رحلة الالام

07 أبريل 2023
Large image

اعتادت الكنيسة ربط الصوم الأربعيني المقدس بأسبوع الآلام كرحلة مكملة للصوم والنصرة على الشيطان لاسترداد كرامة الإنسان كرأس للخليقة ... وهذه حكمة الكنيسة المقودة بالروح القدس والتي تكمل تفعيل الخلاص الذي أتمه الرب بآلامه من خلال الأسرار المقدسة . ويبدأ أسبوع الآلام بسبت لعازر ( قيامة الجسد بعد أن أنتن ) ، وينتهي بقيامة السيد المسيح بجسد الحياة الأبدية الروحاني النوراني . ونعيش أحداث أسبوع الآلام بروح القيامة والنصرة على الموت .. كيف ؟ هذا ما نود الحديث عنه ، فالأم تمنح الحياة الأبدية « لأعرفه ، وقوة قيامته ، وشركة آلامه ، متشبها بموته » ( فيلبي ٣ : ١٠ ) .
( ۱ ) عشية أحد الشعانين : يحدثنا الإنجيل عن سكب الطيب من مريم أخت لعازر على السيد المسيح ، إشارة للحب المنسكب في القلب للرب المتألم ، فتتلاقي مشاعر الحب الأعظم بين كل من السيد المسيح الذي وضع نفسه لأجل أحبائه ( يوحنا ١٥ : ١٣) ، وبين النفوس الأمينة مثل مريم التي أحبت الرب ووثقت فيه وأقام أخاها ، وهكذا يعلن الطيب المسكوب عن الحياة التي تغلب الموت .
( ۲ ) في أحد الشعانين : يقدم الرب نفسه كملك متضع يركب على أتان وجحش بن أتان معلنا أنه خروف الفصح الحقيقي ، والتلاميذ والأطفال ينادون أمامه : « مبارك الآتي باسم الرب .. مبارك هو الرب في الأعالي .. مباركة هي مملكة أبينا داود » ، وداود رمز للسيد المسيح . وهكذا نرى السيد المسيح يدخل أورشليم لكي يخلص البشرية ويعبر بها من الموت إلى الحياة ، ويطهر الهيكل من الباعة ويطرد الحيوانات الموجودة في الهيكل ويقلب موائد الصيارفة التجار .. والكل يصرخ : « هوشعنا – أوصانا - خلصنا » من الخطية والموت بقوة القيامة التي في لاهوته .
( ۳ ) وفي خميس العهد : يأتمن الرب كنيسته على دم العهد الجديد ، ويقول لتلاميذه القديسين « من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير » ( يوحنا ٦: ٥٤ ) ، لأن العهد الجديد بدأ بدم المسيح على الصليب يوم الجمعة ، لكن قبل أن يسفكه استودعه للكنيسة لكي تمنحه لأولادها المؤمنين في سر الإفخارستيا لينالوا الحياة الأبدية به وقوة القيامة القاهرة للموت .. وصار سر الإفخارستيا يحمل قوة القيامة لمن يتناول من الجسد والدم الأقدسين ، لأن بدمه تم الغفران إذ دفع الدين الذي على البشرية على الصليب بسبب الخطية ، وبجسده القائم من بين الأموات يقدم الحياة للمتناولين ليشتركوا في حياة المسيح التي قدمها على الصليب .
( 4 ) وفي الجمعة العظيمة : يعلن عن نفسه أنه مخلص العالم الذي يصنع بالضعف ما هو أعظم من القوة لأنه انتصر على الموت ، لذلك نتغنى باللحن : [ قدوس الذي بالموت داس الموت ، والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية ، ففيما هو يموت على الصليب انشق الحجاب من فوق إلى أسفل ، وتشققت الصخور ، وتفتحت القبور ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ( متی ٢٧ : ٥٤ ) .. حقا ما أروعه أسبوع يعلن خلاص الإنسان من سلطان الخطية والموت معلنا الحياة الأبدية.
نيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين مطران المنوفيه وتوابعها

عدد الزيارات 356

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل