أبعاد حياة الشركة (٤) أعضاء كثيرة وجسد واحد

13 يونيو 2023
Large image

تحدثنا فيما مضى عن بعدين من أبعاد حياة الشركة وهما : أتحادنا بالسيد المسيح رأس الجسد، واتحادنا بالقديسين السمائيين الأعضاء الظافرة في الجسد المقدس ، الذي هو الكنيسة . وحديثنا اليوم عن البعد الثالث في حياة الشركة وهو: اتحادنا باخوتنا المؤمنين ، من خلال سر الأفخارستيا .
سر الشركة :
التناول في الكنيسة يدعى سر الافخارستيا ، أو الشكر، أو الشركة المقدسة Holy Communion ذلك لأننا من خلال هذا السر المقدس ننال نعمة الثبات في الرب ، ونشكر الرب على عطاياه الكثيرة ، ونتحد معاً في جسد واحد «كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح ؟! الخبز الذي تكسره ، أليس هو شركة جسد المسيح ؟! فإذن نحن الكثيرين خبز واحد ، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (اکو۱۰: ١٦ ،١٧) لهذا تحرص كنيستنا على تقديم قربانة واحدة كحمل مهما كان عدد المتناولين، وكذلك كأس واحدة لنشرب منها جميعاً ، فتحس بالوحدة التي لنا في المسيح . والحقيقة أن الأفخارستيا هي محور الحياة المسيحية والكنيسة ، لأننا فيها :
١- نتحد بالسيد المسيح إذ نتناول جسده ودمه الأقدسين .
٢ - نتحد بالسمائيين ، إذ يحضرون معنا القداس ، سواء أكانوا القديسين أو الملائكة .
٣ ـ تتحد ببعضنا البعض كمؤمنين فنصير اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد » (اکو ۱۲ : ۲۰).
العضو والفرد :
هناك فرق شاسع بين الفرد والعضو فالفرد منفصل، مستقل بذاته ، أما العضو فليس له وجود ولا قيمة إلا باتصاله ببقية الأعضاء ، واتحاده بها داخل الجسد الواحد .
والعضو له وظيفة محددة ، وخدمة هامة لبقية أعضاء الجسد، وإلا صار « زائدة » يستحسن استئصالها . كذلك فالعضو مختلف تماماً عن بقية الأعضاء، ولكنه يتكامل معها ، ومن مجموع الأعضاء المتنوعة يتكون الجسد .ومن المستحيل أن يرى إنسان في نفسه أنه مكتف بذاته ،فهو بهذه الطريقة يتصور أن الجسد يمكن أن يختزل إلى عضو واحد ... « لو كان كل الجسد عيناً ، فأين السمع ؟ ولو كان الكل سمعاً ، فأين الشم » ( ۱كو۱۲ : ۱۷).
تطبيقات حياتية :
١- لو عاش المؤمن بهذا الإحساس ، إحساس العضوية في الجسد الواحد ، لن يسقط في الكبرياء ، لأنه سيشعر أنه محتاج إلى كل أخوته ويستحيل أن ينفصل عنهم أو يكتفى بنفسه .
٢ ـ كذلك فإنه سيحاول أن يكتشف دوره في الجسد الواحد ، ما كان الصلاة من أجل الكنيسة كالآباء النساك المتوحدين ، أو الكرازة بالكلمة كالخدام برتبهم ودرجاتهم، أو عمل المحبة والانتقاد ، أو تقديم نشاطات كثيرة متنوعة ومتكاملة .
٣- وحين يحس بهذا الدور ، فو لن يستكبر، بل سيسلك باتضاع عالماً أن دوره هذا عطية من الروح القدس ، ولا قيمة له بدون الأدوار الأخرى لغيره من الأعضاء .
٤ ـ ولن يحسد غيره لما عنده من مواهب ، لأن الرب قد خصه هو بمواهب وعطايا أخرى نافعة .
ه ـ ولن يهمل في حق بقية الأعضاء الجريحة والمتألمة والفقيرة والبعيدة والمرتدة ، إذ سيحس أنها كلها تنتمى إليه، ومسئولة إنها الوحدة المقدسة التي لنا في المسيح، فهل تذوقتها أيها القاريء الحبيب أرجو ذلك لتحيا جميعا إحساس الشركة المقدسة ... والرب معك .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب

عدد الزيارات 157

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل