انتظار عطيه الروح القدس

28 مايو 2023
Large image

اليوم هو الأحد السادس مِن الخماسين المُقدّسة والأحد القادم هو عِيد حِلول الروح القُدس اليوم الأحد الذىِ يسبق حِلول الروح القُدس فالكنيسة بِتقرأ لينا اليوم عن إِنتظار عطيّة الروح القُدس الكنيسة فىِ الفترة مِن الصِعود إِلى عِيد حِلول الروح القُدس تعيش فترة صلاة وإِعتكاف وإِنتظار وإِشتياق لِعطيّة الروح القُدس فىِ هذا اليوم بدأ ربّ المجدّ يسوع بعد أن كلّمهُم عن الصليب وكلّمهُم عن قيامتهِ وعن صعودهِ أراد أن يُكلّمهُم عن إِرسال الروح القُدس لكى يكون بِذلك هيّأهُم لِما سيحدُث لهُم إِنجيل اليوم يو 16 هو أخر أحاديث الرّبّ يسوع فالإِصحاح 17 هو الصلاة الوداعيّة لِرّب المجد يسوع مِن إِصحاح 18 تبدأ مؤامرات التسليم والصلب فهذا الإِصحاح إِصحاح 16 هو أخر شىء قالهُ المسيح لِتلاميذه " وفىِ ذلك اليوم لا تسألوننىِ شيئاً الحق الحق أقولُ لكُم إِنّ كُلّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِىِ يُعطيكُمْ إِلى الآن لمْ تطلُبُوا شيْئاً بِاسْمِىِ اُطلُبُوا تأخُذُوا ، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً " ما هو اليوم الذى يتكلّم عنهُ ربّ المجد " فىِ ذلك اليوم لا تسألوننىِ شيئاً " يقصُد اليوم حِلول الروح القُدس ، أراد أن يقول لهُم أنّهُ فىِ ذلك اليوم ستُفتح أعيُنكُم وقلوُبكُم وكُلَّ أسئلة وكُلَّ ما هو غير معروف لديّكُم أنا سأُوضّحهُ لكُم ، فإِنّ الروح القُدس هو الذى سيُذّكركُم بِكُلَّ شىءٍ ، هو الذى سيُعرّفكُم كُلَّ شىءٍ وستجِدوا أنفُسكُم غير مُحتاجين أن تسألوا لأنّهُ هو سيُعرّفكُم كُلَّ شىءٍ ، لأنّ عطيّة الروح القُدس تُزيل عدم المعرفة ولِماذا نحنُ فىِ عدم معرفة ؟ لأننّا مُبتعدين عن الله وعدم فهم الإِنسان لِفكر الله وعدم معرفة الإِنسان الحقيقيّة بالله ولكن متى النِفَس عرِفت وشبعت بِربنا تزول عدم المعرفة ويزول عدم الفهم وتتحّول الأسئلة إِلى طِلبه ماهو الفرق بين السؤال ، الطِلبة ؟
السؤال فيهِ عدم معرفة وفيهِ حِيرة وفيهِ غموض لكن الطِلبة فيها دالّة ، الطِلبة فيها بنّوة ، الطِلبة فيها حُب ، فإِنّهُ يوجد فرق أن تقول أنا بسأل مِنك حاجة وأنَّك تقول أنا بأطلُب مِنك حاجة ، الطِلبة تتحّول مِن الإِنسان إِلى إِحساس يقين أنّهُ سيأخُذ الطِلبة ، هذا هو ما يعملهُ الروح القُدس فينا تتحّول حياتنا مع ربنا نجد أنّ كُلَّ الأسئلة مُجاب عنها لأننّا بنكون تزّينّا مِن نوره ومعرفتهُ وتتحّول حياتنا لِطلبه بِنلتمسه بِحُب وبنأخُذه وبِننتقل مِن الجهل والظُلمة إِلى الدالّة والحُب كمال يسعى إِلى النور كان فىِ كنيسة كورنثوس بعضاً مِن الناس لديّهُم مواهب مِن الروح القُدس فخاطبهُم بولس الرسول وقال " قد إِستغنيتُم فىِ كُلَّ شىء ولستُم ناقصين فىِ شىءٍ " الروح القُدس كملّ نقائصهُم وأجاب أسألتهُم وأزال جهلُهُم وحوّل حياتهُم مِن السؤال إِلى الطِلبة الإِنسان الذى يعيش فىِ حضرة الله يعيش فىِ غمره فرح ويعيش فىِ إِرتفاع ترفعهُ عن أى حُزن وأى ضيق وأى همّ يعيش مُبتلع مِن الفرح ، فيكون الفرح الذى فيهِ كما قال ربّ المجد " لا يُنطق بهِ " فرح حضور الرّبّ الذى لا نطلُب معهُ شيئاً إِلاّ البقاء فىِ حضرتهِ ، نحنُ لا نُريد آخر سِواك تخيّلوا لحظة التجلّىِ للرّب يسوع وبُطرُس ويوحنا وهُما على الجبل لم يقدروا أن يقولوا أى شىء أو يسألوا عن أى شىء لكن إِستطاعوا أن يقولوا شيئاً واحداً " جيّد يارب أن نكون ههُنا " هذهِ هى عطيّة الروح القُدس يا أحبائىِ تُزيل مِن الإِنسان أى شائك تُحّول أسئلته إِلى طلِبه والطِلبة هى أن نكون معهُ " معك لا نُريد شيئاً " ليس لنا طِلبة أُخرى غير أن نقتنيك أنت يا الله مُخلّصنا قال لهُم " إِنّ كُلَّ ما طلبتُم مِن الآب بإِسمىِ يُعطيكُم "إِنتبهوا جيّداً مِن كلِمة " بإِسمىِ " ربّ المجد يسوع يُحب كُلَّ طلباتنا تكون بإِسمهِ ولِذلك عندما ربّ المجد علّمنا الصلاة الرّبانيّة قال فىِ أخر طلِبة " بالمسيح يسوع ربنا " يُحب كُلَّ طلباتنا تكون بإِسمهِ ولِهذا عِندما تلاقى بُطرُس الرسول مع المُقعد يجلس يسأل صدقة قال بُطرُس " ليس لىِ فِضة ولا ذهب ولكن الذى لى إِيّاهُ أُعطيك بإِسم يسوع المسيح قُم وأمشىِ " ماذا تعنىِ بِكلمة " بإِسم يسوع المسيح ؟ " ليس مُجرّد نُطق الأسم إسم يسوع المسيح أى بِقوّتهِ وبِعملهِ وبِخلاصهِ وفِدائهِ ، ولِذلك عِندما نقول " بالمسيح يسوع ربنا " لازم يكون لنا الإِحساس أنّها ستُستجاب بِدالّة يسوع المسيح عِند الآب عِندما تكون آخذ كارت مِن شخص لهُ وزن كبير يُصبح هذا الكارت بالنسبة لك هو الثقة وأنت داخل المُقابلة ، كذلك نحنُ لدينا كارت بإِسم يسوع هو الثقة لينا ، معنا إِسم يسوع المسيح الإسم الحُلو المملوء مجد الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن الذى فتّش عنهُ كثيرون وكُلَّ مِن وجدهُ وجد معاه خلاص وجد معاه غِنى " بإِسمىِ " يُريد ربّ المجد يسوع يكون كُلَّ طِلبة نطلُبها تكون بإِسمهِ هو بيحمل صلواتنا ويُزّكيها أمام الآب ويجعل صلواتنا وطلباتنا أمام الآب بلا لوم لِماذا ؟ " بإِسمىِ " تعنىِ مِن خِلالىِ هُم قالوا عن طريقىِ هُم يُريدون هذا عن طريقىِ أنا عِندما تطلُب شىء وهو ليس مِن حقّك لكن لأنّك طلبت مِن شخص لهُ دالّة لديّك فيرُدّ الشخص الذى طلبت منهُ ويقول مِن أجلك أنت سوف أنفذّ رغبتك " بإِسمىِ " الروح القُدس ياأحبائىِ بيحمل صلواتنا المحمولة بالإِبن وبِدالّة الإِبن وبِشفاعة الإِبن الكفّاريّة تُرفع إِلى الآب مِن يوم ما الإِبن ترائى أمام الآب بِذبيحة نفسهِ الكفّاريّة وصعِد دمهُ ، بالذبيحة الكفّاريّة إِستعاد المسيح للإِنسان مكانتهُ وردّ المسيح للإِنسان كرامة الإِنسان المفقودة وأعطاهُ الحُلّة الأولى وكُلَّ مجد آدم قبل السقوط ورجع مرّة أُخرى فاصبحت الحياة مع الله حياة ودخول الآب صار بِلا مانع ولا عائق مِن خِلال ذبيحة الإِبن بإِسم الإِبن يسوع " تسألون الآب بإِسمىِ يُعطيكُم إِيّاه " نحنُ نطلُب مِن الآب بإِسم الإِبن بِقوّة وشفاعة الروح القُدس ، لِذلك ياأحبائىِ هذهِ الفترة فترة إِنتظارنا للروح القُدس بتكون فترة صلوات ونطلُب منهُ ونقول لهُ أنت يارب تؤهّلنا لِعطيّة الروح القُدس كان القديس أنطونيوس يقول لأولاده قول جميل " يا أولادىِ إِطلبوا كُلَّ يومٍ بإِستقامة قلب أن يُنعم عليّكُم الله بإِتيان نارهُ لكى تحرق كُلَّ أفكاركُم ومشورتكُم الرديئة " ، ما هى نارهُ ؟ الروح القُدس ، نارهُ تأتىِ وتحرق مِن جوّايا أفكارىِ الرديئة لِذلك ياأحبائىِ نحنُ بِدون صلاة لا نُؤهلّ أبداً لِعطيّة الروح القُدس ، لا يُمكن أن يكون واحد بيصلّىِ وليس لهُ عِلاقة بالروح القُدس والعكس صحيح الذى لا يُصلّىِ ليس لهُ عِلاقة بالروح القدُس ، الروح المُعزّىِ هو المصدر الوحيد الذى أفرح بهِ فىِ صلواتىِ وليس لىِ فرح بالروح القُدس إِلاّ الصلاة ، لِذلك قال " حتى الآن لم تسألوا شيئاً بإِسمىِ إِطلُبوا تأخُذوا ليكون فرحكُم كاملاً " أى طِلبة ليست بِشفاعة الإِبن ولا تدخُل إِلى حضرة الإِبن لا تدخُل إِلى حضرة الآب ، بِشفاعة الإِبن يكون لها موضع عِند الآب ، يجب كُلَّ طِلباتنا تكون بالإِبن ، فهو قال " ليس لنا إِسم آخر تحت السماء بين الناس بهِ ينبغىِ أن نخلُص إِلاّ بإِسم يسوع المسيح " ، بإِسمهِ بنطلُب ونطلُب بِثقة ، فهو بيقول لهُم لِماذا لم تطلُبوا بإِسمىِ ؟ أنتُم شاكّين إنّىِ سأعطيكُم لِماذا لم تطلُبوا إِلى الآن أنتُم لم تطلُبوا شيئاً إطلُبوا تأخُذوا ليكون فرحُكُم كامِلاً فىِ الحقيقة ياأحبائىِ نحنُ لنا مواعيد مِن الآب لنا مواعيد ولنا كنوز ولنا خيّرات ، لكن للأسف لم نطلُب وإِذا طلبنا نطلُب أمور أرضيّة 0جاءتنىِ مرّة سيّدة تطلُب منّىِ عمل لِزوجها وأنّها تُريد أن تحسّن مِن دخلها وكلّمتنىِ عن إِبنها ، بعد ذلك قُلت لها يوجد شىء آخر تُريدىِ أن تقوليه ؟ فرّدت وقالت تعيش ياأبونا كترّ خيرك ، فىِ الحقيقة كُلَّ الكلام هذا مُمكن كُنتِ تقوليه لأى أحد غيرىِ لكن إِنتِ يجب أن يكون عِندك إِحساس آخر وإِنتِ هُنا إِنّك تكونىِ آتية باحثة عن الخلاص الذى لا يقدر أحد أن يُحضرهُ لك إِلاّ ربنا الذى أنتِ آتية فىِ بيتهِ لازم أعرف إِن أنا لِغاية الآن لم أعرف أتعامل مع ربنا صحيح ، " إِلى الآن لم تطلُبوا شيئاً بإِسمى " إِطلُبوا ، مِن يقف أمام الله ويطلُب عطيّة الله" هذا لا تنزعهُ منّا أيّهُا الصالح لكن جدّدهُ فىِ أحشائىِ " ، أعطنىِ يارب أطلُب بِثقة أنّهُ سيُعطينىِ وأنّ الله أعطى قبل ذلك وكثيراً ما أعطى ، لكن أطلُب منهُ فقط أمور ماديّة ! أطلُب منهُ أمور للعالم ! أنا يجب يكون لى ثقة فيهِ أنّهُ سيُعطىِ " أُطلُبوا لتأخُذوا ليكون فرحُكُم كاملاً " الطلِبات الروحيّة ياأحبائىِ بِتُعطىِ الإِنسان فرح وسلام وأمان وعزاء وبِتجعلهُ ينسى الأمور الأرضيّة والهموم الأرضيّة لأنّ أفراح الروح تُغطّىِ بِغزارة على هموم الأرض وأحزان الأرض تجعل الإِنسان يشعُر أنّهُ بالحقيقة مُرتفع " الذى لىِ فىِ السماء ومعك لا أُريد شيئاً على الأرض " لا أُريد شىء بل أُريدك أنت " الّلهُم بإِسمك خلّصنىِ " أنا أطلُبك أنت يارب ولِذلك تجد ربّ المجد يسوع واقف فىِ الكنيسة وفاتح ذراعه لينا وفاتح لنا حواسه لكى يسمع تنّهُدات المُصليين يجب أن تكون تنّهُدات روحيّة ويجب تكون تنّهُدات وأنين خارج مِن قلوب مغلوبة مِن خطيّتها وتأتىِ وتقول يارب أنت إِلهىِ بِترفع ، وهذا عمل الله فينا ويلزم أن يكون عِندنا إِحساس أكيد أنّهُ بيسمع ويستجيب " إُطلُبوا تأخُذوا " لنا وعد منهُ أنّهُ يقول لنا إُطلُب وتأخُذ ، أنت يارب قُلت إِذاً لو سمحت يارب أنا بأطلُب منك أشياء كثيرة ، أمس عيّدنا بِعيد القديس العظيم الأنبا أبرآم ، أنا بأطلُب منك تُعطينىِ قلب رحيم مِثل قلب الأنبا أبرآم ، أنا إِنسان أنانىِ وبجِد صعوبة فىِ تقديم أى عطاء ، أعطنىِ يارب قلب رحيم أعطنىِ ثقة بأنّىِ إِن تركت شىء سوف آخُذ مائة ضعف يقولون عن الأنبا أبرآم أنّهُ كان بيقرأ الإِنجيل كُلَّ 40 يوم وهو أُسقُف كان بيقرأ الكِتاب المُقدّس كُلّهُ مرّة كُلَّ 40 يوم ، مُمكن يارب تُعطينىِ هذا الإِشتياق أعطنىِ يارب الإِشتياق لِكلامك ، أُريد منك يارب أن ترفعنىِ لأنّىِ مغلوب مِن همومىِ وأحزانىِ ، تجرُبة تُسلّم تجرُبة وحُزن يُسلّم حُزن الله يُريد أن يسمع منّا طِلبات تليق بهِ ، عايزك تطلُب منهُ وتقولّه أعطنىِ يارب أن أرتفع عن العالم ، أعطنىِ يارب قلب مُفعّم بِحُبّك لكى أقف أصلّىِ بِدون توانىِ ، لنا ثقة فيك يارب ثقة مُطلقة وثِقتنا فيك لا تعتمد على بِر فينا أو قداسة ، لا بِر فينا ولا قداسة ، نحنُ مغلوبين مِن خطايانا وضمائرنا مُعذّبة مِن كثرة أحزانّا وأوجاعنا لكن نعلم أنّك لا تُعاملنا بِحسب خطايانا قال القديس يوحنا الرسول " إِن لامتنا قلوبنا فإِنّ الله أعظم مِن قلوبنا " بِمعنى إِن كان ضميرىِ تعبنىِ لأنّىِ مُقصّر فىِ حق ربنا فإِنّ الله أعظم مِن قلوبنا ويعلم كُلَّ شىء ولنا ثقة نحو الله ومهما سألنا نأخُذ ، ثقتىِ فىِ الله تُغطّىِ عدم أمانتىِ تُغطّىِ عجزىِ ، لِذلك قال مُعلّمنا بولس الرسول إِلى العبرانيين " لِنتمسّك بإِقرار الرجاء راسخين لأنّ الذى وعد هو أمين " يُقال أنّ كلام الملوك لا يُرّد ، الوعد أمين الذى يقولنا إطلُبوا تأخُذوا ليكون فرحكُم كاملاً ، فرح الإِتصال بالله فرح لا يُنطق بهِ فرح الأبديّة فرح الوجود مع الله ، الذى يجعل الإِنسان يرتفع فوق الزمن ويخترق ، إِذا وقفنا نُعبُد ربنا بالروح نشعُر أننّا إِخترقنا الزمن وخطفنا لمحات مِن الأبديّة ، إِخترقنا حدود الزمن عقارب الساعة أصبحت غير محسوبة ، هذا هو الفرح فرح الإِحساس بالدهر الآتىِ الفرح الذى يجعل الإِنسان يرتفع فوق همومه لِذلك قال " قد كلّمتكُم بِهذا بأمثالٍ ولكن تأتىِ ساعة حيثُ لا أُكلّمكُم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبركُم عن الآب علانيةً 0فىِ ذلك اليوم تطلُبون بِإِسمىِ " ما هو ذلك اليوم ؟ وما هو اليوم الذى سيُخبرنا عن الآب علانيةً ؟ هو يوم حلول الروح القُدس إِننّا مازلِنا ياأحبائىِ نحيا فىِ ذلك اليوم ، الكنيسة مازالت مُتمتّعة بِذلك اليوم مِن يوم ربّ المجد يسوع وأرسل روحه القُدّوس على الكنيسة لازال الروح القُدس يعمل بفيض فىِ الكنيسة ولم يغرُب الشمس عن هذا اليوم ، إِلى اليوم ولازالت روحه يعمل ويُبكّت ومازال روحه يُعطىِ ويُعرّف ، لازال نجد فىِ الكنيسة آباء ومُعلّمين ومُرشدين ومُخبّرين يُخبّرونا بِكُلّ الحق يوجد أشياء ربّ المجد يسوع لم يقُلها لكن وجدنا تلاميذه يقولونها وسمِعنا بولس الرسول بيقول تعاليم لم يقولها ربّ المجد يسوع ، لكن نجد بولس الرسول فهمها00كيف ؟ فهمها بقوّة الروح القُدس ، ووجدنا آباء الكنيسة يُعلّموننا تعاليم غزيرة فيّاضة ذلك اليوم مُستمر فىِ الكنيسة وإِلى الآن نجد مُعلّمين وكارزين روح غِنى يُعطىِ بِسخاء ، نسمع عِظات لأبونا البطرك فيض مِن المعرفة ، نسمع لأبينا يوأنّس فيض ومعلومات جديدة ، وتسمع الله ينيّح نفسه أبونا بيشوى كامل والأنبا بيمن فيض ، الكنيسة أنجبت ومازالت تُنجب وستُنجب لأنّ اليوم لا ينتهىِ ولن ينقطع عطاء الروح لكنيستهُ أبداً " فىِ ذلك اليوم تسألون بإِسمىِ " ولِذلك قال لهُم " تأتىِ ساعة حيثُ لا أُكلّمكُم أيضاً بأمثالٍ " ، فىِ الحقيقة ياأحبائىِ ربّ المجد يسوع كان دائماً يواجه عملية عدم فهم الآخرين لهُ ، فكان يحاول يبسّط لهُم كيف ؟ كان يشرح ويقول " كان إِنسان مُسافر دعى عبيده وأعطى " ، ومثل الزارع والدرهم المفقود والمرأة التى خبّأت الدقيق مُعظمها أمثال مِن المُجتمع الحقائق" المرأة وهى تلِد تحزن ولكن عِندما تلِد لا تعُد تذكُر الشدّة " ما مقصدهُ ؟ فرح الأبديّة ، مُمكن أن تحزنوا بعض الشىء لكن حُزنكُم سيتحّول إِلى فرح ، فكان يُكلّمهُم بأمثالٍ لكى يفهموا ولم يفهموا الكلام الذى قالهُ حديث المسيح مع نيقوديموس عِندما كلّمهُ عن الولادة مِن الماء والروح ، فقال نيقوديموس " كيف يُمكن الإِنسان أن يُولد وهو شيخ ؟ ألعلّهُ يقدرُ أن يدخُل بطنَ أُمّهِ ثانيةً ويُولد ؟
عِندما كلّمهُم ربّ المجد يسوع عن الروح القُدس ردّ واحد مِن تلاميذه هو القديس فيلُبّس وقال ما هو الروح القُدس هذا نحنُ لم نسمع عنهُ ؟ لِذلك كان الرّبّ يسوع بيحاول يُكلّمهُم بأمثالٍ ، لكن الأمثال لها وقت مُعيّن ويوجد وقت يُكلّمهم علانيةً أصل فىِ الحقيقة ياأحبائىِ النِفَس عِندما تتقرّب مِن الله ينفتح عليها كلامه وتبدأ تفهمه وتبدأ تفهم كلام الروح وتبدأ تشعُر أنّ كُلَّ كلمة هى لها وكُلَّ تعزّيات الإِنجيل لها ، تشعُر أنّهُ كان يوجد بُرقع أو غِطاء على الكلام والآن أُزيل هذا البُرقع وهذا الغِطاء أبدأ أشعُر أنّ كُلَّ كلمة فىِ الإِنجيل إِن أنا لىّ موضع منها وأبدأ أفتّش عن نِفَسىِ فىِ الإِنجيل وأبحث عن كُلّ آية وفىِ كُلَّ وصاياه ، هذا الحِجاب يرتفع فتظهر العلانية " كُنت أُكلّمِكُم بأمثالٍ " الآن أُريد أن أُكلّمكُم علانية ، هُنا أُريد أن تظهر العلانية ويتجلّى الآب بِكُلَّ جماله ، وأحياناً يُكلّمنا الله علانية ولا نفهم ، فلا بأمثال نفهم ولا بِعلانية نفهم مثلما ما حدث عِندما كلّم المسيح اليهود عن حقائق هامة جداً وكثيراً ما أعلن لهُم عن ذاته ولاهوته بِكلام وأفعال ولم يفهموا وقالوا لهُ أنت " إِلى متى تُعلّق أنفُسنا " ،" ولكن فىِ ذلك اليوم " يوم الروح القُدس يوم المعرفة يوم النور يوم الإِنسان يعرف الآب علانية عن طريق الإِبن 00عن طريق عطيّة الروح القُدس ، عِلاقتنا بالآب ستشتّد بالمسيح لأنّهُ هو أحبّنا وعِندما أحبّنا إِستجاب لنا وعِندما إِستجاب لنا إِستجبنا لمحبتهِ لِذلك قال " إِنّىِ أنا أسأل الآب مِن أجلُكُم لأنّ الآب نفسهُ يُحبّكُم لأنّكُم قد أحببتمونىِ وآمنتُم إِنّىِ مِن عِند الله خرجت " ، أنا أسأل الآب وأنا أعرف أنّهُ يُحبكُم لأنّكُم أحببتمونىِ وهو أبىِ وطالما أنتُم أحببتمونىِ إِذاً أنتُم تُحبّونهُ فهى عِلاقة فإِنَّ المسيح يشعُر أنّ كُلَّ مِن يذهب إِلى الآب فهو ذهب إِلى الإِبن ، وطالما الإِبن بيصل للآب بدمهِ الكفّارىِ عنّا فنحنُ إِذاً لنا قدوم معهُ فىِ ذبيحة الإِبن فإِنّ دم يسوع المسيح أمام الآب بيصرُخ عن خطايا كُل إِنسان ويشفع فىِ جهل وضعف كُلَّ إِنسان هو يصبح مُتكلّم عن الخُطاه المُتمسّكين بدم عهدهِ ، هو يتكلّم عنّهُم ويغفر لهُم الخطايا عن طريق ذبيحة الإِبن ، وكُلّنُا سنترآى أمام الآب بِلا لوم وكأننّا لم نفعل أى خطيّة ، كيف هذا ونحنُ كُلّنُا خطايا ؟ مِن خِلال الإِبن وذبيحتهُ ، لِذلك قال " خرجتُ مِن عِند الآب وقد أتيتُ إِلى العالم وأيضاً أترُك العالم وأذهب إِلى الآب " ، مُهمتىِ أن أرُدّ لكُم رُتبتكُم وأجعلكُم مُبرّرين أمام الآب فقالوا لهُ " هوذا الآن تتكلّم علانيةً ولستُ تقول مثلاً واحداً " ، لم يفهموا الكلام وجدوه صعب عليّهُم ، قالوا لهُ لم نراك تتكلّم كلام مُباشر هكذا ، أراد الله أن يكشف أمامهُم كُلّ حقيقة كذلك ياأحبائىِ النِفَس التى تقرأ الإِنجيل بالروح تشعُر فىِ كُلّ كلمة أنّها مكشوفة أمامها ، القراءة بالروح والإِحساس قراءة بعد الصلاة " قد كلّمتكُم بِهذا لِيكون لكُم فىّ سلام " ، أنا أسأل لأجلُكُم لِيكون لكُم فىّ سلام ، أُريد أن يملأ السلام حياتكُم ، عِندما نفقد السلام وتنفذ كُلّ حِيالنا وكُلّ أساليبنا يبقى سلام المسيح وسلام المسيح هو القوّة التى نعيش بِها وتظهر هذهِ القوّة عِندما تنتهىِ قوّتنا وحِيالنا البشريّة وعِندما نُلقىِ همومنا عليهِ وعِندما نُسلّم لهُ كُلّ أمورنا يجب أن يكون لينا صلوات ورفع قلب تُمهّد قلوبنا لإِستعداد الروح القُدس وأن يكون لنا إِشتياق فىِ إِنتظار الروح القُدس ، وعِندما يجىء يجد قلوبنا مُهيّئة فيُكلّمنا علانيةً ونطلُب منهُ ونأخُذ مِن كنوز خيراته التى هو فىِ إِشتياق أن يُعطيها لنا أعطنىِ يارب توبة بِلا رجعة مِثل القديس أوغسطينوس وموسى الأسود ومريّم المصرّيّة كُلّ إِنسان عِندما يُصلّىِ بالروح ويطلُب أمور روحيّة يشعُر فِعلاً أنّهُ قريب مِن عطيّة الروح ، ربنا يدّينا ويؤهلّنا للسماء والهدوء والسكينة لِنُهيّىء نِفوسنا وقلوبنا لِعطيّة الروح القُدس ربنا يسند كُل ضعف فينا بِنعمتهُ لإِلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 189

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل