الكلمة صار جسد

05 ديسمبر 2023
Large image

التجسد الإلهى
لاهوتيا – روحياً كنسياً عصرياً
إذا زار أحد العظماء إنسانا فقيراً ودخل بيته وجلس معه اعتبر هذا شرفاً كبيراً وتقديرا عظيما للرجل المسكين ! كم يكون الأمر متناهيا في الحب والعطف إذا كان هذا الفقير قد أخطأ في حق الرجل العظيم من ذي قبل ونحن الآن أمام قضية تفوق هذا الموقف تقديراً وأهمية . فأدم قد أخطأ في حق الله وخالف وصيته وصار الموت عاقبة العصيان ، إذ يقول الرسول بولس " من أجل ذلك كإنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت ، وهكذا اجتاز الموت جميع الناس إذ أخطأ الجميع " (روميه ٥ : ١٢ ) ولقد لعنت الأرض كما جاء في الإصحاح الثالث من سفر التكوين ، وصار الإنسان شقيا ، بعرق وجهه يأكل الخبز ، وإلى الأرض التي أخذ منها يعود لأنه تراب وإلى تــــراب يعود فإذا كان الله في العهد القديم يعطى لشعبه الناموس والوصايا ويرسل لهم الأنبياء ويظهر ويتخاطب الرب مع مختاريه : مرة فى شكل ثلاثة ملائكة ، ومرة في شكل ملاك ، ومرة فى شكل لهيب فى عليقة ، إلا أنه بعدما كلم آباءنا قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة في إبنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذي به أيضاً عمل العالمين ( عب ۱: ۱ - ۲ ) فالله في العهد الجديد لا يعط ناموسا ولا يقدم وصية ، ولكنه يقدم نفسه إنساناً مثلنا فى كل شئ فيما عدا الخطية وحدها وفي تذاكية الاثنين من التسبحة تعلمنا الكنيسة قائلة: آدم فيما هو حزين القلب سر الرب أن يرده إلى رئاسته ، أشرق جسدياً متجسداً من العذراء بغير ذرع بشرى حتى خلصنا.يسوع المسيح الكلمة الذى تجسد وحل فينا ورأينا مجده مثل مجد ابن وحيد لأبيه قد سر أن يخلصنا : أشرق جسدياً الكائن الذى كان الذى أتى وأيضاً يأتى ، يسوع المسيح الكلمة الذى تجسد بغیر تغيير وصار إنسان كاملا ، لم يمتزج ولم يختلط ولم يفترق بأى شئ من الأنواع من بعد الاتحاد ، بل طبيعة واحدة وأقنوم واحد وش خص واحد الله الكلمة أشرق جسديا السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء التي ولد فيها المسيح آدم الثاني ، لكي يرد آدم الإنسان الأول الذى من التراب إلى الفردوس ، ويحل حكم الموت إذ قال يا آدم إنك من التراب وإلى التراب تعود، لأنه حيث كثرت الخطية فهناك تزايدت نعمة المسيح أشرق متجسداً كل الأنفس تفرح وترتل مع الملائكة مسبحين الملك المسيح ، صارخين قائلين المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة، لأنه نقض الحاجز المتوسط وقتل العداوة بالكمال ، ومزق كتاب يد العبودية الذى لآدم وحواء وحررهما . الذي ولد لنا في مدينة داود كقول الملاك ، مخلصنا يسوع أشرق متجسداً .نور هو الله وكائن في النور ، وملائكته نورانيون يسبحون له ، النور أشرق من مريم ، واليصابات ولدت السابق ، الروح القدس أيقظ داود قائلا : قم رتل لان النور قد أشرق ، فقام داود المرتل القديس وأخذ قيثارته الروحية ، ومضى إلى الكنيسة بيت الملائكة وسبح ورتل للثالوث المقدوس قائلا : بنورك يارب نعاين النور ، فلتأت رحمتك للذين يعرفونك ، أيها النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت إلى العالم ، أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر وكل الخليقة تتهلل بمجيئك ، خلصت آدم من الغواية وعتقت حواء من طلقات الموت، أعطيتنا روح البنوة نسبحك ونباركك مع الملائكة : أشرق متجسدا من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا . ولنا أن نتأمل في هذه الحقائق اللاهوتية المجيدة فى إطار ذكر مقاصد الله وفاعلية التجسد في الإنسان والكنيسة والمادة .
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن كتاب التجسد الإلهى لاهوتيا .روحيا.كنسيا. طقسيا

عدد الزيارات 76

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل