الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و توابعها

Large image

و لد م/ سمير خير سكر فى مدينة شبين الكوم في 17 ديسمبر 1935م محافظة المنوفية نال بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1956ثم درس الإكليريكية من 1959 إلى 1961 م درس بقسم الاجتماع بمعهد الدراسات القبطية. كان أول شماس يخدم بالكويت مع القمص أنجيلوس المحرقي (نيافة الأنبا مكسيموس) كما خدم منذ شبابه المبكر بمدارس الأحد في: الزقازيق - الجيزة - شبرا – دمياط عُيِّنَ سكرتيرًا للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفًا على بيت الشمامسة بالجيزة خدم كشماس مُكَرَّس بالكويت عام 1961 مع القمص أنجيلوس المحرقي حضر إلى الدير وترهب مع الراهب ميصائيل السرياني (الأنبا ميصائيل أسقف برمنجهام) في نفس اليوم. ترهب بديرالسريان 11 نوفمبر 1962 م.باسم أبونا الراهب القمص أنطونيوس السرياني رُسِمَ قسًا (تاريخ الكهنوت) في الأحد الرابع من كيهك 2 يناير 1966م. مع القمص اوغريس السرياني، والقس متياس السرياني في يوم 6 فبراير 1966م بدأ خدمته لمعهد إعداد الخدام الأفريقيين بكوتسيكا؛ حيث أشرف على المركز البابوي للكرازة لإعداد الخدام الأفريقيين بعدها خدم بالسودان من سنة 1967 إلى مايو 1971، وقام بتعميد كثير من الوثنيين بجبال النوبة (وكان يخدم في السودان حينها أيضًا أبونا القمص موسى فوزي الأمجد)وهناك رسمه الأنبا دانيال قمصًا في 28 يوليو 1968م أوفده قداسة البابا كيرلس السادس إلى إثيوبيا عام 1971أسس الكنيسة القبطية في لندن، ثم تابَع العمل القمص متياس السرياني عام 1971مُثَّل الكنيسة القبطية في عدة مؤتمرات دينية بالخارج، واختير عضوًا في مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل أفريقيا سامه قداسة البابا شنوده أسقفًا للبحيرة وتوابعها الخمس مدن الغربية في الأحد الأول من كيهك مع نيافة المتنيح الأنبا يؤانس أسقف الغربية فى12 ديسمبر 1971 م. فكانا باكورة الأساقفة الذين سامهم قداسة البابا شنودة الثالث أنشأ كاتدرائية العذراء والقديس أثناسيوس بدمنهور، وعديد من الكنائس أحضر جزءًا من رفات القديس أغسطينوس في عام 1987 من الجزائر، وأودعه بالكاتدرائية. ويُحْتَفَل به سنويًا رسمه قداسة البابا شنوده مطرانًا مع الأنبا بيشوي مطران دمياط فى 2 سبتمبر 1990 م يقوم بالتدريس في الكلية الإكليريكية، وله العديد من المحاضرات والأبحاث والكتب المنشورة. يشغل منصب لجنة الرعاية والخدمة ولجنة شئون الأديرة بعد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث في 17 مارس 2012، أصبح هو القائم مقام البطريركي (وذلك بعد اعتذار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط لِكِبَر سنه).واستمر في المنصب حوالي ثمانية أشهر، حتى تجليس قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس.

المقالات (24)

07 مايو 2024

القيامة وصدق المحبة

عيد القيامة عيد الفرح الذي كلّل أحزان أسبوع الآلام بكل ترتيباته التي تدفع الإنسان إلى التوبة الحقيقية، لذلك طوبي للحزاني لأنهم يتعزون والقيامة مليئة بالتأملات فهي رجاء خلاصنا وموضوع فخرنا بإيماننا حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» وكان الصليب هو مقدمة القيامة وهنا نتذكر كثيرين كانوا يتبعون يسوع ويقولون نتبعك أينما تمضي ولو أنكرك الجميع أنا لا أنكرك وتعددت أقوال المحبة، ولكن عند القبر اختبار صدق المحبة وجدية التبعية التي عندها يظهر صدق المحبة وجدية التكريس اشتركت البشائر الأربعة في أن المريمات فمن والظلام باق وذهبن إلى القبر حيث أعدو له الحنوط فمن والظلام باق في شوق إلى المحبوب لأنهن أدركن أن الذين يبكرون إليه يجدونه لم ينتظرن حتى تطلع الشمس ولكن والظلام باق يمشين حتى عندما يصلن إلى الباب يكون الظلام انقشع حتى تفتح الأبواب حيث عادة اليهود في ذلك الزمن، وبذلك يفتدين الوقت كانت المحبة فيها شوق حقيقي ، فلم ينتظرن الضوء ليشع ، فكان أيضًا تسليم وعدم الخوف من أحداث الظلام. وكانت أيضًا شجاعة وهن يعلنون تبعيتهن للمرفوض كثيرون رفضوا يسوع وكل من يتبعوه، والذي يظهر هذه التبعية يتعرض للمخاطر، ولكنهن خرجن في إيمان كامل بعناية الرب وتسليم كامل لإرادته. ذهبن وهن مستعدات بالأطياب منذ عشية اليوم، فهو استعداد كامل في وقت مبكر مفتدين الوقت لأنهن يعلمن أن الأيام شريرة في شوق حقيقي وتسليم كامل وشجاعة قوية وإيمان كامل واستعداد حقيقي مفتدين الوقت لاشك أنها جماعة تكريس مختارة من الرب يشجعن بعضهن البعض يعشن للرب في صدق تكريسها ومحبتها للإله المحبوب ، ومحبتهن بعضهن للبعض محبة ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق . لذلك كان لهن بركة اللقاء بالرب يسوع ، وكذلك الكرازة بقيامته المجيدة وصارت مريم المجدلية بعد أن كانت رمزا للخطية صارت رمزا للتوبة والكرازة بالإنجيل حقا لقد صارت ومن معها من النسوة رموزًا للمحبة الحقيقية للرب ، وصدق التكريس الذي نحن نحتاجه الآن في سلوك عملي وليس مجرد كلمات وشعارات وهتافات. لكن اختبار عمل القيامة وقوتها في حياتنا وكنائسنا وخدامنا ، التي تعطينا الفرح الحقيقي واختبار سر القيامة وقوتها الذي هو حياة النصرة الحقيقية على الموت وكل قواته وبهذا يمكننا أن نثمر تائبين وكارزين للرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و مطروح وشمال افريقيا
المزيد
22 يناير 2024

عيد عُرس قانا الجليل

تحتفل كنيستنا القبطية في بدء العام الجديد بمجموعة من الأعياد يُطلق عليها "أعياد الإبيفانيا" أو "الظهور الإلهي، وتشمل عيد الميلاد وعيد الغطاس وعيد الختان وعيد عُرس قانا الجليل. عيد عُرس قانا الجليل هو أحد الأعياد السيدية الصغرى وهو تذكار لأول معجزة أتمها الرب يسوع وفيها أظهر مجده فأمن به تلاميذه على حد قول الكتاب.وفي عُرس قانا الجليل لنا عدد من التأملات القصيرة التي يمكنها أن تصاحبك في احتفالك بهذا اليوم.. موقف أمنا العذراء مريم في يوم عُرس قانا الجليل يمثل موقف الإنسان الذي يضع مشكلته أمام الرب بأقل ما يمكن من العبارات وأعمق ما يمكن من الإيمان فالعذراء لم تتكلم كثيرا، ولكنها وضعت المشكلة أمام ابنها في ثقة ورجاء بكلمات قليلة وقصيرة ليس لهم خمر » (يو (٣٢)، ورغم أن الرب يسوع لم يُبد آية استجابة لطلبها في البداية بل قد يبدو من إجابته إنه لم يستجب لطلبتها عندما قال «ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد» (يو (٤:٢)، إلا أنها وبكل إيمان استمرت في حديثها للخدام قائلة «مهما قال لكم فافعلوه» (يو ٥:٢)، وكأنها تعلم أن ابنها لا بد أن يتدخل وأن دورها هو أن تضع أمامه مشكلتها وتكتفي بذلك. لذلك في يوم احتفالنا بتذكار هذا العيد ليكن لك الثقة التي بها تضع كل أمورك أمام الله وأنت واثق أنه لا بد سيتدخل وسيفعل كل الخير لك، كل ما يفرحك ويبهج حياتك. في عرس قانا الجليل أيضا حول الرب يسوع الماء إلى خمر، وكانت المعجزة معجزة تحوّل، فيسوع هو مصدر التحوّل في حياتنا فهو قد جاء إلى العالم لكي يحول حياة العالم والبشرية كلها، وليطلق الإنسان. من سلطان إبليس، وهذا هو عمل يسوع في حياتنا كل يوم، فهو يحول حياتنا إلى حياة بارة بقوة دمه وسلطان صليبه الذي كتب عنه معلمنا يوحنا إن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية». لذلك في طريق حياتك كلما وجدت أنك في احتياج للتغيير أو التحول عن شكلك وطبيعتك العتيقة، تذكر أن الوحيد الذي له سلطان التحويل هو الرب يسوع اطلب منه بإيمان وهو لا بد أن يستجيب ويغيرك لتصير على صورته كشبهه. أخيرًا في عُرس قانا الجليل كان يسوع مصدرًا للفرح، فهو قد حفظ لأهل البيت فرحتهم، وأعلن مجد لاهوته أيضًا فأمن به تلاميذه فالاهتمام بإعلان مجد الرب والفرح أمران متلازمان في الحياة المسيحية، وأنت عندما تضع مجد الرب أمام عينيك وتسعى في كل أمورك أن تمجده، كن واثقا أنك ستعيش فرحًا. ليكن اهتمامك الأول إذا في بيتك وفي خدمتك وفي كل حياتك أن تمجــ الرب، ووقتها ستعرف معنى الفرح لأنه وعد «أنا أكرم الذين يكرمونني» (اصم (۳:۲) في تذكار احتفالنا بالعيد لتكن واثقا بالرب الذي يقود حياتك، ولتعش متحوّلا عن شكلك القديم، ولتكن فرحًا لأنك لا تطلب إلا مجده؛ فتعيش العيد كخبرة عملية وليس كذكرى. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد
27 ديسمبر 2023

لتكن سنة مقبولة

يحدثنا الكتاب عن الرب يسوع الذي أتي ليكرز بسنة الرب المقبولة وأكرز بسنة الرب المقبولة» (لوقا ٤ :١٩)، ويقول: «روح الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لوقا ١٨:٤) إن هذه السنة المقبولة هي سنة اليوبيل التي تحدث عنها سفر اللاوبين في الإصحاح الخامس والعشرين وقال" وتعد لك سبعة سبوت سنين، سبع سنين سبع مرات. فتكونُ لَكَ أَيَّامُ السبعة السبوت السنوية تسعًا وأربعين سنة. ثُمَّ تُعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر. في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم. وتقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا، وترجعون كل إلى ملكه، وتعودون كل إلى عشيرته يوبيلا تكون لكُم السنة الخمسون لا تزرعها ولا تحصدوا زريعها، ولا تقطفوا كرمها المحول. إنها يوبيل، مُقَدَّسَةً تَكون لَكُمْ. من الحقل تأكلون غلتها" ( لاويين ٢٥: ٨-١٢).أتي الرب ليجعل سني كل من يؤمن به سنة مقبولة تثبت له بملامح متعددة، عندما نتأملها ندرك مدى عمق كلمة الله وكمال النبوات. إن سنة الرب المقبولة تنبأ عنها سفر اللاويين هي السنة الخمسون بعد مرور سبعة أسابيع سبع مرات أي ٤٩ سنة، والسنة الخمسون هي سنة اليوبيل يعلن عنها من يوم الكفارة العظيم الذي هو يوم التوبة العامة يُقدم نيسان أحدهما عن خطايا رئيس الكهنة والكهنة، والآخر عن الشعب في خطاياه العامة، حيث تعرض الشعب لخطايا عامة مثل عبادة العجل الذهبي والسقوط، وعمل الحية النحاسية في البرية كان إعلان سنة اليوبيل في يوم الكفارة العظيم بمثابة دعوة عامة رعاة ورعية، للتوبة. في يوم الإعلان كان يُبوق بالبوق وهو علامة الفرح، إذ يفرحون بتذكار عمل الرب العظيم الذي أنقذهم من العبودية واعتنى بهم في أرض سيناء أربعين سنة إلى إن دخلوا أرض الموعد، فهي سنة فرح باختبار عمل الرب في حياتهم سنة اليوبيل كان يعلن بها للتحرّر والفكاك، فيتحرّر العبيد، ويرجع كل عقار إلى صاحبه من السبط الآخر، فهي سنة حرية من العبودية وحرية الممتلكات لترجع إلى صاحبها الأصلي. ومع كل هذا هي سنة الإيمان حيث أن الحياة في هذه السنة تعتمد على الإيمان، لأن اليوم السادس من السنة السادسة كان الشعب يعيش من حصاد ثماره في السنة السابعة لأن الأرض لم تكن تزرع فكانت ثمرة العام الثامن والأربعون يعيشون عليه العام الثامن والأربعين والتاسع والأربعين وكذلك الخمسين، تماما كما كان يحدث في المن والسلوي. ما يجمعونه يوم الجمعة يكون لطعام يومي الجمعة والسبت، ولو لم يكن الإيمان يملأ القلوب لما كانوا يستمتعون ببركة هذه الأرض. لذلك كانت سنة الرب المقبولة التي أعلنها ربنا يسوع المسيح لنا هي سنة توبة / فرح / حرية / إيمان، وهذا هو إيماننا الذي نعيش به في استحقاقات دم المسيح والذي يتضح في عمل المعمودية المقدسة من الماء والروح وتستمتع ببركة سنة الرب المقبولة.عزيزي ليكن العام الجديد عام توبة وفرح، عام تحرر كل ما يغضب الرب عام إيمان. نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد
29 ديسمبر 2023

العبور لسنة جديدة

مع بداية عام جديد يمـتـلـى قـلـب كـل إنسان باشتياقات أن يكون العام الجديد عام فرح وسلام ، في حين قـد يـسـاور البعض منا مخاوف مما قد يواجهونه من صعوبات في العام الجديد . تذكرني هذه المشـاعـر بـقـصص عبـور شعب الله من ســيناء إلى أرض الموعد بقيادة يشوع ابن نون الذي قـسم لهم أرض الموعد . وقصة هذا العبور هي قصة عبور كل إنسان مسيحي من الأرض إلى الأبـديـة السعيدة وفي طريق عـبـورك للسـمـاء تحتاج : 1- أن تتـقـدم الطريق بإيمان فهذه كـانت وصـيـة الرب ليشوع ويكون حينما تسـتـقـر بطون أقـدام الكهنة .... فـي مـيـاه الأردن أن مـيـاه الأردن ... تنفلق ( يش٣ : ١٣ ) ... لذلك في العام الجديد كن إيجابيا ... وتقـدم طريقك نحو السماء ... ولا تسلم نفسك للمخاوف التي تعطلك . ٢ - أن تملأ قلبك بيقين أن الله سيسـتـخـدم كل الأمور وكل الأحداث وكل الأشخاص - حتى وإن كانوا أشرارا- من أجل خلاصك ، بل قد يستخدمك أيضاً لخلاصهم ، فهو قد استخدم راحاب وهي امرأة زانية لكي تخبئ الجاسوسين اللذين خرجا ليتجسسا أرض الميعاد فنجوا وصارا سبب خلاص لها ولبيتها ( يش ۲ ) . ٣ - في طريقك نحـو السـمـاء لا تستبعد أن تمر حـيـاتك بالضيقات أو الصعوبات ، ولكن كن واثقا أن الله سـيـخـرجك منها غالبا لأن هذه هي مسرته أن تنال نصيبا في الملكوت السماوي فلا تضعف ... ولا يصغر قلبك فهـذا هـو وعـده لـيـشـوع « الله الحي في وسطكم وطردا يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحويين ... ( يش ٣ : ١٠ ) . ٤- احرص أن تحفظ قلبك في حالة توبة مستمرة فالشعب الذي استطاع أن يدخل أريحـا ويـهـدم أسـوارها بدون قـتـال هو نفسه الذي انهزم في الطريق أمـام عـاى ، لأن الخطية قد دخلت إلى قلب أحـد الرجـال ... فـانـهـزم الشعب في الطريق ، لذلك احرص أن تعيش تائبا لكي يعبر بك الرب العام الجديد وأنت منتصر . ( يش ۸ ) . ٥ - أخيراً تمسك بالوصية الإلهية واختر أن تسلك فيها فهذه كانت وصية يشوع للشعب في نهاية حياته فتشددوا جدا لتحفظوا وتعملوا كل المكتوب في سفر شـريـعـة مـوسى » ( يش ٢٣: ٦ ) فـاخـتـر لنفسك أن تسلك بحسب الوصية ... فهي التي تحفظ خطواتك في طريق السماء . أخيرا ليكن الرب معك في عامك الجديد .. وليكن عام بركة وفرح وسلام في طريقك للملكوت السماوي . نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومجروح والخمس مدن الغربية
المزيد
24 مايو 2022

مفاعيل القيامة

في احتفالنا بعيد القـيـامـة وفـرحـة الخماسين المقدسة تحـضـرنا أفكار كثيرة تؤكد حقيقة قيامة الرب يسوع فـتبـوات الكتـاب تحدثت كثيرا عن القيامة ، كما كانت الأكفان دليلاً حيا على قـيـامـة الرب وهكذا كـانـت ظهورات الرب يسوع المتعددة لتلاميذه ، و كذلك أيضا خوف رؤسـاء الكهنة وتلقينهم للجنود كلمات كاذبة كلها أمور تؤكد حقيقة القيامة ولكننا في احتفالنا بالقـيـامـة لاتريدها دراسة فكرية عقلانية ولكننا نحب أن تصير القيامة في حياتنا اختبارا عمليا وسلوكا يوميا تختبرها كل يوم فتصبح القيامة حياة واختبارا وهذه بعض الأمور التي عندما نتأملها تجعلنا نعيش يروح القيامة 1- القيامة تجعلنا لا نخاف الموت فالرب يسوع عندما قام استطاع أن يكسر شوكة الموت عنا ، ولم يعد للموت سلطان على البشرية ولـم تـعـد الهاوية مكان الإنسان عند انتهاء حياته ، فبالقيامة أصبح الموت ميلادا سماويا جديدا ، فأن أردت أن تعيش القيامة ذكر نفسك دائما أن الرب قد حول لك العقوبة الموت خلاصا الحياة ، وذكر نفسك أيضا أن الرب قد قام لكي عندما تكمل رسالتك ، وتأتى ساعة انتقالك تردد قول الكتاب الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ( لو ۲۹ : ۲ ) لا يخوف بل بفرح ۲ - القيامة تهبنا فرحا وسط الضيقات فإيماننا أن الام الصليب قد انتهت بالقيامة تجعلنا مطمئنين في الضيقات ، بل فرحين حتى عندما نتألم فتتولد في داخلنا قوة لاحـتـمـال الألام من أجل الرب متذكرين كلمات الكتاب لأنه كـمـا تكثر ألام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثـر تعـريتنا أيضا ( ٢ كوا : 5 ) 3- القيامة تجعلنا نمارس الأسرار الكنسية بوعي روحي عميق وليس كممارسات طقسية جافة فتثق أنك في المعمودية قد دفنت الرب يسوع لتقوم بطبيعة جديدة فتحيا بالبر ، وأنك في الميرون قد تلت موعد الآب السماوي بالروح القدس ، وفي اعترافك تثق أن الرب الذي مات وقام عنك مسرته هي أن يرفع خطاياك ، وفي الإفخارستيا تؤمن أنك تتناول جسد الرب المكسور عنك على الصليب ودمه الذي سال لأجل خلاصك ، فتسلك بالروح لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو ٢٣ : ٤ ) 4- القيامة تملئنا رجاء وسط مشاكلنا : فالقيامة تعطيك رجاء في عمل الرب في مستقبل حياتك مهما ضاقت بك الحياة ، فلا تترك نفسك في مشاعر والام يوم الجمعة بل بالرجاء تثق أن هناك يوما ثالثا بعد وقت يطول أو يقصر فيه يقيمك الرب من مشكلتك ويفرحك ليكن لك إذا في كل حياتك فكر القيامة فتحيا حياتك فرحا متهللا سالگا بالروح ... فهذه هي مسرة الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران كرسي البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية
المزيد
01 سبتمبر 2020

كما يشتاق الإيل (مزمور 42)

المزمــــــــــــور الثاني والأربعون هو أحد المزامير المعزية التي لا نكرّرها في صلوات الأجبية اليومية، لكنه مزمـــــــــور تحمل كلماته لنا الكثير من التعزيات وقت الضيق والآلام. ففي الآلام هناك من تصغر نفسه ويكتئب، وهناك من تقوده الآلام إلى شوق أكثر إلى الله!!!والإيل نوع من الغزلان تتميز بعدوها السريع، وبشوقها الدائم وبحثها الناجح عن أماكن المياه، وأيضًا يميزها نجاحها الدائم في مواجهة الأفاعي والتغلُّب عليها. فالإيل يستطيع أن يعدو بسرعة ويهاجم الأفاعي ويقتلها، وهذا يتركه في عرق وعطش، فيعدو بسرعة إلى أماكن المياه (والماء في الكتاب المقدس هو إشارة للروح القدس الذي قال عنه الرب يسوع: «من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي» (يو7: 38)). أخيرًا يميّز الإيل أنها تتحرك في جماعات مستندة على بعضها البعض، كعلامة حب واحتمال للأخوة، فكل فرد في الجماعة يهتم بسلامة إخوته لكيما يعبروا الطريق معا!والمزمور يمثل شوق الإنسان إلى الله –رغم كل الآلام- بشوق الإيل إلى جداول المياه.كما يَشتاقُ الإيَّلُ إلَى جَداوِلِ المياهِ، هكذا تشتاقُ نَفسي إلَيكَ يا اللهُ. عَطِشَتْ نَفسي إلَى اللهِ، إلَى الإلهِ الحَيِّ: فالإنسان يقابل في حياته العديد من الأفاعي وهي تمثل حروب الشياطين، وهي على أنواع شتى، بعضها شر ظاهر وبعضها ذات بريق ملفت، لكن الإنسان الروحي لا ينخدع أبدًا بنعومة ملمس الأفاعي ولا بجمال شكلها، ولا يخشى الآلام التي تسبّبها له هذه الحروب، لكنها يواجهها ويهزمها جميعًا، ولا تزيده هذه الحروب والآلام إلّا شوقًا إلـــــــــــى الـــــــــرب وفرحًا به. مَتَى أجيءُ وأتَراءَى قُدّامَ اللهِ؟: وهذا هو شوق الإنسان الروحي، إنه يشتاق إلى أيّ وقت يصلي فيه، أو يخدم الآخرين، أو يسأل عن إخوته، فهذه كلها هي عمل للوجود في محضر الله. فالآلام لا تزيد المسيحي سوى شوق إلى الله ومحبة لإخوته!!! صارَتْ لي دُموعي خُبزًا نهارًا وليلًا: والخبز مهما كان يابسًا فهو موضوع شبع لصاحبه، فالإنسان المتمتّع بتعزيات الله تتحول ضيقات النهار -مهما كانت- إلى موضوع تعزيات ليلًا، إذ يضعها بدموع أمام الله في الصلاة، فالإنسان الروحي تتحول علاقته بالرب إلى علاقة شوق واختبار، فهو لا يعتبر صلواته واجبًا ثقيلًا عليه، بل يشتاق أن يجلس إلى الله وتكون آلام النهار خبز للليل، وما يصنعه معه الرب نهارًا يكون تعزية له ليلًا.إذ قيلَ لي كُلَّ يومٍ: «أين إلهُكَ؟»: وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، إذ يعيّرنا البشر: هذا هو إلهكم يترككم للآلام! لكن من يتأثر بكلام الناس لا يمكنه أن يحوِّل آلام النهار إلى تعزبة.هذِهِ أذكُرُها فأسكُبُ نَفسي علَيَّ: هذا هو رد فعل الإنسان الروحي تجاه الآلام وتعييرات الآخرين. أنا أتذكر تعيير العدو (الشيطان) لي، ولا أدع آلامي تلهيني، ولا تجعلني أتذمّر على الرب، بل أتخلّى عن ذاتي، ولا تصير نفسي ثمينة عندي، ولا أترك محبتي لذاتي تجعلني أضطرب، بل أتذكر ضعفاتي وخطاياي، وأقول لنفسي إنني مستحق للآلام، وأقدم توبة عن كل ضعفاتي، فتتحول آلامي إلى سبب للقائي مـــــــع الـــــــــــــــرب والتعزية به. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل