كيف نحب الآخرين؟ المحبة المحتملة

04 سبتمبر 2023
Large image

المحبة المحتملة هى التى تحتمل التعب من أجل الآخرين، وهي التي تحتمل ضعفات غيرها، وهى أيضاً التي تحمل أثقالهم احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح » غل ٦ : ٢ ) . محبة المسيح :
السيد المسيح أعطانا مثال الإحتمال في المحبة حينما احتمل الآلام من أجلنا، وحينما حمل خطايانا في جسده «أحزانناحملها، وأوجاعنا تحملها » ( اش ٥٣ : ٤ ) قديماً قال موسى لشعب اسرائيل « لا أقدر وحدى أن أحملكم كيف أحمل وحدى ثقلكم وحملكم وخصومتكم.»
( تث ۱ : ۹، ۱۲). لم يستطع موسى أن يحمل وحده هذا الشعب، ولا أن يحمل ثقلهم ولا خطاياهم ولكن السيد المسيح قد حمل خطية العالم كله (يو١ : ۲۹ ، ۱ : ٣٦) ، وهو «حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين (اش ٥٣: ١٢). حمل السيد المسيح وحده خطية العالم ولم يستطع أحد من البشر أن يحمل معه ثقل الخطية التي كفر عنها بذبيحة نفسه على الصليب (عب ٩ : ٢٦ ) عن هذا تنبأ اشعياء النبي فقال «من ذا الآتي من أدوم بثياب حمر من بصره هذا البهى بملابسه قد دست المعصرة وحدى ، ومن الشعوب لم يكن أحد معی» (اش ١:٦٣- ٣) وقد أوضح داود النبى في مزاميره ما احتمله السيد المسيح من تعييرات إذ قال « لأنى من أجلك احتملت العار. غطى الخزى وجهی صرت أجنبياً عند إخوتي ، وغريباً عند بني أمي . لأن غيرة بيتك أكلتنى، وتعييرات معيريك وقعت على » (مز ٦٩ : ٧-٩) والقديس بولس الرسول يدعونا للتأمل فيما إحتمله السيد المسيح «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهينا بالخزى ، فجلس في يمين عرش الله فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه، لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم (عب ۱۲ : ٢-٣) .لقد حمل السيد المسيح الصليب (يو ۱۹ : ۱۷)، وحمل إكليل الشوك (يو ١٩ : ٥)، وحمل خطايانا فى جسده على الخشبة (١بط ٢ : ٢٤ ) ، واحتمل الآلام واحتمل التعيير والعار والخزى والرذل والإحتقار والمقاومة والشتم والإنكار والخيانة والمحاكمة، واحتمل القيود كمذنب حتى أحصى مع أئمة ( اش ٥٣ : ١٢) ، واحتمل أن يجوز معصرة سخط وغضب الله (رؤ ۱۹ : ١٥) واحتمل أن يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عب ٢ : ٩) كل ذلك لمحبته لنا وإطاعته الكاملة للآب السماوى، معطياً إيانا المثل الأعلى في المحبة المحتملة فليتنا ننظر نحو احتماله ونتعلم إن العقل يقف مذهولاً أمام هذه الحقيقة: أن السيد المسيح قد حمل خطايا ملايين البشر، ووقف أمام الآب السماوى - نائباً عن البشرية لكي يأخذ العدل الإلهي حقه بالكامل في ذبيحة الصليب .
محبتنا لإخوتنا :
«المحبة تحتمل كل شيء » ( ۱ کو ۱۳ : ۷ )
هناك مستويان روحيان في الإحتمال : ١ - أن يحتمل الإنسان ضعفات الآخرين - من أجل المحبة ويسامحهم عليها من كل قلبه
٢ - أن يحمل الإنسان خطايا غيره : أي لا يكتفى بأن يحتمل خطايا الغير، بل أن يحملها نيابة عنهم، ناسباً خطايا غيره إلى نفسه - كأنه هو المذنب أو أن تُنسب إليه خطايا غیره.وهو في هذا يحتمل أن يحمل خطايا غيره وهو برىء لكى يدفع جزءاً من ثمن هذه الخطايا، أو أن يدفع ثمنها بالكامل مثلما قيل عن السيد المسيح «نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ، لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه »(۲ کو ٥ ۲۰ - ۲۱) إن الذي يحتمل هو أيضاً الذي يحمل أثقال الآخرين وبالمحبة يحتمل هذا الثقل، وكل أنواع المشقة مثل الأم التي تحمل طفلها فى البطن، ثم تحتمل كثيراً في رضاعته وفي السهر على تربيته، إلى أن يبلغ حد القامة كل ذلك تفعله المحبة، في صبر وفرح وبدون مقابل نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الحادى عشر عام ١٩٨٩

عدد الزيارات 77

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل