مائة درس وعظة ( ٣ )

17 فبراير 2023
Large image

الله يحبنى
« ولكن الله بين مـحـبـتـه لنا ، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( روه : 8 ).
الحديث عن محبة الله حديث متصل ومستمر ولا يمكن أن تكون له نهاية لأن الله محبة والله لا نهائي ، ونقف جميعا يا إخوتي أمام عمل المسيح وعمل الفداء على الصليب صامتين مـتـأملين عظمة هذه المحبة .
سمات محبة الله
أولاً : محبة شخصية :-
١- وجـودك له هدف : الله خلقك وأوجـدك لـهـدف ولخطة موضوعة لك ، كإنسان فريد لا مثيل له.
۲- وجـودك باسمك : مـحـبـة الله لك هي مـحـبـة شخصية .
۳- محفوظ في فكر الله : الله لا ينسى أحدا
لعل أقرب مثل لأذهاننا هو زكا العشار الذي كان منشغلاً بأعمال كثيرة ظنا منه أن السعادة هي في المال ، وعندما سمع عن الرب يسوع ذهب ليراه ، تغيرت حياة زكا العشار وبعد أن كان يشعر أنه قليل الامكانيات « قصير » شعر خلال وقت قليل أنه امتلك كل شيء ، ووجـد أن مـا بين يديه هو تراب ، فبدأ يوزع أمواله على المساكين والمحتاجين ، فالله لم ينس زكا في وسط الزحام بل دعاه باسمه . ٤- اكتشف محبته الطريقة الوحيدة لكي ما تكتشف مـحـبـة المسيح الشخصية هي أن تصلي . ثانيا : محبة باحثة :-
١- تفتش عليك : محبة الله تفتش عن كل أحد .
المسيح له المجـد ذهب ليبحث عن امرأة لها سلوك رديء في المجـتـمـع ليخلص بها مــدينـة السـامـرة « يوحنا ٤ » هـذه المـرأة كانت منسـيـة من مجتمعها . مكث عند أهل السـامـرة يومين وكانوا ينادونه مخلص العالم .
۲- تفـتـقـدك برسائل : الله يرسل لكل إنسـان رسائل ، في كلمة من طفل في عظة تسمعها أو في کتاب تقرأه في حدث أو خبر .
۳- تنتظر قبولك : القلوب التي تقبله وتفرح به ٤- تفـتـقـدك في كل مراحـل عـمـرك : الله يفـتـقـد الإنسان بالرغم من سقوطه في الخطية ويبحث عنه .
ثالثاً : محبة متأنية - المحـبـة تتأنى : -
يقول الكتاب المقدس : « المحبة تتأنى » ( اکو 4 : 13 ) أقـرب مـثل لنا هو القديس أوغسطينوس .. الله تأني عليه وأرسل له رسائل وجعله يقابل القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو ، ويقرأ سيرة الأنبا أنطونيوس التي كتبها البابا أثناسيوس أثناء نفيه ، وافـتـقـده بـدمـوع والدته ، وبعد سنوات طويلة في الخطية يقدم توبة ويصير شفيعا للتائبين . رابعاً : محبة مشجعة : -
١- التـشـجـيع عنصـر مـهـم جـدا في الحـيـاة الروحية .
٢- الحياة الروحية ليست مجرد تغصب ، ولكنها تحتاج إلى تشجيع أمثلة للتشجيع شاول الطرسوسي الذي قال عن نفسه : « كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط » ( غل ۱۳ : ۱ ) ، ويظهـر لـه اللـه وهو في طريقه إلى دمشق وتعامل معه ويتحول شاول إلى بولس الرسـول ويكتب رسائل ومنها أصحاح مخصوص يتحدث فيه عن محبة الله ( كورنثوس الأولى ۱۳ ) نسـمـيـه أنشـودة المحـبـة الخالدة بـطـرس الرسول الـتـلـمـيـذ الذي شـاهـد مـعـجـزات السيد المسيح ، ويأتى قـبـيـل الصليب وينكره ، وندم وبكى بكاء مرا ، ويظهر له السيد المسيح بعد القيامة ويسأله : « يا سـمـعـان بن يونا ، أتحبني ( یوا ١٥ : ٢ ) ، وكانت إجابة بطرس : « نعم يارب ، أنت تعلم أني أحـبك » ( يو ١٥ : ٢١ ) ، ويرد عليـه الـسـيـد المسيح : « ارع خرافي » ( یو ١٥ : ٢١ ) ، ويعـود بطرس إلى مـرتـبـتـه الأولى ويخدم المسيح حتى صلب منكس الرأس ، لأنه لـم يـحـتـمـل أن يصـلب مـثل سيده ، إنها محبة المسيح المشجعة التي غيرته.
خامساً : محبة مؤثرة:-
۱- اختبر التأثير : أعط فرصة لنفسك عندما تقف أمام الله لترى أبعاد هذه المحبة وكيف تؤثر فيك .
۲- دائرة التأثير : إن مـحـبـة المسيح مؤثرة في قلب الإنسان ، ولكن الإنسان البعيد عن كلمة الله كيف يشعر بمحبته .
سادساً : محبة دائمة:-
١- مـحـبـة الله : مـحـبـة بلا حـدود ، أمـا الحب البشرى قد يدوم وقتا وينتهى .
٢- المرأة الخاطئة : ذات يوم أتوا بالمرأة الخاطئة التي أمسكت في ذات الفعل أمام المسيح لترجم واستعدوا لتنفيذ الحكم عليها بقساوة وبلا رحمة ، ولكن بمحبة المسيح ورحمته قال لها : « يا امرأة ... أمـا دانك أحد ؟ .. ولا أنا أدينك ، اذهبي ولا تخطئى أيضا » ( يو ٨ : ١٠ - ۱۱ )
قداسة البابا تواضروس الثانى

عدد الزيارات 192

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل