الله يفتقد الإنسان

01 يناير 2024
Large image

عيد الميلاد المجيد فاتحة أعيادنا في السنة الميلادية الجديدة، واحتفالنا به ليس تاريخيا ولا كنسيا فقط، وإنما هو مناسبة فوق الزمان إذ فيه وبه يفتقد الله بنفسه البشرية جمعاء. إنه حدث ليس له مثيل في تاريخ البشر، إذ أن «الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء - خلال العهد القديم - قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كَلْمَنا نحن البشر في العهد الجديد - في هذه الأيام الأخيرة في ابنه السيد المسيح - الَّذِي جَعَله وارثا لكل شيء، الذي به أيضًا عمل العالمين» (عبرانيين ٢،١:١). ولكن ما معنى أن الله بالتجسد يفتقد الانسان؟!
الانسان ثمين جدا عند الله.. هو لذته وصنعة يديه.. هو المخلوق الذي توج به الله خليقته. إن جاز التعبير هو شغل الله الشاغل.
الله يهتم بخليقته، عالمنا وكل ما فيه من قضايا وأحوال مادية ومعنوية منظورة أو غير منظورة، ولكن وسط كل هذا أراد أن يكرم الجسد الإنساني وأن يقدسه ويرفع
من قيمته ، فاتخذ جسدا وحل بيننا نحن البشر (يوحنا ١٤:١)
التجسد حدث فريد، ولكنه ليس ماضيًا أو أثريا، ولا مسيحيتنا متحفًا، إنما المسيح الذي أتى إلى بيت لحم يأتي اليوم لمن يقبله بالإيمان في أي زمان وفي أي مكان ولأي انسان
التجسد كان الطريق إلى الفداء لأنه هكذا أحَبَّ اللَّهُ العَالَم حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: ١٦) (راجع تيموثاوس الأولى ٣: ١٦).
التجسد جعلنا ندرك قوة هذا الاسم «عمانوئيل» «الله معنا» (متی ۱: ۲۳)، ليس مجازيًا ولا معنويا، بل واقعيًا وشخصيًا، وفاعلية هذا الاسم الممتد معنا عبر الزمان "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمین" (متی ۲۰:۲۸)
كثيرون يفكرون في المسيح على أنه في «الماضي» وآخرون يفكرون في المسيح الذي سيأتي في «المستقبل» أما نحن فنؤمن بالمسيح الحاضر معنا والعامل فينا: إنه بالحقيقة حياتنا كلنا وخلاصنا كلنا ورجاؤنا كلنا وشفاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا.
سنه جديدة حلوة مع يسوع، فيها بركات الفرح والسلام والمحبة لجميعكم، ولبلادنا العزيزة مع أطيب أمنياتي
قداسة البابا تواضروس الثانى.

عدد الزيارات 66

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل