الأحد الثالث من شهر توت

01 أكتوبر 2023
Large image

تتضمن الحث على التوبة مرتبة على قوله تعالى لزكا أسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك ( لو ١٩: ١-١٠ )
قد سمعتم فصل اليوم يقول عن زكا رئيس العشارين. إنه طلب أن يرى يسوع ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة فركض متقدماً وصعد إلى جميزة لكى يراه لأنه كان مزمعاً أن يمر من هناك. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرأه وقال له: يا زكا اسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك" فأسرع ونزل وقبله فرحاً. وبسبب ان وظيفة التعشير كانت مرذولة في ذلك الوقت وكان جباتها يعتبرون لصوصاً في أعين الشعب. لذلك تذمر الحاضرون ونددوا على السيد قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ ولاحظ ذلك زكا ووقف قائلاً: "هل أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" فقال له يسوع: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت علمتم من هذ أيها الأحباء أن طبيب الأرواح والأجسام حاضر وأنه في كل زمان ومكان قادر أن يشفى أمراضنا فكيف لا نقبل اليه فرحين مسرورين؟ وإذا كان ذوو الأمراض والعاهات يتركون المنازل والخلان والأهل والأوطان والأسباب والمكاسب والزراعات ويتبعون المسيح حيث كان فما بالنا نستصعب المضى إلى مجامع المؤمنين. وإذ كان أحد من الناس يتألم عضو من أعضائه. فانك تراه يلازم محل عيادة الأطباء ويبالغ فى الحمية واستعمال الأدوية حتى يعود ذلك العضو صحيحا كما كان. فكيف نهمل نحن العناية بالنفس ولعلها تكون في غالب الأوقات عليلة بضروب الأسقام ونحن لا ننظر اليها، وإذا كان الذين يشاهدون الحبوس والسجون ومراكز الولايات ينظرون إلى قوم مغلولين بالسلاسل وآخرين بالقيود وآخرين مكبلين بالخشب، وآخرين يضربون بالسياط وآخرين يعلقون وآخرين يشتمون ويهانون وغير ذلك، فيخافون الله ويحذرون الاعمال الموجبة لمضيهم إلى هناك طول عمرهم وإن كان العقاب زمنياً. فكيف لا نرهب نحن من مجلس القضاء المقبل واجتماع الأمم وجلوس الديان للمحاكمة وهول العذاب والتهاب الجحيم والخلود مع الشياطين. وإذا كان سيدنا له المجد قد بذل ذاته عنا. ومزق كتاب رقنا وغسل ادناس خطايانا. واعتنى بمداواة أمراضنا. فكيف نوجد لأوامره مخالفين؟ وإذا كان أحدنا يخطئ مرة واحدة لمن أحسن اليه فيعد شريراً وغادراً. فكيف نوجد نحن مخالفين دائماً لأوامر إلهنا وغافلين عن عميم إحسان ربنا وماذا نستحق من العذاب والعقوبة يوم الحساب ؟
فسبيلنا إذن أن تحذو حذو زكا. ونصعد إلى جميزة التأملات والصلوات الحارة فنشاهد جمال الفضيلة فنقتنيها. ونتمتع بمحاسن التوبة فنفوز بنعمة الخلاص. ونستحق سماع صوت فادينا يقول لنا. "اليوم" حصل خلاص لهذا البيت". له المجد إلى دهر الدهور كلها آمين
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 100

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل