كــيـف أبـدأ حـــياتي الروحـية ؟

24 يناير 2023
Large image

الحياة الروحية معناها ببساطة الحياة حسب الروح القدس ، وبقوة وفعل الروح القدس في الطبيعة البشرية . ونحن نشكر الله أننا أخذنا تجديد الروح في المعمودية ، وسكنى الروح في الميرون ، وما علينا إلا احترام هذه القوة في حياتنا من خلال وسائط النعمة في ممارسة حياة يومية مستمرة . وأهم هذه الوسائط :-
١- التوبة اليومية المتجددة.
٢- الشركة اليومية في الصلوات المتنوعة.
٣- الاتحاد بالرب في الافخارستيا .
٤- الشبع اليومي بالإنجيل .
٥- القراءات الروحية البناءة.
٦-حضور الاجتماعات المشبعة.
٧- الخدمة في الحقل الكنسى.
٨- الشهادة للمسيح في الحياة اليومية العامة فالبداية إذن هي : « التوبة اليومية المتجددة » وهي موضوع حديثنا في هذه المرة . تعريف التوبة :-
كثيراً ما يختلط على الشباب تعريف التوبة . فمنهم من يتصور أن التوبة هي حالة من عدم الخطية . أن هذا مع مستحيل طالما أننا في هذا الجسد الضعيف ، الذي سماه الرسول « جسد الخطية » .... وكان يشن صارخاً ، بلساننا جميعاً : « ويحى أن الإنسان الشقي ، من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ » ( رو ٦ : ٢٤ ) كما قال : « نحن الذين لنا باكورة الروح ، نحن أنفسنا أيضاً ، نثن في أنفسنا ، متوقعين التبنى : فداء أجسادنا » ( رو ۸ : ٢٣ ) . إذن ، فالحياة بعصمة كاملة من الخطية ، مستحيلة مادمنا على الأرض وفى هذا الجسد ولكن ، هل معنى هذا أن نعيش في الخطية ؟ !! حاشا ! بل المعنى البسيط للتوبة هو « الرجوع إلى الله » ... في عشرة صادقة يومية ، تمنحنى قوة الانتصار على الخطية ... أما إذا تكاسلت أو تراخيت فسوف أسقط واتعثر ... ولكننى سريعاً سأقوم صارخاً : « لا تشمتی بی یا عدوتی ، لأني إن سقطت أقوم » ( می ۷ : ۸ ) . التوبة إذن ليست هي عدم الخطية ولكنها هي الحياة فوق الخطية كقول الرسول : « الخطية لن تسودكم ، لأنكم لستم تحت الناموس ، بل تحت النعمة » ( رو ٦ : ١٤ ) . والجهد الأساسي الذي يبذله الشاب هو جهد في اتجاه الشركة والنصرة والعشرة المشبعة ، التي تجعله يدوس تلقائياً على عسل الخطية المسموم ، للخطية بأن تسوده أو تسيطر. جوهر التوبة السليمة هو الشبع بالمسيح ، وليس هو الصراع الذاتي ضد خطية ما أو أكثر ... فالرب يريدنا ككل : الفكر ، والمشاعر ، والاتجاهات ، والكيان كله ، لا ليستحوذ عليه كمحتاج إليه ، لكن ليطهره و يقدسه و يهبه لنا جديداً ظافراً في المسيح يسوع . إن التوبة الصادقة تشبه إقامة المقعد الذي كان يجلس على باب الهيكل ، ويستعطى ( أع ٣ : ١- ١٠ ) . لقد قام بقوة الرب يسوع المسيح ، ووقف ، ووثب ، وصار يمشى ويتمجد الله . هل معنى هذا أنه لن يجلس أو يتعثر في الطريق ؟ لكن المهم أنه صارت لديه قدرة على القيامة بعد أي تعثر أو سقوط . لهذا يقول آباؤنا القديسون : [ أليق بنا أن نموت في الجهاد ، من أن نحيا في السقوط ] . ومعلمنا يوحنا يحدد مفهوم التوبة بكلمات واضحة للشباب فيقول : « یا أولادى ، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا ( هذه هي نية وجهاد كل شاب وشابة ، أن لا يخطىء أبداً ) . وإن أخطأ أحد ( هذا هو الاستثناء من القاعدة ، التعثر الذي يحدث نتيجة حرب من العدو أو اهمال من الإنسان أو جوع روحي ) فلنا شفيع عند الآب ، يسوع المسيح البار ( إذ ترجع إليه كشفيعنا الكفاري الوحيد ، ونستسمحه على ضعفنا وفتورنا وسقوطنا ، وتغتسل في دمه الطاهر ، وتطلب معونته حتى لا تسقط ثانية ) » ( ١ يو ۲ : ۱ ) . هذا عن مفهوم التوبة ... فماذا عن قانونيتها ؟ هذا مقالنا القادم بمشيئة الله.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 220

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل