عيد الميلاد المجيد ( عيد العطايا )

03 يناير 2024
Large image

أعطانا ذاته تاركاً سماءه متخلياً عن مجده.. مرتضيا أن يولد في مذود حقير للبقر في أضعف وأفقر صورة أعطانا النور حينما سقط الإنسان دخل إلى عالم الظلمة ظلمة الخطية والانفصال عن الله.. فالله نور وساكن في النور وتسبحه ملائكة النور ( ١ يو٥:١ ،١تى ٦ :١٦) لهذا فالخطية هي الظلمة ظلمة الانفصال عن الله النور وظلمة العمى الروحي عمي البصيرة الذي يتبع ذلك والخاطئ بالفعل إنسان أعمى لا يرى النور لايرى نفسه ولایری الله ولايرى الطريق وهكذا يتخبط حتى إلى الموت والهاوية.. كانت البشرية تعيش في الظلمة.
ظلمة العقل عاشت البشرية قرونا تتصور الإله وثنا تتعبد له تارة في شكل صنم من حجر أو ذهب وأخرى في شكل مخلوق قوى كالعجل أبيس أو الحية أو في صورة أحد مخلوقات الله كالشمس أو البحر أو النار ظلمة الغريزة غرائز تقود إلى الشر القتل والتملك والزني..
ظلمة الخطية سيطر عدو الخير على الإنسانية وأعطاها قدرة اختراع الشرور فسمعنا عن موبقات كثيرة .... - إشراقات خافتة ....
ظهرت تطل على البشرية كلمات الأنبياء التي تدعو الناس إلى طريق الرب والخضوع لـنامــوســــــه ووصاياه وكثرت الشرائع والطقوس والذبائح والاغتسالات والفرائض لعلها تصنع شيئا، ولكنها لم تكن كافية لتغيير الطبيعة التي فسدت وكذلك ظهرت مجموعة من الفلاسفة يبحثون عن الحق وعن الله ولكن هذا كان كله مجرد شموع خافتة وظهر النور فحينما ولد الرب أضاء مجد الرب حول الرعاة وسمعوا البشارة بميلاد المسيح. "نور العالم "(يو ١٢:٨). أعطانا الخلاص ولد لكم اليوم مخلص (لو ١١:٢) بميلاد المسيح ولد المخلص بل ولد الخلاص، فلا خلاص دون فداء ولا فداء بدون تجسد ولا تجسد بدون ميلاد انتظرت البشرية هذا الخلاص منذ زمن بعيد وإن كان آدم الأول به متنا فبالثاني نحيا ونخلص خلصنا من الهلاك والموت الأبدى وإن لم يكن خلاصاً سهلاً فقد كلفه دمه الكريم وجسده المكسور وإن كنا نؤمن أن الخلاص يبدأ بالمعمودية وينتهي بالموت وهذان نأخذهما مجاناً فبقى الشرط الثالث وهو الأعمال الصالحة والتوبة وهذه مسئوليتك فهل تجدد الآن عهود التوبة أعطانا المجد إن كان الله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله من ناحية المجد والبهاء فإنه فقده بالسقوط وصار تحت نير الشيطان ويتهاوى تحت ثقل ضربات الجسد المتمرد والغريزة الثائرة والطبيعة الملوثة وكان صعبا على الله أن يترك الإنسان خليقته المحبوبة - ليضيع فيفرح الشيطان، وتهوى صورة الله إلى قاع سحيق من المهانة نعم كان الموت للإنسان هو حكم الله ولكن هذا يعنى عدم قدرة الله على الاستمرار في مشروعه أو عدم حنان الله على بشر ضعيف تعرض لإغراء العدو الشرير وحاش لله أن نشك في قدرته أو حبه إذن فليسامح الإنسان وهذا غير مقبول ففيه ضياع الحقوق العدالة الإلهية التي حكمت بموته وفيه استمرار للفساد الإنساني حتى بعد مسامحته على السقطة الأولى والخطيرة إذن فليفتدى الإنسان فتجسد ابن الله ومات عن الإنسان إعمالا للعدالة الإلهية - وتعبيراً عن الحب الإلهي في آن واحد وهكذا رأينا (الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلائما مزه ۸: ۱۰) لذلك كان طبيعياً أن تصرح جوقات الملائكة (المجد لله في الأعالي) فميلاد المخلص كان التمهيد الطبيعي للغداء والقيامة والخلاص.
نيافة الحبر الجليل الانيا تكلا مطران دشنا وتوابعها

عدد الزيارات 63

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل