عماد السيد المسيح ووليمة العرس الأبدي

16 يناير 2023
Large image

منذ سقوط آدم وحواء في العصيان يسيطر على الإنسان الشعور بأن الله ساكن في سماواته وسط عظمته وجبروته وأمجاده يترقب أخطاء البشر ليعاقبهم ، فهو القدوس الذي لا يطيق ضعف البشر سكان الأرض الذين يعجزون عن التخلص من شهوات الجسد وفساد العواطف وانحلال الحواس ! لذلك كان كل ما يشغل البشر أن يلطفوا من الغضب الإلهي ، حتى لا ينتقم منهم . وقد جاءت إعلانات الله ونواميسه تؤكد شوق الله إليهم ، ورغبته في الالتصاق بهم وشركتهم معه . فهو لا يعتزل عنهم في سماواته ، بل ينزل إليهم ويبحث عنهم ليضمهم إليه . يرى القديس مار يعقوب السروجي في ميمره " في حلول الرب على جبل سيناء والرمز إلى الكنيسة " أن الرب دعا موسى النبي ليعلن له أنه يريد أن يخطب الشعب لنفسه ، فتكون له العروس المقدسة . قدم لها الوصايا العشر كجواهر تتزين بها العروس . لكنها للأسف فضلت عنه العجل الذهبي عريسا لها . فقد قال عنهم : زاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصيتهم به ، صنعوا لهم عجلاً مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له ، وقالوا : هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر ( خر ۳۲ : ۸ ) . الآن قد جاء كلمة الله متجسدا ، نزل إلى الأرض كمن جاء إلى بيت الخطيبة ، يطلب يدها بنفسه ويقدسها ويجملها ، ليحملها إلى سماواته أي حجاله ، تشاركه أمجاده . في ميامره على عماد السيد المسيح والمعمودية المقدسة أبرز القديس مار يعقوب السروجي الآتي :-
۱- نزل الرب نور العالم إلى أرضنا لكي ينير الخلائق ( البشر ) ويجددها . وقد مر في مراحل العمر البشري مثل كل إنسان : تمت المرحلة الأولى في أحشاء مریم البتول بالولادة ، والمرحلة الثانية تمت حين عمده يوحنا في نهر الأردن .
٢- لم ير يوحنا المعمدان الابن إلى أن عمده ، حتى لا يقال إنه صديقه . وقد شهد بأنه حمل الله الحامل خطايا العالم .
٣- عمده يوحنا في صمت لئلا يعرفه الشيطان . لكن الآب تكلم ، قائلاً : هذا هو ابني حبيبي ، لتتعرف العروس على حقيقة عريسها ، مؤكذا لها لاهوت السيد المسيح . تكلم الآب شخصيا ، ولم يستعر صوت الملائكة أو الأصوات الطبيعية الأخرى ، كما في بقية ظهورات الرب .
٤- قدس المسيح المياه ، ولم تقدسه المعمودية مثل البشر . لم ينزل الروح القدس ليقدس الماء ، إنما نزل بعد أن اعتمد يسوع لنتمتع بظهور الثالوث القدوس وحبه العجيب للبشرية وخطته لنا على المستوى الأبدي .
ه . يتكلم القديس مار يعقوب السروجي عن المعموديات في الناموس التي لم تكن تعطي الروح ليحل ويسكن فينا .
٦. يقارن القديس مار يعقوب السروجي بين معموديات الناموس ومعمودية يوحنا ومعمودية المسيح التي هي المعمودية الحقيقية ، وقد جاءت المعموديات التي قبلها ترمز لها .
٧- كانت العروس تنتظر المسيح وتعرفت عليه بعد اعتماده ، وحالاً بدأ المسيح يحارب رئيس الهواء في القفر لحساب عروسه .
8- يقدم لنا القديس مار يعقوب السروجي حوارا جادا مع ابنة العبرانيين التي ستأخذ محلها الكنيسة بنت الشعوب .
٩- خطب المسيح الكنيسة ، وغسلها بالماء من درن عبادة الأصنام وألبسها حلة المجد في حضن المعمودية .
١٠- ظنت الكنيسة أن يوحنا المعمدان هو العريس ، فأوضح لها يوحنا بأنه مجرد الصوت الصارخ أمام العريس القادم الذي كان قبله ، ولا يستحق أن يحل سيور حذائه . وقد تعجب يوحنا ، لأنه وضع يده على اللهيب ولم يشتعل .
١١- علم السيد المسيح يوحنا أن يعمده في صمت . لم يدر باسم من يعمده ، هل باسم الآب ؟ فإنه معه ، أم باسم الروح القدس فهو يشهد له ؟
۱۲- تطالب الكنيسة داود وزكريا أن يفسرا لها نبوتيهما عن الابن الذي أشرق اسمه فارتج الأردن أمامه .
۱۳- انتهى كهنوت لاوي بيوحنا المعمدان ، وبدأ كهنوت العهد الجديد بعماد السيد المسيح . لم يضف الكهنوت اللاوي شيئا إلى طبيعة السيد المسيح .
١٤- طلبت الكنيسة من القديس مار يعقوب السروجي أن يؤلف ميمرا ، لذا لم يقدر أن يصمت ، لكنه يدعو إلى وليمة العروس ، ويستفسر قائلا : ما المعمودية وهو يعدد صفاتها مستنداً إلى العهدين القديم والجديد .
١٥- تجعلنا المعمودية أبناء الله الساكن في موضع لا يدنو منه الملائكة ولا البشر . صارت المعمودية أما هي لنا بدل حواء . ويدعو المعتمد الله أبا له وقد صار أخا للسيد المسيح . ١٦- يحسب القديس مار يعقوب السروجي أن ميمره عن المعمودية لحنا ينشده لانتصار الكنيسة .
١٧- يقدم لنا القديس في قصيدته " على عماد مخلصنا في نهر الأردن " اشتراك الكل في وليمة العرس العجيبة :-
أ- شق صوت الآب السماء وشهد له .
ب- تحرك الروح القدس بكونه إصبع الآب واستقر عليه حتى لا يظن أحد أن صوت الآب يخص آخر غير يسوع المسيح .
ج - قدمت الطبيعة غير العاقلة له تسبحة بلغتها . فالسحب تجمعت لتكون خدرًا للعريس ، والضباب تجمع ليصير كستائر لقصره الملكي عند صعوده من النهر . وأضاءت البروق على الأرض ، لأن شمس البر نزل إلى مياه الأردن ليقدسها .
د- التهبت المياه كما بنار الروح القدس لتعلن تقديس المعمودية عبر الأجيال القادمة .
ه- تناغمت دهشة الكنيسة مع دهشة السمائيين ، إذ طلب السيد من خادمه أن يضع يده على رأسه .
و - في صمت مع حيرة مد المعمدان يده وهو يراقب الطقس السماوي الفريد لعماد السيد المسيح .
ز - استدعت الكنيسة بعض أنبياء العهد القديم ليشرحوا لها ما سبق أن تنبأوا به عن هذا الحدث .
۱۸- بنزول السيد المسيح إلى الأردن ليعتمد أنهى سلطان الكهنوت اللاوي الذي سلمه لموسى على جبل سيناء ، وقدم الكهنوت الجديد لتلاميذه ورسله .
القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مار جرجس بسبورتنج
عن كتاب من ميامر على عيد الغطاس المجيد ( الإبيفانيا أو الظهور الإلهي ) عيد الإبيفانيا عيد عماد السيد المسيح عند القديس مار يعقوب السروجي

عدد الزيارات 360

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل