دور الأغنسطس في الكنيسة

12 سبتمبر 2023
Large image

كلمة «الأغنسطس » تترجم دائماً «قارىء»، والكلمة منشقة أصلاً من «أنا غنوسما » أي «فصل من الكتاب المقدس »، لأن الأغنسطس هو « قارىء » أو بالحرى دارس» وبالأكثر «معلم» للكتاب المقدس، حسب نص الطقس الكنسى الخاص بسيامته. هي رتبة جليلة وخطيرة إذن ، تتعلق بشرح الكتاب المقدس للناس ، والانذار والتعليم . لهذا تعلمنا من قداسة البابا شنوده الثالث ، أن لا تعطيها إلا للشباب الكبار الذين يعدون لخدمة التربية الكنسية ، أو يخدمون فيها فعلاً . لذلك فمع أن الكثيرين يطلبون هذه الدرجة البركة ، لكن الأساس الذي يجب أن يعرفوه ، أن هذه الدرجة تقوم بالخدمات التالية في الكنيسة :
١ - خدمة التسبيح ....
٢- خدمة الذبيحة .
٣- خدمة التعليم ....
وحسب سن الشخص المتقدم لنوال هذه الدرجة، وحسب قامته الروحية، يقوم بالتدرب على خدمة الكتاب المقدس، وتقديم التعليم المناسب للأعمار التي تناسبه ، فالصغار المبتدئون منهم يخدمون الأطفال في فصول التربية الكنسية، والكبار يخدمون الشباب أو الشعب .ولعله من المناسب أو المهم أن تلاحظ كيف تخصص كنيستنا المقدسة درجة خاصة ، وتمنحها لأعداد كبيرة مدربة ، بهدف واحد هو نشر التعليم الكنسى ودراسة الكتاب المقدس بين الشعب بفئاته المختلفة . فكنيستنا تهتم جداً بالتعليم، إذ تلاحظ قول الرب في الكتاب المقدس: «هلك شعبي من عدم المعرفة ( هو ٤ : ٦). كما أن كنيستنا كتابية وانجيلية حتى الأعماق ، فها نحن نرى كيف تقدم لنا هذه الدرجة الإنجيلية الخاصة، وكيف تضع البشارة فوق المذبح ، وفوق الرؤوس، وتقبلها الشفاه، وتنحنى لها الجباه، ويرفع قداسة البابا تاجه إكراماً لصوت الرب وكلمات المسيح، ونخصص للإنجيل أوشية خاصة، ونقف خاشعين لسماعه، وتضيء الأنوار على حامل الأيقونات وفى شمعتين حول القطمارس، إعلاناً أن الإنجيل هو النور الذي يرشد الحائرين في الظلمة .
طقس سيامة الأغنسطس : بعد أن يتأكد الأب الأسقف من تزكية الآباء الكهنة للمتقدمين لنوال هذه الدرجة ، يصلى الصلاة الربانية وصلاة الشكر، ثم يقوم بقص شعر رأس المتقدم - على مثال الصليب في خمسة مواضع إعلاناً أنه قد نذر قلبه للرب ، ونزع فكر العالم من ذهنه ، ليضع بدلاً منه فكر المسيح والإنجيل.ثم يعطيه الأب الأسقف إسماً كتابياً أو كنسياً، حبذا لو كان إسم شفيع المتقدم ، علامة بداية الحياة جديدة في الكنيسة والخدمة ، ويتلو الأب الأسقف على رأسه الرشومات الثلاثة، للثالوث القدوس ، طالباً بركة الرب للمتقدم. ثم يصلى الأب الأسقف أربع قطع جميلة ، لكل منها محور خاص ، وهدف محدد :
1 - «أيها السيد الرب... أقبل إليك عبدك ( فلاناً ) أغنسطساً في بيعتك، فهمه حقوقك ، وهب له مخافة عبوديتك ، واجعله مستحقاً أن يلمس الأوانى، ويكون أغنسطساً مكرماً أمامك » .
2- املأه من كل حكمة ، ومن كل فهم، ليتلو أقوالك الإلهية والأغنسطسية.
واحفظه في عبادتك بغير لوم ... » .
3- ... أظهر وجهك على عبدك ( فلان ) القائم أمامك، الذي قدموه لينذر بأقوالك المقدسة، التي لعهدى العتيقة والحديثة ( أى العهدين القديم والجديد)، ويكرز بأوامرك لشعبك، ويعلمهم كلامك الطاهر، الذي من جهته خلاص أنفسهم ونجاتهم ... » .
٤- امنحه حكمة ، وروح النبوة ، ليتلو أقوالك المقدمة لشعبك، بسيرة بغيرلوم.ثم يوصيه الأب الأسقف قائلاً : يجب عليك أن تتعلم واحداً فواحداً، من فصول الكتب المقدسة أنفاس الله ، التي أؤتمنت عليها كي تعظ بها الشعب . لأن هذا أمر عظيم، يحتاج من ينتصب له أن يكون كالمصباح المضيء على المنارة، لكنى تملأ مسامع سامعيك مما تقرأ عليهم، وتكون أنت غير مجرب .
إذن ، فالأغنسطس في الكنيسة ، يحمل درجة حسنة، كقول الرسول : « الذين تشمسوا حسناً ( أى صاروا شمامة) يقتنون لأنفسهم درجة حسنة ، وثقة كثيرة في الإيمان الذي بالمسيح يسوع (اتي ٣: ۱۳ ) ذلك لأن الأغنسطس :
١ - يلمس الأواني ( أي يخدم الذبيحة والمذبح، ويجفف الأوانى بعد الصلاة من خلال قطعة قماش ، وليس بلمسها مباشرة ) .
2 - يتلو الأقوال الإلهية (في القداس الإلهى وفى البيوت ) .
٣- يعظ بها الشعب (في تواضع وتحت تدبير الآباء ) .
4- تكون له سيرة بغير لوم حتى لا يعثر الخدمة .
رتبة الشماسية جليلة، ودرجة الأغنسطس مكرمة ، فليراجع كل من أخذها نفسه على ما تقدم، لينال بركتها وفاعليتها في حياته، ويساهم من خلالها في خدمة الكنيسة !
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب.
عن مجلة الكرازة العدد الثانى عشر عام ١٩٨٩

عدد الزيارات 100

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل