كيف نحب الآخرين ؟. المحبة الخادمة

11 سبتمبر 2023
Large image

بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً » ( غل ٥ : ١٣ ) .
المحبة الخادمة : تفرح بالخدمة، وتسرع إليها ، بلا توان أو تقصير. فالخدمة كامنة في طبيعتها وفي أعماق إقتناعاتها .هي تتخطى كل الحواجز والعقبات، ولا تتعلل بأية عقبةمهما كانت صعوبتها . وهى تضع نفسها تحت الكل لكى ترفعهم، لأن الخدمة "الفوقية " التي تتعالى على الآخرين لا تنجح في كسب النفوس ، ولا ترفع أحداً من حضيض ضعفه، بل بالعكس ربما تأتى بنتيجة عكسية، وتزيد المخدومين إنحداراً إلى اسفل. هذا قال السيد المسيح «من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً . ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً. كما أن إبن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين » مت ٢٦:٢٠ -٣٨
المحبة الخادمة : لا تسعى وراء الألقاب ولا الوظائف الرسمية، بل تعمل بفرح فى الحدود اللائقة برتبتها دون جسارة.ولكنها تستطيع أن تعمل الكثير حتى من خلال أبسط الأمور التي لا يكترث لها المنقادون إلى الأمور العالية . للأسف فإن بعض الخدام يكون لهم أسماء لامعة في مجال خدمة الكنيسة، ولكنهم ينفرون من الأعمال البسيطة التي لا تحيط بها مظاهر العظمة والتوقير. فقد يتهربون من أداء أية خدمة بسيطة في المنزل لمساعدة أهل البيت مثل الوالدين ويصير الخادم العملاق ذو الصيت الذائع أبعد ما يكون عن روح الخدمة الحقيقية في حياته الخاصة والعائلية بل ربما يصير عشرة لمن يعرفون عنه هذا المسلك . المحبة الخادمة : تهرب من المناصب - كلما وجدت الفرصة لذلك. وتجد مسرتها فى أن تخدم في الخفاء، لأن دافعها هو الحب للآخرين .
المحبة الخادمة : لا يهدأ لها بال حتى تتمم عملها بصورة مرضية، وتطمئن على مصير من تحبهم .. مثل الأب الكاهن الذى يسهر على نفوس مخدوميه، وهو يردد قول المزمور «لا أعطى لعيني نوماً، ولا لأجفاني تماماً، ولا راحة لصدغى، إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب » (مز ۱۳۲ : ٤، ٥) . فهو يبحث عن موضع للرب في قلب كل إنسان، ويهتم بكل أحد ليخلصه . المحبة الخادمة : تهتم جداً بأن تكون أمينة في القليل الذي بين يديها، لأن الأمين فى القليل أمين أيضاً في الكثير» (لوا١ : ١٠) . لهذا فهى لا تسعى إلى مزيد من المسئوليات حتى تكمل العمل المطلوب منها بأمانة .
كيف نتدرب على المحبة الخادمة ؟
1 - فلنبداً بأبسط الأمور لأن الذي يحمل حقيبة لإنسان مسافر قد أصابه التعب، يستطيع أن يحمل أثقال الغير في رحلتهم نحو الأبدية والذي لا يحتمل أن يترك إنساناً عطشاناً في موضع قفر، بل يسرع لنجدته لن يحتمل أن ينظر حالة العطش الروحي الرهيبة الموجودة في العالم، بل يتحرك بقوة ليعمل من أجل إنتشار ملكوت الله والذي يعرف قيمة النفس البشرية الواحدة في شخص زميل أو صديق أتاحت له الظروف الفرصة لخدمته روحياً ، سوف يعرف قيمة كل نفس في الرعية إذا اختارته العناية الإلهية لرعاية الآلاف من أنفس شعب المسيح وفى كل ذلك نرى أن الخدمة ليست وظيفة ولكنها أسلوب حياة .
٢- لندرب أنفسنا على الإسراع إلى خدمة الآخرين لكي نأخذ بركة هذه الخدمة فلا نضيع الفرصة المتاحة لنا، وذلك لأن الفرصة التي تفوتنا قد لا تتكرر مرة أخرى .
٣- ولتدرب أنفسنا أن لا نطلب خدمة الآخرين لنا بقدر ما تخدمهم نحن أى أن يضع الإنسان في قلبه أن لا يكون في موضع الذي يتكى بل الذى يخدم وأن لا يكون هو في موقف الذي يأخذ بل الذى يعطى متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » (أع ٢٠: ٣٥) .
٤- ولندرب أنفسنا أن تتعب لكي يرتاح الآخرون وحينئذ سوف نجد راحة لأنفسنا فى الرب، كما أننا سوف نجد لأنفسنا بعد التعب - موضعاً في كل قلب ترتاح فيه .
إذا تقدمنا لكى ننال شرف الخدمة فلنتذكر أن الخدمة هي طريق الصليب، وهى أيضاً طريق المجد، كقول الرب « إن كان أحد يخدمني فليتبعني. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي . وإن كان أحد يخدمتى يكرمه الآب » (يو ١٢ : ٢٦) .
أنواع من المحبة الخادمة : هناك خدمة الصلاة ، وخدمة التسبيح، وخدمة الكلمة والتعليم، وخدمة الأسرار وخدمة الرعاية والإفتقاد، وخدمة الفقراء والمحتاجين، وخدمة المرضى، وخدمة المجتمع أنواع كثيرة من الخدمة نقدمها لله وللناس، ولكن المحبة هي القوة الدافعة لها جميعاً وحينما نخدم فإننا نشترك مع المسيح الذي جاء ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. كما أننا نشترك مع الملائكة خدام العرش الذين يسبحون الرب بغير فتور ومع الملائكة المرسلة للخدمة «أليس جميعهم أزواجاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب ١: ١٤ ).
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام١٩٨٩

عدد الزيارات 82

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل