مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و توابعها

و لد م/ سمير خير سكر فى مدينة شبين الكوم في 17 ديسمبر 1935م محافظة المنوفية نال بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1956ثم درس الإكليريكية من 1959 إلى 1961 م درس بقسم الاجتماع بمعهد الدراسات القبطية. كان أول شماس يخدم بالكويت مع القمص أنجيلوس المحرقي (نيافة الأنبا مكسيموس) كما خدم منذ شبابه المبكر بمدارس الأحد في: الزقازيق - الجيزة - شبرا – دمياط عُيِّنَ سكرتيرًا للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفًا على بيت الشمامسة بالجيزة خدم كشماس مُكَرَّس بالكويت عام 1961 مع القمص أنجيلوس المحرقي حضر إلى الدير وترهب مع الراهب ميصائيل السرياني (الأنبا ميصائيل أسقف برمنجهام) في نفس اليوم. ترهب بديرالسريان 11 نوفمبر 1962 م.باسم أبونا الراهب القمص أنطونيوس السرياني رُسِمَ قسًا (تاريخ الكهنوت) في الأحد الرابع من كيهك 2 يناير 1966م. مع القمص اوغريس السرياني، والقس متياس السرياني في يوم 6 فبراير 1966م بدأ خدمته لمعهد إعداد الخدام الأفريقيين بكوتسيكا؛ حيث أشرف على المركز البابوي للكرازة لإعداد الخدام الأفريقيين بعدها خدم بالسودان من سنة 1967 إلى مايو 1971، وقام بتعميد كثير من الوثنيين بجبال النوبة (وكان يخدم في السودان حينها أيضًا أبونا القمص موسى فوزي الأمجد)وهناك رسمه الأنبا دانيال قمصًا في 28 يوليو 1968م أوفده قداسة البابا كيرلس السادس إلى إثيوبيا عام 1971أسس الكنيسة القبطية في لندن، ثم تابَع العمل القمص متياس السرياني عام 1971مُثَّل الكنيسة القبطية في عدة مؤتمرات دينية بالخارج، واختير عضوًا في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل أفريقيا سامه قداسة البابا شنوده أسقفًا للبحيرة وتوابعها الخمس مدن الغربية في الأحد الأول من كيهك مع نيافة المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية فى12 ديسمبر 1971 م. فكانا باكورة الأساقفة الذين سامهم قداسة البابا شنودة الثالث أنشأ كاتدرائية العذراء والقديس أثناسيوس بدمنهور، وعديد من الكنائس أحضر جزءًا من رفات القديس أغسطينوس في عام 1987 من الجزائر، وأودعه بالكاتدرائية. ويُحْتَفَل به سنويًا رسمه قداسة البابا شنوده مطرانًا مع الأنبا بيشوي مطران دمياط فى 2 سبتمبر 1990 م يقوم بالتدريس في الكلية الإكليريكية، وله العديد من المحاضرات والأبحاث والكتب المنشورة. يشغل منصب لجنة الرعاية والخدمة ولجنة شئون الأديرة بعد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث في 17 مارس 2012، أصبح هو القائم مقام البطريركي (وذلك بعد اعتذار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط لِكِبَر سنه).واستمر في المنصب حوالي ثمانية أشهر، حتى تجليس قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس.

المقالات (30)

03 نوفمبر 2025

خرج الزارع ليزرع

تحدث يسوع مع تلاميذه والجموع عن مَثَل الزارع الذي خرج ليزرع، منتظرًا الثمر من كل نوع من الأراضي. والمَثَل وإن كان يتكلم عن قبول الإنسان لكلمة الرب في حياته، إلّا أنه يشير أيضًا بصورة أو بأخرى إلى اختلاف وتنوع البيئات التي تخدم فيها الكنيسة في كل العالم، فالكنيسة قد تخدم مناطق حضرية يسكنها الموظفون، وقد تخدم في مناطق صناعية أغلب سكانها من العمال، أو مناطق زراعية، أو مناطق اغتراب.. الخ، من مجتمعات الخدمة المختلفة التكوين، والمختلفة الاحتياجات في ذات الوقت... وعلى الكنيسة كأم أن تخدم في كل منطقة وتسدّد احتياجات الرعية فيها... وهذه بعض الأمثلة.1- الكنيسة في مناطق الموظفين تخدم قطاعات عريضة من المتعلمين الذين ربما تضطرهم الظروف للسكن بعيدًا عن بلادهم الأصلية، وفي هذه المناطق تظهر صعوبة ضعف انتماء هذا القطاع من الرعية لكنيسة المنطقة وانتماؤهم بالأكثر لكنيسة مكان نشأتهم. لذلك على الكنيسة في هذه المناطق أن تهتم بتأكيد انتماء الرعية لها وذلك عن طريق تكليفهم ببعض الخدمات ليؤدوها للكنيسة، وهذا يساعد في زيادة انتماء الرعية لكنيستهم الجديدة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام باللقاءات الروحية، والاهتمام بخدمة الافتقاد، وخدمة الأنشطة كالنادي أو الحضانة، وخدمة الأغابي وغيرها من الخدمات التي تساعد على تجميع الرعية.2- المناطق الريفية وهذه المجتمعات تحتاج من الكنيسة أن تكون أكثر قربًا من أولادها في حياتهم اليومية، تساعد في تنمية قدراتهم ومعارفهم الزراعية، والاهتمام بتوعيتهم وحل مشاكلهم. وكثير من مجتمعات الريف في مناطق الوجه البحري قد تعاني من قلّة كثافة الرعية في تلك المناطق التي ربما يعيش فيها عدد قليل من الأسر، وربما في بعض المناطق الرعوية يشكّل هذا القطاع الذي لا تتوفر له كنائس مبنية أكثر من نصف الرعية! لذلك تحتاج الكنيسة في هذه المناطق أن تهتم بخدمة المذابح المتنقلة، كما تهتم بخدمة تنمية البسطاء من محو أميتهم وتعليمهم بعض الحرف، وتنمية المرأة الريفية.. الخ من الخدمات، مع ملاحظة ان هذه المجتمعات البسيطة هي مجتمعات أكثر استجابة لأنها تعيش بالايمان في الله الذي ينمي غلّاتهم ويقود حياتهم بمعونته ونعمته في سقوط الأمطار وتنمية الزروع الخ.3- خدمة المناطق والمجتمعات العمرانية الجديدة وهي مناطق متعددة الثقافات، والرعية التي تسكنها تكون مختلفة الطبقات الاجتماعية ومختلفة المعارف ومستويات الثقافة، وفي هذه المناطق تحتاج الكنيسة أن تراعي اختلاف المستويات الثقافية في كل خدماتها، كما تحتاج أن تهتم بخدمة الافتقاد وخدمة الحضانات لرعاية الأطفال الرضع للأمهات العاملات في تلك المناطق.4- مجتمعات الاغتراب وهي نوع آخر من مجتمعات الخدمة، فيها قد تغترب الرعية للدراسة في الجامعات، أو يغترب الفتيان والفتيات قي سن المدارس الثانوية أو الإعدادية لعدم وجود مدارس في مناطق سكناهم، وقد يغترب البعض بحثًا عن الرزق فيترك أرضه في أقاصي الصعيد ليتغرّب في مناطق أخرى زراعية أوفر حظًا في الإنتاج، وفي هذه المناطق تحتاج الكنيسة إلى تكثيف الخدمة الروحية، والاهتمام بشرح الإيمان ببساطة ووضوح، وتثبيته في قلوب الرعية حرصًا من الانزلاق في فخ الصداقات الرديئة أو محاولات التشكيك في الإيمان. 5- مجتمعات الشواطئ وهي خدمة المناطق الساحلية التي تستضيف أعدادًا كبيرة من المصيِّفين وتحتاج إلى تنظيم خدمات روحية واجتماعية مناسبة لهم في تلك المناطق، تحافظ على روحياتهم، وتحفظهم من الالتجاء لأماكن غير أمينة للترفيه. 6- أخيرًا خدمة المناطق العالية الكثافة السكانية وهي في الأغلب مناطق عشوائية ضيّقة، تحتاج الكنيسة أن تعتني فيها بخدمة النوادي لتتجنّب ظاهرة اللجوء إلى الشوارع للترفيه واللعب بما تحمله من مخاطر الانحراف والاندماج في صداقات رديئة تؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية والروحية في المستقبل. نعلم أنه جهد رعوي مضاعف على كل الكنائس والخدام، إلّا أنها ضرورة لنربح أولادنا في كل المجتمعات. نيافة مثلث الرحمات الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
06 أكتوبر 2025

أسرة صموئيل النبى

في الأصحاحين الأولين من سفر صموئيل الأول، يحكي الكتاب المقدس قصة هذه الأسرة المكوّنة من ألقانة الأب وحنة الأم والطفل الصغير صموئيل النبي وفي هذه الأسرة يمكننا أن نرى الكثير من الدروس الروحية والتربوية للأسرة المسيحية ألقانة الزوج:- 1- يحدثنا الكتاب عن ألقانة الزوج الذي يقدم لنا نموذجًا رائعًا لحكمة تعامل الزوج مع زوجته،ومساندته لها في ضيقتها فقد كانت حنة تُعيَّر كل يوم من فننة زوجة ألقانة الأخرى لأنها امرأة عاقر،لكن زوجها الحكيم كان ماهراً أن يطيّب قلبها فكان يعزيها «أما أنا خير لك من عشرة بنين؟ »، فقد كان ألقانة الأب ماهراً أن يشجع زوجته التي تعاني من صغر النفس، وكان سندًا قويًا لها ليعطيها روح الرجاء. 2- يذكر الكتاب أيضًا مواظبة ألقانة واسرته للصعود إلى شيلوه، الموضع الذي تسكن فيه خيمة الاجتماع، ليقدم الذبائح. فقد كان القانة ملتزمًا بالشريعة الإلهية رغم أن الكهنة حفني وفنحاس أولاد عالي الكاهن لم يكونا ملتزمين بالشريعة، فلم يكن القانة يتعامل مع الرب من خلال ضعفات الخدام هناك، بل كان يقدم لنا مثلاً كيف أننا يجب أن نرتبط ببيت الرب، غير ناظرين إلى أيّة عثرات يمكن أن نواجهها. الزوجة حنة:- 1- دخلت حنة إلى موضع بيت الرب في شيلوه، وكانت تصلي من كل قلبها، ورغم العثرات الموجودة هناك لم يدخل إلى قلبها أو فكرها، ولا ظهر في كلماتها، أي فكر إدانة من جهة أي من خدام المسكن. كانت حنة مُرّة النفس تعاني بسبب عقوريتها، كما أنها رأت أنه ليس هناك من يتمّم إرادة الرب في الهيكل، وكانت غيورة على مجد الرب، لذلك اشتهت أن يهبها الرب طفلً حسب قلبه ليخدمه بطهارة وبر أمامه كل الأيام، فقد فكرت أن تساهم مساهمة إيجابية بدلً من أن تدين الآخرين. 2- صلّت حنة صلاة نقية مقبولة، فكانت صلاتها باتضاع شديد، وقدمت وعدًا أمام الرب أن تقدم طفلها الذي يهبه الرب لها ليخدم بيت الرب، وكانت صلاتها أيضًا بلجاجة، حتى أن عالي الكاهن ظنّها سكرى إذ أكثرت الصلاة. كانت صلاتها أيضًا هادئة، فكانت شفتاها فقط تتحركان وهي قائمة تصلي في صمت. وكانت تتكلم في قلبها، وهي واثقة أن الرب لابد أن يجيب طلبتها،فقد مضت بعد صلاتها ولم يكن وجهها متضايقا بعد، فقدمت لنا مثالً عن الصلاة المتضعة المنسحقة واضحة الهدف، ولكن دون انفعالات أو اساليب غير وقورة كما نرى البعض يصلي الآن على كثير من الفضائيات. فالصلاة ليست بمقدار الضوضاء والإعلان فيها، بل بمدى الهدوء والإيمان والانسحاق فيها. 3- كانت حنة تمثل الأم التي تومن بحياة التكريس، فقد ارتضت أن تقدم طفلها الوحيد الذي يهبه لها الرب لخدمة بيت الرب، ولم تغلبها قط مشاعر أمومتها التي حُرِمت منها لسنوات، كما تذكر الآيات الكتابية كيف أنها قدّمت ابنها للرب بفرح، فقد اصطحبته ومعها تقدمة أيضًا لبيت الرب، فلم تحزن أن تتمّم نذرها أمام الرب. 4- كانت حنة وألقانة والدا صموئيل الطفل متفقيْن في الرؤية ومنهج التربية، فلم يعترض ألقانة على نذر زوجته، بل وافق على تقددمتها للطفل ليخدم بيت الرب. 5- كانت حنة تنتمي بكل قلبها إلى بيت الرب، فقد كلّمت عالي الكاهن أنها صلّت هناك والرب قبل طلبتها فهي تقدم لنا مثلً في الارتباط بكنيستنا، الموضع الذي وُلِدنا فيه ثانية، والمكان الذي شهد آلامنا وشكاوانا للرب فهي تمثّل الإنسان الأمين لكنيسته، والذي لا يتركها لأيّة إغراءات أو تيارات فكرية أخرى. 6- أخيراً كانت حنة تصنع لابنها جبة جديدة كل عام، وكانت تقدمها له وهي تطمئن أنه لازال في الطريق الروحي المستقيم، وأنه لم يترك طريق الرب، فقد كانت أُمّا تربّي وتتابع وتحرص أن تعلم ابنها الالتزام، حتي بعد أن أخذ صورة التكريس،وتعلمه أن لا يفقد مبادئه الروحية الصحيحة كانت أسرة صموئيل النبي أسرة مثالية،تستحق أن تكون مثلً للأجيال ولكل الكنيسة. نيافة مثلث الرحمات الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح و الخمس مدن الغربية وشمال إفريقيا
المزيد
24 فبراير 2025

الضيقات.. واختبار الله (2)

ثانيًا: في اختبارات الضيقة في الضيقات يتعلم الإنسان اختبارات كثيرة في الحياة الروحية، وهذه أمثلة من حياة رجال الكتاب المقدس: 1- موسى النبي:- اجتاز موسى مع شعب الله ضيقات كثيرة إلى أن وجدوا أنفسهم أمام بحر سوف ويتبعهم خيل فرعون ومركباته وفرسانه في وقت الضيق فقط تعلم موسي النبي أن العصا التي في يده ليست هي عصاته الخاصة، إنما هي عصا الرب التي شقّت البحر وصار كالسور وعبر الشعب هذا الاختبار اختبره موسى فقط عندما تعرّض للضيق لذلك في كل ضيقة لا تسلم قلبك للضيق، ولكن تذكّر عصا الرب في حياتك. 2- جيحزي:- في الضيقة عندما التف الجند لمهاجمة أليشع وخاف جحزي، صلى من أجله أليشع، وهنا رأى جيحزي وآمن أن الذين معنا أكثر من الذين علينا ففي الضيق يتعامل الله معنا وينقذنا، ونعرف أننا ينبغي ألّا نسلّم نفوسنا لليأس. 3- إيليا النبي:- اختبر إيليا الضيقات مرات كثيرة كان إيليا نبيًا ناريًا قويًا في الحق، وربما شعر بذاته أنه جبار وصانع معجزات، وربما كبرت ذاته في عينيه، فسمح الرب له بضيقة، وهَرَب من وجه إيزابل الملكة وفي الضيقة اختبر إيليا كيف تعولة امرأة فقيرة أممية، وفي الضيقة أرسل له الرب ملاكه ليطعمه، وفي الضيقة دعاه الرب لرسالة جديدة فاعلم يا ابني أنه في الضيقات يتحنّن الرب علينا ويرسل لنا معونة سماوية ويهبنا معونة جديدة. 4- نقل جبل المقطم:- عانت الكنيسة من أحداث مؤلمة ومُرة في عصر البابا أبرآم بن زرعة، وأصرّ الوالي أن ينقل المسيحيون جبل المقطم ولكن في هذه الضيقة أعلن الرب مجده وأنقذ الكنيسة وكسب الوالي للإيمان. ثالثًا: اختبارات من خلال طاعة الوصية في إيماننا المسيحي الكثير من الوصايا التي يراها البشر وصايا قاسية وصعبة (من ضربك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا لا تقاوموا الشر بالشر الخ)، والكثيرون يستصعبون الوصايا، ولكن من يختبر الوصية يستطيع أن يدرك أن هناك قوة خاصة ينالها الإنسان لتنفيذ الوصية وهذه بعض الأمثلة الكتابية. 1- إبراهيم أبو الآباء:- اهتم أبونا إبراهيم أن يكمل الوصية في حياته وأطاع الرب مهما طلب منه فخرج من بيته وعشيرته وسار وراء الله، وبتكميله لوصية الله استطاع أبونا إبراهيم أن ينال اختبار الإيمان وعندما طلب الرب منه أن يقدم ابنه الوحيد إسحق ذبيحة بالإيمان، قَبِل إبراهيم وتعلم من تنفيذ الوصية اختبار الطاعة، وكيف أن الله يستطيع أن يرد له ابنه حيًّا فمن خلال تنفيذ الوصية اختبر أبونا إبراهيم أعمق الاختبارات الروحية. 2- دانيال النبي:- تعرض دانيال النبي لمكيدة وهو في أرض السبي، ولأنه أصرّ أن ينفّذ الوصية، وأن يدعو إلهه مُوجِّهًا وجهه جهة أورشليم مدينة آبائه أصدر الملك حُكمه بإلقاء دانيال للأسود الجائعة لتفترسه وأظن أن الليلة التي قضاها في الجب، كانت من أسعد ليالي حياة دانيال، لأنه عندما أطاع الوصية ونفّذها اختبر كيف يسدّ الله أفواه الأسود الجائعة فلا تمسّه، اختبر كيف يعتني الله بأولاده ويحافظ عليهم لأنهم أحبوا وصاياه وجعلوها دستورًا لحياتهم وهكذا يستطيع أولاد الله أن يختبروا كيف تسندهم يد الرب وسط الضيق، وكيف يحوِّل الله الألم إلى فرح لذلك في كل الضيقات نحن لا ننظر للمستقبل بعين مظلمة ونعيش في عمق الضيقة، لكننا نختبر يد الرب، ونعلم أنه وسط الضيقات الكثيرة لابد أن ينقذنا ويجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير لأننا نحب الرب، فنستطيع أن نحتفظ برجائنا وسط الضيق ونصرخ نحو الرب "نحن مِلك لك"، ونعيش في حياة التسليم، ونتمسك بإيماننا أنه لا يتركنا ولا يهملنا. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
17 فبراير 2025

الضيقات.. واختبار الله (1)

من المزامير التي تعزينا ونحن نمر بضيقات متكررة هي كلمات مزمور «الرب نوري وخلاصي»، فالمزمور يتكلم عن الآلام والضيق، وفي ذات الوقت يتكلم عن اختبارات التعزية في الألم، ففي وقت الضيق نستطيع أن ندرك كيف أن الله يخبّئنا في مظلته. فالله يسمح لنا أن نقابل تجارب وضيقات، ولكن بركة هذه الضيقات تمنح الإنسان خبرات جديدة في حياته الروحية. فكثيرًا ما تقابلنا تجربة خطية.. أو تجربة الضيقة.. أو خبرة تنفيذ الوصية، وفي جميعها علينا أن نضع في قلوبنا أننا ينبغي أن نخرج من كل منها بخبرة روحية جديدة في حياتنا، لأنه بدون الضيقات لا يمكننا أن ننال اختبارات أو تعزيات جديدة.. أولًا: تجربة الخطية عندما تمر حياتنا بتجارب واختبارات وحروب العدو بالخطايا المختلفة، هذه التجربة القاسية تمنحنا أن نختبر تعامل الله معنا بحب وحنو، وكيف يقودنا في طريق النصرة، وكيف نصنع توبة، وكيف نتجنب طرق الشر، وكيف نتجنب العثرة، وكيف نكمّل توبتنا بحرص.. وهذه نماذج من الكتاب المقدس 1- داود النبي: قبل أن يسقط داود ربما شعر أنه هو المرتل الحلو وقائد الجيوش وصاحب القيثارة الذي قلبه بحسب قلب الله.. أمّا سقوطه فجعله يراجع نفسه، ويبلّل فراشه بدموع مُرة، وارتعشت ركبتاه من النُسك، وبدأ يتعلم الانسحاق وينال بركة الاتضاع.. ولم يكرّر داود خطيته لأنه تعلم منها.. نعم أخطأ مرة أخرى عندما عدّ الشعب، ولكنه تعلّم من هذه الخطية أيضًا ولم يكررها مرة أخرى. 2- يعقوب أبو الآباء: كان يعقوب ابنًا محبوبًا، إلّا أنه خدع أباه وخدع أخاه عيسو ليحقق مكاسب، لكنه أيضًا في خطيته جُرِّب إذ خُدِع من خاله لابان وتغرّب لسنوات طويلة في أرض غريبة وتعرّض لغضب أخيه.. ولكن من هذه التجارب تعلم يعقوب أن يتضع، فسجد أمام أخيه الذي خدعه من قبل واعتذر له. 3- بطرس الرسول: عندما أنكر اختبر محبة الرب وغفرانه عندما نظر إليه وقت محاكمته، وتعلّم قبول الله له كخادم عندما دعاه للخدمة مرة أخرى على بحيرة طبرية.. وهذه الخبرة الروحية سندته طوال حياته وحتى استشهاده في نهاية حياته. ونحن في كل مرة نمرّ بتجربة ضعف وخطية ننال خبرة النصرة والاتضاع والتدقيق ومراجعة الذات والحرص من أخطاء السان. نتعلم متى نصمت ومتى نتكلم.. نتعلم الأسلوب الليّن، ونتعلم أن نضع حارسًا لفمنا، وندقق في كلماتنا لئلا تؤذي الآخرين مدى الحياة، ونتعلم أن نبتعد عن مجال العثرة سواء قراءات أو أصدقاء، ونتعلم جدية السلوك والحرص على النقاوة. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
03 فبراير 2025

ادخلوا من الباب الضيق

في تأملنا لوصية الدخول من الباب الضيق، نكتشف أنها وصية مُلزِمة وليست وصية اختيارية، وربنا يسوع المسيح نفسه دخل من الباب الضيق: وُلِد في مكان فقير، وكان محلّ مقاومة من هيرودس. وقوبلت خدمته بحروب واضطهادات، وانتهى الطريق بأن يُسلَّم للموت حسدًا ويحتمل آلام الصليب. والعذراء مريم أيضًا اختبرت الباب الضيق فوُضِعت موضع شك، وبشّرها سمعان أنها سيجوز في نفسها سيف. والآباء الرسل والقديسون والخدام بكل درجاتهم، وكل أبناء الكنيسة المؤمنون، دُعُوا أن يجتازوا اختبار الباب الضيق. فالباب الضيق هو للكل.. لكل إنسان مسيحي. فالرب يسوع لم يدعنا لحياة مريحة، بل كان وعده لشاول الطرسوسي «لأنّي سأُريهِ كمْ يَنبَغي أنْ يتألَّمَ مِنْ أجلِ اسمي» (أع9: 16). فطبيعة الطريق في حياة اولاد الله هو الباب الضيق. والإنسان المسيحي يختبر الباب الضيق في عدّة أمور: 1. في حياته الروحية الشخصية وطريق عبادته: فالباب الضيق منهج تنتهجه الكنيسة القبطية، فهي تلتزم بصلوات وأصوام وعبادات تسير فيها بمنهج الباب الضيق لتحفظ أولادها داخل الأبواب. أمّا إن تخلّينا عن منهج الباب الضيق، فسنفقد أولادنا، فنحن نحتاج أن نحافظ على تراثنا القديم لنعيش في روح الإيمان الأصيل، حتى وإن كانت فيه ملامح التضييق على النفس. 2. في محاولة التخلي عن الضعفات الشخصية والشهوات الرديئة: فالحياة المسيحية مرتبطة أيضًا بالجهاد الدائم من أجل النقاوة، وأن يجتهد الإنسان ليعيش مسيحيًا بالحقيقة، وبحسب تعبير الكتاب أن "يحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم" (يع1: 27)، وهكذا فعل يوسف العفيف. نعم يتألم الإنسان عندما يجتهد ليحفظ نفسه بلا دنس، ولكنه بعد هذا يستطيع أن يختبر الراحة الحقيقية ويتمتع بمعونة الرب. 3. في التخلي عن الذات: والإنسان المسيحي مدعو لأن يتخلى عن فكره وعن راحته، فقد نفقد أمورًا وبركات كثيرة عندما نكون مرتبطين بذواتنا وراحتنا الشخصية. 4. في خدمتنا لإخوتنا: فكل من يسلك طريق الخدمة لابد أن يكون مستعدًا للدخول من الباب الضيق، فموسى الذي كان حليمًا جدًا كان عليه أن يحتمل تمرد الشعب، وأثناسيوس الرسولي قَبِل أن يكون ضد العالم من أجل حفاظه على الإيمان. وأنت عندما تُدعى لخدمة وتجد فيها صعوبات، لا تتراجع، بل تذكر أن الله قد دعانا لندخل من الباب الضيق. فعلامة تمسُّك الإنسان بربنا يسوع واقتناعه بالطريق اقتناعًا حقيقيًا، هي قبوله الدخول من الباب الضيق. لذلك عندما تُصاب بالكسل، أو بالنظر إلى الوراء، عندما تضيق نفسك أو تتعب في الطريق، لا تسمح لهذه المشاعر أن تدخل إلى قلبك، بل تذكر أنك دُعيت للباب الضيق. نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
10 فبراير 2025

وحدث نوء عظيم

في مناسبة صوم أهل نينوى تذكرني أحداث قصة هروب يونان النبي من وجه الله بكل ما يصادف حياتنا في غربة هذا العالم من ضيقات وآلام، فقد يعترض طريق حياتك ضيقات شخصية أو اجتماعية أو روحية أو ربما مجتمعية، وجميعها تشبه النوء العظيم الذي حدث مع يونان وفي مثل هذه الظروف تحتاج : ١- أن تقوم وتصرخ إلى إلهك (يونان ١: ٦) ففي وقت ضيقك لا تبحث عن معونة بشرية، ولا تعتمد على إمكانياتك المادية أو قدراتك الشخصية، فالله هو الوحيد القادر أن يحفظك في حدقة عينه وبصراخك أمامه وحده تخلص من كل ضيقاتك . ٢- أن تقوم وتفتش حياتك "بسَبب مَنْ هذه البلية" (يونان ۱: ۸) ، فالضيقات فرصة لمراجعة النفس ، وقد تكون دعوة من الرب للإنسان أن يتوب لتدخل إلى داخل نفسك وتطلب إلى الرب: «اختبرني يا الله واعرف قلبي . امتحنّي واعرف أفكاري» (مزمور ۱۳۹ :۲۳). وأكثر ما يحنن قلب الرب عليك وقت الضيق هو قلبك التائب . ٣- أن تلقي عنك الأمتعة "وطرحوا الأمتعة التي في السفينة" (يونان ٥:١) ، فالضيقات في حياتك قد تكون دعوة من الرب لك لكي تزهد في العالم ومقتنياته، وتشعر أن كل ما في العالم ليس له قيمة أمام أبديتك، وتجعلك لا تتمسك بالمظاهر والمقتنيات بل تفتح قلبك بالأكثر لتشعر بالمحتاجين . ٤- أن تستيقظ وتسهر "مالك نائمًا؟ قم" (يونان ١: ٦) وكان في يقظة يونان سلامة له ولكل أهل السفينة، هكذا في الضيقات احرص أن تبقى ساهرًا على حياتك الروحية وعلى بيتك وحياة أولادك، فالضيق يحتاج منك أن تطلب «أعطني يا رب يقظة». ه- أن تصير شاهدًا عن إلهك أمام الجميع «وأنا خائفٌ مِنَ الرَّبِّ إله السماء » (يونان ۱ :۹) فسلوكك وسط الضيقات وصبرك وإيمانك وسلامك وهدوئك وثباتك وثقتك أن حافظك لا ينعس ولا ينام (مزمور ۱۲۱ : ۳) هي شهادة عن إيمانك أنك ابن للإله الذي لا يترك أولاده، وكما كان يونان شاهدًا للنوتية الأمميين تصير أنت أيضًا في ضيقتك شاهدًا عن إلهك المحب لكل من هم حولك ليحفظ الرب حياتك سالمة من كل ضيق ، ولكن في كل نوء عظيم يواجه حياتك لتبق صارخا تائبا زاهدًا ساهرا وشاهدًا عنه أنه هو الإله المنقذ من كل نوء . نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل