التصالح مغ الله

16 ديسمبر 2018
Large image

معلمنا بولس الرسول يقول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس ” الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسهِ غير حاسبٍ لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة “ ( 2كو 5 : 19) عمل المسيح الرئيسي خدمة المصالحة أي يصالحنا مع الله أيوب الصديق قديماً صدر منه أنين يقول” ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا “ ( أي 9 : 33 ) ألا يوجد شخص يقول للخاطئ إعتذر وللمُخطئ إليه إقبل اعتذاره وصالحه ؟ هكذا فعل معنا يسوع أعطانا خدمة المصالحة لكنها كلفته الكثير صليبه ودمه لذلك ربنا يسوع لما صُلِب تعلق بين السماء والأرض وبسط يديه الإثنين ليُقدم خدمة المصالحة أفقي ورأسي عرضي وطولي تصالحوا مع الله أن نتصالح مع الله لذلك لابد أن نعرف أن :-
الخطية خصومة :-
الخطية ابتعاد عدو الخير لا يعنيه كثيراً أن نُخطئ لكنه يهمه أن نبتعد وأن تحدث فجوة وخصومة لم يكن هدفه أن يأكل آدم من الشجرة لكن كان همه ما حدث بعد الأكل من الشجرة إبتعد خاف فصار فجوة كبيرة بينه وبين الله لذلك كان هدفه الإبتعاد أين أنت يا آدم ؟ يقول ” سمعت صوتك في الجنة فخشيت “ ( تك 3 : 10 ) كيف وأنت معتاد صوت الله ؟ صار مطرود من حضرة الله ما يعني عدو الخير ليس خطايانا بل ابتعادنا عن الله ويعنيه بالأكثر ليس تكرار الخطية بل زيادة الإبتعاد والشعور باليأس لذلك يقول ” كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً “ ( 1يو 3 : 4 ) لأنه انتهت الوحدة بيني وبين الله بالخطية خسرت ثلاثة أمور خسرت الله ونفسي والسماء هذه الثلاثة تحدث في لحظة يا للخطية مُهينة ومُذلة جداً إبتعاد وخصومة وإفساد الصورة والطبيعة مزيد من الإبتعاد والخصومة ويصير صوت الله غريب ويصير التسبيح ثقيل والتوبة ثقيلة فيزداد الإبتعاد وتزداد صعوبة التوبة أكثر وهذا هدف عدو الخير إبتعاد الإنسان عن خالقه لأنه أصلاً هو كان طغمة سماوية فهو أفضل واحد يعرف معنى القرب من الله لذلك هو طُرِد من حضرة الله ويريد أن نُطرد نحن أيضاً مثله ونبعِد عن خالقنا لأننا لما نقترب من الله كأننا نأخذ مكانه فيغار الخطية خصومة وابتعاد الخطية خاطئة جداً ( رو 7 : 13) .
الخطية صنعت شرخ بيننا وبين الله :-
عدو الخير يجعلني أصنع الخطية لكي يُفسد علاقتي بالله ويصير القداس بالنسبة ليَّ ثِقَل لا أستطيع أن أتمتع به والإنجيل والصلاة لا أفهمها وتتكون طبقات عازلة بيني وبين الله إهانة مع الوقت تصنع الخطية قساوة وفجوة وقد تكون عداوة لكن العداوة يصنعها العدو إنه يجعل الفجوة تزداد وتيأس من نفسك ومن مراحم الله لترى الخطية وسلطانها وتأمل آثار الخطية في حياتك وقلبك والضعف الذي سببته لإيمانك وما فعلته في وحدِتك مع الله وفي آذانك الروحية وجسدك ونفسك ومشاعرك إهانة .
الصُلح بالصليب :-
لكي نتصالح لابد أن نعرف ونكتشف الضرر الذي وقع علينا من الإبتعاد ومدى المهانة والمذلة القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن العبودية لسيد قاسي أهون من العبودية للخطية “ سيد قاسي أي يأمر وينتهر ويضرب ورغم ذلك الخطية أقوى من ذلك لذلك علينا أن نكتشف هذا الهوان أنت يا الله رأيت أولادك بيتعدوا ويُهانوا ماذا فعلت ؟ يقول أنا خدمت خدمة المصالحة أنا كراعي صالح سعيت في طلب الضال كان عملي الأساسي أن أرد آدم وبنيه للفردوس أن أعمل المصالحة عن طريق الصليب دبر الله الخلاص والصلح للإنسان كيف يُعيده للوحدة معه ويُعيد له الصورة الإلهية وللإتحاد الإلهي والبركة الإلهية ولا يجعله بعيد عن حضرة الله ويُذيب الفوارق والجمود الذي حدث له فتجسد ناب عنا أخذ جسدنا لحمنا ودمنا وصار كواحد منا وحمل خطايانا وتراءى أمام الآب ببره وبذبيحة نفسه فوجد لنا فداء أبدي كل واحد منا اليوم يريد أن يصطلح ماذا يفعل ؟ يدخل للمسيح ويتقابل مع الآب في المسيح ينال وأنا وأنت قبول الآب للمسيح وليس لنا لأننا خطاة فصرت أنا مُصالح من خلال دمه الإلهي من خلال ذبيحة نفسه صار صليبه وسيلة الإتحاد ودمه وسيلة المغفرة إن كان دم الخروف أعطى نجاة رش على العتبة العليا والقائمتين فيمر الملاك المُهلِك ويجده فيعبر عن هذا البيت فكم يكون دم ابن الله الذي قدمه بروح أزلي ؟ ” صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب “ الخطية إهانة تخيل أشعياء يقول على لسان الله طول النهار بسطت يدي إلى شعب عنيد مُعاند مقاوم ( أش 65 : 2 )الخطية إهانة عناد طول النهار تخيل إنك تمد يدك لشخص لتُصافحه فلا يمد يده لك نقول لعله لم ينتبه وتمد يدك مرة أخرى ولا يُصافحك يا لخجلك طول النهار بسطت يدي لشعب معاند مقاوم فماذا فعل على الصليب ؟ بسط يديه وسمَّرهم لكي يقول لنا أنا دائماً فاتح باب الصلح لكم هذا هو الصلح الذي تم بالصليب صرنا مقبولين ومصالحين مع الله بدم المسيح وخلاصه وصليبه لذلك كل من لا يصطلح مع الله ولا يتوب يرفض الصليب في حياته لأنه لا يشترك في نعمة الصليب لأن الصليب كان للصلح والخلاص نقول له ” صالحت الأرضيين مع السمائيين “ ” العداوة القديمة هزمتها “ ” جعلت الاثنين واحداً “ ” الحائط المتوسط هدمتهُ “ صالحنا بدمه صارت تعدياتنا لا يراها الآب وخطايانا أيضاً لا يراها لأنها وقعت على الحمل الذي بلا عيب وهو يرى دم الحمل الذي بلا عيب فيعطينا خلاص نقول تشبيه لأولاد الخدمة لنفرض إننا وضعنا في نهاية قاعة عشرة مصابيح مُضاءة بألوان مختلفة ونقف من بعيد نرى كل مصباح بلونه لكن لو نظرنا للمصابيح من خلال لوح زجاجي أحمر سترى كل المصابيح لونها أحمر لأنها تعكس لون اللوح الزجاجي نحن خطايانا الكثيرة تقع كلها على دم المسيح والله الآب يرى خطايانا من خلال دم ابنه مُبرره لنفرض أن مصباحك لا يقع على هذا اللوح الزجاجي الأحمر تصير منك له يراك مباشرةً من صالحنا ؟ دم المسيح كيف ترفض هذا الصلح ؟ أعطانا خدمة المصالحة وأعطانا الفداء وضع يده على كلينا هو منتظرك تعال تتقدم له بتردد يقول المسيح للآب هذا ابني هو صورتي لكنه خاطئ يقول المسيح لأجل دمي يضع يده على كلينا ويصالحنا هذا عمل المسيح وكل من ذاق المصالحة مع المسيح إشترك في خدمة المسيح خدمة المصالحة فيقول ما فعلته إفعله إنت إن رأيت شخص بعيد عني لا تتركه صالح الكل صالحنا لنفسه ” الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة “ ( 2كو 5 : 19) لذلك صالحنا نقض العداوة الله يريد أن يصنع بيننا وبينه عهد صلح .
نرى عهود صلح كثيرة في العهد القديم :-
قوس قزح كان عهد صلح .
دم الذبائح كان عهد صلح .
وفي النهاية قال سأعطيكم عهد جديد بدم عهدي أطلق أسراكم بدمي أنا هذا هو دم العهد الجديد هذا هو العهد الذي نقول عنه ( إن تين نوڤي ) نوڤي = جديد عهد جديد دم المسيح الكاهن يمسك الكأس ويقول ” خذوا اشربوا منه كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا “ يقول ” يُعطى لمغفرة الخطايا “ في القداس في صورة نداء قوي تنبيه ويقظة ” حياة أبدية لكل من يتناول منه “ نحن نفرح بهذا الصلح الله دخل العالم بعهد جسده ودمه المكسور والمسفوك على المذبح في العهد القديم كان هناك اسلوب للصلح في عهد أبينا إبراهيم لما يكون هناك ملوك متنازعة يحضروا حيوانات وتُشق من النصف ويضعوا النصفين مقابل بعضهما البعض الحيوانات المشقوقة يمر بينها الملكين المُتنازعين مُمسكين بأيدي بعضهما البعض وهي ملطخة بدم هذه الحيوانات وكأنه يقول الذي ينقُض هذا العهد الله يشقه من وسطه مثل هذه الحيوانات عهد بالدم لذلك ربنا يسوع لما تكلم عن العبد الغير أمين قال " يشقه من وَسَطه " ( مت 24 : 51 ) المسيح صالحنا بذبيحة نفسه وهو أمسك يدنا ومر بينها الصليب صنع المصالحة إقترب من الصليب تقترب من المصالحة وتشعر إنك بدأت تستمتع بهذه البركة لذلك استمرار الخطية هو رفض لعمل الصليب ويجلب قساوة ورفض المصالحة يجلب أخطر شئ التعدي وعداوة والنفس ترفض عمل الله ونداءاته المتكررة وعمل صليبه أمر لا نحتمله تخيل لما تقف أمام الله ويقول لك صليبي ويدي المبسوطتين ودمي المسفوك أنت رفضتهم كيف ؟ لذلك يقول ” كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره “ ( عب 2 : 3 )" خلاص هذا مقداره " أي الصليب كيف ؟ لا يمكن إذا كان الإنسان في خطاياه وتعدياته ممكن لمجرد إنه يصطلح بشق حيوان هو يقول لك أنا كسرت جسدي من أجلك وأشق لك جسدي لكي أصالحك وتدخل معي في عهد أبدي لذلك يقول أن الله جهِّز وليمته ودعى مدعويه وأعطاهم أن يدخلوا في عشاؤه صنع عُرسه وأعطاهم أن يدخلوا في جنبه وجسده هذا هو الصليب .
كيف أتمتع بالصليب ؟
بالتوبة والتناول هذا الصلح ينتقل لحياتي عملياً بالتوبة والتناول الرجوع الدائم والتمتع بالحضن الأبوي كنت بعيد وصرت قريب ” أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح “( أف 2 : 13) صالحنا وقربنا ورجعنا لكرامتنا وجعلنا نشعر بكرامتنا الجديدة التي فقدناها في الإبتعاد ويقول لك تعال أنت مُكرم جداً عندي مصالحة لنرى الكرامة التي أخذها الابن الضال لما عاد له الحُلة الأولى والعِجل المُسمن تعال ألبِسك الحذاء والخاتم تعال أرد لك كل ما سُلِب منك تعال أعيد لك المجد المفقود والصورة وقع على عنقه وقبَّله الآباء في شروحاتهم قالوا أن هذا الابن لما عاد كانت ملابسه ممزقة وجسده مجروح فقبَّل أبيه آثار جراحه آثار الخطايا فينا ربنا يسوع يقبلنا بها ويُقبِّلها ويقول ” تعال واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك “ تعال رجوع الإنسان للمصالحة ” أدركتهُ ببركة صلاحك “ الله يُدركنا بها لذلك الرجوع هو تحقيق خدمة المصالحة نعيش كل يوم المصالحة كل يوم عهد جديد كل يوم توبة كل يوم تمتع ببركات صلاح الله وغفرانه وحضنه الأبوي لا تكن المصالحة بالنسبة لك كلمة ولا فكرة ولكي تعيش المصالحة تمتع بها في التناول القداس هو الوليمة السماوية التي تأخذ فيها قوة وفعل الصليب في حياتك الكنيسة نجحت أن تكون البركات المعطاة ملموسة الإعتراف بركة الغفران تنتقل إليك الصليب بركة الصليب تنتقل إليك لكي لا يكون الغفران والخلاص أفكار بل فعل يُنقل الكنيسة استودع فيها بركات الخلاص كلها وائتمنها من خلال وكلاء الأسرار ليعطوا الأسرار لكي تصير بركات الخلاص والصليب والقيامة والروح القدس والحياة الأبدية لا تكون أفكار بل أفعال تنتقل إلى حياتنا لذلك الصلح هو التوبة من خلال الكنيسة لذلك بداية القداس نصلي صلاة الصلح لكي نصطلح مع الله ” إجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نُقبِّل بعضنا بعضاً بقبلة مقدسة لكي ننال بغير وقوع في دينونة من موهبتك غير المائتة السمائية بالمسيح يسوع ربنا “ أبونا يقف في صلاة الصلح يديه عريانة رمز للخطية والعُري وبعد صلاة الصلح يغطي يديه باللفائف رمز لأنه سُتِر ببر الله ويقف يديه مبسوطة لله بر الله انتقل إلينا بالمصالحة التوبة بر الله ينتقل إلينا بالمصالحة تنتهي باتحاد كامل وبذلك صرنا لسنا أعداء ولا خطاة ” إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح “ ( رو 8 : 1) ” صيرنا أطهاراً بروحك القدوس “ ” القُدسات للقديسين “ صرنا قديسين مقبولين من خلال توبتنا وصُلحنا وصرت أنا لست أنا صرت أنا داخله وقبولي أمام الله الآب من خلال قبول الابن صلح حالة القلق والخوف انتهت لأننا صُولحنا في سفر أشعياء يقول ” ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر “ ( أش 48 : 18) يا ليت تدخل في الصلح ليتك نداء بركات كثيرة يريد الله أن يعطيها لنا يعرض عليك صلح .. عارض عليك سلامه وبره لذلك عمل الله في حياتنا أن نقترب ونصطلح وكل قريب أن يثبُت والبعيد يقترب والثابت ينمو حتى الأبدية ليس لها حدود غمر يُنادي غمر ( مز 42 : 7 )كلما دخلت للعمق كلما كشف لك مجهول فتتمتع .
التوبة هي انتقال لفعل الصلح :-
إصطلح مع الله” إن تصالحت مع الله تصالحت مع السماء والأرض “الخطية تُفسد علاقتنا بالله وعلاقتنا بأنفسنا وعلاقتنا بالآخرين صارت فجوة كبيرة بيني وبين الله ولا أحب نفسي ولا أحب الآخرين أقترب إلى الله ويحدث وِد بيني وبينه وأجد نفسي قابلها وآراها جميلة من علامات علاقتك بالله الحلوة أن تحب الجلوس مع نفسك أحد القديسين يقول ” إجلس إلى ذلك الإنسان الذي أنت تجهله “ أي مع نفسك لماذا أحبَّ القديسين الوحدة ؟ لأنه لما يجلس مع نفسه يرى الله داخل نفسه ويكتشف أخطاؤه ويراها مقبولة في المسيح ويرى الصلح والبركة وأخطاؤه تُقرِّبه لله لما أجلس مع نفسي وأرى خطاياي لا أيأس بل بالعكس كلما اكتشفت خطايا أكثر كلما ارتميت عليه أكثروأشعربقبولي أكثر لأني لما أجلس أجلس مع نفسي في حضرتهِ ويُبارك الجلسة الصلح تمتع به بينك وبين الله البر يُعيد الوحدة بينك وبين الله وبينك وبين نفسك وبينك وبين الناس البعيد عن الله يدين كل الناس حتى الآباء الكهنة والأساقفة ولما تقترب من الله ترى الكل أبرار وأنت أكثر خاطي فيهم علامة أمينة عن اقترابك لله تشعر إن الله ساتر الكل ومتأني على الكل ولما أقول" الخطاة الذين أولهم أنا " هذه ليست عبارة مجازية بل حقيقية أنا أول الخطاة بالفعل أنت يا الله تعرف الخفايا الصلح مع الله يجعل الإنسان يقترب بالتوبة يوماً فيوماً ويتجدد يوماً فيوماً .
الثبات في التوبة :-
من أجمل الأمور التي نتعلمها في علاقتنا بالله هي أن نثبُت الآباء يعلمونا كلمة جميلة هي " ثبات العزم " سمِعت كلمات وتأثرت نشكر الله إستمر وإن سقطت أثبُت وأستمر الذي يواجه مشكلة في حياته لا يترك الأمر بل يستمر ويحاول يتفادى هذا الأمر الثبات ممكن شخص يدرس كورس طويل لكي يثبُت في عمله أو ينال مركز معين تعب إذاً أين الملكوت ؟ هذه حياتنا الأبدية مجرد أن نقابل مشكلة نتراجع لا ثبات العزم الإنسان يثبُت في محبة الله الإستمرار والتدقيق أحد الآباء يقول لو انتظمت في قانون روحي " 40 " يوم متواصلة النعمة ترقِّيك درجة لكن أي تقصير في يوم إحسبه بخصم عشرة أيام إنتظم في صلاة مرتين في اليوم وإصحاح إنجيل وتناول مرة في الأُسبوع إنتظم على ذلك القانون أربعين يوم حتى إن فعلته بروتين لن تفعله روتين أربعين يوم قد يكون بذلك عشرة أيام ثم تبدأ الروح تعمل والآباء يقولون ” إن صلاة الروح تبدأ بصلاة الجسد “ ” الصلاة التي بطياشة تؤدي إلى الصلاة التي بلا طياشة “ الصلاة التي بطياشة وعدم تركيز تؤدي إلى صلاة بلا طياشة القديس مكسيموس المعترف سأله تلاميذه ما الذي وصَّلك إلى الصلاة الدائمة ؟ أجابهم أمرين أهمهما الإستمرار والثبات ” الصلاة هي التي علمتني الصلاة “ من الأب الروحي الذي علمك الصلاة ؟ أجابهم الشيطان ” حروبي أوجاعي ضيقاتي آلامي “ حروب العدو علمتني الصلاة كنت أصرخ لأنه لا يُضرب أحد ولا يصرخ حروبي علمتني الأنين في الصلاة ولا يمكن لشخص متألم أن يصرخ بتكاسل ” والشيطان هو الذي علمني الصلاة “ علمني كيف أتمسك برجائي لأنه قوي ولما مسكت في الله صرت أقوى ففرحت وتقويت الثبات واستمرار التوبة والتدقيق نعيش أيام ثم نتكاسل لا إثبت في شئ قليل ” القليل المستمر خير من الكثير المُتقطع “ وضعت في قلبي ثبات عزم ضعيف ! قل له يارب اسندني أريد أن أستمرإصطلحت مع شخص هل تخاصمه مرة أخرى ؟ لا وطَّد العلاقة واحضِر هدايا وكفى ما مضى ما الهدية التي نقدمها لله ؟ ” ثمر شفاهٍ مُعترفة باسمهِ “ ( عب 13 : 15) صلاة سجدة عمل رحمة تقدم غيرك عن نفسك الله ينتظر هذه الهدايا ويفرح بها جداً ويحفظ جميع محرقاتك كل صلاة تصليها بإخلاص على الأرض محفوظة لك في السماء داود النبي أدرك ذلك الأمر وشعر أن دموعه تُفرِّح الله فقال ” اجعل أنت دموعي في زقك “( مز 56 : 8 ) ليس زق إذاً بل أوعية تُبت إثبت واترك التوبة اللحظية والعاطفية والمهزوزة أنا عرفت كيف أتعبتني الخطية وأذلتني جداً وأبعدتني وأفقدتني سلامي وبري وملكوتي وغيري الآن أرجع لك يا الله من كل قلبي أرجع طالب الصلح وأوطد الصلح بأعمال التوبة يومياً كل يوم جدد عهد محبتك لله ذهب تلميذ لأبيه الروحي وقال الطريق صعب جداً ولا أستطيع أن أستمر سأله أبوه كم سنة لك ؟ أجاب أربعة سنوات قال أبيه الروحي أنا لي أربعين سنة أشكو مما تشكو منه أنت فيَّ نفس الوجع أليس جسدي مثل جسدك ؟! لكني أثبُت الفرق بينك وبين غيرك إنه هو ثابت ولأنه ثابت فحروب عدو الخير أقل لأنه مُمسِك بأسلحة أقوى جيد أن يكون لنا كل يوم توبة لكيما تصير حياتنا توبة وتوبتنا حياة أحد الآباء يقول ” جيد جداً أن لا تُخطئ وإن أخطأت فجيد جداً أن لا تؤخر التوبة وإن تبت فجيد جداً أن لا تعود للخطية مرة أخرى وإن لم تعد للخطية مرة أخرى فجيد جداً أن تعلم أن هذا بفضل نعمة الله وليس بفضلك “ سلسلة إختبر الحياة مع الله تجد نفسك بدأت تُحقق القصد الإلهي من حياتك لماذا خلقك الله ؟ لتمجده وترث معه الملكوت هو خلقنا وينتظرنا في الأبدية منذ الأزل ” رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم “ ( مت 25 : 34 ) لا يوجد أب يحب أن يكون في مكان وأولاده في مكان آخر وكلما وجد مكان جميل مُفرح يحب يأخذ أولاده معه الله صنع الملكوت ليس لنفسه بل لنا يريدنا أن نحيا معه نشترك معه في بره وفي قداسته ونخلِّد معه نعيش في محفل القديسين والملائكة مدعوين لعشاء عُرس الخروف تخيل أن نخيب من هذه الدعوة كم هو مؤلم على قلب الله لما يقول له واحد منا لا أريد عُرسك أريد أن أكون مع أصحابي يقول له يا ابني تعال رِث المُلك هذه أرض يسكن فيها البر ويكون الله في وسطهم يمسح كل دمعة من عيونهم إقرأ صفات أورشليم السماوية في سفر الرؤيا يلتهب قلبك شوقاً لها تِعرف كيف تحافظ على الملكوت الذي صمم الله أن يعطيه لك ” لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة “ ( لو 12 : 32 )لا تحزن لما يوسف كان في مصر دعا أهله لأن يعيشوا معه فقالوا له عندنا بعض الممتلكات فقال لهم لا تحزنوا على أثاث مصر لا تحزن على ما تفقده لأنك ستنال الكثير والكثير هناك أمور حِفظها مُكلف عن قيمتها الله يقول لك لا تجعل أمور الدنيا تُعيقك لأنها لا قيمة لها بل استخدمها فقط إثبت في الصلح وعِش كل يوم بثبات لذلك يقول ” ليس من انتصر إلا من حارب وليس من كُلل إلا من انتصر “ لن ينال الإكليل إلا من انتصر ولا ينتصر أحد إلا إذا حارب نحن مدعوين أن نعيش على مستوى إرضاء الله كل يوم بصلح جديد وإن أخطأت إصطلح بسرعة هل تفضَّل إن إبنك إن أحزنك متى يصالحك هل في نفس اليوم أم بعد سنة ؟ في نفس اليوم لذلك عِش التوبة اللحظية إن أخطأت بفكرك الآن تُب إليه الآن ولا تنتظر حتى لا تزداد الفجوة الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسباً لهم خطاياهم واضعاً فيهم كلمة المصالحة إثبت لكي يضع فيك كلمة صلاحه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية

عدد الزيارات 2554

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل