الخادم والعثرة

19 يونيو 2023
Large image

حذرنـا ربنـا يسوع مـن العـثـرة وأعطـى الويل لمـن تـأتـى بواسطته
العثرات ونتعجـب أن تخـرج كـلـمـة الـويـل مـن يـنـبـوع الـبـركات ولكن هذا يستوقفنا لماذا هذا الويل ؟؟اذا الأمر ضروري يتعامـل السيد المسيح مع كنيسته وأعضاؤه المقدسة على أنها عروسه ويغير عليها لذلك كل ما يؤثر على عروسه أي كنيسته يؤثر عليه فيجب أن ننتبه أكثر إلى أقوالنا وأفعالنا وسلوكنـا لئلا نكون سبب
عثرة لأحد ولأن الـذي يحمل بركة خدمة المسيح يتوقع منه أن ينقل بركة المسيح ويكون صورة له وأى شيء يشوه هذه الصورة يسبب عثرة والأخطر أن هـذه العثرة تستثمر من العدو لزعزعة نفوس هي في حقيقتها أعضاء في الجسم المقدس والمشكلة الحقيقية في أمر العثرة أن يكون جوهر الخادم غير مظهره وكلما اتسعت المسافة بين الجوهر والمظهر زادت مسافة العثرة ويحذر معلمنا بولس الرسول من العثرة وقال لا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة وهذا يؤكد أن العثرة تسبب لوم الخدمة وبالتأكيـد توجـد مـواقـف عديدة لمخدومين صدمـوا في تصرفات خدامهـم جعلتهـم لا يعثرون فقط في الخـدام بل وفي صـدق الحياة الروحية في جوهرها وبدأت تبدو لهم كمجـرد نظريات أو أفكار غير قابلة للتطبيق .رأينـا أمـهـات تشكو من تأثـر بناتهن بمظهر وتصرفات خادمات حيث تم التعامل معهن في رحـلات واحتفالات وأكاليـل حيث ظهرت الخادمة في صورة مختلفة تماماً عما تعودته بالكنيسة مما تسببت في عثرة يصعب محوها أحبائـى مـا أجمل أن نهتـم بزينة أنفسنـا الداخليـة لأن كل إناء ينضح بما فيه وهذا جوهر الفضيلة أي ما يفضل عن الداخل فحين يولد التواضع في الداخل يظهر في شكل وداعة وحين تزداد الرحمة يزداد العطاء وحين تزداد مخافة الله يزداد
الخشوع في الصلاة وإن نظرنا إلى الإحتياج الأكـثر للمخـدوم هو القدوة أكثر من أي كلام مـن يحتمل كلمة ويل لمـن تأتي بواسطتة العثرات (فخـير له لوطوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر) و الطرح في أعماق البحـر يعني أشر أنواع العقوبة، وكأنه خير لذلك الذي يرتدي ثوب الخدمـة ويعثر الصغار أن يترك خدمته فإنه حتى وإن نـال أشر أنواع العقوبة فسيكون لـه أفضل من إعثار الآخرين وهو خادم، لأنه بدون شك إن سقط بمفرده تكون آلامه أقل مما لو أعثر آخرين فلنحذر إذا مـن العثرة ونصلى مع داود المرنم نجني من الدماء يالله الخادم هو حضرة شفافة لحضور الملك المسيح فهو إنعكاس لصورته وأفعاله وأقواله وهذا ما يتوقعه المخدوم من الخادم كما ذكر عن بولس الرسول من اهل غلاطية «كملاك من الله قبلتموني، كالمسيح يسوع. »(غل ١٤:٤) الإنسان في سعى دائم للمطلق وفي إشتياق لحالة الكمال التي جبل عليهـا وأى إنحراف عن هـذا الإشتياق هو شقـاء وألم للإنسان وعلى هذا يحضر الشخص إلى الكنيسة ليسترد ما قد فقده وليجدد ما سبق وبدده وليرى نمـاذج جديدة مختلفـة عمـا تعودهـا في معاملاته الخارجية ومن هنا تظهر المسؤلية الملقاة على عاتق الخادم الذي لابد أن يظهـر في شكل وعمل وسيرة المسيح فلنحـذر إذا أن نقدم صورة مشوهه عنه الـذي يتوقعه منـا المخدومين هـو إحتمـال ضعفاتهـم وتوجيههم وتعليمهـم والتأنـي عليهـم ومحبتهم بمحبـة المسيح الغير المحدودة ولا مشروطـة وتقـديم التعليم النقى الخـالي من الظهور وبـلا رياء وإعلان النموذج المفـرح الجذاب وينتظـروا البحث عنهم وتضميد جراحاتهم ومشاركتهـم أحزانهم وأفراحهم ومساعدتهم قـدر الطاقة فماذا لولم يجدوا كل هذا بل والأصعب لو وجدوا عكس كل هذا ما أصعـب أن يتحول الخادم من طبيب يقدم شفاء وسلام وراحة للمخدومين إلى مريض يحتاج إلى شفاء وبدلا من أن يكون عمله هو جمع المخدومين وإطعامهم بكلمة الحياة وقيادتهم نحو الملكوت يكون سببا في شقاء المخدومين وتعبهم وفقدانهم السلام بل وفقدانهم الخلاص أحياناً نتيجة إبتعاد المخدومين بسبب ذلك الخادم عن مصادر الخلاص وعندئذ يصير ذلك الخادم عائقا نحو خلاص المخدومين ما أصعب أن يظهر الخادم بمظهر غير لائق بسفير المسيح أو ينطق بلغة العالم التي تضعف روح المسيح أو يغضب فيفسد روح الوداعة التي في المسيح يسوع والمزاح فيما لا يفيد ولا يبني أو يستهتر بالخدمة فيحضر متأخراً ويقف خارجاً ويكثر من الكلام
عزيزي الخادم دقق في إنسانك الداخلي وفتش في دوافعك وافحص
في أفكارك وتصرفاتك وحاسب نفسك فخير لك أن تبتعد قليلا : «من أن تعثر أحـد أولاده الصغار اللذين مات المسيح لأجلهم »( اكو١٦:٨) يذكر عن أبونا المتنيح ميخائيل إبراهيم أنه كان يصلي دائماً يارب لا تسمح أن أكون سبب عثرة لأحد فليعطنا الله أن نكون خدام له بلا لوم وبلا عثرة لئلا تلام الخدمة بسببنا.
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول

عدد الزيارات 175

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل