أبعاد حياة الشركة ( ٣ ) شركتنا مع القديسيـن

06 يونيو 2023
Large image

تحدثنا في العدد الماضي عن البعد الأول والأساسي في حياة الشركة وهو: شركتنا مع الله ، وضرورة الثبات والاتحاد بالسيد المسيح من خلال الصلاة والكلمة والأسرار والخدمة . واليوم ننتقل إلى البعد الثاني في حياة الشركة وهو شركتنا مع القديسين . كورة الأحياء :
١- إن التعليم الكتابي الأكيد في هذا الموضوع أن إلهنا « إله أحياء وليس إله أموات » ( لو ۲۰ : ۳۸). والأحياء الذين عاشوا على الأرض في حالة صلاة دائمة، يستحيل أن يكفوا عن النسيم الإلهي وهم في الفردوس في معية الرب « اليوم تكون معى في الفردوس » ( لو٢٣ : ٤٣). لذلك فالحقيقة الأولى هي ان القديسين أحياء، ولا يكفون عن الصلاة والتسبيح ، كما يتضح من سفر الرؤيا أيضاً .
۲ ـ وهم أيضاً يحسون بنا ، بدليل إحساس الغنى ( رغم أنه شرير) باخوته على الأرض ... أنظر مثل الغنى ولعازر ( لوقا ١٦ : ۱۹ - ۳۱ ) بل إن مشاعر هذا الغنى الشرير رقت لدرجة أنه اهتم بأن لا يأتى أخوته إلى هذا العذاب ، عذاب الجحيم، الذي فيه ينتظر الأشرار يوم الدينونة الأبدية الرهيبة .
٣- والقديسون ـ حسب نص الإنجيل - هم «سحابة شهود محيطة بنا » (عب ۱۲: ۱)، والسحابة مرتفعة ولكنها قريبة ، كذلك القديسون في عالم الفردوس ولكنهم قريبون منا كذلك فالسحابة بيضاء رمز نقاء القديسين ، وفيها المطر والرخاء رمز عطاء القديسين وحبهم لنا .
٤- والرب نفسه طلب منا أن ننظر إلى « نهاية سيرتهم فنتمثل بإيمانهم » ( عب ١٣ : ٧ ) وهذه وصية إنجيلية هامة أن نتأمل حياة القديسين بعد أن تنتهى سيرتهم على الأرض ، وتبدأ حياتهم الأبدية في الفردوس .
شركتنا معهم :
مما سبق يتضح أننا نكون مع القديسين السمائيين، جسداً واحداً ، كنيسة واحدة ، يحس بعضها بالبعض الآخر، ويصلي بعضها عن البعض الآخر... لهذا نرى في كنيستنا بعض التعبيرات التي تدل على هذه الشركة مثل : ١ـ التشفع بهم إذ يختار كل منا شفيعاً أو أكثر ، يكون سنداً له ونبراساً لحياته .
٢ - الاقتداء إذ ندرس سيرهم وأقوالهم ، حسب تعبير القديس أنطونيوس : « كتبي هي شكل الذين كانوا قبلى » ، أي أنه كان لا يكف عن دراسة سير من سبقوه في الطريق المقدسة .
٣- الإحساس بحضورهم من خلال الأيقونات في الكنيسة، والتي لا تعتبرها مجرد صور تذكارية بل نرى أنها تحمل لنا حضور القديس شخصياً ، بدليل أننا ندشنها بالميرون ، ونقدم البخور أمامها ، أي أننا نطلب من صاحب الأيقونة أن يشترك معنا في الصلاة، حيث البخور رمز الصلاة المرتفعة أمام الله . كذلك فنحن نقبل الأيقونة باكرام على أساس هذا الإحساس ، أننا نقبل صاحب الأيقونة الحاضر معنا .
٤- نصلي لأجلهم تماماً كما أنهم يصلون من أجلنا من هنا كان مجمع القديسين في القداس الإلهى، والتسبحة اليومية ، والقداسات التي نرفعها باسم النفوس التي سبقتنا إلى الفردوس ، حيث نطلب لها الراحة والنياح كما طلب بولس الرسول من أجل أنيسيفورس ( ۲تی ۱ : ١٦).
فهل لك ـ أيها القارىء الحبيب - شفيع محدد ؟ وهل أختبرت مساندته لك في حياتك ؟ إن كانت الملائكة أرواحاً خادمة لنا فكم بالحرى من عاشوا مثلنا في الجسد؟! اقرأ واشبع بسير القديسين لتتقدس حياتك مثلهم والرب معك .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 135

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل