من يعمل مشيئة الله

27 أغسطس 2023
Large image

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا أنا لم آتي لذلك إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته وهنا نتكلم في :-
1- حِفظ الوصايا :-
تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً لا تعتبر السيدة العذراء أمي العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها التي المولود منها يُدعى إبن الله المباركة في النساء التي قيل عنها﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا لأنها صنعت إرادة الله لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾( لو 11 : 27 ) طوباها من حبلت بك لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾( لو 11 : 28 ) حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته أي أفراد عائلته المقدسة هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) صرنا أعضاء في جسده شرف لا نستحقه أبداً عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه أخته وأمه هذا ما يعطيني شرف النسب .
2- نسبنا لرب المجد يسوع :-
نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14)عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم لا ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾( يو 1 : 13) هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع نحن أبناء الموعد المبارك جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا قال لهم أريد أن أسمع منكم الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت المفروض أن كل معمد يرث الملكوت لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شريرهل سيشفع فيَّ إسحق ؟ لا بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها إلى هذه الدرجة ؟ نعم لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار لا ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و يقول لا أعرفك كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا حياتنا تحتاج إنتباه منا تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله .
3- التطبيق العملي :-
عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) رغم أنها ليست أمه بالجسد إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و أبداً إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) ربنا يسوع هو أخونا الكبير جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾( رو 8 : 16) صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني صار أبي السماوي هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعةعندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) ولا تشتهي لا تسرق أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر( خر 32 : 4 ) وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصرفي الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخرإله من المادة وإله من الذات والشهوة أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك أنا إلهي المادة وذاتي إلهي سلطاني وأولادي وعملي أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 114

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل