إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر توت ( مر ١ : ٢٩ - ٣٤ )

30 سبتمبر 2023
Large image

ولَما خرجوا مِنَ المَجْمَعِ جاءوا للوقتِ إِلَى بَيتِ سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا، وكانت حمـاة سمعان مُضطَحِعَةً مَحمومَةً ، فللوقت أخبروه عنها فتَقَدَّمَ وأَقامَها ماسكا بيدها، فتركتها الحمـى حــالاً وصارت تخدِمُهُمْ. ولَما صار المساءُ، إِذ غَرَبَتِ الشَّمس، قدموا إليهِ َجميعَ السُّقَماءِ والمَجانين. وكانت المدينة كُلُّها مُجتَمِعَةً عَلَى الباب. فشَفَى كثيرين كانوا مَرْضَى بأمراض مُختَلِفَةٍ، وأخرج شياطين كثيرةً، ولم يَدَع الشَّياطين يتكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفوهُن.
فصل إنجيل شفاء حماة سمعان بحسب إنجيل القديس مرقس الرسول - يذكر أن الرب تقدم وأقامها ماسكا بيدها، فالقديس مرقس الرسول في إنجيله يظهر عمل الخلاص في التلامس مع شخص المسيح وهذا يظهره مارمرقس في معظم آيات الشفاء حتى أنه يقول: إن جميع الذين لمسوه برئوا ووقع عليه ليلمسه كل من فيه داء، والمرأة نازفة الدم لمست هدب ثوبه فقط و حين قدموا إليه الأعقد الأصم (مر ٧) وضع يديه في أذنيه وتفل ولمس لســــانه وقال له: "إفثا أي انفتح". فقوة الخلاص بحسب بشارة مارمرقس كائنة لنا التلامس مع شخص الرب يسوع. أمسك بيدها ليتني في كل حين أتحسس بالإيمان يمين الرب التي تمسك بيدي وأقول: "أمسكت بيدي اليمين"، وأقول مع المرنم يمين الرب رفعتنـى يمين الرب صنعت القوة وأدرك وعد الرب بفم إشعياء القائل: "أنا هو الممسك بيمينك" ذراع المسيح قوية أليست هي التـي شــقت البحـــر الأحمر وصنعت طريقا للمفديين هو يمسكني بيمينه فأشعر في الحال بقوة ذراعه تنتشلني من فراش مرضي هـذه اليد التي قبلت المسمار من أجل خلاصي. تمتد إليَّ لترفعني من مذلة خطيتي لما مدها لعروس النشيد ولاحظت أثر المسمار أنت أحشاؤها بالوجع والحب وتحركت نحــــو الذي أحبها إلى المنتهى تطلبه حتى تجده. يمين الرب يسوع ممتدة مبسوطة بسطت يدي طول النهار"يطلب أن نقبل إليه إنه ينادي "تعالوا إليّ وأنـــا أريحكم".هو يمسكني لكي لا أعثر ويمسكني لكي يسندني لأنـى بدونه ضعيف وساقط لما ابتدأ القديس بطرس يغرق وصـرخ نحــو الــرب الواقف أمامه قائلاً : "يارب نجني" مد المسيح يده وانتشله قائلا: "لماذا شككت يا قليل الإيمان"مد يده وأقامها يمين المسيح يمين القيامة ليس من مرض وحمى بل من الموت حين يمد يده ماسكًا أياي أشعر بروح القيامة يسري في كياني. هي ذات اليــــد قدمها لتوما مؤخراً قائلاً: "هات" يدك وضعها في أثـر المسمار وحين تلامس معها توما الرسول صرخ قائلاً: "ربي وإلهي" ففي يد المسيح تستعلن القيامة ويتشدد الإيمان ويتقوى رجاء الإنسان.أما من يتأمل يد المسيح الماسكة بالسبعة كواكب الذين هم ملائكة السبع الكنائس فيدرك يد ضابط الكل الذي بيده مقاليد الأمور ومصائر الأشياء. وهو مدبر كنيسته لأنـه أسقف نفوسنا وراعينا الصالح ونحن شعبه وغنم رعيته. ثم يذكر القديس مرقس أن المدينة كلها كانت مجتمعة على الباب إذ أدركت الجموع ينبوع النعم والشفاء لجميع السقماء تقاطرت وازدحمت حول المخلص يطلبون أن يلمسوه وينالوا البرء من أمراضهم وكان يسوع كلما يرى الجمع يتحنن عليهم إذ كانوا منطرحين كغنم لا راعي لها. ولكن المؤسف أنهم كعادة اليهود طلبوه فقط من أجل حاجات الجسد!!.
أليسوا هم الذين أكلوا المن طعام الملائكة ولكنهم أكلوه جسديًا فماتوا !.
لا يُدرك المسيح إلا إذا أردنا أن نحيا به، ولا يُطلـب المسيح من أجل خيراته التي يمنحها لنا بغنى ولكن يُطلب لأجل ذاته.لا تطلب عطايا المسيح بل اخرج اطلب المسيح نفسه. ولا تقنع حتى بالخيرات الروحية التي يعطيها لك، بل تمسك به لكي تأخذه لك وتقول مع عروس النشيد: "حبيب لي وأنا له".
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد

عدد الزيارات 88

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل