عيد عُرس قانا الجليل

22 يناير 2024
Large image

تحتفل كنيستنا القبطية في بدء العام الجديد بمجموعة من الأعياد يُطلق عليها "أعياد الإبيفانيا" أو "الظهور الإلهي، وتشمل عيد الميلاد وعيد الغطاس وعيد الختان وعيد عُرس قانا الجليل. عيد عُرس قانا الجليل هو أحد الأعياد السيدية الصغرى وهو تذكار لأول معجزة أتمها الرب يسوع وفيها أظهر مجده فأمن به تلاميذه على حد قول الكتاب.وفي عُرس قانا الجليل لنا عدد من التأملات القصيرة التي يمكنها أن تصاحبك في احتفالك بهذا اليوم..
موقف أمنا العذراء مريم في يوم عُرس قانا الجليل يمثل موقف الإنسان الذي يضع مشكلته أمام الرب بأقل ما يمكن من العبارات وأعمق ما يمكن من الإيمان فالعذراء لم تتكلم كثيرا، ولكنها وضعت المشكلة أمام ابنها في ثقة ورجاء بكلمات قليلة وقصيرة ليس لهم خمر » (يو (٣٢)، ورغم أن الرب يسوع لم يُبد آية استجابة لطلبها في البداية بل قد يبدو من إجابته إنه لم يستجب لطلبتها عندما قال «ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد» (يو (٤:٢)، إلا أنها وبكل إيمان استمرت في حديثها للخدام قائلة «مهما قال لكم فافعلوه» (يو ٥:٢)، وكأنها تعلم أن ابنها لا بد أن يتدخل وأن دورها هو أن تضع أمامه مشكلتها وتكتفي بذلك. لذلك في يوم احتفالنا بتذكار هذا العيد ليكن لك الثقة التي بها تضع كل أمورك أمام الله وأنت واثق أنه لا بد سيتدخل وسيفعل كل الخير لك، كل ما يفرحك ويبهج حياتك.
في عرس قانا الجليل أيضا حول الرب يسوع الماء إلى خمر، وكانت المعجزة معجزة تحوّل، فيسوع هو مصدر التحوّل في حياتنا فهو قد جاء إلى العالم لكي يحول حياة العالم والبشرية كلها، وليطلق الإنسان. من سلطان إبليس، وهذا هو عمل يسوع في حياتنا كل يوم، فهو يحول حياتنا إلى حياة بارة بقوة دمه وسلطان صليبه الذي كتب عنه معلمنا يوحنا إن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية». لذلك في طريق حياتك كلما وجدت أنك في احتياج للتغيير أو التحول عن شكلك وطبيعتك العتيقة، تذكر أن الوحيد الذي له سلطان التحويل هو الرب يسوع اطلب منه بإيمان وهو لا بد أن يستجيب ويغيرك لتصير على صورته كشبهه.
أخيرًا في عُرس قانا الجليل كان يسوع مصدرًا للفرح، فهو قد حفظ لأهل البيت فرحتهم، وأعلن مجد لاهوته أيضًا فأمن به تلاميذه فالاهتمام بإعلان مجد الرب والفرح أمران متلازمان في الحياة المسيحية، وأنت عندما تضع مجد الرب أمام عينيك وتسعى في كل أمورك أن تمجده، كن واثقا أنك ستعيش فرحًا. ليكن اهتمامك الأول إذا في بيتك وفي خدمتك وفي كل حياتك أن تمجــ الرب، ووقتها ستعرف معنى الفرح لأنه وعد «أنا أكرم الذين يكرمونني» (اصم (۳:۲) في تذكار احتفالنا بالعيد لتكن واثقا بالرب الذي يقود حياتك، ولتعش متحوّلا عن شكلك القديم، ولتكن فرحًا لأنك لا تطلب إلا مجده؛ فتعيش العيد كخبرة عملية وليس كذكرى.
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا

عدد الزيارات 110

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل