أبعاد حياة الشركة الثبات في الله

04 أبريل 2023
Large image

تحدثنا في العدد السابق عن أربعة أبعاد لحياة الشركة هي :
١ ـ الاتحاد بالمسيح رأس الكنيسة .
٢ ـ الاتحاد بالقديسين ، الأعضاء السماوية المنتصرة .
٣ ـ الاتحاد بالمؤمنين ، الأعضاء المجاهدة على الأرض .
٤ ـ الأهتمام بالعالم ، كشهادة للمسيح الساكن فينا . واليوم تركز أنتباهنا على البعد الأول والجوهري : الاتحاد بالمسيح والثبات في الله .
لماذا ؟
لا شك أن الاتحاد بالسيد المسيح جوهرى جداً للأسباب التالية :
١ - السيد المسيح هو رأس الكنيسة ، ومن غير المعقول أن ينفصل العضو عن رأس الجسد، لأن شبكة الأعصاب وامكانية التفكير والقيادة ، تكمن في الرأس .
٢ - كذلك فالسيد المسيح هو مخلص الجسد ، بمعنى أنه « ليس بأحد غيره الخلاص » ( أع ٤ : ١٢ ) ... هو الذي يغفر لنا خطايانا بفدائه العجيب ، وهو الذي يطهرنا منها بدمه الطاهر، كما أنه هو الذي يقدس كياننا و يكرسه لشخصه المحب . فهو طريقنا الوحيد إلى الخلاص من حكم الدينونة ، والفساد الذي أصاب طبيعتنا البشرية بالسقوط .
٣ - والرب يسوع هو شبع القلب ، ففي أعماقنا جوع لا نهائي ، لا يشبعه إلا كائن لا نهائي . ومهما حاولنا أن نطرح في بئرنا من مياه مالحة كمياه الخطيئة، لن تمتلىء أبدأ... ولن يشبع قلب الإنسان المثلث إلا الله المثلث الأقانيم ... والكرة الأرضية كلها لا تشبع هذا - القلب المثلث ، إذ ستبقى زواياه فارغة . من هنا نرى كيف كان الرب هو شبع القديسين فكرياً ونفسياً ووجدانياً ، فساروا وراءه حتى إلى الجبال والمغاير والاستشهاد ، وفي أعماقهم احساس واحد : « من " لى في السماء ، ومعك لا أريد شيئاً في الأرض » ( مز٧٣ : ٢٥ ) .
٤- والرب يسوع هو أيضا النور والطريق ، فهو لم يرشدنا إلى طريق معينة أو نور كشاف بل هو هو بنفسه صار لنا الطريق والنور « أنا هو الطريق ...» (يوحنا ١٤: ٦)، «أنا هو نور العالم » (یو٨ : ۱۲ ) . وطوبى لمن تمسك بهذب ثوب المخلص ، لأنه سيسير في طريق يؤدي به إلى الأبدية السعيدة ... « هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي .... و يسوع المسيح الذي أرسلته » ( يوحنا ١٧ : ٣).
إذن ... كيف ؟
إن كان الاتحاد بالرب هكذا مهما ... فما هي وسائله ؟
١ ـ الصلاة : فهي الجلسة التي فيها نغتذي سراً على طعام الحياة الأبدية . وهي التيار الحي الذي يسكب حياة الروح في أحشائنا . فالمزامير، والصلوات السهمية، والصلوات التلقائية ، كلها نافعة في دعم صلتنا بالرب واتحادنا به.
٢ - الكلمة : فهي الخبز المشبع ، والنور القائد ، والسيف البتار، والمطرقة الساحقة للشر، والنار التي تأكل آثامنا ، والغسيل اليومي الذي ينقينا ... « أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به» (يو١٥: ٣).
٣ ـ الأسرار : حيث تتحد بالرب ونثبت فيه ... « من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه » (يو٦ : ٥٦ ) .
٤ ـ الخدمة : حيث نرتبط بأعضاء الكنيسة المحتاجين روحيا أو مادياً ، فيحسب لنا ذلك ارتباطاً بالرب نفسه « فبما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم » ( متى ٢٥ : ٤٠ ) .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 173

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل