إختبار قيادة الله لحياتى

09 ديسمبر 2018
Large image

إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح " 6 " يقول لهم مَثَل{ هل يقدر -أعمى أن يقود أعمى أما يسقط الاثنان في حفرة } ( لو 6 : 39 ) .
1- القدوة :-
هذا الكلام يخاطبهم به الرب يسوع ويُوجهه إلى الأمة اليهودية وإلى الذين يعيشون في عصر هذه الأمة ورأى أن الناس يتعلموا على أيدي معلمي اليهود ويرى أيضاً أن اليهود يمشون في طريق كله رياء وكله مظهرية وكله شكلية إذاً الجيل الذي يتعلم ماذا سيتعلم ؟ يقول لهم هذا " أعمى يقود أعمى " بهذه الطريقة الإثنين يقعون في حفرة ماذا تريد أن تقول يا ربي يسوع المسيح ؟ في الحقيقة يريد الرب أن يقول كلمة ولكنه يريد أنهم هم الذين يستنتجونها ماذا يقول ؟ يريد أن يقول تعلموا مني ( مت 11 : 29 ) لأنه يقول لهم " أن أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة "وهنا يقول حينما إنسان يُعلِّم إنسان ويكون كله نقائص كيف يُعلمه ؟ { لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها } ( لو 6 : 41 ) " القذى " هي جزء من خشبة القذى هي التي يقول عليها إنها السِّلاية يريد أن يقول أن الأمة اليهودية وهي تُعلم الناس تُكلمهم على السِّلاية التي في أعينهم في حين أنهم في أعينهم خشبة ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول تعلموا مني وفي نفس الوقت يريد أن يقول حينما تتعلموا من شخص يكون بلا عيب لا يكون في عينه خشبة من هو الذي ليس بعينه خشبة ؟ لا يوجد أحد سواه ربنا يسوع المسيح يا أحبائي يريد أن ننصت إليه هو يريدنا أن نتعلم منه هو مصدر معرفتنا هو نموذجنا يقول لنا { تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته } ( 1بط 2 : 21 ) ترك لنا الإنجيل ترك لنا شخصه ترك لنا تعاليمه ترك لنا سلوكه أحياناً أحبائي الإنسان يمشي وراء تعليم غريب وأحياناً الإنسان يضع لنفسه تعاليم ليسلك بها وأحياناً الإنسان يتبع أي اتجاه ربنا يسوع يقول لك " أعمى يقود أعمى " إحذر من المفترض أن أكون عيني عليه هو قائد حياتي من المفترض إني أمشي وراء كلامه هو أمشي وراء تعاليمه هو { سراج لرجلي كلامك } ( مز 119 : 105) أنا أمشي وراء كلمتك معلمنا بطرس الرسول قال له { على كلمتك أُلقي الشبكة } ( لو 5 : 5 ) أنا أرى كلامك وأمشي وراءه جميل أن الإنسان أحبائي يعرف من هو قائده جميل الإنسان الذي يعلم يُطيع من ويسلك بحسب قانون من نحن ؟ لنا قانون إلهي قانون سماوي الكنيسة تقول لربنا يسوع المسيح { إننا لا نعرف آخر سواك }أنت قائدنا .
2- المشورة الصالحة :-
جميل اختبار الإنسان حينما يختبر قيادة الله في حياته لا يعمل أي شئ بدون أن يصلي حينما يقع في تجربة يصوم عندما يريد معرفة مشورة ربنا يقرأ في الإنجيل جميل الإنسان الذي يلتمس مشورة ربنا في حياته بكثرة السجود وكثرة الأصوام وكثرة الصلوات جميل الإنسان المتحير في أمر معين في حياته يقول سوف أحضر عدة قداسات وأسمع الإنجيل من فم الكنيسة وأرى ماذا سوف تقول لي الكنيسة جميل الإنسان الذي يضع ورقة على المذبح ويقول له يارب أنت تقودني أنت تخاطبني أنت ترشدني كثيراً ما نسمع في سنكسار الكنيسة يقول لك أنه كان يوجد قديس يريد أن يعرف مشورة ربنا في أمرٍ ما يقول لك " فأتى إلى الكنيسة وسمع ما استراح إليه قلبه " جميل الإنسان الذي يضع ورقة على المذبح ويحضر القداس بروح تضرع ويقول له يارب ارشدني أنا لا أعرف لنا ثقة أحبائي أن المذبح ناطق سمائي " ناطق " تعني أنه يتكلم المذبح ليس مجرد حجرالمذبح يعني ذبيحة والذبيحة ذبيحة حية جميل الإنسان الذي لا يلتمس مشورة خارج الله ولا يلتمس فكرة يشك فيها إلا عندما يتأكد أنها تأتي إليه من عند مصدر المشورة الصالحة هو ربنا يسوع المسيح هو المُعلم الصالح .
3- قيادة الله لشعبه :-
الله أحبائي درب شعبه منذ القديم على أنه هو القائد تجد ربنا يقول لأبونا إبراهيم { اذهب من أرضك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك } ( تك 12 : 1 ) إلى أين تذهب يا بونا إبراهيم ؟ أنت معك أُناس كثيرين ومعك غنم ومعك بقر ومعك غلمان ذاهب بهم إلى أين ؟ تعال نسأل أبونا إبراهيم ذاهب إلى أين ؟ يقول لك أكذب عليك لو إني أعرف ذاهب إلى أين إلى أين أنت ذاهب بنا ؟ أنا أمشي وراء إلهي لأنه عوِّد الشعب في البرية أنهم يسلكون وراءه يعطيهم عمود نار في الليل وعمود سحاب في النهار يقول لك عندما يرتفع العمود يرتحلوا وعندما يستقر يستقروا عندما يظهر يقوموا بتحضير العِدة ويمشون وعندما يرتفع العمود يرتحلون وعندما لا يظهر العمود يظلوا مستقرين في مكانهم كم من الأيام يوم أو اثنين أو ثلاثة ؟ لا نعلم واحد يذهب لموسى النبي يقول له أنت قائدنا كم من الأيام نكون مستقرين ؟ تخيل أن موسى النبي قائد الشعب يقول له صدقني أنا لا أعرف كم من الأيام نكون مستقرين يقول له إذا كان رئيسنا لا يعلم كم يوم نكون هنا !! يقول له أنا لا أعلم كم يوم نكون مستقرين أنا لا أقدر أن أحدد لك كم يوم يمكن أن نمشي الآن ويمكن أن نمشي غداً ويمكن أن نمشي بعد سنة أنا لا أعلم كم يوم الله كان يريد أن يدربهم أنه هو القائد الفعلي لهم جميعاً من قائدهم ومن كبيرهم إلى صغيرهم ما رأيك أن تختبر هذا الإختبار في حياتك ؟!! ما رأيك فعلاً أن تقول { لأننا لا نعرف آخر سواك } .
4- إلتماس قيادة الله لحياتي :-
جميل جداً عندما كان الشعب يقع في ضيقة ويصرخوا إلى ربنا لكي يقولوا له ماذا نفعل ما أجمل عندما يقولوا له { نحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا } ( 2أخ 20 : 12) لا نعلم ماذا نفعل عيوننا نحوك نحوك أعيننا هو القائد إلتمس قيادة الله لحياتك إلتمس أن تسلك بحسب مشورته إلتمس رأيه من الإنجيل يقول له { تهديني يدك وتمسكني يمينك } ( مز 139 : 10) حقاً يارب إني أمتلك عقل وحقاً أمتلك حرية لكني سأُقدم لك عقلي وسأقدم لك حريتي وسأقدم لك كل ما ليَّ لكي ما تقودني أنت ما أجمل الكلمة التي نقولها في القداس { أُقدم لك يا سيدي مشورة حريتي } أنا أضعها في يديك أنت أنا عندي أمنيات وعندي طموحات وعندي أفكار وعندي اشتياقات كثيرة لكن كل هذا سأضعه في يديك لأجل هذا أحبائي ربنا يريد أن يقول لك إحذر من تسليم نفسك لأعمى واحذر من تسليم نفسك لنفسك واحذر من تسليم نفسك للظروف واحذر من تسليم نفسك للمجتمع إحذر أن تمشي بلا هدف يقول لك خلي بالك هنا يقول لهم " هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى "إلتمس قيادة الله في حياتك إختبره كل يوم ما أجمل ما يُقال عن تلاميذ رب المجد يسوع عندما يقول { كانوا معاً }( أع 2 : 44 ) كانوا معه ذاهبين إلى أي مكان ؟ لا يعلموا وكم يوم يمكثون في هذا المكان ؟ لا يعلموا وما هو مكان إقامتنا في هذه الليلة ؟ لا يعلموا كانوا معاً لأجل هذا معلمنا بولس الرسول يقول { شكراً لله الذي يقودنا في موكب نُصرتهِ } ( 2كو 2 : 14) هو يمشي ونحن نمشي وراءه ودائماً عيوننا عليه فنحن دائماً في أمان وحيث إني عيني عليه نكون في أمان وحيث إني عيني تراقبه حيث إني عيني تاخد بالها منه أكون في أمان أنا أمشي صح حاول عينك لا تنزل من على شخصه حاول أن لا تشعر أبداً أنك واثق من نفسك وتعلم الطريق – أبداً – إلتمس مشورته باستمرار حتى لو شعرت بفكرة تبدو أنها صحيحة يقول لك " توجد طرق تبدو أنها مستقيمة "( أم 14 : 12) – تبدو – .
5- إحتياجي إلى الله :-
القديس أبو مقار أتت له فكرة أنه يتوحد في الجبل أتت له فكرة أن يختبر الآباء السواح وهو رجل ذو قامة عالية أبو مقار رجل ليس بقليل لا نقدر أن نقول أنه أقل من السواح يقول لك عندما أتت له هذه الفكرة خاف أن تكون هذه الفكرة من عقله أو من فِكره البشري خاف أن تكون هذه الفكرة هي تشبُّع بسيرة أحد ويريد أن يُشابهه ويريد أن يتأكد هل هذه من ربنا أم ليست من ربنا يقول لك أن القديس أبو مقار إختبر هذه الفكرة لمدة ثلاثة سنوات ثلاثة سنوات يختبر هذه الفكرة هل يدخل إلى البرية الداخلية ويجرب يارب هل هذه الفكرة من عندك أم ليست منك ؟ أعطيني لها سلام أنا سأستمر في الصلاة جميل إني ألتمس من خلال إحتياجاتي الشخصية إحتياجي إلى الله وأحوِّل إحتياجاتي إلى إحتياج إلى الله جميل قبل التقدم إلى أي خطوة في حياتي أن أحتاج إلى بركته أحتاج إلى كلمته أحتاج إلى صوته أحتاج إلى إني أعرف هذا الأمر منه ولاَّ مني أعمى يقود أعمى ربنا يريد أن يضمن لنا الحياة المستقيمة يريد أن يضمن لنا حياة بحسب قصده يريد أن يضمن لنا أننا نمشي في الطريق الذي يمشي فيه جميل الإنسان الذي يسأل نفسه باستمرار إختبار قيادة الله لحياتي إختبار إنه هو في مراعي خُضر يربضني هو الذي يأخذني ويجلسني ويقول لي أنت هنا تأكل وهنا تجلس هنا تمشي هنا تبيت هنا تنام هنا تسلك هنا تعمل جميل أحبائي قبل اتخاذ أي قرار في حياتي سواء شُغل أو سفر أو إرتباط أن ألتمس مشورة ربنا جميل إني أنا حتى في إسلوب تربيتي لأولادي أصلي أقول له يارب ارشدني كيف أتعامل مع هذا الموقف ؟ جميل أننل نتعود كلنا كبيت عندما يكون عندنا أمر محتاجين فيه أن نسمع صوت ربنا نقرأ الإنجيل مع بعض نصلي مع بعض نحضر القداس مع بعض نريد نطمئن أننا نمشي بحسب قصده هو بحسب إرادته هو يقولك " أعمى يقود أعمى " .
6- المشورة الخاطئة :-
أحياناً واحد أحبائي يلتمس مشورة حياته للأسف من أعمى واحد يكون لا يسلك بحسب الله لا يسلك بحسب الوصية أريد أن أسمع كلامه وآخذ كلامه كمُسلِمات واحد يكون في حياته مشكلة يجد واحد يقول له تعال أذهب بك إلى واحد يعرف أن يحل لك المشكلة يُفاجأ أن هذا الرجل بتاع سحر وبتاع دَجَل يقول لك إحذر سيحدث كذا ويحدث كذا أعمى يقود أعمى نجد هذا الشخص دخل في متاهه يقول لك قال لي إني معمول لي كذا عمل وابتدى يعيش في اضطراب ويعيش في قلق ويعيش في خوف أعمى يقود أعمى هو سلِّم نفسه لفكرة عمياء وسلِّم نفسه لإنسان أعمى أنت محتاج أن تلتمس مشورة الله من داخل قلبك ومشورة الله تملأك سلام حتى لو كان طريقها صعب لو طريقها صعب فإنك مملوء سلام من ناحيتها وممكن المشورة التي للأعمى هذا يكون طريقها سهل لكنك مملوء اضطراب أقول لك من علامات طريق ربنا إنك تكون فرحان وتكون في سلام وتكون مطمئن حتى لو كان الباب ضيق أعمى يقود أعمى .
7- أقدم أفكاري لك :-
تأكد في كل خطوة من خطوات حياتك إنك تسلك بحسب إرادة الله جميل إني لا أثق في مشورة نفسي وأضع فكري أمام ربنا وأطلب منه هل هذه الفكرة من عندك أم لا ؟ جميل إني أقول لربنا العبارة التي نصليها في الأجبية " يارب لا تتركني ومشورة نفسي لأنك أنت تعلم الصالح لي أكثر مني "جميل الإنسان الذي يلتمس إرادة الله في حياته لا يُسلم نفسه أبداً لأي فكر غريب يقول لك " أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة " كم مرة أحياناً يمشي الإنسان وراء مشورة نفسه ووقع في حفرة ؟ حفرة وراء حفرة وراء حفرة ربنا يريد أن يقول لك تعلَّم تعلَّم تعلَّم إنك تكون مطمئن تكون ممتلئ سلام لأنك عندما تمشي ويدك تمسك في يده بقوة أنت تضمن أن تعيش في الطريق السليم لأجل ذلك أحبائي كل من اتكل على مشورته وكل من اتكل على يده لا يُخزى ويقول لك { الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يُعاقب } ( مز 34 : 22 )فادي نفوس عبيده حتى لو إنت تمشي في طريق خطر هو يفديك { الذي يفدي من الحفرة حياتك } ( مز 103 : 4 ) هو كان أمامه حفرة وهو أعمى ويمشي لوحده كان يجب أن يقع لكن لو أنا أمامي حفرة لكن مُمسِك في يده هو سينجيني من الحفرة هو الذي سينجيك من الحفرة إلتمس قيادة الله في حياتك تكون مطمئن ما الذي يجعل الإنسان يعيش مضطرب ما الذي يجعل الإنسان يعيش في قلق ما الذي يجعل الإنسان يعيش فاقد معنى حياته ؟ لأنه يعيش بلا هدف لأنه يعيش لا يتكل على ذراع إلهه غير واثق إنه يوجد قيادة لحياته تعطي له الأمن والأمان الكافي لأجل ذلك أحبائي يقول لك " أعمى يقود أعمى "أقول له لا يارب أنت الذي فتَّحت عيون العميان وأنت مصدر كل أبوة صالحة ومصدر كل عطية إلهية فائقة أنا واثق إني أنا ماشي معك واثق إنك إنت الذي تأمِّن رجلي من الزلل واثق إنك إنت اللي تأمِّن عقلي من أي فكرة غريبة واثق ومطمئن تماماً أنك أنت ستقودني في موكب نصرتك إنت اللي تدَّخلني معاك إلى المجد الأبدي ربنا يعطينا أحبائي حياة هادئة في اطمئنان كامل إننا في يده محمولين على ذراعه نسلك بحسب مشورته بحسب إنجيله نصرخ إليه في كل ضيقتنا أن يهدينا وأن يرشدنا وأن يمسك بخطواتنا فيحميها من أي زلل وينجينا من كل حفرة ومن كل فخ ومن كل سهم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية

عدد الزيارات 1785

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل