التجسد والكنيسة

26 ديسمبر 2023
Large image

لو لم يتجسد المسيح ما كان الكنيسة وجود .. اليست الكنيسة هي جسده ، إن الرب يسوع أرسل الروح القدس المعزى لكى يعمل في الكنيسة بعد صعوده ، حتى يتم ما عمله أثناء وجوده بالجسد إن كان الرب يسوع قد شفي المرضى وأمر بالعماد وأعطى الجسد والدم الأقدسين فإن الكنيسة تمارس أعماله المجيدة في وسائط النعمة وإن كان يسوع قد تألم مجرباً فإن الكنيسة تكمل نقائص شدائده في أبنائها الشاهدين الحق عبر كل العصور والأجيال إن عقيدة التجسد تشرح لنا رسالة الكنيسة ودورها في
التاريخ إن الكنيسة - من خلال التجسد - ليست مؤسسة اجتماعية ولا تنظيما طائفياً ولا رباطاً عاطفياً وإنما هي وعاء الايمان إنها ثلاثة أكيال من دقيق بها خميرة الخلاص الحية الفعالة وكل فهم للكنيسة على المستوى الاجتماعي البحث أو على الصعيد الطائفي القومى يفسد معناها الحي الذي قصده الرب بتجسده الطاهر إن الكنيسة هي جسد المسيح السرى ، فكل إبن من أبنائها يستمد من الرأس حياته وكيانه ومواهبه ورسالته ، فلا كيان لجماعة عند المسيح يسوع مهما إدعت إنها مسيحية نشطة إن لم يكن الحق محور ارتكازها ، وعمل النعمة وفعل الخلاص حجر زاويتها إن الكنيسة هي عمود الحق وقاعدته ، فإن تخلت عن الحق لأجل أساليب ملتوية وطرق معوجة فإنها تستقيل من كيانها وتتنازل عن رسالتها والكنيسة من خلال التجسد - لا تستطيع أن تشهد للحق إلا بنعمة المسيح وعمل روحه القدوس لهذا تطلب الكنيسة كل حين الروح القدس أن يضطرم في أحشائها ( روحك القدوس يارب الذى أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة هذا لا تنزعه منا أيها الصالح لكن جدده في أحشائنا روحاً مستقما جدده في أحشائنا . روحاً محيياً روح النبوة والعفة روح القداسة والعدالة والسلطة ) وتتوسل الكنيسة للروح القدس قائلة (هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أبها الصالح وخلص نفوسنا ) فالمسيح بتجسده أسس الكنيسة لتكون جسده السري ، والروح القدس يعمل بفاعليته ومواهبه على استكمال هذا الجسد من خلال شركة وعضوية جماعة المؤمنين ويوم أن يستكمل الجسد أعضاءه ينهى الرب الزمان لأن التاريخ قائم لهذا الهدف الأوحد وهو إعداد الجسد السرى وإستكمال أعضائه والروح القدس يجمع الأعضاء ويوحد الاشخاص ويؤلف بين المواهب ، لأن الكنيسة هى شركة ( نحن ) وليست مجموعة (أنا) المتباينة المتضاربة : إن الكنيسة في صورتها الحقيقية هي التي كانت في العلية وقت حلول الروح القدس يوم الخمسين لقد كانوا مجتمعين معا بروح واحد وفكر واحد وقلب واحد مصلين عابدين خاضعين لمشيئة الرب وهذا هو مفهوم الكنيسة الحقيقى والروح القدوس يستخدم مواهبه لوحدة الجسد وتكامله كما يقول الرسول, ولكن هذه المواهب كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء لانه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هى جسد واحد ، كذلك المسيح أيضاً لإننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين ( ١كو١١:١٢-٢٠)من هذا المنطلق نستطيع أن ندرك حرص الكنيسة في صلوات الليتورجيا على طلبة وحدانية القلب التى للمحبة لكى تتأصل في جميع الأعضاء و من خلال القداس الإلهى يتمكن كل عضو أن يغير طبيعته فالأنا المنغلقة والذات المتحجرة تتحول من خلال التناول الجسد والدم الأقدسين إلى عضو حساس منفتح باذل حب متناغم ومنسجم مع الآخرين لتكون شركة القديسين أى الكنيسة . ما أعجبك أيها الرب الإله فإنك أنت وحدك الذي استطعت أن تجعل الكثيرين واحداً وأنت الذي من خلال تجسدك قد جمعت العظام الجافة والنتنة والمبعثرة وأسست بها كنيسة حية نامية تسكب عليها حبك ودمك وروحك المعزى . ما أمجدك أيتها الكنيسة العروس الالهى ! . أنت جنة مغلقة وعين مقفلة وينبوع مختوم أنت سوداء ولكنك جميلة . لقد سبيت قلب الآب ورآك في المسيح جميلة ليس فيك عيب جميلة كالقمر طاهرة كالشمس ، مرهبة جيش ذي ألوية .
مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن كتاب التجسد الإلهى لاهوتيا .روحيا.كنسيا. طقسيا

عدد الزيارات 68

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل