البابا تواضروس الثاني

Large image

البابا الأنبا تواضروس الثاني (4 نوفمبر 1952 -)، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ال118. وُلِد باسم وجيه صبحي باقي سليمان بالمنصورة لأسرة مكونة منه كأخ لشقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت الأسرة في المعيشة ما بين المنصورة و سوهاج و دمنهور.

في 4 نوفمبر 2012، تم اختياره عن طريق القرعه الهيكلية ليكون بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 118[1].

م ترشيحه ليكون خليفة البابا شنودة الثالث هو وأربعة آخرين هم الأنبا رافائيل ، القمص رافائيل أفامينا ، القمص باخوميوس السرياني، القمص سارافيم السرياني.[2] ،فاز بمنصب البابا عن طريق القرعة الهيكلية ليصبح البابا تواضروس الثاني 118 يوم الأحد 4 نوفمبر 2012 م

رؤيته لمستقبل الكنيسة يقول الأنبا تواضروس "يجب أن نهتم بفصول التربية الكنسية منذ الصغر، وأن نجعل فصول إعداد الخدام من أولوياتنا، فالخدمة هي التي سوف تصنع نهضة جديدة داخل الكنائس سواء بمصر أو ببلاد المهجر".

ويُطالب الأنبا تواضروس بإنشاء معهد لإعداد خدام كنائس بالمهجر لإطلاعهم على الثقافات المختلفة في الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، مُعتبرا أن إقامة قنوات للحوار مع الشباب أمر ضروري، وكذلك يدعو المسيحيين إلى الاندماج في المجتمع من خلال التعليم ووسائل الإعلام.

وقد حصل الأنبا تواضروس على تزكيات من الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا والأنبا سوريال أسقف ملبورن، والأنبا مكاريوس اسقف عام المنيا ، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا اندراوس أسقف أبوتيج والانبا رفائيل الاسقف العام.

تم تجليسه كبابا للإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية في قداس الأحد 18 نوفمبر 2012 برئاسة القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية وباشتراك كافة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية و مشاركة وفود من كل الكنائس في مصر والعالم.

المقالات (195)

18 أكتوبر 2024

مائة درس وعظة (٥٠)

ما هي الكنيسة سفارة السماء ؟ على هذه الصخرة أبنى كنیستی (مت ١٨:١٦) الكنيسة، قطعة من السماء بالغة الجمال، وكما نقول في الصلاة الربانية كما في السماء كذلك على الأرض إنها السفارة السماء على الأرض، في كل مرة ادخل الكنيسة وأراها جميلة جدا اتسائل كيف يكون جمال السماء؟ اولا كلمة كنيسة اصلها عبري وتعنى مجلس أو مكان الشعب وباللغة العربية اسمها مجمع او مكان اجتماع واليونانية "إكليسيا" وبالقبطية " نى أككليسيا" ١- مجلس ٢-مجمع ٣- مكان الشعب ٤- مكان اجتماع ثانيا: القاب الكنيسة ١- بيت الله ٢- بيت الملائكة ٣- باب السماء ٤- عروس المسيح ٥- مسكن الله مع الناس ٦- بيت الصلاة ٧- بيت القديسين ٨- عامود الحق ٩- جسد المسيح ١٠- ميناء الخلاص ثالثاً: فكرة الكنيسة تظهر بوضوح في اعتراف بطرس الرسول عندما سألهم ربنا يسوع "من يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان (مت ١٣:١٦)، فاجابوا إجابة واضحة في فم بطرس الرسول "انت هو المسيح ابن الله الحي" (مت ١٦:١٦)، وكان رد السيد المسيح له المجد "على هذه الشجرة ابني كنیستی (مت ١٨:١٦) وكانت هي المرة الوحيدة التي تأتي فيها كلمة كنيسة بصيغة الملكية. رابعاً مفهوم الكنيسة ١- جسد المسيح الكنيسة ليس مجرد مبني بل هي أعضاء جسد المسيح ففى القرين الأولى وفي أوقات الاضطهاد وقبل أن تبني كنائس كان المسيحيون يصلون في المزارع والمقابر والمغاير وشقوق الأرض .مفهوم "المسيح رأس الكنيسة" وكذا الكنيسة جسد المسيح تجدهما بوضوح شديد في رسالتي معلمنا بولس الرسول إلى افسس وكولوسي فرسالة أفسس تخبرنا أن الكنيسة جسد المسيح ورسالة كولوسي تشرح أن المسيح رأس الكنيسة، وهذه هي مفاهيم الكنيسة. ٢- الحياة في المسيح الكنيسة ليس مجرد مؤسسة ارضية بل تعنى الحياة في المسيح الذي يعمل في الكنيسة هو روح الله القدوس والكنيسة هي التي تمدنا بنعم الأسرار بعمل الروح القدس لهذا نصلى القداس يقول الأب الكاهن أو الآب الأسقف "عبيدك يارب خدام هذا اليوم" وانتبة لكلمة "الخدام" ليس المقصود بها خدام مدارس الأحد ولكن كل من يوجد في الكنيسة هم خدام هذا اليوم ولذلك من التقاليد المستقرة في كنيستنا أن الكاهن أو الأسقف لا يستطيع أن يصلى قداسة بمفرده لأبد من وجود ثلاث على الأقل من يمثل الخدام من يمثل الشعب والأسقف أو الكاهن الذي يصلي القداس لابد من وجود هذه الشركة ٣- شركة القديسين الكنيسة ليست مجرد مجتمع الكنيسة هي شركة القديسين مع المسيح خامسا وحدة الكنيسة ١- في العمل الكنيسة ليس لها حدود في عملها لا في الزمان ولا في المكان ولا في الكيان (كيان الإنسان) الكنيسة تمتد في المكان والزمان وفي كيان الإنسان ٢- في الشركة تقول على الكنيسة إنها واحدة تتميز بالاتحاد الذي نسمية الشركة في الكنيسة ٣- في الاتحاد الكنيسة أيضا واحدة بمعنى أنها غير منقسمة،والمسيح يوحدها والكنيسة ايضا وحيدة بمعني أنه ليس مثيل لها. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
11 أكتوبر 2024

مائة درس وعظة (٤٩)

علامات كنيسة الرسل نفس واحدة "وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة "(أع٤٦:٢) مجتمع الكنيسة الأولى كان محدداً جداً ويمكن أن نسميه المجتمع المسيحي البكر الكنيسة المسيحية وكان شعار هذا المجتمع هو المحبةوعمله الرحمة وهدفه الأبدية والنصيب السماوي وهذه هي خلاصة المسيحية أن يكون الإنسان شعاره المحبة وعمله الرحمة، وهدفه الأبدية. علامات كنيسة الآباء الرسل أولا شعارهم المحبة المحبة لا تسقط أبداً، كما قال بولس الرسول، وهذا كان شعار التلاميذ المحبة، أو المحبة الثلاثية ١- محبتهم لله هي الدافع ٢- محبتهم لبعض هي سر نجاحهم ٣- محبتهم للآخرين محبتهم لمخدوميهم جعلت لهم نصيباً في السماء. المحبة في الاحتياج اليومي للإنسان فصارت الحياة الإنسانية القائمة على المحبة لا تسقط أبداً، ودائما تتقدم وايضاً محبة المسيح تحصرنا ما هذه البلاغة أيها القديس العظيم بولس محبة المسيح تحيط بنا وتشملنا فيشعر الإنسان أن نعم الله كل صباح تفرح قلبه المحبة هي التي جعلتهم يعيشون حياة مشتركة جعلتهم يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب وجعلتهم يشهدون للمسيح في كل وقت كنيستنا كنيسة رسولية تنتمي للرسل.ولذلك فاقل شعار للكنيسة هو المحبة، فالمحبة هى رأس المال للكنيسة، فهي لا تملك سوى المحبة ليكونوا انقياء، وهكذا لابد أن يحيا الخدام المحبة جعلتهم يحافظون على انفسهم جميعاً حياة التوبة المستمرة، كما قال السيد المسيح في صلاته الوداعية "لأجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق"(یو ۱۹:۱۷) الصحة الروحية بجانب النقاء يجعلهم اقوياء في الروح ثانيا: عملهم الرحمة ١- عمل المسيح قدم التلاميذ السيد المسيح أنه مشتهى الامم وقد كانت كل الشعوب تشتاق إلى يوم مجئ المسيح، وجاء المسيح عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا إذا كان العالم يشتهي المسيح فإن المسيح أيضاً يتوق لكل إنسان، ومازال يعلن سره للبسطاء ولكن قد تكون المعرفة حاجزاً بين الإنسان والسماء فالمعرفة مثل الدواء إذا كانت قليلة "هلك شعبي لعدم المعرفة" وإذا كانت زائدة يرى الإنسان ذاته ولا يرى الله. ٢- عمل الكنيسة المبدأ الذي تقوم عليه الكنيسة ككل هو أعمال الرحمة تصلى الكنيسة دائماً كيرياليسون، يارب ارحم لنطلب رحمة الله، فكيف يعيش الإنسان بدون رحمة الله وانت أيها الإنسان هل عندك هذه الرحمة. ٣- عمل الإنسان إذا توافرت المحبة وجدت الرحمة طريقها الخطية تجفف علي الإنسان،فلا يعرف المحبة ولا يعرف الرحمة فكل عمل اقدمة يجب أن يكون باسم المسيح لأجل محبتي له، وشعوري بمحبته وفدائه وعمله على الصليب من أجلى يجب أن أقدم المسيح مشتهي الامم في حياتي ثالثاً: هدفهم الأبدية ١- الشهادة للمسيح ٢- انتظار الملكوت ٣- عمل المحبة ما معنى الحياة إنسان يعيش على الأرض ويصنع كل ما يريده ولا يفكر في أن يكون له نصيب في السماء في سفر أعمال الرسل تجد كل فقرة تتكلم عن ملكوت السموات ستنتهى الحياة يوما ما، فهل فكرت في الأبدية؟ هل الأبدية حاضرة أمامك؟ فالعمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة لهذا السبب أخر اية في الكتاب المقدس تقول "امين تعال أيها الرب يسوع"( رؤ٢٠:٢٣) "واما هم فذهبوا فرحين من أمام المجتمع لأنهم حسبوا متأهلين أن يهانوا من أجل اسمه وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح" (أع٤١:٥، ٤٢) لذلك نرى في كنيستنا الشهداء والعباد والنساك، ومن يعيش بالزهد والمعلمين الروحانيين لأنهم يرون الأبدية أمامهم باستمرار . يتطلع الإنسان إلى السماء بعينيه وقلبه فيصير ناجحاً وفرحاً في الأرض لأن نصيبه السماوي ينتظره كان التلاميذ شهوداً للخدمة والكرارة وعينهم على الأبدية، وكانوا شهوداً لالام وقيامة ربنا يسوع المسيح وعينهم على الأبدية، وكانوا شهوداً لصعود ربنا يسوع المسيح وعينهم على الأبدية كان مجتمع الكنيسة الأولى يعيش بمحبة ويمارس اعمال الرحمة وهدفهم أن يكون لهم نصيب في ملكوت السموات. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
04 أكتوبر 2024

مائة درس وعظة ( ٤٨ )

سمات كنيسة الرسل "صورة بهية" (وكان عندهم كل شيء مشتركاً ) (أع ٤٤:٢) السيد المسيح أسس الكنيسة بنفسه واختار التلاميذ والرسل التلاميذ عددهم ۱۲ وكلهم من اليهود ودعوا تلاميذ وحواريين ورقم ۱۲ يشير إلى أسباط اليهود الـ ١٢ وأرسلهم إلى اليهود. الرسل عددهم ۷۰ وهم من اليهود والأمم وأرسلهم إلى الأمم. الآباء الاثنا عشر هم أقدم مجتمع مسیحی ظهر على الأرض، وقد تسموا بالآتي: رسل لأنهم نقلوا رسالة. تلاميذ لأنهم تعلموا من السيد المسيح. حواريون لأنهم كانوا في حوار دائم مع المسيح ليس بالآذان فقط بل بالعين والمشاعر والخبرة أيضاً . صورة الآباء الرسل صورة بهية، نراجع أنفسنا عليها باستمرار. سمات كنيسة الرسل أولاً: سلموا اختبار القيامة للبشرية أصبحت مسئولية كل مسيحى أن يشهد لقيامة المسيح، فالآباء الرسل سلموا للأجيال ما رأوا بالعيان لتعيشه الأجيال وتختبره بالإيمان فشهدوا للمسيح المصلوب الذي قام ليس هوههنا ، لكنه قام (لو ٦:٢٤). فنجد القيامة في حياة الكنيسة تظهر في الآتي: ١- خليقة جديدة: إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً (۲كوه : ۱۷). ٢- فرح دائم تعيد الكنيسة بالقيامة في كل يوم في صلاة باكر، وكل أسبوع يوم الأحد وكل شهر يوم ۲۹ من الشهر القبطى، وكل سنة في فترة الخمسين المقدسة، فنور القيامة يشع في حياتنا جميعاً. ٣- رجاء ثابت نقول في قانون الإيمان "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين" وهذه هي الحقيقة التي نراها بالرجاء فنصلى في اتجاه الشرق، لأنه الموضع الذي يأتي منه المسيح، فيصير اشتياق كل واحد منا متى ستأتى يارب؟ ثانياً: نالوا قوة من الأعالي ١- أعطاهم موعداً : الرسل كانوا بسطاء اختارهم السيد المسيح من على ضفاف البحيرة، أو مكان الجباية، وليس من الهيكل. ولكن عند اختيارهم أعطاهم موعداً إنهم يلبسون قوة من الأعالي (لو ٤٩:٢٤). ٢- أعطاهم قوة لو نظروا لإمكانياتهم لما تركوا فلسطين ولما نظروا للعالم كله على أنه حقل خدمة، فما الذي حرك مار مرقس ليجيء إلى مصر وحرك توما الرسول ليذهب إلى الهند؟ وحرك القديس متى ليذهب إلى إثيوبيا؟ وبولس الرسول ليذهب إلى روما بالرغم من أن إمكانياتهم البشرية ضعيفة جداً. قوة الروح القدس كملت فيهم كل ضعف وصار روح الله يلهب قلوبهم، فنرى بطرس وحده يساوى صفراً .. فقد أنكر سيده ولكنه بعدما تصالح مع المسيح نال قوة الروح القدس فاشتعل ناراً ووقف أمام الجموع يوم الخمسين وألقى عظة نارية فنال الإيمان أكثر من 3 آلاف. ٣- أعطاهم علماً من أين أتوا بهذا العلم فيكتب متى هذا الإنجيل الرائع ولوقا الطبيب يسجل إنجيله وسفر الأعمال في أدب وبلاغة ومار مرقس يكتب قصة حياة المسيح ومعجزاته ويوحنا الحبيب يكتب إنجيله المرتفع والسامي. ثالثاً: صنعوا معجزات وآيات ١- للكرازة: وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين: "إنه قد اقترب ملكوت السموات اشفوا مرضى طهروا برصاً. أقيموا موتى أخرجوا شياطين مجاناً أخذتم. مجاناً أعطوا"( مت ۷:۱۰-۸)، مثل شفاء بطرس ويوحنا للمقعد عند باب الهيكل. ٢- المجد الله:لم تكن المعجزة للشهرة أو المظهرية، ولم يكن الآباء الرسل ينسبون المعجزة لأنفسهم بل لتأييد كلماتهم "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً"(مت ٢٤:٢٤) . ٣- للاحتياج: كان لهم معجزات كثيرة فبطرس يقيم طابيثا من الموت. رابعاً: كرزوا بالإنجيل ١- البشارة المفرحة كانت الكنيسة تكرز بالبشارة المفرحة فكان كل بيت يعيش بالإنجيل ويهتم به. ٢- البشارة للجميع كانوا يقدمون الفرح لكل أحد "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " (مر ١٥:١٦). ٣- الخبرة الشفاهية اعتمدت الكنيسة الأولى على الخبرة الشفاهية، فلم يكن هناك إنجيل مكتوب، فحياتهم هي الإنجيل الذي يعيشونه. خامساً: أسسوا كنائس أسسوا كنائس عن طريق ١- الإيمان: كانت الكنيسة تتأسس بمجموعة من المؤمنين الذين يؤمنون بالمسيح ليس ببناء الكنيسة تلمذوا جميع الأمم (مت ۱۹:۲۸). ٢- التعليم القديس مارمرقس أنشأ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية للتعليم والتسليم وحفظ الإيمان. ٣- الافتقاد كانوا يؤسسون الكنائس بالحقيقة من نفوس المؤمنين، ثم يفتقدونها كما كان يفعل بولس الرسول. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 سبتمبر 2024

مسيحنا مصلوب ومسيحينا صليب

نحتفل بالصليب المقدس ثلاث مرات على مدار العام : الأولى : ۱۰ برمهات (۱۹ مارس) من كل عام. الثانية: يوم الجمعة العظيمة، يوم الصليب (متغير التاريخ). الثالثة : (۱۷ توت ۲۷سبتمبر) من كل عام. هذا على المستوى الكنسي، ولكن على المستوى الروحي والشخصي نعيش الصليب في كل يوم وكل ساعة، يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: «الصليب بالنسبة لنا هو عمل المحبة اللانهائية نحو البشر، وعلامة عناية الله غير المنطوق بها». ويُعتبر الصليب هو الخلاصة السريعة التي تقدم المسيحية في كل عقائدها وروحياتها، كما أنه محور الارتكاز لفهم المسيحية ، وقد سئل أحدهم: هل تؤمن بالمصلوب؟ فأجاب: نعم أؤمن بالذي صلب الخطية. إنه بالحقيقة فخرنا وعلامة حياتنا . فإذا كان اليهود يتعجبون كيف يحدث الخلاص من ميت على الصليب؟! وإذا كان الفلاسفة يرون الأمر حماقة إذ كيف يحدث الخلاص من عبد ؟ فإننا نراه مجدا وإكليل افتخار لأن فيه حكمة وتدبير الله محب البشر . والإنسان المسيحي مدعو لحمل الصليب في حياته حتى ينال إكليل المجد، من هذا المنطلق نري أنواعا وأنواعًا للصليب في حياتنا منها : صليب الدفاع عن الإيمان وحمله الكثيرون، ومن أشهرهم البابا أثناسيوس الرسولي (البطريرك العشرون) الذي واجه الهرطقة الأريوسية العنيفة في القرن الرابع الميلادي بضراوة، ودافع عن الإيمان المستقيم، وصار معروفا بلقب "أثناسيوس ضد العالم" الأريوسي. صليب الحاجة أو الفقر : يحمله كثير من المسيحيين ربما بسبب الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية ويمثلهم "لعازر" في مثل الغنى والعازر الذي نال ظلما واستعبادا من ذلك الغني الذي كان يراه على مرمي البصر وربما كل يوم (لوقا ١٩:١٦-٣١). صليب النسك والفقر الاختياري وهوا أحد أساسيات الحياة الرهبانية الناجحة، وعاشه آباؤنا عبر الأجيال برضى واختيار وفرح عالمين "أنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم : كله وخسر نفسه ؟" (متى (١٦: ٢٦) . أحد الأمثلة الشهيرة القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك ، والذي ترهب بعدما ترك كل ما كان له من رغد العيش ليحيا ناسكا . صليب المرض والألم في حياة البعض يكون الصليب قاسيا من وجهة نظرنا كبشر، ولكن الذي يتحمله بشكر ورضا يضع لنفسه إكليلا في السماء، حتى أننا كنا نري المتنيح القمص بيشوي كامل كاهن الاسكندرية) وهو يعاني من مرض السرطان ويتألم ولكنه يدعوه «مرض الفردوس»!.. صليب الاحتمال سواء في الحياة الزوجية أو في الحياة الاجتماعية أو الحياة الكنسية، حتى أننا نصلي في صلاة باكر كل يوم "مُحتملين بعضكم بعضا في المحبة" (أفسس ٢:٤). وعلى سبيل المثال نتذكر والدة القديس أغسطينوس البارة مونيكا، وهي تحتمل في أسرتها زوجها الذي كان غير مؤمن وابنها الذي كان شاردا، وبدموعها وبصلواتها واحتمالها عاد الاثنان إلى حظيرة الإيمان. صليب الكرازة والذي يحمل الإيمان بالمسيح لكل إنسان حتى يحيا في فرح الخلاص من الخطية التي مسحها الصليب .. وها هو بولس الرسول الكارز العظيم يقول: «وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي بِهِ قَد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم .» (غلاطية ٦: ١٤) . قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
20 سبتمبر 2024

مائة درس وعظة (٤٧)

صفات المسيح « أتشبه بك » لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ (مت ۲۱:۱۲) خمس صفات رئيسية للمسيح له المجد تجدها في هذه الآية هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سرت به نفسی أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق لا يخاصم ولا يصبح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته القصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفى حتى يخرج الحق إلى النصرة وعلى اسمه يكون رجاء الأمم، (مت ۱۲ ۱۸-۲۱) ١- لا يخاصم قلبه لا يعرف الخصام لأن الخصام يعنى عدم وجود محبة، ففي الزمن القديم كان اليهود يخاصمون السامريين، ولكن مسيحنا الحلو يقطع مشواراً كبيراً ليقابل المرأة السامرية وعندما قابلته قالت له كيف تكلمني وانت رجل يهودي وأنا امرأة سامرية (فاليهود لا - يعاملون السامريين) فبدأ السيد المسيح بلطف يقتادها إلى التوبة وخطوة بخطوة يظهر جمالها وتصير كارزة ويشير إليها ويقول: هوذا فتاي الذي اخترته وحبيبي الذي سرت به نفسى لا يخاصم أحداً. فالأفضل لك أن تراجع نفسك. ٢- لا يصيح غضب الإنسان لا يصنع بر الله وغضب الإنسان يظهر في ملامح الوجه وفي الكلام وفي السلوك وإن أقام الغضوب أمواتاً فليس مقبولاً أمام الله - مثلما علمنا الآباء لو ضبطت مشاعرك وفكرك وقلبك يشير إليك المسيح ويقول هوذا فتاى الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسی. ٣- لا يسمع أحد في الشوارع صوته كانت البيوت كلها دور واحد ولم يكن هناك زجاج للنوافذ ولا أبواب خشب مثل الموجودة عندنا حالياً لذلك يمكن للناس التي تسير في الشارع أن تسمع ما يدور داخل البيت فالذي تكون حياته هادئة لا يسمع أحد في الشوارع صوته، والحياة الهادئة تعبر عن الإنسان الذي يسعى إلى رضا المسيح فيقال عنه هوذا فتاى الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسی مثال شخص يكون كمحطة إرسال أو إذاعة طوال اليوم فعندما يقابلك هذا الشخص يبادرك بالسؤال الشهير هل لديك أخبار وان لم يكن لديك أخبار يتطوع هو بل ويتبرع ويقدم لك طائفة من الأخبار وأحيانا يكون وكالة أنباء سيئة الأخبار فيثور قائلاً "الم تدر" فقد حدث كذا وكذا نجده شخصاً مزعجاً حتى وهو يقوم بتربية أولاده سواء هو أو الأم فعند تربية الأولاد والبنات لابد أن يكونا هادي الملامح فيكون كلاهما كإنسان هادي السير دائماً فالأمور العظيمة تتم في السر أي في هدوء یعنی الشجرة الضخمة التي تعطى ثمراً هل يسمع أحد صوتها ". ٤- قصبة مرضوضة لا يقصف مرضوضة (يعنى قطعة خشب هشة) لا يقصف (لا يكسر) ويقول ليس منها فائدة بمعنى أنه حتى لو عاش الإنسان في الخطية مستحيل أن ينظر المسيح إليه بهذا الشكل كان هناك إنسان شرير من هامة راسه حتى اسفل قدميه والله منتظر عودته، وصلب هذا الإنسان مع المسيح على الصليب والله يتأني عليه وعندما قال هذا اللص ، اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك قبله المسيح فوراً، وكانه يقول له انا منتظرك منذ زمن بعيد انت قصبة مرفوضة فانتظرتك أن ترفع صلاة .. لذلك أجابه المسيح على الفور اليوم تكون معي في الفردوس ويصير هذا الإنسان من أوائل الذين دخلوا إلى الفردوس قصبة مرضوضة لا يقصف دائماً عنده أمل ورجاء دائما عنده نوع من التشجيع ٥- فتيلة مدخنة لا يطفى يوجد انسان يقفل باب الرجاء أمامك، ويوجد انسان اخر يفتح أمامك باب الأمل وفي هذا يتم تقسيم الناس إلى نوعين متفائلين ومتشائمين. ا- المتفائل يقول الله وردة جميلة لكن بها بعض الشوك. ب- المتشائم يقول: ما هذا الشوك الذي يحيط بالوردة تری ماهی نظرتكم إن نظرت للوردة تكون متفائلاً وعندك رجاء مثل نظرة المسيح إلينا نحن الخطاة المسيح ينتظر عودتنا لانه يرى فينا جمالاً افضل ویرى أن كل إنسان له نصيب في الملكوت هوذا فتاي الذي اخترت وحبيبي الذي سرت به نفسی. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
14 سبتمبر 2024

ما الذي يميز الشهداء ؟

"ولهذا عَينِهِ - وأنتُمْ باذِلُونَ كُلَّ اجتهادٍ - قَدِّموا في إيمَانِكُمْ فضيلَةً، وفي الفَضيلَةِ مَعرِفَةً، وفي المَعرِفَةِ تَعَفْفًا، وفي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وفي الصَّبرِ تقوى، وفي التَّقْوَى مَوَدَّةً أخويةً، وفي المَوَدَّةِ الأخَويَّةِ مَحَبَّةً. لأنَّ هَذِهِ إذا كانت فيكم وكثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لا مُتَكاسلين ولا غير مثمرين لمَعرِفَةِ رَبِّنا يسوع المسيح ." (بطرس الثانية 1: ٥-٨) الكنيسة قدمت ولا زالت تقدم شهداء، منهم أطفال مثل أبانوب ، وشباب مثل مارجرجس، ومنهم من كانوا متزوجين ومازالوا في بدايات حياتهم الزوجية مثل القديس تيموثاوس والقديسة مورا؛ ومنهم أيضا أمهات مثل القديسة رفقة والقديسة دولاجي. ونحن نسمي الكنيسة بأنها «أم الشهداء جميلة»، أي أن الشهداء هم جمال كنيستنا أحيانًا نظن أن الشهداء عجينة أخرى ..!! ترى ما الذي جعل الشهداء على هذه الدرجة في تقديم حياتهم ؟! .. ما هي أهم الأشياء التي تميز الشهداء ؟ إيمانهم : فالشهداء لديهم إيمان قوي ، وهذا الإيمان ليس ببعيد عن أي أحد فينا ، بطرس يقدم لنا فكرة عن هذا الإيمان في الآيات التي ذكرناها .... ١- في الفضيلة معرفة من أين نعرف ؟ من الكتاب المقدس . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : [ علة جميع الشرور عدم معرفة الكتب المقدسة] . معرفتنا تكون من الكتاب المقدس . ٢- في المعرفة تعففا: يوجد أشياء نعرفها فتلوّث عقلنا وقلبنا ، مثل من يقرأ في قراءات السحر والجريمة، لذا يجب أن يكون لدى الإنسان تعففا في المعرفة . ٣- في التعفف صبرا: الحياة مع المسيح تحتاج لطول أناة، الحياة مع المسيح تحتاج للصبر، ويقول الكتاب المقدس: «بصبركم اقتنوا أنفسكم» (لوقا (۱۹ : ۲۱) ، لهذا من يذهب للسماء هو من اكتسب فضيلة الصبر على الأرض. ٤- في الصبر تقوى: التقوى أي مخافة الله في القلب. فهل قلبك يوجد فيه مخافة الله ؟ الله ساكن في قلبك ، في بيتك ، في لسانك المخافة تحفظك من أشياء كثيرة. ٥- في التقوى مودة أخوية : من أجمل ملامح الإنسان المسيحي أن لديه مودة. المودة هي إحساسك بالآخر . ٦- في المودة الأخوية محبة: الشهداء الذين نحتفل بهم ونتذكر محبتهم، لم نسمع أن أحدًا منهم استشهد وهو متضايق أو عابس الوجه وكأننا بكل هذا نبني هرما ثابتا، قاعدته الاجتهاد، وقمته فضيلة المحبة. قلبك يجب أن يكون مملوءًا بالمحبة، وبولس الرسول يقول «المحبة لا تسقط أبدا» كورنثوس الأولى (۱۳ : ۸) ...لذا ابن حياتك على المحبة . قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل