
كنسيتنا ملتزمة تماماً بروح الإنجيل ولذلك فهى تحتفظ بالرتب الكهنوتية الثلاث : الاسقفية، والقسيسية، والشماسية ونحن نجد نصوصاً إنجيلية كثيرة وهامة، تؤكد هذه الرتب،ودروها في الخدمة الكنسية ، وهذه مجرد أمثلة : -
١- الأسقف
صادقة هي الكلمة، إن ابتغى أحد الأسقفية ، فيشتهي عملاً صالحاً »لاحظ أنه يبتغى الأسقفية أي يقبلها كتكليف إلهى ولكن ما يشتهيه ليس الرتبة ولكن العمل الصالح، وما عمل الأسقفية إلا الصلاة وخدمة الكلمة ، بكل ما تحتاجه الرعاية من ذبائح وجهاد ) « ويجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، بعل امرأة واحدة ( أنسب الموجود في ذلك الوقت حيث ساد تعدد الزوجات وتكرار الزواج والطلاق ...) صاحباً، عاقلاً، محتشماً، مضيفاً للغرباء ، صالحاً للتعليم ...»( ١تى١ ٣-٧) يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، كقول الله، غير معجب بنفسه، ولا غضوباً ... ( تيطس ٧:١-١٠).احترزوا إذن لأنفسكم، ولجميع الرعية، التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه » (أع ٢٠ : ٢٨ ) .
٢ - القس
أرسل (بولس) إلى أفسس واستدعى قوس الكنيسة» (أع١٧:٢٠) لا تهمل الموهبة التي فيك ، المعطاة لك بالنبوة، مع وضع أيدى القسيسية ( اتى ٤ : ١٤ ) [ أنظر النسخة البيروتية ذات الشواهد ] .من أجل هذا تركتك في كريت ،لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة ، وتقيم في كل مدينة قسوساً، كما أوصيتك» ( تيطس ٥:١). «أما القسوس المدبرون حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة » ( اتي١٧:٥)
٣- الشماس
يجب أن يكون الشمامسة ذوى وقار، لا ذوى لسانين لهم سر الإيمان بضمير طاهر إنما هؤلاء أيضاً يختبروا أولاً، ثم يتشمسوا ، إن كانوا بلا لوم » (۱تی ۳ : ۸ - ١٣)
بولس وتيموثاوس إلى جميع القديسين الذين في فيلبي، مع أساقفة وشمامسة » ( في ١ : ١ ) .
دور الشمامسة ومساعديهم:-
۱ - درجة الابذياكون (مساعد الشماس ) :-
درجة كبيرة لها كرامة ومسئولية خطيرة، إذ المساعد الشماس بأن يساعده في مهمتين أساسيتين :-
أ - حفظ نظام وأبواب البيعة .
ب- افتقاد الأرامل والأيتام والمحتاجين.
وهذا طبعاً بجوار الخدمات المتضمنة في الدرجات السابقة وهى:
خدمة التسبيح والذبيحة(الأبسالتس ).
خدمة التعليم والكلمة( الأغنسطس ) .
لهذا يوصيه الأب الأسقف قائلاً ( راشماً جبهته بابهامه، دون وضع يده على مثال الثالوت ) : تكون تابعاً للشماس ، وتساعده في عمل الخدمة، كما هو أيضاً تابع للقسيس تحرس أبواب بيت الله ، وتلمس الأواني المقدسة » .
٢ - درجة الشماس ( الدياكون ) : درجة هامة وكبيرة، يلزمها التكريس والتفرغ الكامل، وفيها وضع يد، وصاحبها يلتزم بضوابط الزواج لدى الآباء الكهنة ، فإن كان متزوجاً لا يتزوج ثانية إذا ترمل، وإلا سقطت عنه الرتبة ، وإن كان غير متزوج يبقى بتولاً .ويوصيه الأب الأسقف قائلاً: «إذ أنت معدود من أولاد استفانوس أول الشهداء، تفتقد شعب الرب، الأرامل والأيتام والمتضايقين، وتعين من تقدر أن تعينه، وتسد فاقتهم، وتكون لهم مثالاً، لكي ينظروا أعمالك الحسنة، ويحسدوا (أى يغبطوا ) طريقك، وتكون تابعاً للأسقف والقسيس ، وتعرفهم بالمتضايقين ليفتقدوهم وتكرم الذين هم أعلى منك » .والشماس الكامل، إذ كان متفرغاً، كان يرتدي زياً خاصاً ، هذا لم يكن غريباً أن يقوم بما يلى :-
۱ - يفتقد الشعب ويهتم باحتياجاتهم .
٢ - يسبح في الهيكل ويخدم الذبيحة .
٣- يتلو معانى الكتب المقدسة على أسماع الشعب.
4- يحمل الكأس الإلهى (أى يساعد الكاهن في توزيع الدم المقدس ) .
ه - هو عين الأسقف ويده بمعنى أنه يزور الشعب في بيوتهم، بمعاونة مساعديه ، ويعرف الأسقف والكاهن بظروف الرعية لیزورهم، ويوصل إليهم محبة ورعاية وتقدمات الآباء الروحية والمادية .
رتبة جليلة نتمنى أن نرى ثمارها فيمن أخذوها ، وأن يختار الرب آخرين ليأخذوا بركتها لحياتهم، ولتثمر خدماتهم في كنيسة الله.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٩