الأنبا موسى أسقف الشباب

وُلِدَ أ. إميل عزيز جرجس في نوفمبر 1938 م في أسيوط تخرج من كلية الطب عام 1960خدم بكنائس القاهرة، ثم بني سويف في حقل الشباب منذ عام 1963ترهب بديرالبراموس فى 24 إبريل 1976 م
باسم أنجيلوس البراموسي ثم قسا4 يونيو 1976ثم عُيِّن أمينًا للدير بعد كهنوته تمت سيامته خوري أبسكوبوس لإيبارشية بني سويف فى 18 يونيو 1978 م. ثم رسم أسقفا ً عاما لأسقفبية الشباب فى 25مايو عام 1980م بيد صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث 117
اللجان:
لجنة سكرتارية المجمع المقدس
لجنة الرعاية والخدمة
لجنة الإيمان والتعليم والتشريع (مساعد الرئيس)
له العديد من الكتب وهو واعظ متميز، وعظاته يعرضها بطريقة شيقة أما الكتب فلها مستوى أقل في التشويق ويصدر كتبًا سنوية في عيديّ الميلاد والقيامة، بخلاف كتب في موضوعات أخرى.
الكتب (34)

من هو خادم الشباب الأنبا موسى أسقف الشباب

مكونات الشخصية الانسانية الأنبا موسى أسقف الشباب

مفاتيح في خدمة الشباب الأنبا موسى أسقف الشباب

مع وليد المذود الأنبا موسى أسقف الشباب

مع خيوط الفجر الاولى الأنبا موسى أسقف الشباب

مع المسيح القائم علي بحيرة طبرية الأنبا موسى أسقف الشباب

مسيحنا من هو -ومن هو مسيح السبتيين الأنبا موسى أسقف الشباب

مدخل الي الإنجيل -تفسير رسالة غلاطية -يوحنا ذهبي الفم الأنبا موسى أسقف الشباب
المقالات (74)
29 أغسطس 2023
الحيـاة الشاهدة
طلب الرب منا بوضوح أن نكون شهوداً له، حينما قال : « أنتم شهودی » ( أش ٤٣ : ١٠)، وحينما أوصى آباءنا الرسل الأطهار: «تكونون لى شهوداً » (أع١: ٨) والشهادة من المشاهدة ، بمعنى أن الإنسان شاهد أيضاً ، فاصبح شاهداً عليه أو له والإنسان المسيحي شاهد الرب يسوع بعين الإيمان ، فأصبح شاهداً للحياة المسيحية ، ولما يمكن للرب أن يفعله بالنعمة في حياة البشر، ولذلك فالحياة الشاهدة علامة كل مسيحى ، بمعنى أن حياة الإنسان المسيحى يجب أن تكون في أفكارها ومشاعرها وسلوكياتها شهادة حية، تخبر بعمل الله في الطبيعة الإنسانية إن المؤمن عضو في جسد المسيح ، والعضو له وظيفة ودور، والكنيسة أبدأ لا تعيش بمعزل عن المجتمع والجماعة الإنسانية ، بل أن الكنيسة عليها دورهام في الحياة العامة ، فهي تمثل ضمير المجتمع ، والنور الذي يضيء للإنسان طريقه في الحياة اليومية ، ليسلك حسب وصايا الرب وروح المسيح ، وليصير كارز بالحياة والعمل قبل الكلام والوعظ . لذلك فحينما أراد الكتاب المقدس أن يشرح للمؤمن دوره في المجتمع ، استخدم عدة تشبيهات منها :
١ ـ المسيحي نور العالم :
بمعنى أنه متحد بالرب يسوع ، يمتص من نوره كل يوم ما يضيء له معالم الطريق ، و يعطيه قوة الإفراز والحكمة ، و يرشده كيف يتصرف في المواقف المختلفة ، بل يجعله نوراً للذين يسلكون في الظلمة ، إذ يرشدهم إلى الطريق السليم . ومع أن الرب قال عن نفسه : « أنا هو نور العالم » ( يو٥ : ١٢ ) ، إلا أنه في محبته وعطائه قال لنا : « أنتم نور العالم » ( متى ٥ : ١٤)ولتلاحظ هنا أن المؤمن ليس نوراً في الكنيسة فقط ، بل لكل العالم أيضاً لهذا طلب منا الرب أن يضىء نورنا قدام الناس ليروا أعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات ( مت ٥ : ١٦) والمسيحي الأمين يكتسب هذه الاستنارة من المعمودية (حيث يتجدد بالروح القدس ) ، والميرون ( حيث يصير هيكلاً لروح الله ) والتوبة ( حيث يغتسل فيها كل يوم ) ، والتناول (حيث يتحد بالنور الحقيقي ) ، والقراءة في كلمة الله والكتب الروحية (حيث ينفتح الذهن ويتعرف على ملامح طريق الملكوت ) .
٢ ـ المسيحي ملح الأرض :
فهو ليس ملحاً للكنيسة فقط بل للأرض كلها ، للمجتمع كله . فالمسيحي الأمين أبيض نقى نقاوة الملح ، و يذوب في تواضع واختفاء دون أن يضيع ، تماماً كالملح ، وهكذا يحفظ العالم من الفساد ، و يعطى الحياة طعماً مقدسا . إن وجود أبناء الله في العالم أساسي لتقديم القدوة الطاهرة ، والأمانة المحبوبة ، والنموذج الذي يجب أن يحتذبه أهل العالم والملح لا يفسد إلا بالخطيئة والذاتية والكبرياء ، وإن فسد ، لا يعود يصلح لشيء ، لا لأرض ولا لمزبلة ، بل يداس من الناس هكذا كل مسيحي يترك المسيح ، ويحيا فساد هذا العالم .
٣- المسيحي سفير للمسيح :
« نسعى كسفراء عن المسيح ، كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله » ( ۲کو ٥ : ٢٠) . ما أجمل أن نتأمل في سفارة المسيحي في الأرض ، فهو أصلاً من بلد غير البلد ، وطبيعة غير الطبيعة ، ولغة غير اللغة . إنه إنسان سمائی روحانی مقدس ، يحيا في الأرض شاهداً للرب ، وممثلاً له و بنشر كلمته وحبه وصفاته المقدسة بين الناس ، و يدعوهم إلى معرفة الله ، والتصالح معه !!
هذا هو الإنسان المسيحي الشاهد ، الذي ينشر « رائحة المسيح الذكية » في كل مكان (۲کو: ١٥)، والذي يصير رسالة حسنة « معروفة ومقروءة من جميع الناس » ( ٢کو۳ : ۲) أخي القارىء تعال نحيا في طريق المسيح ، فما أسعد أولاد الرب به !! وشكراً لله أنه هو نفسه قد صار لنا « الطريق والحق والحياة» (يو١٤: ٦) ارتبط بالرب ، و بإنجيله ، وكنيسته ، وكن شاهدأ له في كل مكان وزمان لتحيا الأبدية في الزمن ، وتعيش السماء وأنت بعد في هذه الأرض الرب معك ،،
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد
01 أغسطس 2023
حضور الاجتماعات المشبعة
يوصينا الرسول بولس ألا نترك اجتماعاتنا الروحية، بل أن نحرص على حضورها ، كوسيلة جوهرية من وسائل الشبع والنمو الروحي . لهذا ينادينا قائلاً : «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة » (عب ١٠ : ٢٥). فالاجتماعات الروحية أساسية في الحصول على البركة والتعزية ، والتعليم ، والاحساس بالجماعة الكنسية والجسد الواحد وقد تعودت الكنيسة ـ منذ العصر الرسولى ـ أن تجتمع في مساء السبت (صلاة عشية )، حيث كان المؤمنون يفدون إلى البيعة من جميع المناطق والقرى المحيطة ، و يأكلون معاً في المساء بعد صلاة العشية، وليمة محبة ( أغابي ) ، وهي التي تحدث عنها الرسول قائلاً : « حينما تجتمعون معاً ، ليس هو لأكل عشاء الرب » ( ١کو۱۱ : ۲۰ ) ... أي أنه العشاء الذي بعده يدخل المؤمنون إلى الكنيسة و يصلون صلاة نصف الليل ، التي نقرأ في أحد أناجيلها : «جاء العريس وأغلق الباب » ( مت ٢٥ : ١٠). وبالفعل تغلق أبواب البيعة، فلقد وصل الجميع ، و يبدأون في تسبيح العريس طوال الليل ، ثم يرفعون بخور باكر، ثم القداس ، ثم التناول ، ويخرج المؤمنون بعد ذلك لأغابى أخرى ، ثم ينصرفون إلى بيوتهم وأعمالهم اجتماع مفرح ، يشعرون وكأنهم كانوا في السماء، فكلمة « هيكل » فعلاً معناها « المكان الذي صار سماء» !! فنحن في الهيكل نلتقى بالرب يسوع نفسه ، وجموع القديسين والملائكة، ونحس بوحدتنا الكاملة في جسد الرب ولكن هذا الاجتماع الروحي المشبع حول الافخارستيا ، وما يسبقه من اجتماع محبة سابق وآخر لاحق له ( الأغاني ) هذه الاجتماعات لا تلغى أهمية عقد اجتماعات تعليمية أخرى ، فالرسول يقول : « متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور، له تعليم » (١کو١٤ : ٢٦ ) إذن فهناك اجتماعات تعليمية هامة يجب أن تعقدها الكنيسة ونحضرها نحن .
الاجتماعات التعليمية :-
التعليم هام جدا للخلاص ، فلقد قال الرب « هلك شعبي ، من عدم المعرفة » ( هو ٤: ٦ ). لذلك تحرص الكنيسة على عقد لقاءات لكل مراحل العمر، وفئات المجتمع ، وظروف العصر فأصبحنا نجد كمثال : مدارس التربية الكنسية للأطفال
والفتيان . اجتماعات الشباب : ثانوي ، جامعة ، خريجون . اجتماعات عامة للشعب ونهضات في المناسبات الكنيسة المختلفة . اجتماعات للعمال والحرفيين اجتماعات للأطباء أو المهندسين أو المعلمين إلخ . اجتماعات للمخطوبين أو المتزوجين حديثاً. اجتماعات نوعية لدراسة الكتاب المقدس ، أو اللاهوت ، أو التاريخ الكنسى ،أو العقيدة والطقس .
والهدف من كل هذه الاجتماعات :
١ - تقديم التعاليم الجوهرية اللازمة للخلاص وجود الله ، الثالوث ، ألوهية السيد المسيح ، التجسد، الفداء ، الكتاب المقدس ، الكنيسة ، القيامة إلخ .
٢ - الاشباع الروحي المنتظم ، في خضم وسائل الاعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون وفديو...
٣ ـ حفظ المؤمن من الانحراف ، إذ ينمو في جماعة مقدسة ، فالإنسان اجتماعی بطبعه ، ويحتاج أن يحس بالانتماء .
٤ - المشاركة في الخدمة والنشاطات الكنسية البناءة فلا يكون المؤمن إنساناً سلبيا ، بل يحس بدوره كعضو فعال في جسد المسيح .
٥ ـ الرد على أية شكوك أو مطاعن توجه إلى إيماننا المسيحي الراسخ عبر عشرين قرناً من الزمان لذلك يجدر بالقارىء الحبيب أن يسأل نفسه : ما هو الاجتماع الأسبوعي الذي أنا منتظم فيه ؟ اجتماع اسبوعي على أقل القليل، حيث ينبغي على المؤمن التواجد الكثير بالكنيسة، لمزيد من الشبع والنمو والخدمةوالرب معك ،،
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الثامن عام ١٩٨٩
المزيد
25 يوليو 2023
القراءات الروحية البناءة
القراءة الروحية أساسية من أجل الوصول إلى الشبع الروحي . كما أنها تنير الذهن، وتقدس الأفكار، وتشحذ الهمة الروحية، فيتحرك الإنسان بحماس في طريق الملكوت .كذلك فالقراءة الروحية أساسية في التعرف على معالم الطريق الروحي ، حتى لا يتوه الإنسان في مزالق كثيرة يمكن أن تقابله ، وحتى تتكون لديه نعمة الافراز، فيستطيع أن يميز الأمور المتخالفة ، ولا يسقط في فخاخ ابليس بل إنها أساسية في خدمة الآخرين ، ونحن هنا لا نقصد الخدمة في فصول التربية الكنسية والشباب فقط ، بل أيضا خدمة الوالدين لأبنائهم ، وهي من أهم وأخطر الخدمات المسيحية ، حيث يقضي الطفل في بيته ١٦٨ ساعة أسبوعياً تقريباً ، ولا يمكث في الكنيسة سوى ساعات قلائل . فإن تعرف الآباء على احتياجات أولادهم ، وسمات المراحل التي يمرون بها ، ونوعيات المشاكل التي يقابلونها ، يستطيعون بالقطع أن يقدموا التوجيه السليم لابنائهم وبناتهم .
الآباء والقراءة :
من هنا ينصحنا الآباء القديسون بالقراءة ، لما فيها من فوائد جوهرية لنا ولمن نشهد للمسيح أمامهم :« اتعب نفسك في قراءة الكتب ،فھی تخلصك من النجاسة» ( القديس أنطونيوس ) .« كتبي هى شكل (سيرة ) الذين كانوا قبلی ، أما إن أردت أن أقرأ ، ففى كلام الله أقرأ » ( القديس أنطونيوس ) .« قراءة الكتب، تقوم العقل الصواف » ( أحد الشيوخ ) .« کن مداوماً لذكر سير القديسين ، لكيما تأكلك غيرة أعمالهم» (القديس موسى الأسود ) .
نحن والقراءة :
يحسن أن يهتم الإنسان بالقراءة ، ولكي لا تنطبق عليه سمات جيل التليفزيون والفديو، من سطحية واستسلام سلبي ، يجب ان يدرب نفسه على القراءة، وهذه بعض الملاحظات التي قد تساعده على ذلك :
1 ـ التدرج :
كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر، فلا داعى لأن تتمسك منذ البداية بالكتب الكبيرة لتضعها في المكتبة ، وإن كان هذا حسن، فلسوف تحتاجها حينما تنمو في القراءة، لكن ابدأ بالنبذات الصغيرة ، والكتيبات ، والكتب المتوسطة، وتدرج مع القراءة شيئاً فشيئاً . وأؤكد لك أنك عندما تشعر بالانجاز والنجاح في قراءة كتيب ، سوف تحس بحافز كبير يشجعك على المزيد .
٢ ـ التنوع :
ابدأ بالتنوع ، فاقرأ في مجالات عديدة مثل : تفسير الكتاب المقدس، وسير القديسين، وتاريخ الكنيسة ، واللاهوت ، والعقائد ، والطقوس ، والثقافة العامة .. فمن المهم أن تلم بفكرة عن كل من هذه الميادين ، فهي أساس لنموك ولخدمتك .. ومن غير المعقول ألا تعيش عصرك ، وتتعرف على الأدب والفن والفكر السائد فيه، مع ملاحظة ألا تكون سلبياً ، بل يجب أن تسترشد بأبيك الروحي وخادمك ، حتى لا تنحرف بك القراءة بسبب عدم النضج والعمق والمعرفة الشاملة .
3 ـ التوازن :
أياك أن تأخذك القراءة بعيداً عن الشبع الروحي ، فيصير عقلك أضخم من قلبك ، بل احرص على التوازن ، فالرسول يدعونا إلى أن تنمو في «النعمة والمعرفة » ( ۲بط ٣ : ۱۸ ) ، أي الوجدان الروحي والفهم المستنير.
4 ـ التخصص :
مع النمو ، ومع الوقت ستستطيع ان تتخصص في فرع محدد من الدراسات ، وربما تأخذ فيه شهادة مناسبة ، إلى أن تكتب بنعمة الله وتشترك في إثراء غيرك . المهم أن تتحرك تحت قيادة روح الله وارشاد أبيك الروحي وخادمك والرب معك .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
18 يوليو 2023
الشبع اليومى بالإنجيل
حينما أراد الرب أن يوضح لنا أهمية الكتاب المقدس في حياتنا ، استخدم تشبيهات عدة، يشرح لنا كل تشبيه منها زاوية من زوايا ضرورة الكتاب لحياتنا :- ۱ ـ تشبيه الخبز : « ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله » (متى ٤ : ٤ ) . « وجد كلامك فأكلته ، فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلبي » ( أر١٥ :١٦).الإنجيل خبز روحي ، يشبع عنصر الروح فينا، تماماً كما يشبع الخبز المادي عنصر الجسد فينا ، ومسكين الإنسان الذي يجعل كل أهتمامه نحو « لقمة العيش الجسدي » و ينسى دور كلمة الله في اشباع روحه، من خلال كلمات النعمة ، وأحداث الفداء، ووصايا المسيح ، وتعاملات الله مع أولاده على مدى العصور. ٢ ـ تشبيه المطرقة :-
« أليست كلمتى كمطرقة تحطم الصخر» ( ارمیا ۲۳ : ۲۹ )وبالفعل ، فنحن حينما نقرأ كلمة الله بانتظام تجدها خير منبه لحياتنا ، حتى لا تتوه في دوامة العالم، أو تستمر في طريق الخطيئة . ولعلك تذكر أيها الحبيب كيف هزت كلمات الرسول بولس أعماق فيلكس الوالى ، حتى أنه ارتعب من الدينونة العتيدة ، أو حينما تحدث مع اغريباس الملك ، وكيف كانت كلماته قوية وفعالة. بل لعل كلمات الرسول بطرس يوم الخمسين هي أقوى دليل على الزلزال الذي تحدثه الكلمة في حياة الإنسان ، حينما يخضع لفعل روح الله القدوس ، فتتوبخ أعماله ، و يصرخ طالباً التوبة !
٣ ـ تشبيه النار : -
« أليست كلمة كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر» ( أر٢٣ : ٢٩) إن كلمة الله كالنار فعلاً ، حينما تحرق فينا شوائب الخطيئة ، وتطهرنا من أدناسها ، ألم يقل الرب «أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به » ( یوه۱ : ۳) ؟ إن كلمة الله كالنار المطهرة ، توخز الضمير، وتدخل إلى عمق الأعماق، لتطهر كياننا الإنساني من كل انحراف !
٤ـ تشبيه السيف :-
« لأن كلمة الله حية وفعالة ، وأمضى من كل سيف ذي حدين» (عب ٤ : ۱۲) نعم فالكلمة حينما تتجه نحو قلب الإنسان ، تخترق حتى إلى الأعماق ، إلى مناطق مجهولة ربما للإنسان نفسه ، إلى مفارق النفس والروح من يستطيع أن يدخل إلى هذه المنطقة العجيبة ؟! ما بين النفس والروح ؟! وهكذا يتفجر القلب بالتوبة صارخاً طالباً الحياة الجديدة .كما أن سيف الكلمة البتار، يمكننا استخدامه لقطع كل المبادىء غير الإلهية ، التي نقابلها في حياتنا اليومية ، فلا تسير مع أهل العالم كالقطيع ، بل يكون لنا فكرنا الخاص، واسلوبنا المتميز في الحياة والسلوك .
ه ـ تشبيه النور : -
« سراج لرجلى كلامك، ونور لسبیلی » (مز۱۱۸ : ١٠٥ ) « الوصية مصباح ، والشريعة نور » ( أمثال ٦ : ٢٣ ) وهذا حق فالإنجيل هو دستور الحياة المسيحية، وأساس التعامل بيننا وبين الناس ، بالحب والحكمة والاتزان والبساطة والسماحة والصفح وغلبة الشر بالخير!
إذن ، أيها القارىء الحبيب ، اعكف على قراءة كلمة الله ، وأقترح عليك :-
ا ـ أن تقرأ اصحاحاً من العهد الجديد في الصباح ، لتتقابل مع الرب .
ب ـ وثلاثة أصحاحات من العهد القديم في المساء، ليرى معاملاته أولاده عبر التاريخ .
ج - وتدرس سفراً كل شهر مع كتاب تفسير کنسی هذا المنهج يجعلك تقرأ العهدين مرة سنوياً ، وتدرس ١٢ سفراً في السنة ، ويمكنك مع أبيك الروحي اختصار هذا المنهج إلى النصف والرب معك ،،
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
27 يونيو 2023
من معالم الطريق الروحي الصلوات المتنـوعـة
الصلوات سمة أساسية في الحياة الأرثوذكسية، واستجابة مستمرة لنداء الرب : « أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت ٢٦ :٤١). وتتسم حياة العبادة في كنيستنا بالسمات التالية :
١ ـ السمة التكريسية :
بمعنى أن هدفها الأساسي تكريس قلوبنا للسيد المسيح ، وتقديم كل طاقات حبنا للرب ، مصدرها الأصلي. وفي هذا يكمن خلاص الإنسان وسعادته ونموه ، وإمكانية أن يكون خادماً للملكوت . لهذا تطول العبادة في كنيستنا وتتنوع فنجد مثلاً :
أ ـ الافخارستيا :
قمة الصلوات الكنسية ، التي فيها يتحد الإنسان بالرب يسوع رأس الكنيسة ، و بالسمائيين أعضائها التي خرجت من الجسد، وبالمؤمنين إذ تأكل من جسد واحد ، خبزة واحدة ، ونشرب من دم واحد ، وكأس واحدة. الإفخارستيا هي فرصة الشبع بالرب ، والاتحاد بالمخلص المحبوب . إنها أقدس فرصة على الأرض ، فيها يعطينا الرب من حبه ونعمته وروحه ، و يأخذ عنا ثقل خطايانا بالتوبة والاستعداد، ونحيا معنى الكنيسة ، عروس المسيح، وجماعة المؤمنين .
ب ـ المزامير :
حيث توحدنا الكنيسة بالرب في أحداث حياته المتعددة ، ففي باكر تأخذ قوة قيامته ، وفي الثالثة تأخذ فعل روحه ، وفى السادسة نتحد بصليبه المقدس ، وفي التاسعة نميت معه حواسنا الجسمانية، وفي الحادية عشرة تنسحق أمام جسده النازل من على الصليب فداء عنا ، وفي الثانية عشرة ندفن خطايانا معه في القبر، وفى نصف الليل نستعد ونشتاق لمجيئه الثاني !! أناجيل هادفة ،وقطع وضعها آباؤنا القديسون ، ومزامير هي عصارة داود النبي وغيره من رجال الصلاة ، وفرصة رائعة للمثول المتكرر أمام الله ، بل حتى لوعظ النفس من خلال هذه الكلمات الإلهية المقدسة .
ج ـ الصلوات السهمية :
وفيها تنادي الرب بصلوات قصيرة مثل : « ياربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطيء » أو « اللهم ألتفت إلى معونتي . يارب اسرع وأعنى » ... وهي صلوات قبطية عريقة ، نصح بها القديس أنطونيوس تلاميذه . وكانت ولا تزال خير عون للمجاهدين في طريق الملكوت ، يتلونها سراً وبكثرة في كل مكان ، وزمان ، وموقف . إنها صلوات كالسهم، يخترق حجب السماء ، و يستقر أمام الله في مقادسه العليا ، فيستجيب قلب الله الحاني، للإنسان المحتاج .
د ـ الصلوات التلقائية :
والكنيسة تطلب منا أن نتحدث مع الله بقلب مفتوح وبساطة تامة، لكي يتحنن علينا برحمته، ويسكب علينا نعمته ، و يتدخل في كل شئون حياتنا المتنوعة ، لتختبر يمينه القدوس وقدرته اللانهائية في تسيير أمورنا بكل زواياها ، وفى سد احتياجاتنا بكل نوعياتها .
٢ - السمة الجماعية :
فكلمة ليتورجيا معناها عبادة شعب « لى - لاوس = شعب ، ارج = عمل ) ... من هنا تكون عبادتنا ذات صبغة جماعية لأننا كنيسة ( اككليسيا = جماعة ) ، ومن هنا كانت مردات القداس الجماعية : « بشفاعة والدة الإله ... أنعم لنا بغفران خطايانا » ... «آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر» ... « نسبحك نباركك نشكرك ... »إلخ . والمسيحى الأرثوذكسى لا يحس أنه فرد مستقل ، بل عضو في الجماعة المؤمنة والجسد المقدس، فنحن » أعضاء بعضنا لبعض »(رو۱۲: ه).
۳۔ السمة الطقسية :
فالعبادة في كنيستنا لها طقس ( = نظام ) ، « وحسب ترتيب » ( اکو١٤ : ٤٠). فالقداس كما هو في مصر وفى المهجر، والقراءات ، والألحان ، والمناسبات ، والأعياد ، كنيسة واحدة ، نظام واحد ، وهذا جوهره أن نحيا إحساس الجماعة المتحدة بالروح .فلندخل معاً إلى العبادة الأرثوذكسية ، طريقنا إلى الشبع الحقيقي بالرب ، والاتحاد الكامل بالجسد المقدس.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
20 يونيو 2023
أبعاد حياة الشركة (٥) أنتـم نــور العـالـم
المؤمن المتحد بالمسيح ، وبالقديسين ، و بالأخوة ، هو بلاشك يحيا البعد الرابع والأخير من أبعاد الشركة، أعنى : الاهتمام والإحساس بدور ورسالة !!
أنتم نور العالم :
إن الرب يسوع لم يسأل أن يأخذنا من العالم ، بل أن يحفظنا من الشرير (يو١٧: ١٥)... بمعنى أنه يريد منا أن نقوم بدور ورسالة في نشر محبته ، وكلمته ، وإنجيله ، ورسالة الخلاص الذي لنا فيه في كل مكان وزمان ومع كل إنسان ! لهذا قال لنا :
« أنتم نور العالم » ( مت ٥ : ١٤ ) .
« أنتم ملح الأرض » ( مت ٥ : ١٣ ) .
« تلمذوا جميع الأمم » ( مت ۲۸ : ۱۹ ) .
« اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل ، للخليقة كلها » (مر١٦ : ١٥).
" أنتم رسالتنا ، مكتوبة في قلوبنا ، معروفة ومقروءة من جميع الناس" (۲كو۳ : ۲) واضح إذن ، منذ بداية التجسد أن الرب قد فتح الباب لجميع الأمم ، فهو الذي قيل عنه « هكذا أحب الله العالم » (يو٣ : ١٦) ، وهو الذي قال : «لى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضاً ، فتسمع صوتي ، وتكون رعية واحدة وراع واحد » (يو١٠ : ١٦). لذلك أوصى تلاميذه : « تكونون لي شهوداً في أورشليم وفى كل اليهودية ، والسامرة، وإلى أقصى الأرض» (أع ١: ٨). من هو المسيحي :
المسيحي إذن هو الإنسان الذي يرى الناس في أعماقه شخص المسيح ، حباً ووداعة وقداسة ونقاء، وبذلاً وخدمة وعطاء إنه الإنسان الذي يحس الناس فيه بروح الرب يسوع ، وسماته ، وفكره ، فيمجدون شخص الرب إذ « يروا أعماله الحسنة» ( متی ٥ : ١٦).إنه إنجيل متحرك بين الناس ، حين يسلم أحد عليه يقرأ كورنثوس الأولى ١٣ ، وحين يفحصون أعماقه يتلامسون مع روح الله الساكن فيه، وحين يحاربه عدو الخير يسمع الجميع هتافه « يعظم انتصارنا بالذي أحبنا » ( رو٨ : ۳۷ ) .إنه الإنسان الذي يقتحم قلوب الناس بالحب ، وينشر الخير والفضيلة في كل مكان ، ويعطى الحكمة الإلهية في كل موقف ، ويصنع السلام بين المتخاصمين، وينير طريق السائرين في الظلمة .قائلاً للناس : إنه السفير المخلص الذي يطلب عن المسيح « تصالحوا مع الله » (۲کوه : ٢٠)، وهو النور الذي يشرق على ظلمات الدنيا ، فينشر رائحة زكية وتعاليم مقدسة وكلمات مملوءة حياة وحباً ، وهو الملح الذي يذوب و ينسى ذاته ، ولكنه لا يضيع هباء ، بل يقوم بدوره الأساسي في إعطاء الطعام (هذا العالم) الطعم المستساغ ، وفى حفظ الطعام ( هذا العالم أيضا ) من الفساد...
ختاماً :
أترك لدى القارىء الحبيب هذه التساؤلات :
هل أحيا حياة الشركة المقدسة بأبعادها الأربعة ؟
هل أنا أتحد بالرب كل يوم من خلال الصلاة والإنجيل والتناول والخدمة ؟
وهل أنا أحس بالقديسين ، واتشفع بهم ، وأدرس حياتهم وتعاليمهم ، لأسير على آثار الغنم ؟
وهل أنا أحس بإخوتي في الكنيسة ، فأحبهم وأخدمهم وأتكامل معهم دون تعال أو كبرياء أو استغناء ؟
وهل أنا سفير للرب في العالم ، أقدم صورته الحلوة ومحبته المملوءة عذوبة وصفاء؟
الرب يعطينا جميعاً ... أن تكون كذلك !!
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب
المزيد