إبيفانيا

18 يناير 2023
Large image

الكلمة “إبيفانيا” تقال عن عيد الظهور الإلهى عند عماد السيد المسيح فى نهر الأردن وحلول الروح القدس عليه “بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ” (لو 3: 22) وإنفتاح السماء وصوت الآب يقول على مسمع من يوحنا المعمدان والسيد المسيح بالطبع “هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ” (مت 3: 17).
لكن الكلمة نفسها هى كلمة يونانية مركبة من مقطعين إبى (Epi) وفانيا (phania) ومعنى مقطع “إبى” أى “فوق” أما معنى كلمة “فانيا” فهى من الفعل “فينو” (phaino) أى يضئ أو يظهر وبذلك تكون كلمة “إبيفانيا” معناها “يظهر من فوق” ولذلك تُطلق على “الظهور الإلهى” فى وقت عماد السيد المسيح، وعلى عيد الغطاس.
وقد وردت كلمة “إبيفانيا” فى (2تس 2: 8) “بِظُهُورِ مَجِيئِهِ” وهى عن ظهور السيد المسيح فى مجيئه الثانى. كما وردت فى (2تى 1: 9، 10) “بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَ النِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، إِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ”. وقد وردت فى هذا النص كلمة “بظهور” نطقها “إبيفانياس” نتيجة التصريف اللغوى. وهذه عن مجئ السيد المسيح الأول وإتمامه الفداء.
إن أهمية عيد الظهور الإلهى هو أن الثالوث القدوس قد صار ظاهراً حيث أن الابن الوحيد الجنس الذى تجسد من أجل خلاص البشر كان صاعداً من مياه الأردن، واقترن ذلك بالعلامة التى أعطيت ليوحنا المعمدان وهو حلول الروح القدس على ابن الله المتجسد بهيئة جسمية مثل حمامة، وأيضاً إنفتاح السماء فى نفس ذلك الحدث ومجيئ صوت الآب السماوى يشهد لألوهية الابن الذى هو موضوع سرور الآب قبل الأزمنة الأزلية، وأيضاً فى تجسده وطاعته الكاملة للآب فى كل شئ بحسب إنسانيته. وبهذا يكون الثالوث قد أعلن فى ذلك الحدث بشهادة يوحنا المعمدان.
وقد تحقق قول إشعياء النبى فى نبوته عن هذا الحدث حينما كتب بفم السيد المسيح “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ” (اش 61: 1، 2، لو 4: 18، 19) لقد مسح الآب بالروح القدس ابنه الوحيد المتجسد، ولذلك دعى “المسيح” بأداة التعريف؛ فهو ليس مجرد مسيح للرب لكنه هو المسيح أو “المسيا” المنتظر. أما عن مسحه بالروح القدس؛ فإن ذلك كان من ناحية إنسانيته وليس من حيث لاهوته لأن له نفس الجوهر الإلهى مع الروح القدس والآب.
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس

عدد الزيارات 237

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل