انجيل عشية يوم الأحد الأول من شهر بؤونة

10 يونيو 2023
Large image

تتضمن توبيخ الذين يقرضون بالربا . مرتبـة علـى قول البشير : وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطـرس ويعقـوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال متفردين " ( مت ۱۷ : ۱-۱۳ )
يجب علينا أن نطهر ذواتنا وننقى سرائرنا ونجتهد في العمل بـأقوال ربنـا وننتظر سعادة الملكوت لنرى مجده الذي لا يوصف متجلياً علينا لا في رأس جبـل . بل في حضيض من الارض عندما يجلس على كرسى الدينونة . ولا مع ثلاثة مـن الناس . بل مع جمهور من السمويين . وكيف يمكن أن نكون منتظرين سعادة الابـد وطائعین اوامر ربنا . ونحن نغلق أبوابنا في وجوه المساكين . ونسد آذاننا عن سماع تضرع المحتاجين . بل عن سماع أقوال الانبياء والمرسلين أيضاً . لانك إذا سمعت بولس يبشر ويوحنا ومتى يخبران بالعظائم التي للمسيح . وأنـت لا تصغـي إليـها . فكيف تصغى إلى سؤال الفقراء والمساكين ؟ ويا للعجب من كونك إذا رجعت من دفن أخيك أو صاحبك . تبادر إلى غسل يديك ورجليك وتصب الماء على رأسك بينما أنـت لا تفعـل كذلـك إذا تنجسـت بالخطايا . وكيف لا تكون نجساً بالنفس والجسد حينما تصاحب الزوانـى والفاسقين والمرابين والسحرة والمنجمين . وتعرض عن تضرع المساكين ؟ وأنت لا تصـاحب الاشرار فقط . بل تدعوهم إلى منزلك وتهتم بطلباتهم وتشاركهم في أعمالهم الخبيثـة . وإذا كان لك سعة من المال وجامك محتاج متضرعاً إليك أن تفـرج كربتـه بـأن تقرضه ما يقضى حاجته به . فإنك تقابله بالاعتذار ثم بالجفاء والعبوسة . فإن رأيتـه قد زاد به القلق واشتدت لجاجته فانك تعطيه الصنف مضاعف وتكتب عليـه بسعر صكاً بالثمن . فيخرج من منزلك وقد غمرته أمواج الفكر وقيدته حبال الحاجة . ثـم لا يلبث زماناً يسيراً حتى تطالبه بالوفاء . فإن ابطأ شكوته إلى الوالي فأمر بحبسه حتـى يضطر إلى بيع ما يملك حتى أمتعة بيته . أفرايت عظم هذا الداء ورداءة جريرتـه لقد طلب أخوك منك إسعافاً فألقيته في السجن وقيدته بالأغلال . وياللعجب من اولاد كنيسة الله وبنى المواهب الجليلة الذين ندبتهم الشـريعة إلى ترك الإهتمام بالمكاسب المحالة بعد تحصيل كفاية المعيشـة . كيـف صـاروا ينهشون لحوم المساكين حراماً . وينبهون بيوت الارامل والايتام كالبرابرة ؟ انظـر ياهذا إلى محبة المال والارباح العالمية . كيف تعمى العيــون البـاصرة . وتغشـى البصائر السليمة . وتصم الآذان السامعة . وتغير عواطف القلوب ؟ أيها المرابي : لقـد علمت أن الدنيا سريعة الزوال . وأن الآخرة دائمة البقاء . فكيف لا تميز بيـن هـذه الارباح الكاذبة وبين الارباح الصادقة في السعادة الأبدية ؟ أرايـت كيـف سـددت أذنيك عن سماع اوامر إلهك وحجبت بصـيرتك عـن تعقـل أقـوال النـاصحين . وأعرضت عن سماع الزواجر والتنبيهات حتى صرت ترى الناس يزرعـون ورداً وأنت تزرع عوسجاً . تراهم يشربون مآ زلالا وانت تشرب ما زعاقـاً . لان اولئـك يستقبلون المحتاجين بالبشاشة والوداعة ويهتمون بقضـاء حاجاتهم . وأنـت تفتـل لـهـم حبالا وتصنع لهم أغلالا . لعمري ان الذين يتاجرون في البلاد البعيدة والذين يعانون زراعة الضيـاع وإن كانوا يكابدون أتعابا وهموما وغرامات شتى . فهم لا يبلغون إى حـد الخسـارة الصائر أنت اليها . لان التجار يكابدون مصاعب الطرق ومخاوف اللجـج وأهـوال اللصوص والخطفة . إلا انهم يتفرجون في البـلاد الغريبـة . وإن قصـرت أربـاح البضائع فلا اقل من حصولهم على راس المال . وكذلك الذيـن يـهتمون بزراعـة الارض . فإنهم ولو اتعبوا أنفسهم بتحصيل المهمات والمواشي والبــــذار والعمـار . وتنغصوا تارة بقلة المطر . وأخرى بفساد الزرع . فلابـد أن يحصلـوا ولـو علـى البذار . وتكون أفكار الفريقين مستريحة من سوء العواقب . بخلاف جنود الربا فإنـهم يفرغون صناديقهم من المال ويبدلونه بالصكوك والدفاتر . ويتوهمون أن لهم أمـوالا . وهم على هذه الحالة يشترون بهذه الاموال دركات الجحيم . ولابد أن تكون أفكـارهم مضطربة من هذه العاقبة الخبيثة . فسبيلنا أن نهرب من هؤلاء . ونتجنب سوء أعمالهم . لنفوز بملكـوت ربنـا يسوع المسيح . الذي له المجد إلى الابد . آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 120

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل