لقاء قي الفردوس مع مريم وأول موكب للتسبيح !

15 ديسمبر 2023
Large image

إذ التقيت بمريم أخت موسى وهارون، قلت لها "هالني أول موكب للتسبيح للرب في تاريخ البشرية، حيث رنم موسى وبنو إسرائيل هذه التسبحة للرب،وقالوا: أرنم للرب فإنه قد تعظم... فأخذت مريم النبية أخت هرون الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص، وأجابتهم مريم رنموا للرب فإنه قد تعظم» (خروج ۲۰۰۱:۱۵-۲۱). اسمحي لي أن أسألك لقد عاش أخوك قرابة ٤٠ عاما في القصر الملكي الوثني، و ٤٠ سنة في البرية، فمن الذي علمه التسبيح ؟ وعشت أنت وهرون أخوك تعانيان منذ طفولتكما من مرارة الشعب الذي كان تحت السخرة والمذلة. حيث فقد شعبكما الفرصة للتجمع المتهلل بالتسبيح، فمن علمكما مع الشعب هذا التسبيح ؟ أخبريني هل كان للشعب الذي يصرخ بمرارة من أجل العبودية (خروج ۲۳:۳) أن يعلم أطفاله وشبابه التسبيح ؟ هل كان الشيوخ والرجال والنساء يحملون روح التسبيح بينما كانوا يعانون من السخرة كل يوم ؟
أجابتي مريم
"حقا ما تقوله كان بمثل حالنا المؤلم للغاية، إذ كان أقسى بكثير مما عاني منه أولادنا وبناتنا فيما بعد في أرض السبي ببابل، الذين قالوا: «على أنهار بابل جلسنا. على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا. كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة" (مزمور ۱۳۷) لكنني أود أن أخبرك أن الضيق هو أعظم مدرسة تعلمنا بنعمة الله التسبيح، وترفع قلوبنا كما إلى العرش الإلهي لتنضم إلى خورس السمائيين كمثال بذلك عاش داود الملك والنبي يعدنا بقرون يعاني من الألم منذ صباه حتى نهاية حياته على الأرض، وتخرج في مدرسة الألم "مرنم إسرائيل الحلو" (صموئيل الثاني١:٢٣ ) كل مزاميره التي بدأت بالصراخ من الألم، انتهت بالتسبيح والشكر، كالقول "يارب رحمتك إلى الأبد" (مزمور ۸:۱۳۸) أو ما يعادلها. وفي وسط الضربات العشرة في مصر كلما تقسى قلب فرعون كنا جميعا نجتمع بالروح ونلمس مراحم الرب العجيبة وعندما أثار الشيطان فرعون وجنوده أن يلحقوا بنا بعد خروجنا لقتلنا، ولم يكن أمامنا طريق للهروب، فتح لنا الرب طريقا يابسا في البحر، وأعلن لنا عن حبه العجيب ورعايته لنفوسنا، كنا تسير في الطريق الضيق والمياه عن يميننا وعن يسارنا،أما بصيرتنا الداخلية فتمتعت بالسماء المفتوحة وقلوبنا اشتركت مع القوات السماوية في التسبيح، وإن كانت ألسنتنا قد صمتت تماما، فلم تجد وقتا للحديث مع بعضنا البعض .أريد أن أسالك تطلع هنا إلى أطفال بيت لحم وهم خير من يشتركون مع السمائيين في التسبيح، من علمهم التسبيح ؟ صمت قليلاً ثم قلت لها " قولي لي كلمة منفعة يا أيتها النبية المرنمة ، إذ قدت النساء بدفوف ورقص وأنت قد تعديت التسعين من عمرك "أجابتني:
"ليت معلمو التسبيح في الكنيسة يراعون أن ترتفع قلوبهم للتسبيح بخشوع وتواضع ومخافة الرب. ولا يتشامخون بأنهم حفظة للتراث الكنسي.
ليت كل شماس يدرك أنه إن انفرد باللحن، وتشتت فكر أي مؤمن في الكنيسة لعدم شركته في التسبيح، يطلب دم هذا المؤمن المسكين من هذا الشماس ليت كل قائد في الكنيسة أيا كان دوره ألا يعجب بصوته أو ينطق بكلمات مضغومة لا يفهمها المتعبدون، ليته يدرك أنه يخطئ في حق الله ويستهين بخلاص إخوته الكنيسة ليست مسرحا للتمثيل بل هو موكب يصعد من مجد إلى مجد(كورنثوس الثانية ١٨:٣ )حيث يصرخ كل قلب "اجذبني وراءك فنجري(نشيد١:١).
القمص تادرس يعقوب ملطى
كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس سبورتنج

عدد الزيارات 63

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل