يوحنا ذهبى الفم

Large image

* وُلد عام 344 م. في أنطاكية، وهى العاصمة الكبرى آنذاك
*ربته أمه "انثوسا" لأن والده الذي كان قائدًا في الجيش مات مبكرًا.
* وحينما أنهى يوحنا دراسته الابتدائية، أرادت أمه أن يتابع دروسه العليا على يد أشهر أستاذ وهو المعلم ليبانوس.
* نبغ يوحنا وانتزع إعجاب أستاذه وزملائه حتى أن ليبانوس كتب له يقرظه على فصاحته وبلاغته وصفاء فكره، بل وفكر أن يخلفه يوحنا في إدارة مدرسته الفلسفية، لولا أن يوحنا أدار ظهره فيما بعد لأستاذه الوثني، بعد أن تعمد وانضم لكنيسة الله في سن الثامنة عشرة. وقيل إن ليبانوس سئل مرة عمن سيخلفه في إدارة مدرسته فأجاب: "يوحنا لو لم يسرقه منى المسيحيون".
* تعمد يوحنا وهو في الثامنة عشرة من عمره، ولم تمض سنوات ثلاث على عماده (وكان قد أنهى دراسته العامة)، إلا وكان قد رسم أغنسطسًا أي قارئًا إنجيليًا في الكنيسة ولعل هذه الرسامة كانت بداية لشوط خدمته الدينية الكبرى، لكنها كانت مجرد بداية.
لقد اعتزل يوحنا في ضواحي أنطاكية ليعيش كراهب، وكرس حياته للرياضات الروحية والعمل اللاهوتي الجاد.
سنة 380/381 سامه الأسقف شماسًا إنجيليًا، قبل أن يغادر البلاد إلى القسطنطينية لحضور المجمع المسكوني الثاني. ونعلم أن هذا الأسقف توفى أثناء انعقاد المجمع.
* وفي سنة 386 سامه الأسقف فلافيانوس بطريرك أنطاكية، خليفة ميليتيوس، على درجة القسوسية، فانفتح أمامه مجال جديد للعمل في الكرازة بالإنجيل.
أصبح قس أنطاكية الأعزل هو الأسقف المتقدم في الشرق، أي بطريرك القسطنطينية، المدبر الروحي للقسطنطينية، والواعظ الذي كان من بين أهم واجباته أن يعظ أمام الإمبراطور والعائلة المالكة.
* وغنى عن القول، أن ذهبي الفم نفسه لم يكن راغبًا في حدوث مثل هذا التحول في الأحداث، لكنه ما دام قد اختير، فلم يتردد لحظة واحدة في أن يأخذ المهام الجديدة الموكولة إليه.
* لقد كان في القسطنطينية فقراء ومرضى كثيرون. فمن أجلهم بدأ ذهبي الفم يدبر الأموال.
* أما ما استطاع أن يدبره من أموال بحسب تدبيره، فقد استخدمه في بناء المستشفيات لمعالجة المرضى، ومنازل الغرباء، ووضع على رأس كل منها كاهنين لائقين.
* وسرعان ما انتشرت شعلة هذه الخدمة المسيحية بين صفوف الشعب، فبدأت محبة القريب تنشر دفء أشعتها بين أفراد الشعب بعضهم البعض وبينهم وبين راعيهم المحبوب.
* وأخيرًا، فقد انشغل ذهبي الفم بعمله المعتاد، أي الدراسة والصلاة، لدرجة أن المساء كان يحل وقد نسى نفسه فلم يتناول طعام غذائه.

المقالات (62)

01 أكتوبر 2023

الأحد الثالث من شهر توت

تتضمن الحث على التوبة مرتبة على قوله تعالى لزكا أسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك ( لو ١٩: ١-١٠ ) قد سمعتم فصل اليوم يقول عن زكا رئيس العشارين. إنه طلب أن يرى يسوع ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة فركض متقدماً وصعد إلى جميزة لكى يراه لأنه كان مزمعاً أن يمر من هناك. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرأه وقال له: يا زكا اسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك" فأسرع ونزل وقبله فرحاً. وبسبب ان وظيفة التعشير كانت مرذولة في ذلك الوقت وكان جباتها يعتبرون لصوصاً في أعين الشعب. لذلك تذمر الحاضرون ونددوا على السيد قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ ولاحظ ذلك زكا ووقف قائلاً: "هل أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" فقال له يسوع: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت علمتم من هذ أيها الأحباء أن طبيب الأرواح والأجسام حاضر وأنه في كل زمان ومكان قادر أن يشفى أمراضنا فكيف لا نقبل اليه فرحين مسرورين؟ وإذا كان ذوو الأمراض والعاهات يتركون المنازل والخلان والأهل والأوطان والأسباب والمكاسب والزراعات ويتبعون المسيح حيث كان فما بالنا نستصعب المضى إلى مجامع المؤمنين. وإذ كان أحد من الناس يتألم عضو من أعضائه. فانك تراه يلازم محل عيادة الأطباء ويبالغ فى الحمية واستعمال الأدوية حتى يعود ذلك العضو صحيحا كما كان. فكيف نهمل نحن العناية بالنفس ولعلها تكون في غالب الأوقات عليلة بضروب الأسقام ونحن لا ننظر اليها، وإذا كان الذين يشاهدون الحبوس والسجون ومراكز الولايات ينظرون إلى قوم مغلولين بالسلاسل وآخرين بالقيود وآخرين مكبلين بالخشب، وآخرين يضربون بالسياط وآخرين يعلقون وآخرين يشتمون ويهانون وغير ذلك، فيخافون الله ويحذرون الاعمال الموجبة لمضيهم إلى هناك طول عمرهم وإن كان العقاب زمنياً. فكيف لا نرهب نحن من مجلس القضاء المقبل واجتماع الأمم وجلوس الديان للمحاكمة وهول العذاب والتهاب الجحيم والخلود مع الشياطين. وإذا كان سيدنا له المجد قد بذل ذاته عنا. ومزق كتاب رقنا وغسل ادناس خطايانا. واعتنى بمداواة أمراضنا. فكيف نوجد لأوامره مخالفين؟ وإذا كان أحدنا يخطئ مرة واحدة لمن أحسن اليه فيعد شريراً وغادراً. فكيف نوجد نحن مخالفين دائماً لأوامر إلهنا وغافلين عن عميم إحسان ربنا وماذا نستحق من العذاب والعقوبة يوم الحساب ؟ فسبيلنا إذن أن تحذو حذو زكا. ونصعد إلى جميزة التأملات والصلوات الحارة فنشاهد جمال الفضيلة فنقتنيها. ونتمتع بمحاسن التوبة فنفوز بنعمة الخلاص. ونستحق سماع صوت فادينا يقول لنا. "اليوم" حصل خلاص لهذا البيت". له المجد إلى دهر الدهور كلها آمين القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
11 فبراير 2023

انجيل عشية الأحد الأول من شهر أمشير

و تتضمن الحث على الأعراض عن العالميات وتذكـر القيامة والمجازاة . مرتبة على فصل انجيل ركـوب السفينة . ( يو ٦: ١٥-٢١ ). إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ( ۱ ) , ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتـذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق أوصالناإذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ( ۱ ) , ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتـذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق . ورهيب مجلس القضاء . وجلوس الديان للمحاكمة . واجتماع الأمم . ودوام سعادة المطيعين . وطول شقاوة العاصين . فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا . فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها ؟ قلت : أنـا أرشدك إلى مسالك الخلاص . وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنـك وتعدهـا فـي فكرك . ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكـاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه . ثـم تـذكـر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادهـا . فتقـابل الزنـا بالعفة . والدعارة بالطهارة . والكبرياء بالتواضع . والطمع بالقناعة . والغضب بـالحلم . والحسد بالمحبة وهلم جرا . ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً . البكاء والصلوة والصوم . وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافـاً من حاصل قناياك . وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى . ولبسـت الثيـاب الفـاخرة . ونوعت ألوان المأكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاسـتعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل . والتزهد عن رفيع اللباس . وغض الطـوف عن النظر إلى النساء دائماً . وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عـن المسـيئين اليك وبارك لاعنيك . إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة مـن التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها . فكمـا ان الانسـان إذا اهمـل أمـور جسمة . وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً . ثم أعرض عن استعمال الأدوية النافعة والمسهلات اللازمة . تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله . وتفاقمت الامراض عليه . وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك . كذلك حال النفوس فإنـها إذا لم تقوم بالتعليم والادب . وتتريض بالطهارة والعفة . تغرق بسرعة في بحار الذنـوب و وتتلوث بأوساخ المساوئ " " وتكثر من الخطايا المميتة كـالمرأة الصدئـة التـي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينـا فـلا نضجـر والحالة هذه من تأديب ربنا . لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبـوب عنـده لخيره وفائدته . محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكـى نرجـع إليه . وندخل في طاعته ليترآءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمـة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . إلى الأبد آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
04 فبراير 2023

انجيل عشية الأحد الرابع من شهر طوبة

تتضمن الحث على طلب العلـوم وتفتيـش الكتـب وتبكيت السحرة والمنجمين والذين يكتبون الحـروز . مرتبة على قوله بفصل إنجيل اليوم : " إن كنت أشهد لنفسى فشهادتى ليست حقا . الذى يشهد لى هو آخر ( يو ٥ : ٣١-٤٦ ). إذا كان سيدنا له المجد قد بكت الذين أهملوا البحث في الكتب كمـا ينبغـى بقوله لهم : " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حيوة أبدية . وهي تشـهدؤ لى " وقوله : " لأن موسی كتب عنی . وامثال ذلك . فماذا عساه يبكت المؤمنيـن ؟ ومعنى ذلك هو أنكم لو قرأتم كتب الشريعة قراءة المتفهمين لها . لعلمتم أننـي أنـا المنتظر . لا غيرى . ولأغنتكم شهادة الأقوال الإلهية عن سواها . لمطابقة المكتـوب قديما على الواقع . فما بالنا نحن الآن نعرض عن البحث والتفتيش . حتى صرنا عند المخـالفين لنا في الأيمان أضحوكة وخزيا . ويصدق علينا قول الكتاب : " هلـك شعبي لعـدم المعرفة وإذا كنا إلى الآن نوجد هكذا جهلاء من شدة الكسل . فينبغي لنا أن نبدأ لكـم من الشريعة القديمة بالأسهل والأقرب . وما يصلح للأطفال لا للكاملين . حتى يمكنكـم بهذه الواسطة أن ترتقوا إلى فهم المعاني الخفية والنبوات الرمزية . وكما أن الفلاح إذا نظر إلى قوة الأرض . فأنه يبذر الحبوب بكـثرة . هكـذا نحن إذا رأيناكم إلى فهم ذلك تسارعون . ولإحرازه ترغبون . أما الآن فاسمعوا قـول الله تعالى في أول التعاليم الالهية : " أنا الرب الهك لا يكن لك ألهة أخرى أمامي لا تنطق باسم الرب الهك باطلا . لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا أكـرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الـرب إلـهك . لا تقتـل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد على قريبك شهادة زور . لا تشته بيت قريبك . ولا أمراتـه ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك . لا تلعن رئيسا في شعبك . لا تؤخر ملء بيدرك وقطر معصرتـك . وأبكـار بنيك تعطيني . كذلك تفعل ببقرك وغنمك . سبعة أيام يكون مع أمه وفي اليوم الثـامن تعطيني أياه . وإذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردا ترده إليه . إذا رأيت حمـار مبغضك واقعا تحت حمله .. فلابد أن تحل معه ' لا تأخذ رشوة في القضاء . لأن الرشوة تعمى المبصريـــن وتعـوج كـلام الابرار . وإن وجدت ضالة لا تعرف مالكها فضمها إلى منزلك لتكون عندك إلـى أن يطلبها صاحبها . لأنه لا يحل لك أن تتغافل عن الضال .ومن أخطأ في فعـل واحدة من مناهى الله . أو فعل ما لا يحل يقدم عن خطيته قريابا . وإن خان صاحبه في وديعة أو أمانة . أو غصبه شيئا . أو أخذ ماله ظلما وحلف كاذبـا علـى شئ فليرد كل واحدة من هذه ويزيد عليه خمسة ويعطيه إلى صاحبه . ويقرب قربانـا عن خطيته لا تكشف امراة في وقت حيضها . ولا تتنجس بزوجة صاحبك . ولا تضـاجع الذكور . ولا يتدنس أحد من الرجال والنساء بشئ من البهائم لا تلتقط ماسقط مـن حصاد أرضك . ولا من ثمار كرمك . بل ترك ذلك للمسكين والغريب لا تؤخر أجرة الأجير عندك للغد . ولا تشتم الاصم . وقدام الأعمى لا تجعـل معثرة . لا تتفاءلوا ولا تقصروا شعوركم . ولا تفسدوا لحالكم ولا تخدشوا وجوهكـم وابدانكم على أمواتكم . وكتابة وشم لا ترسموا على أعضائكم ولا تظلموا الغريـب الساكن بينكم لا تسمعوا للمنجمين والعرافين والمشعبذين . لأني أنا الله ربكـم ولا تفعلوا غشا في الحكم . ولا في القياس ولا في الوزن . ولا في الكيل . بل تكون لكم موازين واقساط عادلة الزاني والزانية يقتلان معا . وكذلك من يتنجس ببهيمـة يقتـل الانسـان والبهيمة رجما . ومن جامع حائضا فليقتل مع المرأة . والمشعوذ والعـراف يقتـلان رجما بالحجارة ويكون دمهما على عنقهما " ولا يوجد فيكم عراف ولا سـاحر ولا متفائل . ولا من يرقى رقية ولا من يسـأل جانـا أو تابعـه ، ولا مـن يستشـير الموتى. ومن وجد هكذا فليخرج من الجماعة . واما الذي يسألهم ويخالطهم . أو يدخلهم إلى بيته أو يدخل هو إلى بيوتـهم . أو يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم . فأن كان كاهنا فليقطع ويمنع من مخالطـة المؤمنين وإن كان غير كاهن فليخرج خارج الجماعة إلى ان يرجع ويتـوب عـن ردی عمله إن كان لرجل ابن عاص مارد لا يطيع أوامر أبيه وأمـه فليخرجـاه إلـى المشائخ . ويقولا لرجال تلك المدينة : أن ابننا هذا عاص متمرد علينا يلعب ويســــر ولا يطيع أوامرنا . فيرجمه جميع أهل المدينة بالحجارة حتى يمـوت ) . واعزلـوا جميع الاشرار من بينكم . ولا تلبس المرأة ثياب الرجل . ولا الرجل ثيـاب المـرأة . فـإن هذه الأفعال مرذولة عند الرب إلهك . أعمل درابزين لسطحك لئلا يقع أحد منه فيموت ويكون قتيلا في منزلك إياك أن ترابي أخاك . لا بربا الورق . ولا ربا الطعـام . ولا ربـا جميـع الأمـور . ليباركك الرب إلهك في جميع أعمالك . وإن نذرت للرب نذرا فلا تؤخر وفاءه . فـإن الرب إلهك يطلبه منك ويكون عليك إثم . احفظ ما يخرج من شفتيك . واعط ما تكلـبه فمك لتجازي بالحسنی . إن كان لك دين على صاحبك . فلا تدخل إلى بيته لتأخذ منه رهنا . بل تقيــم خارجا . وإن كان فقيرا فإياك أن تنام في رهنه . بل رد اليه الثـوب عنـد غـروب الشمس لينام فيه . لتجد رحمة امام الرب ألهك لا تحـف علـى الضعيـف فى القضاء . ولا تسترهن ثوب الأرملة وكونوا قديسين لأنى أنا قدوس ،وإذ قد علمنا أن هذه الأقوال الأولى القريبة المأخذ والسـهلة العمـل هـي متعذرة على الاكثرين منا . فكيف والحالة هـذه تكـون شـريعة الكمـال الموافقـة والمطابقة لعقول الفضلاء ؟ فسبيلنا إيها الأحباء أن نتيقظ من غفلتنا . ونتفهم معـــانى كلام ربنا . لنأخذ أكاليل الغلبة . ونحظى بسعادة ملكوت مخلصنا يسوع المسيح . الـذي له المجد والوقار إلى ابد الآبدين آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
08 فبراير 2023

انجيل باكر اليوم الثالث من صوم نينوى

تتضمن الحث على التوبة من قول الأنبـا بطـرس بطريرك انطاكية مرتبة على انذار النبـي لأهـل نینوی بانه : بعد أربعين يوما تنقلب نينوى مرتبة على قوله تعالى بفصل الإنجيل : " أحمـدك أيها الآب رب السموات والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء ... " ( يون ٢ : ١-٤ ومت ١١ : ٢٥-٣٠ ). أيها الأحباء : إن لم نجعل ملكوت السموات وخيرتها نصب أعيننا فـي كـل حين ونجعل عيوننا ناظرة اليها . فلا نستطيع أن نتعب لأجلها . وإن لـم نتصورهـا دائماً في عقولنا فلا نكد مجتهدين اليها . لذلك العقوبات المعدة لخطاة . إن لم نجعل ذكرها وخوفها في قلوبنا على الدوام . فلا نقدر أن نترك الخطايا التي نفعلها . يا أحبائي بأي حجة نحتج أمام الرب إلهنا إذا كنا لـم نـتـب ونرجـع عـن خطايانا . ونحن نسمع ربنا في كل يوم يقول لنا : " قد كمل الزمان واقترب ملكوت السموات فتوبوا وآمنوا بالانجيل" فاهتموا إذن بنفوسكم قبل الرحيل . لأن سيدنا يحذرنا دائماً بقوله . " أدخلــوا من الباب الضيق . لأنه واسع الباب ورحب الطريق الـذي يـؤدى إلـى الـهـلاك . وكثيرون هم الذين يجدونه وهي نعم أن حلاوة هذا العالم لذيذة . ولكنها يسيرة وتضمحل سريعاً . تؤدى إلى الهلاك . أما الطريق الصعبة الضيقة فإنها عن قريب تؤدى إلـى الفـرح الدائم . وصعوبتها زمن يسير وشقاء منقطع ثم يعقبها فرح دائم لا يزول . أيها الأحباء لو فرضنا أن واحداً منا وقع في شدة . أما كان يعمل على الفرج منها بكل جهده مع انها لزمن يسير ثم تزول سريعاً . فكيف نختـار نـحـن أن نلقـى نفوسنا في الشدائد الصعبة والعذاب الطويل الدائم الذي لا نفاذ لـه . ونثـابر عليـه ونتهافت . ونتمادى فيه وبه نتفاخر . أيها الأخوة أما يمكنكم أن تتشبهوا بأهل نينوى . أولئك القوم الذين كانوا مـن قبل عصاة ظلمة . ولما سمعوا الإنذار بالعقاب التهيت قلوبهم بنار الخـوف مـن الله تعالى . وتصوروا ذلك بعيون عقولهم الرائقة وعـــــــاينوا نتيجـة الخسـف لمدينتـهم والعذاب لنفوسهم . ثم تصوروا نتيجة التوبة الصالحة التي هـي الرحمـة الإلهيـة . فعجلوا بتوبتهم وحصلوا على الرحمة الربانية . أيها الإخوة ليبدأ كل منا بتعجيل التوبة والاعتراف بالذنوب . مـع الإقلاع عنها . فإن السيد له المجد يقول في الانجيل المقـدس : " أحمـدك أيـها الآب . رب السماء والأرض لانك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للأطفال . نعم أيـها الآب لان هكذا صارت المسرة أمامك " یعنیى بذلك أشكرك يا أبي لانك سمحت أن تخفى أسرار ملكوتك السـماوى ، ومواهب نعمتك العظيمة عن المدعين الحكمـة والفـهم مـن الكتبـة والفريسيين المتكبرين القاطنين بكفر ناحوم . وأظهرتها لتلاميذي المؤمنين بي وللمتواضعين مـن الشعب الساذج . نعم أيها الآب هكذا أردت وصنعت كل ما صنعته بإستقامة . لانــك شئت أن تواضع المتكبرين وترفع المتضعين . وقال ايضاً في الكتاب المقدس : تعالوا إلى يا جميـع المتعبيـن والثقيلـى الأحمال وأنا أريحكم . احملوا نيرى عليكم وتعلموا مني . لانــــى وديـع ومتواضـع القلب . فتجدوا راحة لنفوسكم لان نيرى هین وحملی خفیف فسبيلنا الآن ان نطلب من صانع الخيرات معنا كل حين . أن يبعدنـا عـن الخطايا والركون إليها . وأن يلهمنا العمل بما يرضيه . وان يغفر لنا خطايانا ويمحـو أثامنا . وإن يهبنا القبول أمامه والقربي إليه . وفي يوم الحكم العظيم المرهـوب . وأن يسكنا جميعاً فردوس النعيم . ويسمعنا الصوت البهج القائل تعالوا يا مبــاركي أبـى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم " . بشفاعة سيدتنا العذراء القديسة مريـم وكافة الشهداء والقديسين . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
07 فبراير 2023

انجيل باكر اليوم الثاني من صوم نينوى

تتضمن الحث على التوبة . مرتبة على فصل الإنجيل الوارد به مثل شجرة التين . ( لو ١٣ : ٦-٩ ). إذا كان ربنا له المجد ضرب لنا المثل بشجرة التين العديمة الثمر . وأوضـح لنا بأن الرب الكرم لما لم يجد فيها ثمراً أمر بقطعها . فكيف يكون جوابنا لـه نـحـن المهملون لأوامره ؟ وقد تكررت أقواله علينا ووصاياه لنا مدة عمرنا ومع كل ذلـك فنحن غافلون مهملون متوانون . فلا نرجع عن سوء أعمالنا بوعيـده لنـا وتبكيتـه لأعمالنا . وقد خاطبنا بذاته . وأظهر لنا سر القيامة . ووعدنا بـالملكوت . وأعـد لنـا الحياة الدائمة . وفضلنا على الحكماء والفلاسفة . فما بالنا هكذا متهاونين معرضين متغافلين ؟ وكيف لا نتيقظ من نومنا ونفكـر بعقولنا . ونعلم أننا في البلاد الغربية مقيمون . وبأثواب المسكنة مستترون . وعن قليل عن أوطاننا راحلون . وإلى مساكننا مسافرون ؟ ونحن إلى الآن عن حمـل أموالنـا غافلون . وعن نقل أمتعتنا إلى هناك ذاهلون . وإذا كان الذين يعزمون على الارتحال من البلاد الغريبـة إلـى أوطانهم يتكلفون مصاريف السفر الباهظة . ويقاسون أتعاباً كثيرة قبل أن يجدوا أموالهم فـى منازلهم سالمة من الآفات وحيل السراق . فما بالنا نحن نهين الذين ينقلون لنا أموالنـا بلا تعب ولا مشقة في الطرقات السالمة . وبغير أجرة ولا زاد . ونردهم من بيوتن خائبین خاسرین ؟ فإن قلت يا هذا . وأين هؤلاء الذين يفعلون معنا هكذا ؟. أجبتك إنهم الأيتـام والأرامل والفقراء والمساكين والمنقطعون والبائسون والأسرى . وأمثال هؤلاء . وهم لا يحملون الأثقال إلى هناك فقط . بل وبالأثواب البالية التي يأخذونها منك يصنعـون لك هناك أثواباً من النور والبهاء وحللا من المجد . وكذلك يفعلون في كل واحدة مـن قناياك في العوض والمضاعفة بالأمثال من الباقيات . ويا للعجب من كون البعض يرمى أمواله على البضائع وأصناف المتاجر . طلباً للفوائد اليسيرة والمكاسب الحقيرة . وتراهـم يسـافرون إلـى البـلاد البعيـدة ويكابدون الأتعاب ويعرضون أموالهم على الأخذين وتجد بعـض المعـاملين لـهم ينكرون وبعضهم يحلفون كذباً وبعضهم تعطب زراعاتهم وبعضهم تخسر بضائعهم . وترى العاطلين مع كل ذلك يسارعون إلى العطاء . لقد قال المسيح له المجد : " أصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلــم حتـى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية " ! وقال " أعطوا تعطوا كيلا جيداً ملبداً مـهزوزاً فائضاً .. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم " وأعوضكم عن الزائل بمـا لا يزول . وعن الواحد بمئة ضعف وترثون الحيوة الأبدية وقـال أيضـاً عـن العشور : " جربوني بهذا قال رب الجنود . إن كنت لا أفتح لكـــم كـوى السـموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع . وأنتهر من أجلكم الآكل فلا يفسـد لـكـم الأرض . ". " وأعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد الغوغـاء والطيـار والقمص جيشي العظيم الذي أرسلته عليكم " وانتم مع ذلـك لا تسـمعون ولا تعملون . فسبيلنا إذن أن نكون اسخياء في عطايانا وان نرسلها أمامنا لخالقنـا علـى أيدى إخوتنا البائسين . لنأخذ المجازاة عن أعمالنا في النعيم . بمحبة وتعطـف ربنـا يسوع المسيح الذي له المجد دائماً آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
06 فبراير 2023

انجيل باكر الاثنين أول صوم نينوى

تتضمن الحث على التوبة . من قول الأنبـا يؤانس بطريرك الاسكندرية مرتبة على قوله تعالى إلى نبيه یونان : قـم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي " وعلى قوله أيضاً بفصل الإنجيل : " لا تعطوا القدس للكلاب ' ( یونان ١ : ١- ١٦ ومت ٧ : ٦-١٢ ) . اسمعوا ايها الأخوة الأحباء وانظروا بعقولكم وعيونكم إلى عظم مراحم الهنا وكثرة تحننه علينا وكونه يطلب منا دائماً الرجوع اليه من كل القلب وأن لا نتوانـى عن الإقلاع عن ذنوبنا . فلنبدأ إذن بالتوبة ونتشبه بأهل نينوى . أولئك القوم الذين لما كثرت خطايـاهم وتزايدت جداً . وكان في علم الله السابق حسن رجوعهم وتوبتهم . أرسل اليهم نبيـه یونان بن أمتاى منذراً لهم ومحذراً قائلا له : " قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمـة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي " . وكان النبي قد عرف تحنن إلهنا وأنه سيرحمهم عند رجوعهم اليه . فـهرب من وجه الرب إلى ترشيش حتى لا يقول لهم أن الرب يخسف المدينة وأن رحمـة إلهنا كثيرة ثم بعد ذلك يقبل الرب التوبة من عبادة سريعا ويرحمهم فيكــون كـلام النبي كاذباً . انظروا أيها الأحباء إلى رحمة إلهنا وقبوله للتائبين بقلوبــهم وكيـف أنـه يرحمهم ويجعل ذكرهم شائعا إلى أحقاب الدهور .فلنتشبه يا أحبائي بأولئك القوم الذين قد صوموا أولادهم عن ثدى أمهاتهم . وكذلـك بهائمهم وبقرهم وغنمهم فانهم لم يدعوها ترعي شيئا . فنظر الله إلى توبتهم ورحمـهم رحمة زائدة . فيجب على كل منا أن يسأل الرب أن يتوب مثلهم . أيها الأحباء : إذا صمتم فلا تظهروا صيامكم للناس . ولا تعبسـوا وجوهكـم ولا تطلعوا أحداً على أسرار مذهبكم . فإن الإنجيل يقول : " لا تعطوا القدس للكـلاب . ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير . لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفـت فتمزقكـم " . ولا تريدوا بأحد سوءاً . كقول الكتاب : " فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكـذا أنتم ايضاً لأن هذا هو الناموس والانبياء " . فسبيلنا ايها الاحباء أن يبدأ كل منا بتقويم ذاتـه . والرجـوع عـن ذلاتـه . والإقلاع عن هفواته . لكي يتعطف الرب ويتراءف علينا ويرحمنا . فنفوز بملكـوت السموات . ونحظى بمشاهدة الملائكـة المقربيـن والشهداء المكلليـن والقديسـين المنتخبين . بتحنن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . الذي له المجـد إلـى أخـر الدهور كلها آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل