم . فيأكلون ولا يشبعون ويزنون ولا يكثرون لانـ تركوا عبادة الرب قد ( ۱ ) . فأقول ألان للذين يظلمون منكم ويغشمون . ويقرضـون أموالهم بالربـا . ويحبون الارباح الردية . اسمعوا هذا القول يامن تزدرون بالمساكين والمحتـاجين . وتستصغرون بالفقراء . ويقولون في انفسكم متى تمضى الشهور وتجوز الايام ويغلـو الطعام ويتعالى ثمن الحنطة . ففتح الاهراء والمخازن ونصغـر المـكـابيل . ونزيـد المثاقيل . ونبيع القصالة بالورق . والغلة المخلوطة بالتبن وكناسة الاهراء . إن الـرب قد تكام قائلاً : " إني لن أنسى إلى الابد جميع اعمالهم . أليس من أجل هذا ترتعـــد الارض وينوح كل ساكن فيها . وتطمو كلها كنهر وتفيض وتنضب كنيـل مصـر . ويكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب أني أغيب الشمس في الظهر وأقتـم الأرض في يوم نور . وأحول أعيادكم نوحاً وجميع أغانيكم مراثى وأصعد على كل الأحقـاء مسحاً وعلى كل رأس قرعة واجعلها كمناحة الوحيد وأخرها يوماً مرا . مرا . هوذا أيـــــام تأتى يقول السيد الرب أرسل جوعاً في الأرض لا جوعاً للخبز ولا عطشا للماء بـل لاستماع كلمات الرب . فيجولون من بحر إلى بحر ومـن الشـمال إلـى المشـرق يتطوحون ليطلبوا كلمة الرب فلا يجدونها " ( 1 ) وإذ قد سمعتم الآن وعيده للمجرمين والظالمين والذيـن يتدبـرون تدبـيراً رديئاً . فاسمعوا الأن وعده للطائعين لتنظروا الطريقين معاً . وتسلكوا المستقيم منهما . فانه يقول : " إذا سلكتهم في فرائضى وحفظتم وصایای وعملتم بها . أعطى مطركــم في حينه وتعطى الأرض غلتها وتعطى أشجار الحقل أثمارهـا ويلحـق دراسـكم بالقطاف ويلحق القطاف بالزرع . فتأكلون خبزكم للشبع وتسكنون في أرضكم أمنين . وأجعل سلاما في الارض فتنامون وليس من يزعجكم . وأبيد الوحوش الرديئة مـن الارض ولا يعبر سيف في ارضكم ، وتطردون أعداءكم فيسقطون أمامكم بالسـيف . يطرد خمسة منكم مئة . ومئة منكم يطردون ربوة . ويسقط أعداؤكم أمامكم بالسيف . وألتفت اليكم وأثمركم وأكثركم وأفي ميثاق معكم . فتأكلون العتيق المعتق وتخرجـون العتيق من وجه الجديد . وأجعل مسكني في وسطكم ولا ترذلكم نفسي . واسير بينكـ وأكون لكم إلها وأنتم تكونون لي شعباً " ( ۲ ) وإذ قد سمعنا الأن وعيده للمخالفين ووعده للطائعين . فلتخـف إذن مـن أن يوجد بيننا إنسان قاس . أو متهاون . أو زان . أو سكير . يصدق عليـه مـاقيـل مـن الأقوال التي مجرد سماعها عند العقلاء يقع كالصواعق . ويلهب كالنـار . ويحـرق كالأتون . وبنيه الغافلين . ويوقظ النائمين بطباعهم . وحيث قد علمنا أن ارتكاب الخطايا والأثــــام يـسـبـب حـدوث الأمـراض والاسقام . ويسلط الظالمين . ويقوى المضادين . ويسبب الغـلاء والجـلاء . وسـائر الأمور المحزنة . فسبيلنا الأن أن ننهض من نومنا . ونتيقظ من غفلتنا . ونخلع ثيـاب أثامنـا . ونقرع باب مراحم إلهنا . ليتراءف على ضعفنا ويرحمنا . ويهب لنا سعادة الملكـوت . له المجد إلى ابد الابدين . أمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 208

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل