انجيل عشيه يوم الاحد السابع عيد الخمسين

03 يونيو 2023
Large image

تتضمن الحث على الايمان والأعمال . مرتبة علـى قوله تعالى بفصل الإنجيل : " من أمن بى كـمـا قـال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى ( یو ۷ : ٣٧- ٤٤ ).
لما كان السيد له المجد في عبر البحر قرب كفر ناحوم قال للآتين اليـه " اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحيوة الأبدية الذي يعطيكم ابن الانسان فقالوا له ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله . فأجاب وقال لهم : "هذا هـو عمـل الله . أن تؤمنوا بالذي أرسله " وقال ايضاً : " كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حيـوة أبدية وأنا اقيمه في اليوم الأخير " فما أعظم قوة الايمان وما أعجب نتيجته إذ ما يجنيــه الانسـان منـه لا يوصف . ولكن هل يكفي أن يؤمن الانسان فيخلص ؟ كلا . بـل يـجـب أن يقـترن الايمان بالأعمال الصالحة . إن الايمان قسمان : نظري وعملي . والمطلوب أن يكون إيماننـا عمليـاً لا نظرياً . فإن قلت ما هو الإيمان العملي وما هـو النظـرى ؟ أجبتـك : أن الايمـان النظري هو ما تجرد من الأعمال الصالحة . والعلمي هو ما اقترن بها .فالايمان إذن بدون اعمال لا يخلص الانسان . كما يقول الرسول يعقوب : " ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيماناً ولكن ليس له أعمال . هل يقدر الايمـان أن يخلصه" . أو " هل تريد أن تعلم ايها الانسان الباطل أن الايمــان بـدون أعمال ميت . ألم يتبرر ابراهيم أبونا بالأعمال إذ قدم اسحق ابنه على المذبح . فـتـرى أن الايمان عمل أعماله وبالأعمال أكمل الايمان . وتم الكتاب القائل فآمن ابراهيـم بالله فحسب له برأ ودعى خليل الله ". ترون أذن أنه بالأعمــال يـتـبرر الإنسـان لا كذلك راحاب الزانية أيضاً أما تبررت بالأعمـال إذ قبلـت الرسـل وأخرجتهم في طريق آخر ؟ لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الايمان أيضـاً بدون أعمال ميت بالأيمان وحده . وهو ما يدعوه الرسول بولس : " الايمان العامل بالمحبة " وفي موضع آخر يمدح القديسين ويثني على عظم أعمالهم بقوله : " أخـرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل . وأخرون تجربوا في هزء وجلد ثـم في قيود أيضاً وحبس . رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنـم وجلود معزی معتازين مكروبين مذلين . وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم . تائهين براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض من هذا قد اتضح جلياً أن الايمان الخلاصي إنما هـو المقـترن بالأعمـال الصالحة لأن الايمان يساعد الاعمال والأعمال تكمل الايمان فقولوا لي من منا أعماله تطابق تعاليم دينه ؟ إن الديـن يأمرنـا أن نحـب عدونا . ونحن لم نكتف بأن نبطن له الحقد بل نبغض ونحقد على أخينا أيضاً . الدين يقضى بأن نكون نشطين حارين في عبادة الخالق . ونحن كمـا نحـن نصرف زمان العبادة في محال الملاهي والمسكرات . ونقضى زمان الصلوات فـارتكاب المعاصي والمنكرات . وبعضنا يفضل حشد الأموال على خير الاعمال . الدين يقضى بإغاثة الفقير . ونحن نشتمه ونعيره بالبطالة والكسل . والبعـض منا يستبدل الاعتراف بالاصرار علـى الخطـا . ومناولـة الاسـرار بالاستخفاف والازدراء . فأين إيماننا من إيمان إبراهيم أبي الأباء ؟ واين اعمالنا من أعماله ؟ فهو قـدم ابنه أسحق ضحية الله . ونحن لا نقدم أبناءنا إلى الكنيسة ليتمموا واجبات دينهم . وأيـن احتمالنا من أحتمال الشهداء الذين صبروا على أشـد الضيقـات . واحتملـوا امـر العذابات ولم يحيدوا عن الدين يمنه ولا يسره . ونحن نرى البعض منا . لأدنى ربـح . أو لأخف بلية . يترك الدين . ويسب الله ورجاله الامناء المخلصين . فإيمان امثال مـن ذكرناهم باطل وميت لا يفيدهم شيئا . فسبيلنا ايها الأحباء نحن الذين آمنا بالله من دون أن نراه . أن نقرن إيماننـا بعمل الفضائل المرضية لعظمته تعالى . حتى نصير بذلــك مسـتأهلين لان نسـمع صوته القائل : " طوبي للذين آمنوا ولم يروا " " . له المجد إلى ابد الآبدين أمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 136

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل