كيف نحب الآخرين ؟ الثقة في المحبة

02 أكتوبر 2023
Large image

" المحبة لا تظن السوء " ( ١كو ١٣ : ٥ ) .
المحبة تعطى نوعاً من الثقة دائما الإنسان يثق فيمن يحب يثق في أمانته، في اخلاصه في صدقه وصراحته معه لهذا فالمحبة لا تظن السوء، وهى ترى الجانب النير من الأمور، وتفترض حسن النية في الآخرين. ولا تحكم على أحد ممن تحب، دون أن تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه لهذا فالعتاب هو سياج لحماية الثقة التي للمحبة العتاب يحمى المحبة من ظنون السوء . ولكن العتاب يحسن أن يستخدم فقط عند الضرورة، وليس في كل الأمور كبيرها وصغيرها، لئلا ينطبق عليك قول الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لن تلقى الذى لا تعاتبه فكن واحداً أوصل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة وبجانبه إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه ؟
كيف نصون الثقة التي للمحبة :
۱ - رؤية الجانب النير : الحقيقة غالباً يكون لها في تقديرنا وجهان وجه مضىء ووجه مظلم فلا ينبغي أن نلتفت كثيراً إلى الجانب المظلم، بل للتركيز على الجانب المضيء حتى يتأكد العكس مثال ذلك : إذا قابلك شخص بوجه متجهم غير بشوش ، وشعرت أنه لم يحسن استقبالك فريما نظن أن هناك سوء تفاهم بينك وبينه ، أو أنه لم يعد يحبك مثل الأول ومن جانب آخر قد تعلل ذلك بأنه حزين أو مهموم بسبب ظروف صعبة يمر بها في حياته، أو أنه مريض أو متوعك أو مثقل ببعض الأمور المتعبة أو ببعض المشاكل التي يبحث لها عن حل فالجانب النير هنا ، هو افتراض أن ما حدث هو بسبب ظروف عابرة لا تخصك، وأنه لا يوجد شيء يعكر صفو العلاقة بينكما ومن الممكن الإنتظار لملاحظة ما يحدث في المستقبل، فإذا تكرر الوضع فمن الممكن الإستفسار عن سبب التعب البادي على الوجه وفى مرحلة تالية يأتي العتاب إن لزم الأمر.عموماً يلزمنا أن ندرب أنفسنا أن نبحث عن الجانب النير قبل أن نتأثر ونقتنع بالجانب الآخر، وهذا يقودنا إلى مبدأ آخر، وهو أن لا تحكم على إنسان دون أن نناقشه ونعطيه فرصة للدفاع عن نفسه .
٢ - عدم التسرع في الحكم بدون فحص :
"هذا المبدأ ذكره القديس نيقوديموس، كعضو في مجمع السنهدريم أثناء الجلسات التحضيرية لمحاكمة السيد المسيح إذ قال ألعل ناموسنا يدين إنساناً لم يسمع منه. أولاً ويعرف ماذا فعل"(يو ٧: ٥١) وقد أكد السيد المسيح هذا المعنى حينما أوصى في عظته على الجبل لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون . وبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم » (مت ۱:۷) إذا كنا نحب أن يحكم الناس علينا في ضمائرهم أو بأقوالهم، دون أن يعرفوا قصدنا الحقيقي ودوافعنا ، فيلزمنا نحن أن لا نحكم على الناس، دون أن تسألهم وتفهم دوافعهم الحقيقية يلزمنا أن نفترض حسن النية عند الآخرين، إلى أن يثبت عكس ذلك، لأن هناك مبدأ قضائياً أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته فلا أقل من أن يكون ميزاننا في الحكم مثل ميزان القوانين الوضعية فى العالم، من حيث درجة عدالتها من الممكن إذا تسرعنا فى الحكم، ولم نفترض حسن النية، أن نخسر محبة الكثيرين، وتنهار علاقتنا بهم بدون سبب معقول أو مقبول فلنطلب من الرب بلجاجة أن يحفظ لمحبتنا بساطتها حتى لا تظن السوء ، ولقلوبنا نقاوتها لكي تثبت في المحبة.
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩

عدد الزيارات 82

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل