قـانـونيـة الـتوبـة

31 يناير 2023
Large image

التوبة القانونية ، الفعالة والمقبولة ، يجب أن تشمل الركائز التالية :-
١ - الندم الصادق : على كل ضعف أو سقطة أو عبودية رديئة .
٢ - العزم الأكيد : على ترك طريق الخطية والسير بحسب الله .
٣ - الإيمان الواثق : بشخص الفادي الحبيب ، الذي لا يرد خاطئاً تائبا .
٤ - الاعتراف الأمين : أمام الله بحضور الأب الكاهن ، وكيل سر التوبة ، الذي أخذ من الرب سلطة الحل والربط ، لبناء حياتنا وضمان استقامتها .
١ ـ الــنــدم : والحقيقة أنه لا جدال في أنه لا توبة بدون ندم ، وإلا فلماذا أتوب ، ما لم أشعر بفساد الخطية وقدرتها على تدمير حياتي . ولا توبة بدون عزم يهدف إلى تغيير مسار حياتي ، ويثور على ضعفاتي وبعدى عن الله ، ويهتم بأن يقترب الإنسان من الرب ليحيا . كذلك فالسيد المسيح هو غافر خطايانا ، ومنقذ حياتنا من الفساد ، ومكللنا بالمراحم والرأفات . الندم حقيقة علمية اختبارية قبل أن علم النفس تكون حقيقة دينية . ذلك أن يؤكد لنا الاحساس بالندم بعد خلال ما تسميه « sense of guilt ) . وهو ليس توهماً بسبب المعتقدات الدينية ، بدليل ندم الملحدين بعد أي ظلم أو خطأ يقترفونه . لأنه هناك في أعماق الإنسان « الشريعة الأدبية » أو « الضمير» « الناموس الأدبي الطبيعي » ... وهو الذي يوخز الإنسان حين يخطىء ، ويثنى عليه حين يصيب .
أما في الفكر الفلسفي فالندم عند سارتر مثلاً قضية كبرى ، لم يستطع أن خلال مسرحيته الشهيرة يحلها من « الذباب » . فالثورة على الندم بالمزيد من الخطأ ، ترفع حدة الندم في قلب الإنسان ، ولا يريح الإنسان سوى التوبة والاعتذار والعودة إلى الصواب .
٢ ـ العـــــزم : العزم : أساسي جداً لصدق التوبة عن استنكاري للخطية ، وإدراكي لقوتها التدميرية الهائلة في الحياة نهر اعلان الانسانية . ولذلك فمهما بذلك الإنسان من جهد في سبيل التوبة والقداسة والنصرة ، فهو جهد في محله ، وثمار هذا الجهد مفرحة : السلام ، وراحة الضمير ، والقرب من الله ، والعلاقات الطيبة البناءة مع الناس ، والنجاح في كل مجالات الحياة .
٣ ـ الثقة في دم المسيح : الثقة في دم المسيح : ضرورة لا بد منها لعدة أسباب :-
أ- فبدون دم المسيح تستحيل المغفرة ، إذ أن دم المسيح كان عوض موتنا نحن كحكم صدر علينا بسبب الخطية . والرب بصليبه دفع الدين ، وغفر لنا خطايانا « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة » . كما أن دم المسيح هو الذي يطهرنا من تلوث الاثم ، « دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية » ( ١ يو ۱ : ۷ ) إنه الاغتسال اليومي بالتوبة ، الذي يطهر أعماقنا من الإثم .
ب- كذلك فدم المسيح يقدسنا بمعنى أنه يخصصنا هياكل مقدسة لله .« يسوع . لكى يقدس الشعب بدم نفسه ... تألم خارج الباب » ( عب ۱۳ : ۱۲ ) .
ج- وهو أيضاً يثبتنا في الرب ، « من يأكل جسدى و يشرب دمي ، يثبت في وأنا فيه » ( يو ٦ : ٥٦ ) . ...
د- كما أنه يقيمنا ويحيينا حياة أبدية « من يأكل جسدى و يشرب دمي ، فله حياة أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير » ( يو ٦ : ٥٤ ) .
أي بديل إذن يمكن أن يعوضنا عن دم المسيح ؟ !! فلترجع إلى الرب بكل القلب ، واثقين في دمه القاني ، وحبه العجيب ، طالبين عمله الإلهى في قلوبنا المحتاجة وإلى مقال قادم حول « الاعتراف » .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 227

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل