النعمـة [ ٢ ] النعمة التي تعطى..علينا أن نختبرعطاءها.

01 فبراير 2023
Large image

وقيل عن السيد الرب وهو يتكلم في المجمع ويشرح ما ورد عنه في سفر إشعياء النبي كان الجميع يشهدون له ، ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ، ( لو ٤ : ٢٢ ) وهكذا كان بولس الرسول يطلب أن يعطيه النعمة ما يتكلم به ، فقال في رسالته إلى أفسس مصلين بكل صلاة وطلبة لأجلى لكي يعطى لى كلام عند افتتاح فمي ، لأعلم جهارا بسر الإنجيل ، ( اف ٦ : ۱۸- ۱۹ ) النعمة أيضا تعطى قوة كما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس فتقو انت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع ، ( ۲ تی ٢ : ١٠ ) وقال عن فاعلية النعمة في خدمته ، ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التي معی ( اکو ۱۰:۱۵ ) ، وقيل عن خدمة بولس في أخائية فلما جاء ساعد كثيرا بالنعمة الذين كانوا قد امنوا ( اع ٢٧:١٨ ) وقيل عن النعمة في ،تبشير الرسل بالقيامة وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم ( اع ٤ :٣٣ ) ، إن القوة العظيمة في شهادتهم ، كانت بسبب النعمة العظيمة التي عليه لا شك أن الوعظ يحدث تأثيره ، بسبب عمل النعمة في كلماته النعمة قوة خفية تعطى للإنسان تحرك فيه محبة الله ، وتحرك فيه الرغبة في التوبة تعطيه مشاعر مقدسة ، وتعطيه قوة على السير في طريق الله ، قوة على الصمود أمام حروب العدو واغراءاته. النعمة التي تعطي المواهب وتعطى للمتواضعين . فالمواهب هي هبة من الله هي عطية من نعمته ، لذلك يجب لا يجوز الا يفتخر الإنسان بمواهبه ، لأنها ليست منه بل موهوبة له الله أنعم عليه بها ، إذن هي من عمل النعمة. ولذلك فالمواهب وكل عمل النعمة ، إنما يتمتع بها المتواضعون ، كما يقول الكتاب « تسربلوا بالتواضع ، لأن الله يقاوم المستكبرين ، أما المتواضعين فيعطيهم نعمة ، ( ابط ٥:٥ ) . وتكرر نفس الكلام في رسالة معلمنا يعـقـوب الرسول ( يع ٦:٤ ) . فالمتكبر إذ يستخدم نعمة الله للافتخار وتمجيد ذاته تفارقه النعمة لأنه يستخدمها لضرورة روحية ، هكذا ورد ايضا في العهد القديم ، في سفر الأمثال ويعطى نعمة للمتواضعين ( أم ٣ : ٣٤ ) ۔ ليتنا . في حياتنا جميعا ، تختبر عمل النعمة . كثير من الناس ، لم يختبروا النعمة بعد! لقد جربوا قوتهم البـشـرية وجربوا المواهب والمهارات والحيل البشرية ، وجربوا المعونة التي تأتيهم من الناس ، ولكنهم للاسف لم يختبروا نعمة الله . وكلما يقع أحد منهم في إشكال ، يحاول أن يصل إلى الحل ، إما بعقله البشري ، أو عن طريق الناس ، دون أن يسكب نفسه أمام الله طالبا تدخل نعمته. هناك إذن من يعتمد على أصحابه أو على ذاته ، وهناك نوع من الناس يفتح السموات بصلاته وكل واحد من هذين له منهج في الحياة يختلف عن الآخر ولعل واحدا يتساءل : أنا لم أر هذه النعمة التي تعطى! أنت لم ترها ، لأنك لم تختبرها . ولم تختبرها لأنت لم تطلبها ، ولم تطلبها لأنك لا تشعر حتى الآن بقيمتها في حياتك من كل ناحية .. لذلك حاول أن تصر على الأخذ من الله وحده وقل له يارب انا لن أخذ إلا من أنت لن أطلب من العالم ، ولا من الناس ولا من مواهبي وذكائی : سأطلب منك أنت ، وسوف أخذ لانك انت القائل : « اسالوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا إقـرعـوا يفتح لكم ، ( مت ٧:٧ ) لماذا تاهت عنى هذه الوعود الإلهية ولم أختبرها ؟! لماذا لم أجرب الصلاة التي أخذ بها من عطايا النعمة الإلهية ما أريده هوذا الرب يقول لنا ما سبق أن قاله لتلاميذه إلى الآن لم تطلبوا شیئا باسمی اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ، ( يو ٢٤:١٦ ) الصلاة إذن تفتح لنا أبواب النعمة . العيب إذن فينا ، لأننا نطرق بعـد أبواب النعمة فلنحاول أن نطرق بابها لنأخذ ... في بعض الأحيان تعمل النعمة لأجلنا دون أن نطلب ، ولكن عندما ياتينا الخير قد لا ننسبه إلى النعمة ، إنما لمصادر أخرى !! أما إذا كنا نطلب ، وتأتينا الاستجابة فحينئذ سنفرح بالرب ونشكره ، وتتعمق علاقتنا به كتب يعطينا ما نطلبه . وبعد ، لعلنا نحتاج إلى مقالات أخرى لكي نتابع أحاديثنا عن النعمة ، فإلى اللقاء في تلك المقالات إن أحبت نعمة الله وعشنا .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

عدد الزيارات 212

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل