انجيل عشية يوم الأحد السادس من الخمسين المقدسة

27 مايو 2023
Large image

تتضمن تبكيت الذين يتجاسرون على قراءة الكتـب الالهية . ويحرفون ألفاظها ويغيرون معانيها . وتوبيـخ الذين يتقدمون إلى الكهنوت وهم غير عارفين بأمور الشريعة . مرتبة على قوله تعالى : " اسمع يااسرائيل الرب إلهنا رب واحد ( مر ۱۲ : ٢۸-٣٤ )
إذا كان واجبا علينا من الطريقة الشرعية والآداب العقلية أن نحـب خالقنـا ورازقنا ومدبر حياتنا والمتحنن على جنسنا والباذل نفسه عنـا . مـن كـل قلوبنـا ونفوسنا وافكارنا وضمائرنا . وأن نحب القريب في الإيمان كما نحب أنفسـنا . فمـا بالنا نوجد في الأول مقصرين . وعن الثاني متغافلين . فإن قلت وهل يوجد بيننا الآن من لا يحب الله تعالى . قلـت إنكـم تحبونـه ولكن ليس كما ينبغي . اسمعوا قوله لليهود : " يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا . يقترب هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنـى بعيـدا فإننا لو أحببناه كما أحبنا لبذلنا أيضا في العمل بوصاياه وفرائضه . ووقفنا دائما يديه بالقلوب الطاهرة والعقول الصافية والمحبة الكاملة وتقدمة القرابين المختارة وأمثال ذلك . وابتعدنا عن جميع النقائص والعيوب غير اللائقة بجلاله تعالى . فإذا كان الذين يقدمون له خروفا مريضا أو اعرجـا أو نـاقص الخلقـة أو اعوارا يرذلون عنده ويهانون إذ انهم لم يكرموه كما ينبغى . لأن المحبـة الخالصـة تقتضي الإهتمام بتقديم أشرف ما يوجد من المخلوقات لخالق البرايا . فما بالك أنـت تتقدم اليه بجسد مدنس بالخطايا ملطخ بالأوزار . ه وإذا كانت أحاديث القبائل وأخبار الملوك وأشعار البلغـاء . إذا قرئـت فـي المحافل تختار لقراءتها أصحاب الدراية الذين يفهمون أقوالهم ويتدربون في تـلاوة ألفاظهم . إجلالا للقائلين . واحتفالا بمكانة السامعين . فما بالنا نحن نســـــتهين بـأقوال ربنا ولا نحتفل بأوامره حتى يتقدم إلى قراءتها الأغبياء العاجزون ؟ وإذا كان الذين يغلطون في إنشاد قصائد الملوك ويحرفون الألفاظ يــهانون ويذمون من الحاضرين . فماذا أن يصيبك ايها المجترئ على كـــلام خـالقك المفسد معانی کتبه ؟ عسی فإن كنت تريد بقراءتك التقرب من الله والمديح من النــاس . فقـد انقلبـت خاسرا للأمرين جميعا . وفضلا على ذلك اكتسبت الذم والنقيصة والوصف بالجهالـة والرجوع بالخيبة . اسمع ياهذا قول القانون المقدس : وأمـا الذيـن يتقدمـون إلـى الكهنوت فينبغي أن يختبرهم كبير القسوس ومقدم الشمامسة . هل هم مـاهرون فى قراءة الكتب ولهم خبرة بسنن الكهنوت وعارفون بحقوق الكنيسة . فإذا ثبت عندهمـا أنهم مستحقون الكهنوت يقدمون حينئذ ويقبلون . ويقول أيضا في باب الكهنة : وكلهن يقر ويكفر يجب أن يمنع من القراءة . وإذ زاد فليخرج لئلا يسجس الناس . أو يـروه غير متأدب ولا واقف عند حده . ويقول أيضا ولا يصير أحد كاهنا وهو لا يعـرف كلام الكتب الالهية جيدا . وأيضا يقول : وكاهن لا يعرف الشـريعة ولا يعمـل بـها
فيسقط من درجته . وإذا كان الله بقول الذين يقدمون الخروف الذي به عيب : إنكـم تغضبونـی وتهينون اسم قدسي . فماذا عساه يقول الذين يفسدون أقوال شريعته . ويحرفون كـلام كتبه ويتجاسرون عليه ولا يخجلون ؟ فسبيلنا أن نتأدب بما سمعناه . ونحترم أقوال ربنا . الذي له المجد إلى الأبـد . آمین .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 130

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل