الشمامسة والخدمة الكنسية دور الأرشيدياكون في الكنيسة

26 سبتمبر 2023
Large image

ذكرنا في العدد الماضي أن دور الشماس ومساعديه يتلخص فيما يلى :
۱ - خدمة الذبيحة والتسبيح
۲- خدمة الكلمة والتعليم.
٣-خدمة الافتقاد ورعاية المحتاجين.
فماذا عن دور الأرشيديا كون ؟
إن هذه الطغمة الكبيرة من الشمامسة ومساعديهم، بل إن العمل الكنسى الضخم ، في حاجة إلى «تدبير وتنظيم » ، وهذا هو دور الأرشيدياكون، إذ أنه يقوم بإدارة الخدمة ، وتدبير وتنظيم العمل بين الشمامسة، بل إنه مسئول أمام الأب الأسقف عما يكلفه به من عمل جداول خدمة القداسات في الكنيسة .وهذه الخدمة الإدارية لا تتعارض مع الروحيات ، كما قد يتصور البعض . فنحن نقرأ عن مواهب الروح القدس في الكنيسة الأولى ما يلى : « فوضع الله أناساً في الكنيسة : أولاً رسلاً ، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة » ( ١ كو ۱۲ : ۲۸ ) . وهكذا مع الرسل والمعلمين وصانعي القوات والمعجزات ، تجد «الأعوان» (أى المعاونين، القائمين بالخدمات المساعدة كالطعام والسكن والنظافة .. إلخ)، «والتدابير» (أى المدبرون، ذوى المواهب القيادية والإدارية الذين يديرون الناس وينسقون المهام والوظائف والأعمال المختلفة ) ونحن نذكر كيف اشترط الآباء الرسل فيمن سيخدمون الموائد أن يكون المنتخبون مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس ، وحكمة، فتقيمهم على هذه الحاجة » ( أع ٦ : ٣) . وهكذا كان اسطفانوس « مملوءاً إيماناً وقوة، وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب» (أع ٦ : ٨) ، وكان وجهه «كأنه وجه ملاك » (أع ٦ : ١٥)، وكان دارساً ممتازاً لتاريخ شعب الله القديم واسفار الكتاب المقدس، كما يتضح من خطابه الشامل في أعمال ، وهكذا قدم مع خدمة الموائد خدمة الكلمة، واستحق أن يكون « أول الشماسية وأول الشهداء » .
في طقس السيامة :
يوصى الأب الأسقف رئيس الشمامسة قائلاً في روح الصلاة : « أنت الآن يا ملكنا محب البشر، اقبل سؤالنا نحن الخطاة، وارسل نعمة روح قدسك على عبدك (فلان) الذي دعى الرياسة الشمامسة ، بحكم تركية الذين قدموه في الوسط ... اجعله مستحقاً أن :
١ - يكون رئيس شمامسة على بيعتك المقدسة .. اظهره مثل الواحد من السبعة الخدام الذين أقاموهم الرسل الأطهار، اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء ٢ - يمسك كأس الدم المكرم الذي للحمل الذي بلا عيب ، الذي لابنك الوحيد
٣- يخدم الأيتام، ويساعد الأرامل ، و يهتم بالمتعبدين ، ويعلم الجهال، ويبكت غير المتأدبين، وينتهر المخالفين، ويرد الضالين ٤- وينظم الإكليروس (أى يرتب
جداول الخدمة ) .
ه - ويخدم الغرباء، ويأمر بما ينبغي، و يكون مثالاً لجميع الكنيسة» . وهكذا تحدد الكنيسة خدمات ومهام الأرشيدياكون الخمسة بنص طقس سيامتهم .
مثلث الرعاية :
مما تقدم يتضح أن الرعاية في الكنيسة تقوم على ثلاث ركائز هی :
١- الأسقف
٢- القس
٣- الشماسة
و معروف تاريخياً أن الأب الأسقف كان يقسم كل منطقة رعوية (تخدمها كنيسة) إلى مساحات معقولة الحجم، يختص ابذياكون بكل مربع صغير، وكل سبعة مربعات يخدمها أبذياكونيين، يرأسهم شماس، وكل سبعة مناطق برأسها أرشذيا كون وهكذا كانت الرعاية تسير في اتجاهين متكاملين، من الأب الأسقف إلى الآباء الكهنة، إلى الشمامة ، إلى الشعب ، يقدمون خدمة الكلمة والافتقاد والرعاية الشاملة ثم من الشعب إلى الشمامسة إلى الآباء الكهنة إلى الأب الأسقف، إذ يتعرفون على الاحتياجات التي تخص كل اسرة وكل نفس، سواء احتياجات الروح أو النفس أو الجسد فيقوم بها الإكليروس بانتظام، ويحسون بأي مشكلة وهي في بدايتها . من هنا جاءت الكلمة «الشماس عين الأسقف ويده»، بمعنى أنه یری الاحتياجات ويبلغ بها الإكليروس فيقدمون له الحلول ويوصلها للشعب وهكذا كانت الرعاية منظمة وشاملة : لكل اسرة ، ولكل نفس ، في كل مكان، وفى كل زمان .. وذلك حتى لا يفقد أحد» اش ٤٠ : ٢٦) فليبارك الرب كل الجهود ، ليمتلىء بيت الله بأولاده، وليتعرف الكل على سر الخلاص المذخر لنا في الرب يسوع ماذا عن دور الشماسة (المرأة) ... هذا حديثنا القادم إن شاء الله .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد الرابع عشر عام ١٩٨٩

عدد الزيارات 459

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل