مجئ المسيح الى أرض مصر

14 يناير 2024
Large image

الأحد الأول يا أحبائى من شهر طوبة المُبارك يُكلمنا عن هروب رب المجد يسوع مع يوسف البار و امه السيدة العذراء إلى أرض مصر ," و لما مضوا إذا ملاك الله قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا : قم خُذ الصبى و امه و اهرب إلى مصر, و كن هُناك حتى أقول لك لأن هيرودس مُزمع أن يطلب الصبى و يهلكه , فقام و أخذ الصبى و امه ليلا و مضى إلى مصر, و كان هُناك إلى وفاة هيرودس".
فى الحقيقة يا أحبائى يوسف البار , واضح جدا إنه كان صديق للملائكة , نلاحظ إن أحداث كثيرة , الملاك كان يُكلمه, كان يتدخل فى الوقت المُناسب , و نجد إن الملاك ظهر له , عندما شك فى السيدة العذراء , و كلمه الآن لكى يهرب , ثم كلمه لكى يعود , ثم كلمه لكى يقول له إين يذهب عندما يعود , فقال له:" لا تعود إلى بيت لحم , إذهب إلى الناصرة , إلى الجليل" لأن ابن هيرودس هو الذى كان سيمسك الحكم و كان يتبعنفس مدرسة العنف التى كان يتبعها ابوه .
الإنسان البار يا أحبائى تجد الله يتدخل فى حياته بطريقة عجيبة , تجد الرب يُرتب له حياتهو يمنع عنه أخطار هو نفسه لا يعرفها , تجده يُعطى له إطمأنان فى حينه , فنجد يوسف الصديق " البار" حامل ميلاد العذراء البتولى , الذى رافق السيدة العذراء مريم حتى استقرت هى و ابنها , حتى كبر يوسف البار فى السن و تنيح. الإنسان البار يا أحبائى , الملائكة ترتاح له و تتكلم معه و تُصاحبه , بل و تستخدمه لإتمام مشيئة الله , مثل يوسف البار , الملائكة تستخدمه و تكلمه و ترتاح له , عكس الإنسان الشرير يا أحبائى , الملائكة لا ترتاح له بل الشياطين, مثل:"هيرودس" يرتاح له الشيطان و يُكلمه الشيطان , فالشيطان يستخدم هيرودس لزعزعة مملكة ربنا يسوع المسيح, و الملائكة تستخدم يوسف لتثبيت مملكة الرب يسوع المسيح , كل واحد فينا يسأل نفسه :" هل أنا صديق ملائكة أم شياطين؟؟" هل أنا عندما يأتى لى صوت بداخلى , أستجيب لأى منهما , صوت البر أم صوت الشر؟؟؟ فإذا كنت أنا أميل إلى صو الشر باستمرار , فأكون بهذا موطن علاقتى مع الشياطين," صوت العنف , صوت الإنتقام , صوت الدم , صوت الخيانة , كل هذا الكلام هى أصوات الشياطين . و لهذا الشيطان يستخدم مُعينين لإتمام إرادته أو أغراضه الشريرة , و لكن هنا يدخل و يُطمأن أمنا السيدة العذراء و يوسف النجار , و يقول له :" لا تخف , خُذ مريم امرأتك و اهرب إلى مصر , و أحيانا يقول له :" خُذ الصبى و امه و اهرب إلى مصر".
المسيح يا أحبائى تلاحظوا إن حياته يوجد فيها تجارب كثيرة جدا , من ولادته و هو مرفوض , و هو مُطارد و هو مُضطهد , و هو مطلوب للقتل , كثيرا يا أحبائى ناس تحيا مع الله يسوع , و يقول لك مادام أنا مع الله يسوع إذا لابد إن حياتى تكون هادئة جدا و جميلة و لا يوجدبها أى شئ , لأن أمنا إلهى ضابط الكل , فأول عندما تأتى لنا مُشكله , نقول له كيف هذا , ألست أنت إلهنا , ألست من المفترض أن تأخذ بالك مننا , من المُفترض أن تحمينا !!!
أستطيع أن أقول لك , موقف مثل موقف هروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر , فكان من الممكن بحسب الفكر البشرى , هذا الموقف يعثرهم !! فما هذا ؟!! أليس من المفترض إن المولود منكى يُدعى قدوس ابن العلى , اليس هذا هو المُخلص, و المُخلص و تقول لنا أهرب , ابن العلى و لا تستطيع أن تحميه , هو لا يستطيع أن يحمينا , كان من الممكن جدا إذا فكروا فكر بشرى , كانوا تشككوا و كانوا قالوا لا , بالطبع هذا ولد عادى , و لكن هذا الكلام لم يثر الشكوك فى قلبهم و لكن طاوعوه و أكملوا الإرادة الإلهية .
كثيرا يا أحبائى , نحن نُريد إن الله يعمل معنا بمقايسنا نحن الدنيوية البشرية , نُريد إن الله يعمل معنا بفكرنا , بعقلنا , بأمرنا , بتدابرنا , من هذا هيرودس ؟؟ كان من الممكن أن يُميته , لأنه يطلب الصبى ليهلكه , أنت تستطيع أن تفعل كل شئ , هل تُريدنا و أنت الله العلى , نحن أن نهرب ؟؟!! لماذا ؟؟ّ!! و هيرودس يعيش !!!, أحيانا يا أحبائى ما تكون أفكار الله بالنسبة لنا هى بعيدة تماما عن أفكارنا , فهو ملك وظالم و قاسى و قاتل !!! . و كأن الرب يسوع أراد أن يأتى و يعيش أحلك ظروف الإنسان , حتى إن أى أحد فينا بعد منه لا يُصبح له شكوى . فأى إنسان فقير يجد فى يسوع كل عزائه , أى إنسان مُضطهد يجد فى يسوع كل عزائه , إى إنسان مرفوض و مطرود , يجد فى يسوع كل عزائه , أى إنسان مُتألم يجد فى يسوع كل عزاؤه .
فكان من الممكن حياة الرب يسوع تكون هادئة جدا , لا يوجد فيها ضيق و لا إضطهاد و لا فقر , و كان من الممكن يتولد فى بيت ناس أغنية و يتولد طفل مُدلل , و بعد ذلك كل الناس تحبه و ترفعه لفوق و و تشكر فيه , لا و لكنه قيل عنه ,:" إنه رجل حزن و مختبر وجع " طفل صغير يُثير سلطام ملك و يزعزع سُلطان ملك و يفقده صوابه و يجعله يتصرف تصرفات طائشة , هل أحد يعتقد إنه لكى يُريد أن يتخلص من طفل يقتل كل الأطفال , كل الإطفال !! يا للهول , و ليس الذين يخصوا بيت لحم فقط بل كل المدينة , فقام بعمل خدعة فيهم و أصدر قرار بأحصاء الأطفال جميعا سنتين فيما دون , و الدولة الرومانية آخذة على حكاية الإحصائيات , فإنه شئ ليس غريب عليهم , فإنها دولة مُنظمة جدا , فالدولة الرومانية معروفة , فى الطرق و فى الإحصائيات و فى الإقتصاد و فى الحروب , فقالوا الذين لديهم أطفال يأتوا لكى نؤيدوهم بدل ما نذهب و نلف على البيوت , و بالطبع الناس غلابة ,مساكين , ذهبوا لكى يعدوهم لأن يأخذوهم و يذبحوهم , كم هو قاسى هذا المنظر يا أحبائى !!! . فعدو الخير غير قادر على أن يتحمل إن هُناك احد يُدعى المسيح , لا يستطيع و لهذا يُقاوم و يُعاند و يُشكك و لهذا يُريد أن يبيد .
و لهذا نحن , إن لم نأخذ هذة الأمور بعين الإيمان و نعرف إن ربنا يسوع إجتاز هذة الظروف قبلنا , " ففيما هو تألم مُجربا يقدر أن يُعين الُمجربين " فتعرض للضرب و الإضطهاد و للضيق و للطرد , فيذهب إلى مصر , إذا كانت أورشليم بيت لحم , الذى هو يُعتبر بلدهم و من المُفترض أن يكون لهم بعض المعارف فيها , لم يكن لهم مكان فيها , فهل سيجدوا مكان فى مصر , البلد الوثنية , التى كلها عبدة أوثان و أصنام , فهو غير ذاهب إلى مكان آمن , لا يوجد فيه احد يعرفه , ذاهب إلى المكان , الذى ليس من الممكن أن يتوقع أحد إنهم يقبلوه , حياة كلها ألم و حزن و تجارب و لكنها كلها تكميل لإرادة إلهية .
كثير يا أحبائى نتوقع إن ربنا يتدخل لحل مشاكلنا بمعجزات , كثير , كثير ما نقول له يا رب تدخل لحل مشاكلنا , تدخل و أقتل هيرودس الذى يُريد أن يقتلك , انت الإله العلى , يقول لك , لا . أنا اريد أن أعيش آلامك و تجاربك و أعيش ضيقاتك , حتى إننى أريد أنك تعتبرنى إننى شريك لكل آلامك هذة , ربنا يسوع هُنا يُعلمنا إنه إنسان طبيعى , عادى , لا يستغل قوة سُلطان لاهوته فى حل مشاكله و لا فى مواجهة الشيطان , لا الشيطان يُحاربه كأنه إنسان عادى جدا , يُحاربه بالجوع , و يُحاربه بالكرامة و يُحاربه بالضيق , و يُحاربه بغرايات العالم , و هنا يُحاربه , بإنه يجعله يهرب , لأنه مطلوب إنه يقتله , و لهذا نستطيع أن نقول إن الإنسان يا أحبائى عليه إنه يعلم إنه لابد أن يقبل تدابير الله لحياته . و هُنا أيضا يقول له :" إذهب إلى أرض مصر و كُن هُناك حتى أقول لك . مكان غير مُحدد و زمن غير مُحدد , و هذا يُفكرنا بأبونا إبراهيم , الذى يقول الكتاب عنه " إنه خرج و هو لا يعلم إلى إين يذهب؟؟؟ , فهُنا أيضا , هم ذاهبين و لايدرون , إين هم سيجلسون و إلى متى سوف يظلون هُناك ؟؟ , الإنسان يا أحبائى المُتكل على الله بكل قلبه , هو مُسلم كل أموره لله و ربنا يتولى كل أموره , "فطوبى لجميع المُتكلين عليه" . الشيطان يا أحبائى مُتربص بأولاد الله , مُتربص بالمسيح , لأنه يعلم إن فى المسيح الخلاص , و إذا قتلنا المسيح , نكون قتلنا الخلاص , فيبقى الإنسان فى خطاياه . و لهذا الإمر ليس فقط مُجرد حرب مع شخص و لكنه حرب لتدمير الخلاص الإنسانى , و لهذا نستطيع ان نقول , " لا يوجد حدود للحرب مع أولاد الله , فقد قال عنها الكتاب المقدس ,:" للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور , من جيل إلى جيل " . و لهذا قال لك:" مرارا كثيرة حاربونى مُنذ صباى , مرارا كثيرة قاتلونى منذ شبابى و إنهم لم يقدروا علىّ " فيقول منذ صباى , شاهدوا هذة النبوة و جمالها , فمنذ صغرى , مرارا كثيرة حاربونى , فى سفر أشعياء الإصحاح 37 , يقول له و كأن المسيح يُخاطب الأشرار الذين هم مثل هيرودس , الذين رفضوا تدبير خلاصه , فيقول له :" و لكنى عالم بجلوسك و خروجك و دخزلم و هيجانك علىّ لأن هيجانك و عجرفتك قد صعد إلى أذنى " مُجرد علم فقط إن المسيح سيولد , هاج جدا عليه , و لكن ما الذى سيفعله الله , قال له " أضع خزامتى فى أنفك و شكيمتى فى شفتيك و أردك فى الطريق الذى أتيت فيه " فى سفر أرميا الإصحاح الأول يقول :" ويل لى يا أمى لأنكى ولدتينى إنسان خصام و إنسان نزاع " كيف هذا يا رب فأنت ملك السلام ؟؟؟ يقول :" و لكنهم رفضونى " و لهذا قال ,:" ما جئت لألقى سلام بل سيف " . لنه يُهيج الشيطان , الله آتى بسلام و لكنهم لا يُريدوا السلام . و لكن ما موقفك أنت يا رب يسوع تجاه هؤلاء النا ؟؟؟" فيقول ربنا يسوع :" أنا مع مُبغضى السلام صاحب سلام ". هو يُريد أن يقتلنى , أنا قلت أبعد بعيد و أهرب , و لكن مع كل هذا و الشر ساكن بداخلك و لهذا قال :" أنه وضع لسقوط و قيام كثيرين و لعلامة تُقاموم , و لكن كان من الممكن هيرودس يقتله و ينتهى الأمر . أقول لك لا , لأن موته ليس بسلطان هيرودس بل بترتيب إلهى , فإن المسيح لم يأتى فقط لكى يموت , بل لكى يُعلمنا كيف يحيا الإنسان , المسيح لم يأتى لكى يعيش سنتين و يموت و يكوت بهذا خلصنا و فدانا , لا , فإين تعاليمه و إين مُعجزاته , إين النموذج الذى يُريد أن يُعطيه لنا و نتعلم منه , و المسيح كان لابد أيضا أن يموت مصلوب , و فى العُرف اليهودى لا يوجد طفل يموت مصلوب , حتى سن مُعين , إذا هو لا يستطيع أن يموت مصلوب و هو فى هذا السن , فالمسيح منذ طفولته يا أحبائى , يؤكد علينا حقيقة إنه إنسان , حقيقة التجسد , حقيقة الحماية الإلهية , حقيقة التدبير الإلهى , حقيقة التجارب و الآلام التى ستأتى على اولاد الله , و لابد أن يقبلوها بشكر و آلام , كثيرا يا أحبائى ما أجد ناس خائفة و مُضطربة , و لكننى أقول لك :إنها خطة الشيطان ضد أولاد الله. , فإن مُصارعتنا ليست مع دم و لحم , بل مع أجناد , مع سلاطين , مع قوات الشر " . فهيرودس مُستخدم من الشيطان , كثيرا غيره كثير تجد ناس مُستخدمة من الشيطان لزعزعة سلام أولاد الله , لأن إلههم هو ملك السلام فيريدوا أن يزعزعوا سلامهم , فما الذى يفعلوه ؟؟؟ يطلبوا نفوسهم , يقلقوهم , يُزعجوهم , و لكنهم يجب أن يكونوا ثابتين فى مواعيد الله , فمن البداية يا أحبائى فى مقاومة من الشيطان و بين الزرع المقدس و النسل المقدس الذى يسير فى العالم , فهذا من البداية , من بداية قايين و هابيل , فالشيطان لم يحتمل أن يوجد بار , فما الذى نفعله ؟؟ لابد أن نقتله , هابيل كان بار مُرضى لله , يُربى غنم لكى يُقدمها ذبائح لله إنسان مُكرس , فهل يوجد أحسن من ذلك؟؟؟ , لكن أخوه قام عليه و حسده و قتله فى الحقل فمن هذا الذى فعل ذلك ؟؟ الشيطان الذى أستخدم قايين و جعله يقتل أخيه . أيضا فرعون ملك مصر , لماذا يُريد أن يُبيد ذكور العبرانيين , لماذا ؟؟ يقول :" لأننى لا أريد إن هذا النسل المقدس يكبر و يتبقى هؤلاء الرجال العبرانيين الكبار , الذين بعد حين سيموتون و يتبقى النساء قفط الذين يتزوجزا من مصريين و بهذا يكون أباد كل شعب بنى إسرائيل , فيا لها من قسوة إن أحد يُصدر قرار بقتل جميع الذكور , أو فى مثل أيام هيرودس , القرار الذى أصدره لقتل كل الأطفال سنتين فيما دون , فما هذة القسوة ؟؟. أقول لك هذا هو الشيطان , هذة هى مملكة الظلمة . و لكن مُبارك الله يا أحبائى , فيقتل ما يقتل , و يبقى الزرع المقدس مُمتدا , و لماذا ؟؟ لأنه تدبير إلهى , هو يعتقد إنه إذا قتل , سوف يُبيد كل الذكور , و ينتهى منهم و لكن لا , يوجد بين هؤلاء الذكور موسى و سينجو بتدبير إلهى و سيكون قائد لهذا الشعب و يكون مُخلص لهذا الشعب , و أنت يا فرعون الذى تُريد أن تبيده هو الذى سيبيدك , الزرع المقدس يا أحبائى , مقاوم من العالم و من الشيطان إلى الآن . رأينا فى الكتاب المقدس , مشاهد كثير أخرى لأشياء مثل هذة .
فمرة فى أيام واحد من القضاة ,واحد بسبب إنه أتى من زوجة غير شرعية فقتل كل إخوته , قتل 74 أخ , لكى يكون هو الملك , و لكن الله ايضا أبقى له واحد , هرب , و وقف و قال له , أنا الملك الشرعى و أنا القاضى الشرعى .
مرة ملكة فى أيام ملوك يهوذا قتلت كل الأطفال الذين من الممكن أن يأتى منهم النسل الملكى , لكن واحدة جارية!! جرية , هربت طفل صغير عنده 5 سنين , و جعلته يكبر عندها و كبر و قال لها :" أنا الملك الشرعى " الذى هو يوشيا الملك . مبارك أنت يا رب الذى تُبقى لك بقية , الشيطان يا أحبائى , لا يُريد أن يكون لنسل يهوذا بقية , لا يُريد أن يكون للعبرانيين بقية , لا يُريد أن يكون ليسوع بقية , لا يُريد أن يكون ليسوع بقية , فهو يُريد يبيده . و لكن الله له تدبير , و فى النهاية يقوم و يأخذ الصبى إلى أرض مصر , و هذا أجمل إطمأنان لينا يا أحبائى , إن أرضنا تباركت بقدومه , إنه أتى إلى أرضنا و باركنا و بارك زرعنا و نيلنا و بارك بقاعها و نّوّر مصر , و عندما دخل أرتجلت الأوثان و كانت تسقط من وجهه , أصبح هُناك ناس يُؤمنون و أناس أخرى يرفضونه , لدرجة إن شاع ذكره بين المدن , فأصبحت المدن تخاف عندما يأتى إليها , فأصبحوا يرفضوه , لأنهم يعلموا إنه إذا دخل عندهم ستتحطم الأوثان , آلهتنا و بهذا سوف يُجلب الغضب عليهم بحسب إعتقادهم , و لكن ناس أخرى مجدوه , و هناك ناس عرفوه , و لهذا نحن نقول إننا نحن أهل مصر , نحن نفتخر إن الذى كرز لنا ليس مارمرقس , بل ربنا يسوع بنفسه , فعندما آتى مارمرقس , كان ربنا يسوع كان قد مهد له الطريق , فبعد مجئ ربنا يسوع المسيح إلى أرض مصر بحوالى 40 او 50 سنة , عندما جاء مارمرقس , قالوا الناس الذين سمعوه إنه يُنادى بنفس الطفل الذى آتى إلينا و عمل كذا و كذا وكذا . و لهذا كرازة مارمرقس كانت مُمهدة , و بارك بقاع أرض مصر , ليست بالصدفة يا أحبائى إنه يهرب إلى أرض مصر , فكان من الممكن يذهب إلى الشام أو العراق أو السعودية , فكلها بالد أقرب بالنسبة إلى فلسطين , و لكن لا هو آتى إلى أرض مصر لكى يُباركها " يكون للرب مذبح فى وسط أرض مصر " فالذى كان يقرأ كلمة مذبح فى وسط أرض مصر أيام أشعياء النبى , كان لا يعى هذا الكلام , لأنه لا يوجد مذبح إلا فى أورشليم , هو هيكل واحد و كانوا يذهبوا إليه من كل مكان , فماذا يُعنى هذا الكلام , كيف إن مصر سيكون فيها مذبح ؟؟! هل هذا سيكون بجانب أورشليم أم مُضادة لأورشليم ؟؟
هذا وعد إلهى فى سفر أشعياء النبى :" يكون للرب مذبح فى وسط أرض مصر و عمود للرب عند تخومها " . فما هذا المذبح؟؟ قال لك هذة هى الكنيسة , أنا آتى لؤسسها بنفسى , التى ستكون حارثة للتعاليم الإلهية القبطية الأرثوذوكسية , القديس أثاناثيوس الرسول , القديس أنطونيوس , هؤلاء هم بركة وجود الرب يسوع المسيح فى أرض مصر فأنتوا أيضا يا أحبائى أتى من إن المسيح زار أرض مصر , فعندما نزل أرض مصر , أتى من فوق لتحت و صعد ثانية ثم , دخل يمين و شمال , فعمل علامة صليب على أرض مصر, فمن العريش إلى أسيوط و من وادى النطرون لسمنوت , فعمل صليب و بارك بقاع أرض مصر , باركها , و لهذا يا أحبائى :" يجب أن تمسكوا بإلههكم " خليك قوى و خليك واثق إن أنت محظوظ , إنك أنت تعيش فى بلد المسيح أقدامه قد وطأتها فعندما تكون مُتضايق بعض الشئ , أقول لك :" أنت ترى ربنا يسوع المسيح سيدك , هو لم يرتاح , فالناس كانت دائما ما تنقضه و تُشكك فيه , هل كان فى كل مكان يذهب إليه يحملوه على الأكتاف و الأعناق؟؟! , هل أنت ترى إن سيدك كان مُمجد جدا فى كل مكان يذهب إليه . فقال لك :" إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب فكم يكون باليابس" . و لهذا كنيسة مصر يقول لك , للحب الذى أخذته قدمت شُهداء , قديسين هذا عددهم.
نحن مدعوون يا أحبائى , أنت مدعو يا عزيزى إنك أنت تكون من الجيش الذى خلصه المسيح و باركه , و أعطانا الوعد الإلهى المكتوب في سفر أشعياء :" مُبارك شعبى مصر ". و" من مصر دعوت ابنى ".
فدعوت ابنى المقصود بها حاجتين :1
1- إسرائيل الذى خلصهم من سُلطان فرعون.
2- ربنا يسوع المسيح.
نحن يا أحبائى علينا إننا فى مواقف ربنا يسوع المسيح , نأخذ نصيبنا منها , فهذة ليست أحداث تاريخية , هذا ليس تاريخ يا أحبائى , و لكن هذا واقع المسيح , الذى قيل عنه :" هو هو أمس و اليوم و إلى الأبد "ربنا يُعطينا نعمة و بركة كل أحداث المسيح , تدخل فى حياتنا , و تملأنا قوة و سلام و عزاء و نأخذ إطمأنان من مجيئه إلى أرض مصر , حتى يكون بنا سلام يفوق كل عقل ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 73

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل