مائة درس وعظة ( ٢٧ )

18 أغسطس 2023
Large image

كن أميناً إلى الموت الأمانة »
« كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً
أولا : - أمانة وكيل الظلم
١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ
۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة
٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد.
ثانيا : مدح وكيل الظلم
١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح .
٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية.
ثالثا : امثلة إيجابية للامانة
١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ).
٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا .
رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة
١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك.
۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء .
خامساً : - نظرة المسيحية للمال
١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه.
٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.

عدد الزيارات 122

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل