تشبيهات القديس أثناسيوس عن التجسد

25 ديسمبر 2023
Large image

وخير ما ننهى به هذه الدراسة المبسطة ، التشبيهات التي أوردها القديس أثناسيوس الرسولى عن التجسد الإلهى ، ليشرح بها لنا أبعاد هذه العقيدة الهامة . وهذه بعضها :
۱ - تشبيه الملك :
لو تصورنا أن ملكاً إختار مدينة في مملكته وسكن فيها . إذن ، فسوف تكون هذه المدينة هي العاصمة . وستكون لها كرامة خاصة . كما أن سكنى الملك في أحد بيوتها هو سكني في كل البيوت ولو فرضنا أن سكان المدينة أهملوا فى حراستها ، فبدأ الأعداء يطغون الأسوار ويهاجمون الأهالي، هل سيسكت الملك على ذلك قائلاً هم المسئولون ؟ أم أنه سيهب لنجدتهم دفاعاً عن هيبة المملكة ، ومعتبراً أن الإساءة لأحد رعاياه إساءة له شخصياً ؟ هذا بالضبط ما حدث في التجسد فالله حين سكن في أحشاء العذراء مريم إنما رضى بذلك أن يسكن في كل البشر، وهذا شيء طبيعي لأن الله في كل مكان ولا يحده شيء ومع أن البشر أهملوا في حراسة طبيعتهم البشرية وسمحوا للشيطان بأن يطغاها ، إلا أن ذلك لم يجعل الله يتخلى عنا بل بالحرى هب لنجدتنا ، وجاء إلينا ليخلصنا .
٢- تشبيه الفنان :
لو تصورنا أباً له إبن وحيد ، وهذا الإبن سيسافر طويلاً . إستدعى الأب فناناً مبدعاً وطلب منه أن يرسم لإبنه صورة جميلة يراه فيها . أثناء غيبته. وبالفعل تم ذلك. وبعد فترة سقطت على هذه الصورة أشياء شوهتها تماماً. فاذا يفعل الأب، والابن قد سافر فعلاً ؟ ... إستدعى الفنان طالباً منه تجديد الصورة، ولكن الفنان طلب عودة الإبن من الخارج ليعيد الرسم. ولما عاد الإبن أراد الفنان أن يمزق الصورة المشوهة ويرسم صورة جديدة. لكن الأب اعترض بشدة قائلا له : جدد لي الصورة القديمة ولا تمزقها لأنها كانت تحمل لى كل يوم صورة إبنى الحبيب وهكذا أعاد الفنان الملهم رسم الصورة في نفس الصفحة القديمة » .
وما معنى ذلك ؟ إن الله قد خلقنا على صورته ومثاله. فلما شوهنا هذه الصورة نزل بنفسه وأعاد الصورة إلى أصلها دون أن يعنى البشرية ويخلق بشرية جديدة ... فيا لعظم حكمة الله ومحبته لنا !!
٣ - تشبيه المعلم :
إن المعلم الصالح والكبير لا ينتظر أن يتصاعد الصغير إليه ، بل يتنازل هو إليه ، وهكذا يلتقى به ويشرح له ما يريد. لهذا نزل الرب من السماء إذ مستحيل أن تصعد إلى السماء بدونه .
٤ - تشبيه القشة والإسبستوس :
شبه القديس أثناسيوس الرسولى الطبيعة البشرية بقشة قابلة للحريق (بالخطية والدينونة ) . لكننا إذا غلفنا هذه القشة بمادة الإسبستوس الغير قابلة للإشتعال حافظنا عليها من هذه النيران . وهكذا الإنسان "حين يلبس الرب يسوع " يتقى نار الدينونة وهلاك الأبدية ، ويحفظه الرب لأبدية سعيدة معه وهكذا عبر القديس أثناسيوس عن أهداف النجسد من خلال هذه التشبيهات الجميلة شكراً لله على عطيته التي لا يعبر عنها » ( كورنثوس الثانية ٩ : ١٥ ) .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن كتاب أسئلة حول التجسد

عدد الزيارات 81

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل