هـل الاعــــــــتراف ضــــــــرورة كتـابيـة

28 فبراير 2023
Large image

كثيراً ما يثير الجدل بين الشباب بخصوص « ضرورة الاعتراف » ، وهل الاعتراف بدعة جديدة في الكنائس التقليدية ، أم أن له الأساس الإنجيلي والحقيقة أننا نشكر الله أن كنيستنا التقليدية إنجيلية جداً ، وأن هناك آيات في الإنجيل يستحيل أن نحياها أو تطبقها إلا من خلال الاعتراف . وبالاضافة إلى هذا الأساس الكتابي ، هناك أسس أخرى نبنى عليها ضرورة الاعتراف لضمان سلامة حياتنا الروحية .
1 ـ الأساس الكتابي :-
الاعتراف واضح في العهد الجديد كامتداد للعهد القديم . ففي العهد القديم كان المخطىء يضع يده على رأس الذبيحة المقدمة ، ويقر بخطاياه أمام الكاهن ، وكان خطاياه انتقلت من عليه إلى الذبيحة ، التي يسفك دمها عوضاً عنه ، حيث أن « أجرة الخطية هي موت » ( رو ٢٣:٦ ) « فإن كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد أحطأ به ، ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التي أخطأ بها ... فيكفر الكاهن عنه » ( لا ٥: ٥ - ٧ ) . لكن إن أقروا بذنوبهم التي خانوني بها ... أذكر ميثاقى » ( لا ٦ : ٤٠ - ٤٢) « اذا عمل رجل أو امرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان ... فقد اذنبت تلك النفس ، فلتقر بخطيتها التي عملت » ( عد٦:٥ -٧). + قال يشوع لعاخان : « یا اپنی اعط الآن مجداً للرب ... اعترف له واخبرنى الآن ماذا عملت ، لا تخف عنى » ( يش ٩:٧) - قال داود لناثان : « أخطأت إلى الرب » فقال له ناثان : « والرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك ... لا تموت » ( ۲ صم ١٢ : ١٣ ) « من يكتم خطاياه لا ينجح ... ومن يقر بها ويتركها ... يرحم » ( أم ٢٨ : ١٣) أمتد الاعتراف إلى العهد الجديد حين قال الرب لتلاميذه :أعطيك مفاتيح ملكوت السموات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات » (مت ١٦ : ١٩ ) كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء » ( مت ۱۸ : ۱۷ - ۱۸ ). « من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن امسكتم خطاياه أمسكت » ( یو ۲۰ : ٢٣) ضوابط هذا السلطان :
ليس سلطان الحل والربط سلطاناً مطلقاً للكاهن على الشعب ، بل هناك ضوابط هامة نوجزها فيما يلى :
۱ ـ هذا سلطان للبناء لا للهدم ... فالكاهن يستخدم هذا السلطان ليبني أولاده ، حتى إذا ما ربطهم ومنعهم عن التناول ، فلسبب يراه بالروح القدس وبموضوعية كاملة وحب شديد .
٢ - فإذا ما كان المعترف تائبا نادماً أخذ الحل ، أما إذا تمسك بخطيته فإن الكاهن مضطر أن يربطه( أى يمنعه عن التناول ) حتى يتوب . « إن لم يسمع من الكنيسة ، فليكن عندك كالوثني والعشار » ( مت ۱۸ : ١٧ ) أي أنه حالياً خارج الحظيرة والمائدة ... نكن له الحب ونصلى من أجله إلى أن يتوب .
۳ - الروح القدس هو جوهر سر الاعتراف ، فهو الذي يسمع المعترف ، وهو الذي يرشد الكاهن ، وهو الذي ينطق بالحل أو الربط . وهذا واضح من منطوق التحليل الكنسي الذي فيه يضع الكاهن نفسه مع المعترف طالباً الحل : « ابنك فلان وضعفی .بارکنا وحاللنا وطهرنا » .
4 - حين كذب حنانيا وسفيرة على بطرس قال لهما : « لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس .ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب » (اع ٣:٥-٩) وهنا ربط واضح بين الكاهن وحلول وفعل الروح القدس في الأسرار .
5 ـ وحتى في حالة الانحراف العقيدي أو الإيماني ، تعطى الفرصة كاملة للإنسان ليفهم خطأه ويتوب عنه ، وإلا تتم محاكمته بطريقة عادلة ، و يصدر عنه الحكم الكنسى . لأنه إذا كان الرسول بولس قد فعل ذلك مع شاب ( تزوج ) امرأة أبيه « باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح ... يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح في يوم الرب » ( ۱ کوه : ٤ ، ٥ ) ... إن كانت خطية جسد أستوجبت هذا الحكم ، فكم بالحرى خطايا الإيمان والعقيدة ؟ ! إن سلطان الحل والربط في الكنيسة ليس تحكم بشر ، بل هو مسئولية رهيبة إذ يجب أن يخضع فيها الكاهن للروح القدس تماماً ، في تجرد كامل ، وموضوعية أكيدة ، وحب شديد . وبعد أن تطمئن يا أخى الشاب أن الأساس الكتابي للاعتراف راسخ بطول العهدين : القديم والجديد ، ننتقل إلى أسس أخرى هي : الأساس الكنسي ، والإرشادي ، والنفسي للاعتراف .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 191

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل