علامات مجئ ربنا يسوع المسيح

03 سبتمبر 2023
Large image

تتعّود الكنيسة ياأحبائى فى ختام سنة قبطية أن تُكلّمنا عن مجىء ربنا يسوع الثانى اليوم هو أخر أحد فى السنة والكنيسة تتعّود فى نهاية السنة وبداية سنة جديدة أن تكلّمنا عن نهاية العالم والكنيسة بتعمل ترتيب وتنظيم لأيام حياتنا لدرجة انها تعمل لنا دورات فى حياتنا لتُذكّرنا بالخلاص ففى كل يوم وكل أسبوع تعمل لنا دورات للخلاص وفى كل مناسبة وكل سنة أيضاً ففى كل يوم نتذكر قيامة ربنا يسوع ونتذكّر موته على الصليب ودفنه والدينونة ومجيئه الثانى ففى اليوم الواحد بنعيش تذكار حياة ربنا يسوع وفى الأسبوع يوم الأربعاء نتذكّر المحاكمة وفى الجمعة نعيش تذكار موته الكنيسة بتتأكد من دخولنا لأعماق الإنجيل من خلال الممارسات البسيطة ففى القداس ربنا يسوع يقدّم لنا نفسه كخبز مكسور وكدم مسفوك وفى نهاية القداس أبونا يرش الماء كتذكار صعود ربنا يسوع فكل أحداث الخلاص الكنيسة بتضعها أمامنا لكى نعيشها حية جديدة الكنيسة تريد أنّ هذا الأسبوع لا يمر إلاّ وأن نتذكّر نهاية العالم ولذلك المزمور يقول " لك السماوات لك أيضاً الأرض المسكونة وملؤها أنت أسستها " إنظروا كم جيل مر وكم سنة مرت فكلمة " سنوك " جمع سنة فيقول له " فمن جيل إلى جيل أنت أسست الأرض "يريد أن يقول له يارب كل شىء يمكن أن يبُاد ولكن أنت تبقى فكم سنة أنت أعطيتها لنا ؟!! فالكنيسة تريدنا أن نستقبل السنة بروح جديدة وبفكر جديد وهذا الفكر هو حقيقة مجىء ربنا يسوع وأن يكون لنا الإحساس أنّ الرب آتٍ وأنّ مجيئه على البواب وأنّه توجد دينونة بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :-
1- حقيقة مجىء ربنا يسوع المسيح:-
لابد أن نؤمن أنّه يوجد مجىء ثان لربنا يسوع0لأنّه كان يوجد مجىء أول وهو مجىء التجسّد وهو تجسّد فى ملء الزمان00والمجىء الثانى هو مجىء الدينونة00الله الذى سيأتى ويظهر فيه ويدين المسكونة بالعدل0ويدين كل واحد كنحو أعماله وربنا يسوع كان يؤكد لنا فى تعاليمه بإستمرار على مجيئه الثانى0وكان يتكلّم عن مجيئه ويقول إنتبه أنت تعيش فى فترة مؤقتّة0وأنا سا آتى ولذلك قال لهم مثل الكرّامين فيريد أن يقول أنا سا آتى أحاسبك0فماذا فعلت فى الكرم الذى أعطيته لك ؟
فبولس الرسول يقول : " وأنتم متوقعون إستعلان مجيئه " فهو يتكلّم وكأّن مجيئة أمام عينيه الأن 0 نحن ننتظر مخلّصاً0فهو جالس ومنتظر ربنا يسوع يأتى فى أى لحظة وبطرس الرسول فى الكاثوليكون اليوم يقول : " منتظرين وطالبين سرعة مجيئة " ، نريده أن يأتى بسرعة وأخر آية فى الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا تقول : " والروح والعروس يقولان تعال " ، فلم يجد آية يختم بها الإنجيل إلاّ " تعال " الكنيسة تؤمن أننا الأن ونحن فى الكنيسة متوقعين مجيئة0والكتاب يقول : " هوذا يأتى على السحاب وتنوح عليه كل قبائل الأرض " فعندما يأتى إبن الإنسان " هل سيجد الإيمان على الأرض " 0فهو يؤكّد أنّه سيأتى00نحن فى فترة إنتظار0وفى فترة توقّع لمجىء ربنا يسوع0فلا ننساها أبداً0 لأنها هى ركيزة تجعلنا نحافظ على حياتنا ونعيش فى البر0فحقيقة أنّه سيأتى ويجازى هى حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس0 " لأنّ الرب نفسه بهُتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً00سنُخطف00فى السحب لملاقاه الرب فى الهواء " ، سيبصروا إبن الإنسان آتٍ على السحاب0فالمفروض أن نتوقع مجيئه0ولكن هو أبتدأ يعطى علامات لمجيئه0لدرجه أنّه عندما كان يكلّم تلاميذه عن المجىء كانوا يمتلأون حيوة0فأعطاهم كلمات فيها شىء من التدقيق وفيها شىء من الوضوح والغموض رب المجد يسوع لا يريد أن يضع تحديد دقيق للمجىء0وأى إنسان يا أحبائى يتكلّم عن المجىء بأوقات مُحددّة إعلموا أنّ هذا ليس من المسيح0رب المجد يسوع نفسه قال " إنّ ملكوت الله لا يأتى بمراقبة " 0فليس لأنّه حدثت مجاعة أو حدثت حروب فإنّه سيأتى0فالملكوت لا يأتى بمراقبة0فهو حب أن يُخفى هذه الساعة لكى تكون حياتنا كلها توقّع لظهوره0حتى لا ألهو وأمرح إلى أن يأتى0فهو قصد أن يكون مجيئة غير معلوم الوقت0لأنّ التحديد سيتنافى مع قصد الله0ويتنافى مع قصد عمل التوبة0وسيكون فيه دعوة للإستهتار والتكاسل والتهاون0والناس ستنغمس فى إرتباطات العالم0
لذلك نحن علينا ألاّ نتزعزع0ولا نأخذ بالتحديدات 0فأنا قرأت كتاب لشخص كان يتكلّم بمنتهى القوة0وبمنتهى الثقة وكان يحدّد المجىء أنّه سنة 94م0وقد مرّت هذه السنة ولم يحدث شىء0ومرة كان التحديد فى سنة 97م 0وواحد قال إن الأصح سنة 2000م ، وسنة 2000 مرّت00فسنجلس نحسب حسابات ونتوه ويضيع منّا الهدف0فالعلامات كلها أمامنا وبتتحقق0فنحن علينا أن نتوقّع إستعلان مجيئة0
فالعلامات لا يوجد فيها شىء جديد علينا0ولقد عاشها الأجيال السابقين0ولكن ممكن أنها بتتضح أكثر0فمن هذه العلامات :0
2- علامات مجيئه:-
أ‌- إضطهاد المؤمنين:-
وهو موجود منذ زمن بعيد0ولا يوجد عصر إلاّ وكانت فيه الكنيسة مُتأّلمة000فمنذ عصر الرسل وكانت الكنيسة مُتألّمة0كما قال لنا ربنا يسوع " ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل إسمى"0
ب‌- قيام مُسحاء كذبة:-
كثيراً ما نسمع عن ناس تتكلّم عن إسم المسيح ويجعلونا نتيه عن المسيح0ما أكثر الطوائف التى تكلّمنى عن المسيح ولا تثبتنّى فى الأسرار0فهم مُسحاء كذبة فالذين يجعلونى أتوه عن المغفرة والتوبة0وإن الخلاص حدث فى لحظة فهم مُسحاء كذبة ويضلونى عن الجهاد0ويقولوا بالإيمان خلُصت00فالطريق السليم هو طريق الذبيحة وطريق الإتحاد بالجسد والدم00وطريق الإتحاد بالقديسين والكنيسة0وهم يوجد بينهم ناس ممكن أن يصنعوا آيات وعجائب0فالكنيسة تعيش فى صراع عنيف ورب المجد يسوع أنذر وبينذر منهم فما أكثر الحروب والإضطرابات والقلاقل فى العالم0فلا يوجد مكان فى العالم مستقر00فالدنيا متقلّبة جداً ويوجد فيها تغيرات سريعة وعنيفة00فكل العلامات موجودة00فتوجد علامات فى الشمس وعلامات فى القمر0وتوجد تغييرات فى طبقات الجو العُليا00وفى الغُلاف الجوى00فى الحقيقة إنّ رب المجد يسوع قد تكلّم عن هذه الأمور كعلامات لمجيئه ومن العلامات التى نحب أن نقف عندها هى :
ج- الإرتداد:-
فهو ليس فقط المقصود به الناس التى تترك المسيح ولكن توجد ناس مع المسيح ولكن ليست مع المسيح0فهم بالشكل مع المسيح ولكن بالجوهر ليسوا مع المسيح فعندما يرتّد إنسان ممكن نبكى ونتألم على شىء كهذا0ولكن يوجد ناس كثيرين فى الكنيسة ولكن تاركين المسيح0فالإرتداد يزيد عندما يعيش الإنسان فى الملاهى بعيداً عن وصية الله00وقد يبدو أنّ الناس فى العصر الحديث قد وجدوا أنّ الحياة مع الله هى من الموضة القديمة التى يجب أن يتحرر منها الإنسان0فالإرتداد هو بالقلب فيوجد أعداد رهيبة من المسيحيين ولكن كم منهم لو وقع فى إختبار فى المحبة0ولبذله0ولعطاه سينجح0فممكن أن نكون موجودين فى الكنيسة ولكن مرتّدين عن المسيح تخيلّوا أنّ الغرب كله وأمريكا عندما يحتفلوا بالأعياد ومناسبة الكريسمس يكون فيها مظاهر للإحتفال عجيبة ويكون فيها أمور كثيرة جداً جداً ولكن تتعجبّوا أنّ فى كل هذا لا يُذكر إسم يسوع0ولا يتذكّروا نعمة ربنا ولا محبة ربنا ولا بذل ربنا وقد حولّوه إلى مناسبة إجتماعية وكأنّه كعيد الثورة تخيلّوا ياأحبائى مشاعر ربنا كيف تكون عندما يكون العيد بإسمه وهو ذكرى لتجسّده ولا يُذكر إسمه0فإحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل ومرتدّ عنّه0إحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل فقط00والعلامة الثانية الخطيرة هى :0
د- تفتُر محبة الكثيرين:-
فكلّما تكثُر الخطايا تبرُد محبتنا لربنا0فعندما يهين واحد أنسان كثيراً0فإنّه تفتُر المحبة بينهم وعندما يشعر الإنسان الذى يهين صديقه أنّ هذا شىء لا يوجد فيه خطأ 0وأنّه شىء عادى فإنّ ذلك يجرح شعور صديقه0فما أكثر الناس التى تخطأ وتشعر أنّ ذلك ليس خطأ0فتتعّود الآثام0ويشربون الإثم كالماء0
فسبب كثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين00فستبرُد المحبة بيننا وبين بعض وستبرُد المحبة بيننا وبين ربنا0
فكل إنسان يفكر فى نفسه0ولذلك نجد تفكك العائلات وبذلك سنعيش فى جيل ليس فيه حنو ولا مراحم 0وذلك بسبب كثرة الإثم فما الذى يجعل الإنسان غير قادر على أن يقف وقفة صلاة ؟!000كثرة الإثم000وما الذى يجعله غير قادر أن يتوب ؟! كثرة الإثم0وذلك لأنّ الخطية هى السائدة عليه0فربنا يريد أن يقول لك إنتبه لئلاّ تكون كثرة الإثم جعلت محبتك تضعف وتكون عايش معه بالشكل فقط0
3- الإستعداد لمجيئه:-
فالعلامات كلها تتحقق0فماذا نحن ننتظر ؟! فلابد أن نستعد الأن0وكأنّه سيأتى الأن فالقديسة سارة تقول : " أننى أضع رجلى على السلّم لأصعد فأتصّور الموت قُدّامى قبل أن أنقل الرجل الثانية " فهى فى كل لحظة بتنظر مجىء الرب وواحد من الأباء يقول أنّه فى كل يوم ينظر للسرير ويقول له أنت ممكن أن تكون كمرقد لى فإن كنت أنت لا تعرف الوقت0فربما المسيح يأتى لىّ الأن0ولذلك يقول لنا : " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ولذلك من الأمور التى تحاول الكنيسة أنّ أولادها يتقنوها هو السهر 0فليس فقط يعيشوها ولكن يتقنوها00فإقضى ساعة وإثنين وثلاثة فى الصلاة00" فى الليالى إرفعوا أيديكم إلى القُدس وباركوا الرب " حولّوا الليل إلى نور وليس إلى ظلام0فالآباء فى برية مصر وصلوا الليل بالنهار0ولم يكن عندهم نوم 0ولم يكن عندهم ظلمة00فكل يوم هو مجىء لربنا يسوع0فأستعد بالتوبة0وأكف عن خطاياى0وأراجع نفسى فربنا ممكن أن يأتى ويجدنى غير مستعد فأهلك0ربنا لا يسمح بذلك0فلا نكون مصممين على الخطية0ونقدّم توبة حقيقية0وأقول له يارب إنت سامحنى00يارب إنت إرحمنى فبولس الرسول فى رسالته لأهل رومية يقول آية جبّارة : " إنها الآن ساعة لنستيقظ "( إنها الآن )0فهذه الآية هى التى غيّرت القديس أوغسطينوس وزلزلت قلبه " قد تناهى الليل وتقارب النهار "00فالظلمة قد إنتهت0فإحذر أن يكون المجتمع قد فرض عليك الشر وأنت مصمم أن تعيش فيه0فلابد أن تكُف عن هذا الشر0فالمجىء ممكن أن يأتى الآن0ونحن كأباء كهنة بإستمرار نسمع عن حالات وفاة ولم تكن هذه الساعة متوقعّة أبداً أبداً00ونقف نقول له يارب لا تأخذنى فى غفلة وأنا ساهى عن نفسى00" لأنّ العمُر المنُقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة " فالكنيسة تعلّمنا أنّ كل يوم هو أخر يوم فى حياتنا0وكل يوم لىّ هو يوم الدينونة بالنسبة لىّ0ولذلك فى صلاة نصف الليل نقول : " هوذا الختن يأتى فى نصف الليل طوبى للعبد الذى تجده مستيقظاً "فهل أنا سأكون سهران00أم سأكون سهران أمام التليفزيون00والوقت يمر منّا0فى حين أنّه وقت كان لكى أكون سهران فيه0فلابد أن أعيش يقظة فى الذهن0ويقظة فى القلب0ويقظة فى الضمير فالشماس تيموثاوس كان متزوج من 15 يوم وكان المسيحيون فى وقتها يصلّون فى البيوت لأنّ الكنائس قد هُدمت0ولأنّ المضطهدين لا يعلمون البيت الذى يصلّون فيه فإبتدأوا يفكّروا بفكرة من الشيطان بأنهم يأخذوا كتب القراءة وعدّة المذبح حتى يمنعوهم من الصلاة0والشماس تيموثاوس كان معه الكتب والأوانى فقبضوا عليه00ورفض أن يعطيهم الكتب والأوانى فعذّبوه ولكن لم يتأثر بذلك0فوجدوا أنّ أفضل وسيلة للتأثير عليه هى أن يأتوا بعروسته و تتزّين وتقول له نحن مازلنا صغار ولابد أن نتمتع بشبابنا0وفعلاً أتت إليه وقالت له ذلك فنظر إليها وإنتهرها وجعلها تفيق بكلمتين منه00فوجدوها هى أيضاً مُصممة على نفس الفعل فعذّبوهم الأثنين0فوجدها تيموثاوس بتغفل من كثرة التعب0فكان يقول لها إصحى لئلاّ يأتى ويجدنا فى غفلة 0ونيام وقد كان من شعارات الكنيسة عندما بسلّم الناس على بعضهم يقولوا " ماران آثا " أى " الرب قريب " الكنيسة ياأحبائى تتوقع مجىء الرب فى كل لحظة0الرب قريب من نفوسنا ومن حياتنا وربما يأتى الآن0فسيأتى الصوت : " يا غبى الذى أعددته لمن يكون اليوم تُاخذ روحك منك " المسيح آتٍ وسيجازى كل واحد بحسب أعماله0فهو سيأتى وسيدين نحن نفوسنا مُشتاقة لمجيئك0نحن نفوسنا كلّت من الخطايا0فالموت هو ربح وربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 85

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل