كيف نستقبل العيد

05 يناير 2023
Large image

نستقبله بالفرح :
ينبغي أن نفرح بميلاد المخلص ، فلا ندع شيئاً من الحزن يعطل فرحنا بمجيء الرب ليفتقدنا بمحبته العجيبة « المشرق من العلا ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدی في طريق السلام » ( لو ۱ : ۷۹ ) . الفرح الروحي بالعيد هو علامة تقدير وإعجاب بعمل الرب في مجيئه وميلاده لأجلنا . لهذا فعندما بشر الملاك الرعاة الساهرين بميلاد السيد المسيح قال لهم « ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب » ( لو ۲ : ۱۰ ) . إن البشرية لم تعرف فرحاً يفوق هذا الفرح ... إنه الفرح بخلاصها من الهلاك الأبدي ... والفرح بمصالحتها مع الله المحبوب ... والفرح بامكانية الحياة إلى الأبد في أحضان الله المحب ... والفرح بحياة القداسة التي تفوق كل عقل وكل وصف ، ويعجز عن التعبير عن مجد بهائها كل لسان . إن ملايين التسابيح لا تكفى لوصف امجاد هذا الخلاص الإلهى العجيب . وملايين الكتب والأناشيد لا تكفى للتعبير عن محبة الله التي ظهرت في تجسد الكلمة إبن الله الأزلى . لم تكتم جماهير الجند السمائي فرحتها فخرجت تهتف في ليلة مولده بهتاف التمجيد والفرح والسلام والمسرة ... ألوف ألوف وربوات ربوات السمائيين إحتفلت في تلك الليلة التي هي ملء الزمان ، وصارت السماء تموج بالفرح والتسبيح وشاهد الرعاة الساهرين لمحة من هذا الموكب العظيم في لحظات من التجلي والإنبهار والإعلان السمائي ... جميع القديسين في كل الأجيال طوبوا العذراء القديسة والدة الإله « كلمة الله المتجسد » . ومدحوا تلك المطوبة وحركوا قيثاراتهم الروحية عازفين أعذب الأنغام عليها ، يتغنون بأسرار مجيدة عظيمة عجيبة إحتارت فيها ألباب العلماء وذاقت من حلاوتها قلوب البسطاء والفهماء .
نستقبله بالتأمل :
في النبوات والرموز التي تحققت بمجيء المخلص . هذا العمل الإلهى العجيب الفائق للعقول ، سبقته الآلاف من الرموز والنبوات التي تحققت جميعها بمجيء المخلص ... كان الرب يعلم مقدار عظمة هذا الخلاص لهذا سبق فأعد له لكي تقبله بكل بساطة عقول البسطاء المحبين للحق « كل من هو من أحق يسمع صوتی » ( یو ۱۸ : ۳۷ ) .
ميلاد الرب في بيت لحم : « أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل » ( میخاه : ۲ ) . فلكي تتحقق هذه النبوة رتب الرب أن يصدر أمر من أوغسطس قيصر لكي يكتتب كل المسكونة « فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته . فصعد يوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود . وعشيرته . ليكتتب إمرأته المخطوبة وهي حبلى . وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد » ( لو ۲ : ۱- 6) . ولد المسيح الملك إبن داود في مدينة داود ، وتسجلت هذه الواقعة في الاكتتاب الأول الذي جرى إذ كان كيرنيوس والى سورية ( لو ٢ : ١ ) . وحفظ تاريخ الإمبراطورية الرومانية واقعة مولد السيد المسيح في بيت لحم حتى لا تمحوها حادثة مذبحة الأطفال بعد ذلك هناك ، ما أعجب الله في تدابيره التي تتم بكل حكمة وإتقان في ملء الزمان .
ميلاده من عذراء : « ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئيل » ( أش 7 : 14 ) . لم يكن مفهوماً كيف تحبل عذراء !! واستمر هذا السر مغلقاً حتى بشر الملاك العذراء الطاهرة القديسة مريم بميلاد الكلمة الأزلى متجسداً من الروح القدس ومنها ... وظهر ملاك الرب أيضاً ليوسف خطيب مريم في حلم مؤكداً له إتمام ذلك بالفعل حسب نبوة اشعياء النبي « وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : « هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعون إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا » ( مت ۱ : ۲۲ ، ۲۳ ) . لقد سبق الرب فاعلن بفم أنبيائه القديسين هذا العجب العجاب الذي تم في ملء الزمان لكي لا يتعجب ذوى الألباب .
ميلاده في المزود : « فولدت إبنها البكر وقمطته وأضجعته في المزود . إن لم يكن لهما موضع في المنزل » ( لو ۲ : ۷ ) لقد أمر الرب في القديم بتقديم ألوف الملايين من الذبائح الحيوانية تكفيراً عن خطايا شعبه حتى جاء الذبيح الحقيقي « حمل الله الذي يحمل خطية العالم » ( يو 1 : ۲۹ ) . لهذا ولد الرب بين الذبائح من الحيوانات في المزود ليعلن أنه هو ذبيحة الخلاص الوحيدة عن جنس البشر .
لستقيله ببساطة القلب
فإن جميع أحداث الميلاد أحاطتها البساطة بعيداً عن مظاهر العالم . وحتى تقدمة المجوس لم تأخذ مظهر العظمة العالمية بقدر ما كانت تحمل رموزاً قوية إلى معان روحية سامية . مثل ملك السيد المسيح وكهنوته وآلامه ( ذهبا ولباناً ومراً ) ... سجدوا وإنصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم .
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الثانى عام 1990

عدد الزيارات 168

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل