انجيل باكر اليوم الثاني من صوم نينوى

07 فبراير 2023
Large image

تتضمن الحث على التوبة . مرتبة على فصل الإنجيل الوارد به مثل شجرة التين . ( لو ١٣ : ٦-٩ ).
إذا كان ربنا له المجد ضرب لنا المثل بشجرة التين العديمة الثمر . وأوضـح لنا بأن الرب الكرم لما لم يجد فيها ثمراً أمر بقطعها . فكيف يكون جوابنا لـه نـحـن المهملون لأوامره ؟ وقد تكررت أقواله علينا ووصاياه لنا مدة عمرنا ومع كل ذلـك فنحن غافلون مهملون متوانون . فلا نرجع عن سوء أعمالنا بوعيـده لنـا وتبكيتـه لأعمالنا . وقد خاطبنا بذاته . وأظهر لنا سر القيامة . ووعدنا بـالملكوت . وأعـد لنـا الحياة الدائمة . وفضلنا على الحكماء والفلاسفة . فما بالنا هكذا متهاونين معرضين متغافلين ؟ وكيف لا نتيقظ من نومنا ونفكـر بعقولنا . ونعلم أننا في البلاد الغربية مقيمون . وبأثواب المسكنة مستترون . وعن قليل عن أوطاننا راحلون . وإلى مساكننا مسافرون ؟ ونحن إلى الآن عن حمـل أموالنـا غافلون . وعن نقل أمتعتنا إلى هناك ذاهلون . وإذا كان الذين يعزمون على الارتحال من البلاد الغريبـة إلـى أوطانهم يتكلفون مصاريف السفر الباهظة . ويقاسون أتعاباً كثيرة قبل أن يجدوا أموالهم فـى منازلهم سالمة من الآفات وحيل السراق . فما بالنا نحن نهين الذين ينقلون لنا أموالنـا بلا تعب ولا مشقة في الطرقات السالمة . وبغير أجرة ولا زاد . ونردهم من بيوتن خائبین خاسرین ؟ فإن قلت يا هذا . وأين هؤلاء الذين يفعلون معنا هكذا ؟. أجبتك إنهم الأيتـام والأرامل والفقراء والمساكين والمنقطعون والبائسون والأسرى . وأمثال هؤلاء . وهم لا يحملون الأثقال إلى هناك فقط . بل وبالأثواب البالية التي يأخذونها منك يصنعـون لك هناك أثواباً من النور والبهاء وحللا من المجد . وكذلك يفعلون في كل واحدة مـن قناياك في العوض والمضاعفة بالأمثال من الباقيات . ويا للعجب من كون البعض يرمى أمواله على البضائع وأصناف المتاجر . طلباً للفوائد اليسيرة والمكاسب الحقيرة . وتراهـم يسـافرون إلـى البـلاد البعيـدة ويكابدون الأتعاب ويعرضون أموالهم على الأخذين وتجد بعـض المعـاملين لـهم ينكرون وبعضهم يحلفون كذباً وبعضهم تعطب زراعاتهم وبعضهم تخسر بضائعهم . وترى العاطلين مع كل ذلك يسارعون إلى العطاء . لقد قال المسيح له المجد : " أصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلــم حتـى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية " ! وقال " أعطوا تعطوا كيلا جيداً ملبداً مـهزوزاً فائضاً .. لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم " وأعوضكم عن الزائل بمـا لا يزول . وعن الواحد بمئة ضعف وترثون الحيوة الأبدية وقـال أيضـاً عـن العشور : " جربوني بهذا قال رب الجنود . إن كنت لا أفتح لكـــم كـوى السـموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع . وأنتهر من أجلكم الآكل فلا يفسـد لـكـم الأرض . ". " وأعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد الغوغـاء والطيـار والقمص جيشي العظيم الذي أرسلته عليكم " وانتم مع ذلـك لا تسـمعون ولا تعملون . فسبيلنا إذن أن نكون اسخياء في عطايانا وان نرسلها أمامنا لخالقنـا علـى أيدى إخوتنا البائسين . لنأخذ المجازاة عن أعمالنا في النعيم . بمحبة وتعطـف ربنـا يسوع المسيح الذي له المجد دائماً آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 369

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل