زمن القيامة هو تجديد لقوة القيامة

15 مايو 2023
Large image

كانت المعركة الحقيقية بين أمرَين، بين تمرُّد وعصيان قاده إبليس ضد اللَّه وانضم إليه آدم مخدوعًا مضَلَّلاً؛ وبين طاعة كاملة باِسم البشرية قدمها السيد المسيح على الصليب.معركة طرفاها التمرُّد والطاعة. وكانت الطاعة هي راية الصليب، وكان التمُرد هو عصيان إبليس. وهناك كانت المعركة الحقيقية؛ وكانت الطاعة للآب هي نهاية المَلحمة، وصرخ السيد المسيح بصوت عظيم: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (لو23: 46).مَلَك إبليس على البشر بالموت، أمّا السيد المسيح فقد قال: «أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ» (يو11: 25)، وقد تَحوَّل الموت إلى شهوة في قلوب القديسين؛ لأنه وسيلة يتحرّرون بها من مُضايقات الجسد وجهادات هذا الزمان الحاضر؛ لكي يفوزوا بقيامة الأبرار في إعلان ملكوت السموات. فنحيا في فرح الرجاء؛ يثبُت المسيح فينا ونحن فيه، نحمل سلاح اللَّه الكامل متسلحين ضد كل حروب إبليس ساهرين، متيقظين، مجاهدين، متسلحين بقوة الروح القدس الساكن فينا، تائبين عن كل خطيةمغتسلين بدم الحمل.نحيا في شركة الحياة الروحية مع المسيح حياتنا؛ لأنه أعطانا حياته لنحيا بها؛ بهذا نحيا شاهدين للقيامة. نحيا في فرح لا يُعَبَّر عنه، نحيا في الإيمان من جيل إلى جيل.أُقيم لأجل تبريرناذَكَر معلِّمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: أن السيد المسيح «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رو4: 25)... مات لأجل خطايانا، دفع ثمن الخطية بالصليب، وأُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن في القيامة نتبرر... في القيامة تتأكد حياة القداسة ونتذوق حلاوة الملكوت، لأن القيامة هي التحرر من سلطان الخطية، فهو أُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن القيامة هي الحرية من الخطية فبعدما دفع السيد المسيح ثمن خطايانا صارت البشرية في شخصه متحرّرة من لعنة الخطية، وكما كتب بولس الرسول يقول «أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ» (رو7: 4) لأنه «إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا» (2كو 5: 14).. وبعد أن مات الجميع... ماتوا عن الخطية وقد أخذَت الخطية قصاصها العادل، لأن الخطية هي موت. فالموت ظل متسلِّطًا زمانًا طويلاً (أخذ مداه) وها قد انتهى أمره بموت المسيح عن الجميع، فأصبح من حق أولئك الذين ماتوا بسبب الخطية أن يتحرروا من الموت في المسيح، وعن ذلك قال بولس الرسول: «وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أف2: 6).أصبحنا نعيش غرباء على الأرض. لأن السيد المسيح أصعد باكورتنا إلى السماء وأصبحنا بالولادة الجديدة مولودين من فوق ولنا نسب جديد للسماء وليس للأرض. وأصبحَت الأرض لنا موضع غربة. واتحادنا بالسيد المسيح القائم من الأموات يجعل فكرنا سماويًا.. نعيش حياة النصرة، ونعيش بفكر سماوي، وننشغل بالسماويات. متحررين من كل رباطات المادة والجسد؛ لكي نحيا حياة بفكر سمائى ونحن هنا على الأرض. نسلك في النور ونحب البر لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ» (1يو2: 29).
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس

عدد الزيارات 130

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل