دروس من الميلاد

11 يناير 2024
Large image

كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد وعيد الميلاد المجيد أعاده الرب عليكم وعلينا ونحن في كامل الصحة والسعادة في كل عام نحتفل بعيد الميلاد المجيد نتعلم دروس جديدة من هذا العيد، ربنا يعيننا حتى نحياها..
الدرس الأول: معرفة ورؤية الرب الرب موجود في كل مكان ومن أراد أن يراه سيراه ولكن من لا يريد أن يراه لن يراه. هكذا في ميلاده ولد في بيت لحم، ولم يره أحد إلا الرعاة رغم انه ولد في وقت كانت القرية مليئة بالناس وكذلك المجوس البعيدون رأوا نجمه وأتوا ليروه والعجيب أن رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين عرفوا مكانه وأخبروا هيرودس عنه، ولكنهم لم يروه ولم يستمتعوا به.
الدرس الثاني: تسبيح الرب في ميلاد السيد المسيح له المجد، سبحت الملائكة التسبحة الجميلة «الْمَجْدُ اللهِ في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (لو ١٤:٢)، وكل من التقى بالمولود سبح الله؛ فهل نحن أيضا سبحنا الله؟ كانت أمامنا فرصة شهر كيهك بكامله تصلى وتسبح فهل استفدنا منها؟! لكن أمامنا أيضا السنة كلها بإمكاننا أن نصلي ونسبح فيها للرب، فما أجمل التسبيح إنه شركة مع السمانيين وعمل القديسين والحياة في السماء ونحن على الأرض. إنه عينة مما سنفعله في السماء قال أحد الآباء: «إن من يقتني الصلاة والتسبيح يدخل في طغمة الروحانيين دون عناء».
الدرس الثالث: تقدمة للرب: وفي العهد القديم نري كثيرين قدموا تقدمات للرب، وكانت هذه التقدمات تُسمّى أيضا «قرابين»، لأنهم يتقربون بها إلى الله. ولكن لماذا قبل الرب تقدمات القديسين؟ كانت تعبيرا عن الحب وتقديم القلب الله. وكانت تحمل أحيانا شعور الانسحاق والاعتراف بالخطية، كما في ذبائح الخطية وذبائح الإثم والمحرقات التي قدمها أيوب عن أبنائه (أي ٥:١) وأما بالنسبة لهدايا المجوس فنتعلم منها:
الذهب: يرمز إلى الشيء الثمين ويرمز إلى النقاوة. ولذلك نرى كيف كان الذهب مستخدما في الهيكل في العهد القديم كان تابوت العهد مغشي بالذهب النقي من الداخل والخارج وغطاؤه من ذهب نقي، والكاروبان اللذان عليه من الذهب أيضا، وكانت المائدة مغشاة بالذهب النقي، والأواني من الذهب النقي (خر (۳۷). كل هذا كان رمزا إلى عظمة الخدمة ونقاوتها. الذي يشعر أن نفسه غالية، يجب أن لا يفسدها. إن كانت نفسك غالية عند الله والناس، حافظ عليها، ولا تتسبب في هلاكها وضياعها، ولا تسمح أن تفقد نقاوتها وتفقد صورتها الإلهية لتكن باستمرار ذهبا خالصا نقيا مثل منارة الذهب والمجمرة الذهب، وتابوت العهد... إن المجوس لما قدموا للرب ذهبا، قدموا أثمن ما عندهم.
اللبان: اللبان يرمز إلى الكهنوت وإلى العبادة. يرمز إلى الكهنوت لأن اللبان هو حبات البخور التي توضع في المجمرة، وتقديم البخور هو من عمل الكهنة فقط (خر ٨:٣٠). وبخور اللبان يرمز إلى العبادة أيضا، كما يقول المرتل فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك. وليكن رفع يدي كذبيحة مسائية» (مز٢:١٤١). وقيل عن البخور في سفر الرؤيا إنه صلوات القديسين صلوات القديسين هي بخور زكي الرائحة، صاعد إلى الله... فالأربعة والعشرون كاهنا، كانوا يحملون جامات من ذهب «مملوءة بخورا هي صلوات القديسين» (رؤه:۸) وحبات اللبان حينما توضع في النار، تتحول إلى بخور أو دخان تذكرنا بصلوات القديسين والبخور اللبان المحترق) يعتبر ذبيحة، كانت تقدم إلى الله على مذبح البخور (خر :٣٥:٣٧). فهل أنت تقدم حياتك كلها، وليس مجرد صلاتك كذبيحة الله، كمحرقة بخور ؟ ليتك في هذا تستمع إلى قول الرسول «أطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة، مرضية عند الله عبادتكم العقلية» (رو ۱:۱۲) نفسك الثمينة يمثلها الذهب. وعبادتك النقية يمثلها اللبان المحترق كبخور فماذا عن المر إذن؟
الـمــــــــر: المر هو رمز الألم. وهو أيضا عطر سائل. ولذلك قيل في سفر النشيد ومعطرة بالمر واللبان» (نش ٦:٣) المر في رائحته عطر، وفي مذاقته مر. وهذا يعطينا فكرة جميلة عن الألم الذي يرمز إليه المر... إنه في نفس الوقت عطر، أي أن الآلام لها رائحة زكية أمام الله، فتتعطر الكنيسة بآلامها حينما تقف أمام الله. ويتنسم الله من الأمها رائحة الرضا. وكل عام وأنتم بخير
نيافة الحبر الجليل الانبا تكلا مطران دشنا

عدد الزيارات 61

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل