انجيل عشية الأحد الأول من شهر أمشير

11 فبراير 2023
Large image

و تتضمن الحث على الأعراض عن العالميات وتذكـر القيامة والمجازاة . مرتبة على فصل انجيل ركـوب السفينة . ( يو ٦: ١٥-٢١ ).
إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ( ۱ ) , ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتـذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق
أوصالناإذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يسيراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ( ۱ ) , ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتـذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق . ورهيب مجلس القضاء . وجلوس الديان للمحاكمة . واجتماع الأمم . ودوام سعادة المطيعين . وطول شقاوة العاصين . فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا . فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها ؟ قلت : أنـا أرشدك إلى مسالك الخلاص . وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنـك وتعدهـا فـي فكرك . ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكـاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه . ثـم تـذكـر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادهـا . فتقـابل الزنـا بالعفة . والدعارة بالطهارة . والكبرياء بالتواضع . والطمع بالقناعة . والغضب بـالحلم . والحسد بالمحبة وهلم جرا . ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً . البكاء والصلوة والصوم . وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافـاً من حاصل قناياك . وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى . ولبسـت الثيـاب الفـاخرة . ونوعت ألوان المأكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاسـتعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل . والتزهد عن رفيع اللباس . وغض الطـوف عن النظر إلى النساء دائماً . وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عـن المسـيئين اليك وبارك لاعنيك . إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة مـن التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها . فكمـا ان الانسـان إذا اهمـل أمـور جسمة . وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً . ثم أعرض عن استعمال الأدوية النافعة والمسهلات اللازمة . تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله . وتفاقمت الامراض عليه . وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك . كذلك حال النفوس فإنـها إذا لم تقوم بالتعليم والادب . وتتريض بالطهارة والعفة . تغرق بسرعة في بحار الذنـوب و وتتلوث بأوساخ المساوئ " " وتكثر من الخطايا المميتة كـالمرأة الصدئـة التـي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينـا فـلا نضجـر والحالة هذه من تأديب ربنا . لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبـوب عنـده لخيره وفائدته . محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكـى نرجـع إليه . وندخل في طاعته ليترآءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمـة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . إلى الأبد آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 360

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل