الأنبا موسى أسقف الشباب
وُلِدَ أ. إميل عزيز جرجس في نوفمبر 1938 م في أسيوط تخرج من كلية الطب عام 1960خدم بكنائس القاهرة، ثم بني سويف في حقل الشباب منذ عام 1963ترهب بديرالبراموس فى 24 إبريل 1976 م
باسم أنجيلوس البراموسي ثم قسا4 يونيو 1976ثم عُيِّن أمينًا للدير بعد كهنوته تمت سيامته خوري أبسكوبوس لإيبارشية بني سويف فى 18 يونيو 1978 م. ثم رسم أسقفا ً عاما لأسقفبية الشباب فى 25مايو عام 1980م بيد صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث 117
اللجان:
لجنة سكرتارية المجمع المقدس
لجنة الرعاية والخدمة
لجنة الإيمان والتعليم والتشريع (مساعد الرئيس)
له العديد من الكتب وهو واعظ متميز، وعظاته يعرضها بطريقة شيقة أما الكتب فلها مستوى أقل في التشويق ويصدر كتبًا سنوية في عيديّ الميلاد والقيامة، بخلاف كتب في موضوعات أخرى.
الكتب (34)
من هو خادم الشباب الأنبا موسى أسقف الشباب
مكونات الشخصية الانسانية الأنبا موسى أسقف الشباب
مفاتيح في خدمة الشباب الأنبا موسى أسقف الشباب
مع وليد المذود الأنبا موسى أسقف الشباب
مع خيوط الفجر الاولى الأنبا موسى أسقف الشباب
مع المسيح القائم علي بحيرة طبرية الأنبا موسى أسقف الشباب
مسيحنا من هو -ومن هو مسيح السبتيين الأنبا موسى أسقف الشباب
مدخل الي الإنجيل -تفسير رسالة غلاطية -يوحنا ذهبي الفم الأنبا موسى أسقف الشباب
المقالات (105)
28 يناير 2025
الرهبنة والتكريس البتولى
الفرق بين الرهبنة والتكريس البتولي...
فالرهبنة بتولية تأملية نسكية داخل الدير أما التكريس فهو بتولية خادمة تعمل بالكنيسة وكما أن الرهبنة هي حصن الكنيسة القبطية الأمين، والحارس الوفى للإيمان المسيحي والعقيدة الأرثوذكسية، في مواجهة الهراطقة المتعاقبين عبر التاريخ، وحتى في العصر الحديث، وهؤلاء لهم الأديرة (من الجنسين)، فإن هذا النوع من البتولية الخادمة معروف أيضًا في الكنيسة القبطية منذ القديم، سواء الكاهن البتول أو الشماس / الشماسة البتول فهناك متبتلون يحبون حياة الاعتكاف والصلاة، وهؤلاء يكونون بمثابة حراس أورشليم المقدسة "عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لَا يَسْكُتُونَ كُلُّ النَّهَارِ وَكُلُّ اللَّيْلِ عَلَى الدوام" (أش ٦:٦٢) وهناك أيضاً المتبتلون الذين يحبون - مع البتولية - حياة الخدمة، فلهم فرصة الشماس المكرس المتبتل، الذي يمكن أن يرسم كاهناً متبتلاً، يمكنه أن يخدم الشباب والرجال ويقوم بخدمة الكلمة أيضاً ونحن نحتاج - في الحقيقة - إلى الجناحين معاً، اللذين بهما تطير كنيستنا المقدسة، إلى آفاق سمائية، في كل من الميدانين: التأمل والخدمة وكلاهما مقبول وهام أمام الله، ويذكرنا بموسى النبي، حينما كان يحارب ، فبينما كانت هناك صلوات ترتفع إلى السماء من أجل النصرة، كان يشوع يحارب في الميدان، وقديماً قال الآباء: "بمرثا مدحت مريم" لهذا قام المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصياغة لائحة خاصة بالشماسات المكرسات، تقنيناً لوضعهن الكنسي الأصيل والمتجدد. وقد شملت اللائحة تفاصيل كثيرة في حياة وخدمة ورعاية هذه النفوس التي تكرست لخدمة المسيح والكنيسة، فمثلاً تتحدث اللائحة عن من هى المكرسة؟ وما عملها في الكنيسة؟ ماذا عن المؤهلات، وفترة الاختبار ؟ وماذا عن طقس عبادة المكرسات : الصلوات الفردية والجماعية، فترات الخلوة اللائحة الداخلية لهن ماذا عن مركز إعداد المكرسات، وبيوتهن؟ كيف يكون الإشراف الروحي، والاجتماع الشهرى والرعاية الخاصة بهن؟ فترات الدورات التدريبية، والعلاقة بالعمل ؟ العلاقة بالأسرة، والعلاقات الاجتماعية اللجنة العليا لشئون المكرسات طقس التكريس كيف يكون؟ لاشك أنها نقلة نوعية هامة في تاريخ الكنيسة، أن يتم تجديد هذه الخدمة الهامة، وقد كان ذلك في عهد قداسة مثلث الرحمات والطوبى البابا شنودة الثالث، وقد استمر في رعاية هذا المنهج قداسة البابا تواضروس الثانى آدام الله حياته.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
15 يوليو 2024
الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم (رو ۸: ۲۸)
هذه الآيات سيمفونية الحب الإلهي وتتكون من خمس مراحل وهي
١-سبق فعرفهم ما مدى معرفتنا.. إنها ليست المعرفة اللاهوتية فقط إنما المعرفة الوجدانية أيضا، فكلمة عرفني فيها مودة وفيها اتصال قبل ما يخلقني اشبه بلوحة تشغل كل تفكير الفنان إذا ما رأها إنسان ما قبل تكملة رسامتها فإنه يسخر بها وبأهمية الفنان، إذ يجهل معالمها التي تدور في مخيلة الفنان مما يجعله يهتم بها كابنة له وبالمثل ربنا يعرفنا معرفة اتحادية مثلما قال الكتاب ادم عرف حواء هذه معرفة اتحادية فمعرفة الله وجدانية حب معرفة مستقبلية
٢- سبق فعينهم يعين أن يشاور "لكي يكونوا مشابهين صورة ابنه ويكون بكرا بين اخوة كثيرين - مشابهة في الشكل وفي الغلاوة الخاصة بابنه وكأن يقول لذلك دم ابنى يسرى في روحك وجسد ابني يكون داخلك ويسكن الله في قلب الإنسان فينال الإنسان موضعا عاليا ليس معنى ذلك أن الإنسان
صار إلها إنما نال كرامة
٣- دعاهم ايضا
بعدما عرفنی و عيننی دعانی مثلما دعا إبراهيم، وهذه دعوة تكريسية تخصيصية خاصة بالإنسان البار، وهناك دعوة تتويبية مثلما حدث مع لوط ليخرج من سدوم حيث الشر والأشرار، وكذلك دعوة خروج شعب اسرائيل من أرض العبودية حيث كانت قلوبهم منقسمة مثل امرأة لوط وهناك دعوة شركة مثل دعوة المدعوين للعرس دعوة شبع روحي فكل إنسان له٤ أنواع من الدعوة وهي:
١- دعوة توبة. ٢- شبع. ٣- خدمة. ٤- تكريس
٤- بررهم
قال بررهم ولم يقل براهم "براهم" تعني بلا خطية وبالطبع لا يوجد احد بلا خطية، أما "بررهم " أى دفع عنهم الثمن المقصود باختصار هو الخلاص وركائز الخلاص في خمس
أ- الایمان امن ابراهيم فحسب له برا
ب- التوبة إذا كان الذي يريد المعمودية كبيرا لابد أن يعترف ويتوب اولا
ج الأسرار الأسرار السبعة لها خلاص فهي بالترتيب
1- سر المعمودية ندفن ونقوم معه (اخلاص)
٢- الميرون يدشنی ویکرسنی ليسكن الله في (خلاص)
3- التناول يثبتني "يثبت في وانا فيه (خلاص)
4-التوبة تجديد المعمودية" أن لم تتوبوا فجميعكم هذا تهلكون (خلاص)
٥- مسحة المرضي لابد من التوبة (خلاص)
6-الزيجة الزواج خير من التحرق لذلك فهو يساعد على (الخلاص). ٧-الكهنوت الكاهن خادم سر الخلاص يقدم الذبيحة
د-الأعمال "الإيمان بدون اعمال ميت" الأعمال ثمرة للإيمان بالمفهوم الارثودكسي فهي تكمل الإيمان.
ه- تغيير الجسد ( التمجيد)
مجدهم نجدها مرافقة لكلمة بررهم أخر مرحلة في مراحل الخلاص في تغيير الجسد إلى جسد ممجد ثم الملكوت ثم الخلود "المجد الذي اعطيتني اعطيهم" اذن الإنسان شاغل الله منذالأزل وإلى الأبد كم وكم محبة ربنا للإنسان، فهو أيقونة جميلة صنعها ربما بيده الحلوة تعيش زمنا ثم تخرج ممجدة لتحيا الخلود السعيد إلى الآبد.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
04 يونيو 2024
القيامة والمجد يزرع في هوان ويقام في مجد ( ١كوه١: ٤٣)
أفاض القديس بولس الرسول في إصحاح القيامة هذا، حينما تحدث عن المجد الذي سنناله بالقيامة.فتحدث عن زوايا كثيرة تشرح لنا أبعاد هذا المجد العتيد. وهذه بعض الزوايا التي تحدث عنها في هذا الإصحاح الخالد
١- مجد السماويات حينما قال لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات اخر ( ١ كو ٤٠:١٥).
٢- مجد الجسد الروحاني حينما قال يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا ( ١ كو٤٣:١٥).
٣- مجد الخلود الأبدى حينما قال: ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت؟ این غلبتك يا هاوية (١ كو ٥٤:١٥-٥٥).
٤- مجد القداسة الأبدية حينما أوضح أننا سننتصر بالقيامة على شوكة الموت فهى الخطية ( ١ كو٥٦:١٥)
ا - مجد السماويات لاشك أنه يختلف اختلافا جوهريا عن مجد الأرضيات وهذه بعض نقاط الاختلاف
١- من حيث المكان فالأرض مكان مادی محسوس ومحدود أما السموات فعالم روحاني فوق المادة والحواس والمقاييس المكانية. والإنسان حينما ينتقل إلى السماء. يدخل إلى عالم الروح، لأن "لحما ودما لا يقدر أن أن يرثا ملكوت الله" (اكره ٥٠:١) وهو ملكوت روحي والله غير المحدود هو رب هذا الملكوت
٢- من حيث الزمان فالأرض لها بداية ونهاية، وسوف تحترق بكل ما عليها "تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها (٢بط ۱۰:۳) والسموات التي يتحدث عنها معلمنا بطرس الرسول هي سماء الطيور أي الجلد وسماء الأفلاك (أي النجوم والكواكب) وليس المقصود بالطبع السماء الثالثة (أي الفردوس) وسماء السموات (حيث عرش الله).
٣- من حيث الطبيعة فطبيعة الأرضيات حس وتراب يفنى بعد أن يتدنس أما طبيعة السموات فهي روحانية مقدسة خالدة بخلود الله.
٤- من حيث البهاء فبهاء الأرضيات رونق زائف، يمكن أن تدمره الأيام والأحداث والتجارب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة أما بهاء السماويات فهو بهاء إلهى جعله الله عليها، لأنها مسكنه وعرشه وهذا ما جعل معلمنا بطرس يتحدث عن ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم (ابط ٤:١) طوبي لمن كان شعاره اليومي "إن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يوما فيوما لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (٢ كو٤ : ١٦-١٨).
طوبى لمن فتح قلبه للعالم السماوي وفتح أذنه لتتسمع ترانيم الفردوس، وتذوق بعضا من امجاده.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
13 مايو 2024
القيامة والشباب
القيامة هي تحرير للبشرية من الخطية، فقد واجه الرب يسوع الشيطان وحطمه وخلص البشرية، وأقامنا معه أفسس (٦:٢). وزرع في الإنسان طاقة القيامة، وقوة الحياة التي لا يهزمها موت الخطية كما نصلي في القداس ولا يقوى علينا موت الخطية ولا على كل شعبك» (القداس الإلهي).
1 - القيامة تحرّرنا نحن الشباب من عقدة الخوف من الخطية، لأن المسيح أبطل الخطية بذبيحة نفسه، وبقيامته أبطل عز الموت، وأعطانا بالإيمان شركة حياته في جسده ودمه، أن نستمتع بقوة قيامته مانحا إيانا طاقة متجددة .
٢- القيامة تعطينا رجاءً دائما لأننا مولودين ثانية بالمعمودية، الرجاء حي بقيامة يسوع من الأموات. وصار لنا ثقة في أن كل ظلمة صليب حتما يتبعها نور القيامة، وأن يسوع في كل آلامه، تألم مجربا، لكي يعين المجربين (عبرانيين ۱۸:۲)
٣- القيامة تضمن لنا حياة النصرة، وليس هذا معناه عدم وجود ضعف، ولكن لا يحدث عودة إلى الخطية، ما دام المسيح القائم يحل في القلب ويملك الحياة. وأن ضعفت أقول: «لا تشمتي بي يا عدوتي، إن سقطت أقوم» ( ميخا (٧: النصرة ليست العصمة، بل عدم البقاء في الضعف، والثقة في قوة المسيح الذي هزم الموت، وأعطانا القيامة، وأقامنا معه .
٤- اختبار قيامة المسيح في حياتنا يعطينا نحن الشباب حياة السلام والفرح ، بدلاً من القلق والاضطراب . فالتلاميذ «فرحوا إذ رأوا الرب»(يوحنا ۲۰:۲۰)، ونزع الهم من قلوبهم، لأننا نلقي بهمومنا بثقة على الرب يسوع ، الذى بذل ذاته لأجلنا، وهو يعولنا ويهتم بنا .
٥- القيامة تحرزنا من الاهتمام بالغد فنحن الشباب يشغلنا الماضي بذنوبه وآلامه، ويقلقنا المستقبل. ولكن القيامة تعطينا بالمعمودية، أن نصير خليفة جديدة، فالأشياء العتيقة قد مضت» (كورنثوس الثانية ٥: (۱۷)، وأثق بأنني حينما اعترف بتوبة صادقة بخطاياي ، فسوف يغفرها لي المسيح الذي أحبني. وهكذا أحيا في ملء التسليم، فلا أهتم بالغد، بل ألقي حياتي في حضن الرب يسوع بثقة البنين .
٦- القيامة تحررنا من الشك والريبة، فالرسول توما إذ أراه المسيح جنبه، آمن، ونحن يمكن أن تكون لنا شركة قوية مع المسيح من خلال:
أ- نوال نعمة الغفران في الاعتراف والتحليل .
ب سكنى المسيح بجسده ودمه في القلب، في سر الإفخارستيا .
ج - شركة كلمة الإنجيل التي تحرّر النفس والذهن .
د أخذ قوة في الصلاة بإيمان .
هـ - السلوك بتدقيق ومحاسبة النفس في ضوء وصية الإنجيل.
بهذه الخطوات جميعها سوف تصير حياتنا بكاملها للرب، لكي يستخدمها المحد اسمه، ويرتب كل شئ بحكمته .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف عام الشباب
المزيد
25 أبريل 2024
مع الفادى الحبيب (٥) لماذا الصليب ؟
مع فرحة القيامة، لا ننسى الصليب المجيد ! فلولا الصليب ما كانت القيامة ! ولولا السرور الموضوع أمام الرب، لما كان الصليب الفادى ولكن .. لماذا الصليب بالذات ؟! ربما يتساءل البعض : لقد اقتنعنا بضرورة تجسد الرب ، ثم موته نيابة عنا التجسد : ليعطينا شركة طبيعته الآلهية ويجدد صورته فينا . الموت : ليرفع عنا حكم الموت الذي أصابنا بسبب السقوط . ولكن يتم موت الرب بالصليب بالذات ؟ أليس هناك أساليب أخرى للموت أكثر لياقة من ذلك ؟ لماذا الصليب بالذات ؟
إن الصليب كان ضرورة حتمية لعدة أسباب :
١- يحمل لعنتنا : منذ سقط أبوانا الأولان، حلت اللعنة على الأرض، كقول الرب لآدم : «لأنك سمعت لقول امرأتك ، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً : لا تأكل منها ، ملعونة الأرض بسببك ،بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك » ( تك ٣ : ١٧ ) .وبدأت الأرض فعلاً تنبت الشوك والحسك، وبدأ آدم يفلحها بعرق وجهه يأكل خبزاً » هذه اللعنة كان لابد من رفعها عن آدم وليس فقط حكم الموت ومن المعروف تاريخياً أن الصليب بالذات كان الطريقة الوحيدة التي تحمل اللعنة في طياتها «ملعون كل من علق على خشبة » ( تث ۲۱ : ۲۳ ) . لذلك ارتأى الرب أن يصلب عوضاً عنا ليغسل الأرض من لعنتها ، وليحمل عنا لعنتنا .... الأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة ، لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس » (غل ۳ : ١٠).. لذلك المسيح «اقتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : معلون كل من علق على خشبة » (غل ۳ :
۱۳ ) .. « المعلق ملعون من الله » (تث ٢١ :٢٣)
٢- يحمل حكم الموت عنا : ذلك لأن حكم الموت الذي كان علينا ، لم يكن مجرد موت الجسد بل كان يشمل :
+ موتاً جسدياً إذ دخل الفساد إلينا ، وإلى الطبيعة والحيوانات وغيرها. + موتاً روحياً إذ انفصلنا عن الله ولم تعد هناك شركة روحية بيننا وبينه. + موتاً أدبياً إذ نزلنا عن مجد شركة الله في جنة عدن وطردنا إلى أرض الشقاء والمهانة ، وها قد هان الإنسان على الطبيعة الثائرة والحيوانات المفترسة والميكروبات والفيروسات القاتلة الإنسان الذي يحمل في أحشائه صورة الله ، غير المنظور. + موتاً أبدياً بالهلاك الأبدى في جهنم لذلك فالصليب كان أسلوباً مناسباً يبرز لنا ذلك الموت الرباعي الرهيب الذي كان ينتظرنا .. وعلى الصليب مات الرب بالجسد وحمل خطايانا في جسده على الخشبة، فصار خطية لأجلنا، مرذولاً ومرفوضاً من العدالة الإلهية ، لا بسبب في ذاته إذ كان بلا خطية ، ولكن كنائب عنا ، حمل خطايانا بدلاً منا كما استهزأ به اليهود والصالبون بصورة مؤسفة، حيث حمل عنا هزء موتنا الأدبي . ولكن الرب كان مستحيلاً على الموت . لأن لاهوته المتحد بناسوته ، وبره الأبدى والأزلي واللانهائى ، كانا أقوى من الموت . وهكذا قهر الموت لأجلنا، وفتح لنا الفردوس لندخل ونستريح فيه إلى ملكوت خالد ودائم إلى الأبد.
٣- يسفك دمه لأجلنا :
" لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة "(عب ٩ : ٢٢ ) ...
والصليب يحمل ضمن اجراءاته سفك الدم من مواضع كثيرة ، من جبهة الرب التي علاها اكليل الشوك، ومن جسده الممزق بجلدات السياط، ومن جنبه المطعون بالحربة، وأطرافه المثقوبة بالمسامير ماذا يمكن أن نقدم لك يارب ، عوض قداتك العجيب هذا؟ ليس لنا ما تقدمه، فتحن بكل كياننا ملكك من الأساس ! كل ما نقوله :
شكراً يارب لفدائك العجيب وأعطنا أن نخلص بواسطته فهذا أهم شيء في حياة الإنسان .أن يخلص
نيافة الانبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الثانى والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد
23 أبريل 2024
مع الفادى الحبيب (٤) الفداء ... هو الحل الوحيد
تحدثنا في العدد الماضي عن استحالة الغفران أو الافتاء كحل لمشكلة سقوط آدم . فالغفران يظهر محبة الله ، بينما يبقى عدل الله دون تحقيق . كما أن الغفران يسامحنا عن خطايا الماضي دون أن يجدد طبيعتنا من الفساد، إذن فهو لا يكفى كحل نهائي لمشكلة سقوط الإنسان. أما الافناء فيتعارض مع حكمة وقدرة ومحبة الله لأن فناء آدم وحواء قد يحل مشكلة العدل، ولا يحل قضية المحبة الإلهية. كما أن فناء آدم هزيمة يستحيل أن تتفق مع حكمة الله من خلقه ، ومع قدرته على حل المشكلة. فحتى إذا خلق آدم آخر فيسقط، مادام سيخلقه حراً ! إذاً فما الحل ... ؟
الفداء هو الحل الوحيد الممكن لمشكلة سقوط الإنسان ! ففيه سنجد النتائج التالية :
۱ - آدم سوف لا يموت .. وهذا كمال المحبة الإلهية !
٢- الرب يسوع سيموت نيابة عنا وهذا كمال العدل الإلهى !
٣- دم المسيح سوف يطهر آدم من كل خطية وهذا هو التجديد المطلوب للطبيعة البشرية الفاسدة !
ولكن من هو الفادى المناسب ، وما هي المواصفات المطلوبة في هذا الفادى ؟
المواصفات المطلوبة في الفادى : هل يصلح أن يكون الفادى إنساناً أو ملاكا ..؟
إنسان ؟!! مستحيل فالإنسان في حاجة إلى فاد ليفديه ولا يوجد إنسان بلا خطيئة ليفدى غيره وإن وجد - جدلاً - فلن يفدى سوى إنساناً واحداً والبشر كثيرون كما أنه سيكون قاد محدود بينما خطيئة آدم غير محدودة ، إذ أنها موجهة إلى الله غير المحدود !!
ملاك ؟!! لا يصلح أيضاً ! فهو روح فقط ، الإنسان روح وجسد كما أنه إن تجسد ومات عنا فهو محدود، وخطيئة آدم غير محدودة !
إذن كان لابد للقادي من مواصفات
يجب أن يكون :
١ - إنساناً لأنه يمثل الإنسان
٢ - قابلاً للموت لأن أجرة الخطية موت
٣- بلا خطية لأن فاقد الشيء لا يعطيه
٤- غير محدود لأن خطية آدم غير محدودة
من هنا كان التجسد ضرورة قصوى ، فحين حل أقنوم الكلمة في أحشاء العذراء ، اتخذ له جسداً ، وحل بيننا وهكذا صار.
بناسوته : إنساناً ، قابلاً للموت.
بلاهوته : بلا خطية وغير محدود .
أى أنه صار الفادي النموذجي الفريد ، القادر على فداء الإنسان وتقديس كيانه وهكذا ارتفع الفادى الحبيب على عود الصليب ليفدينا شكراً لمحبته الفريدة
نيافة الانبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الحادى والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد