التجسد ومقاصد الله

12 ديسمبر 2023
Large image

،تقول التسبحة إفرح وتهلل يا جنس البشر لأن هكذا أحب الله العالم ، حتى أسلم إبنه الحبيب عن المؤمنين به ليحبوا إلى الابد لانه تنازل بتحننه وأرسل لنا ذراعه العالى .. وأشرق متجسداً.فالتجسد الإلهى مرتبط ارتباطاً شديداً بمحبة الآب السماوي ولقد أعلن لنا الرسول بولس عن العطش الشديد الذي ملأ قلب الآب حباً حتى بذل إبنه الحبيب ليكون إنساناً وفاديا ومخلصاً لآدم وبنيه ، ففى رسالته إلى أهل أفس يقول . إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التى قصدها في نفسه لتدبير ملء الازمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض ... وإذ يوضح أن هذه المدينة كانت من سابق الدهور يقول أيضاً . كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته ( أفس ١ : ٤ - ١٠ ) ..يالعظم هذه المشيئة التي إمتلات حباً !! هذه التي جعلت بعض آباء الكنيسة يقولون أن العالم لم يخلق إلا بغية أن يصبح كنيسة . وأن قصد الآب من تجد إبنه لم ينحصر في فداء آدم و بنيه فحسب، ولكن حبه إمتد لكي يشرك الإنسان في الحياة الإلهية حياة الثالوث القدوس الفائق الغنى فلذة الله هي في بني البشر، ومحبة الله للإنسان تفوق كل تصور، وتجسد ابن الله وصار إنساناً ، لاعظم برهان على محبة الله لنا ، وأصدق دليل على تدبيرات الله المقدسة الأزلية لأجل إعلان حبه للإنسان المخلوق على صورته كشبهه وإذا كان الصليب يكشف لنا عن الحب الشديد الذي يمتلئ. به قلب الرب يسوع المسيح ، فإن سر التجسد يعلن لنا أيضاً الحب العجيب الذى يمتلىء به قلب الآب السماوي الذي ارتضى أن يتجسد إبنه في أحشاء عذراء بتول اسمها مريم .الا تؤسر قلوبنا محبة الآب الغامرة فتجعلنا نتجه إليه بالشكر والتسبيح ونتقدم إليه بذبيحة حياتنا وتكريس إرادتنا وحبنا لشخصه المبارك ؟!
ياليت عيوننا الشاخصة إلى الناصرة ، حيث العذراء الوديعة مندوبة البشريه في تقبل بشرى الخلاص ترتفع إلى فوق حيث ينحدر حب الله الآب مشرقاً على البشرية الجالسة في ظلال الموت طالبين منه بإخلاص أن نتحد به كما اتحد بنا وأن يعطينا ماله كما أخذ ما لنا ... إن الحركة الإلهية الهابطة من السماء تستوجب صدى طبيعي وهو حركة التكريس القلبي نحو الآب السماوي واتجاه الإنسان إليه بكل قدرته وفكره ومشاعره .إن التجسد الإلهى يكشف لنا شيئا عن طبيعة الله إنه يتعالى ويتنازل ، دون أن يكون تعاليه بعداً ، وتنازله إضمحلالا كما يقول أحد الآباء المعاصرين .

إن المسيحيين يؤمنون أن تجسد الله لم يحدث في جوهره المقدس حدثا أو تغييرا في زمان ومكان معينين ، إن المسيحيين لا يخشون على الله أن يتغير فيها لو تجسد، لان الذي يؤمن أن الله خلق الإنسان من طين من بقعة محدودة وفي زمان محدود ، يؤمن ايضا أن تجسد الله في زمان معين وفى حيز محدود لا يجعله محدودا ولا يحدث فيه حدثا ولا تغييرا لأنه قادر على كل شيء ولا يعسر عليه أمر لأن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله هوذا الرب خرج منك أيتها المباركة الكاملة ليخلص العالم الذي خلقه حسب كثرة رأفته ومحبته لنسبحه و نمجده و نزيده علوا كصالح ومحب للبشر .. ارحمنا كعظم رحمتك
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن كتاب التجسد الإلهى لاهوتيا .روحيا.كنسيا. طقسيا

عدد الزيارات 96

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل