المؤمن المتحد بالمسيح ، وبالقديسين ، و بالأخوة ، هو بلاشك يحيا البعد الرابع والأخير من أبعاد الشركة، أعنى : الاهتمام والإحساس بدور ورسالة !!
أنتم نور العالم :
إن الرب يسوع لم يسأل أن يأخذنا من العالم ، بل أن يحفظنا من الشرير (يو١٧: ١٥)... بمعنى أنه يريد منا أن نقوم بدور ورسالة في نشر محبته ، وكلمته ، وإنجيله ، ورسالة الخلاص الذي لنا فيه في كل مكان وزمان ومع كل إنسان ! لهذا قال لنا :
« أنتم نور العالم » ( مت ٥ : ١٤ ) .
« أنتم ملح الأرض » ( مت ٥ : ١٣ ) .
« تلمذوا جميع الأمم » ( مت ۲۸ : ۱۹ ) .
« اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل ، للخليقة كلها » (مر١٦ : ١٥).
" أنتم رسالتنا ، مكتوبة في قلوبنا ، معروفة ومقروءة من جميع الناس" (۲كو۳ : ۲) واضح إذن ، منذ بداية التجسد أن الرب قد فتح الباب لجميع الأمم ، فهو الذي قيل عنه « هكذا أحب الله العالم » (يو٣ : ١٦) ، وهو الذي قال : «لى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضاً ، فتسمع صوتي ، وتكون رعية واحدة وراع واحد » (يو١٠ : ١٦). لذلك أوصى تلاميذه : « تكونون لي شهوداً في أورشليم وفى كل اليهودية ، والسامرة، وإلى أقصى الأرض» (أع ١: ٨). من هو المسيحي :
المسيحي إذن هو الإنسان الذي يرى الناس في أعماقه شخص المسيح ، حباً ووداعة وقداسة ونقاء، وبذلاً وخدمة وعطاء إنه الإنسان الذي يحس الناس فيه بروح الرب يسوع ، وسماته ، وفكره ، فيمجدون شخص الرب إذ « يروا أعماله الحسنة» ( متی ٥ : ١٦).إنه إنجيل متحرك بين الناس ، حين يسلم أحد عليه يقرأ كورنثوس الأولى ١٣ ، وحين يفحصون أعماقه يتلامسون مع روح الله الساكن فيه، وحين يحاربه عدو الخير يسمع الجميع هتافه « يعظم انتصارنا بالذي أحبنا » ( رو٨ : ۳۷ ) .إنه الإنسان الذي يقتحم قلوب الناس بالحب ، وينشر الخير والفضيلة في كل مكان ، ويعطى الحكمة الإلهية في كل موقف ، ويصنع السلام بين المتخاصمين، وينير طريق السائرين في الظلمة .قائلاً للناس : إنه السفير المخلص الذي يطلب عن المسيح « تصالحوا مع الله » (۲کوه : ٢٠)، وهو النور الذي يشرق على ظلمات الدنيا ، فينشر رائحة زكية وتعاليم مقدسة وكلمات مملوءة حياة وحباً ، وهو الملح الذي يذوب و ينسى ذاته ، ولكنه لا يضيع هباء ، بل يقوم بدوره الأساسي في إعطاء الطعام (هذا العالم) الطعم المستساغ ، وفى حفظ الطعام ( هذا العالم أيضا ) من الفساد...
ختاماً :
أترك لدى القارىء الحبيب هذه التساؤلات :
هل أحيا حياة الشركة المقدسة بأبعادها الأربعة ؟
هل أنا أتحد بالرب كل يوم من خلال الصلاة والإنجيل والتناول والخدمة ؟
وهل أنا أحس بالقديسين ، واتشفع بهم ، وأدرس حياتهم وتعاليمهم ، لأسير على آثار الغنم ؟
وهل أنا أحس بإخوتي في الكنيسة ، فأحبهم وأخدمهم وأتكامل معهم دون تعال أو كبرياء أو استغناء ؟
وهل أنا سفير للرب في العالم ، أقدم صورته الحلوة ومحبته المملوءة عذوبة وصفاء؟
الرب يعطينا جميعاً ... أن تكون كذلك !!
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب
أبعاد حياة الشركة (٥) أنتـم نــور العـالـم
20 يونيو 2023
عدد الزيارات 205